الحب في سن المراهقة..!؟
أنا بحب واحد أوي وبكلمة وهوة أنا متأكدة أنه يحبني بس أنا مش بخرج معاه ولا بقابله..
بس أنا مضايقة أني بكلمة أوي, وحاسة إن هيجى يوم والحب ده ينتهي..
فمش عارفة أدني أكلمه ولا أسيبه والحب ده هيجيله يوم وينتهي..
من فضلك ساعدني أني ألاقي حل للمشكلة بتاعتى..
رد المستشار
أهلا بك يا نور..
أهلا بمشكلتك التي تتكرر كثيرا على الموقع وما هذا التكرار إلا لأننا لا نعرف كيف نتعامل مع هذه المشاعر في هذه السن, فأهلا بك يا صغيرتي وأسأل الله تعالى أن يعينني على مساعدتك في حل هذه المشكلة فعلا.
أنت متضايقة جدا لأنك تكلمين هذا الولد, وهذا الشعور بالضيق هو من علامات أن التصرف الذي يفعله الانسان هو: ذنب وإثم, فقد قال النبي عليه الصلاة والسلام:"الإثم ما حاك في النفس وكرهتَ أن يطّلع عليه الناس".
أنت لا تخرجين معاه ولا تقابلينه, أي أن العلاقة بينكما واقفة – حتى الآن – عند حدود الكلام فقط ربما في التلفون أوعلى النت.. على كل هذا لا يهم, ما يهم هو:
هل الكلام معه صحيح أصلاً أم غير صحيح.
بما أنه كلام عشق وحب وغرام فهو حرام يا ابنتي ويغضب الله تعالى جداً جداً , لم يحرّم الله تعالى علينا أن نتكلم مع الأولاد مطلقاً , بل إن الكلام معهم أمر طبيعي وعادي ومطلوب ولكن بالضوابط والحدود التي حدّها الله تعالى لنا, والتي تتمثل في أن يكون الكلام في حدود التعامل الذي نتعامل به مع الجنس الآخر: كعلاقة الزمالة أو العمل أو السؤال عن شيء مش فاهمينه أو... مع الالتزام بغض البصر والنبرة الجدية غير المائعة في الكلام.
أما إذا تطور هذا الكلام العام إلى كلام خاص, وكان من الكلام الذي لا يُقال إلا بين اثنين قد تم ارتباطهما بالعلاقة التي يباركها الله عز وجل وهي علاقة الزواج , فهنا فقط يجوز الكلام في الحب, وإذا كان بغير هذا الارتباط الشرعي فنا نكون قد وقعنا في حرام كبير.
ولمزيد من التوضيح حول ضوابط العلاقة مع الجنس الآخر أقترح عليك أن تنقري الروابط التالية
العاطفة والعقل معا في سماء الحب
أحبّ مدرّسي .. فماذا أفعل ؟؟
قد يكون حبا , وقد ... لا يكون
ثم لماذا تحسين أن هذا الحب "هيجيله يوم وينتهي"؟
هل لأن ما بُني على أساس هش من نظرة وابتسامة سيكون "آيل للسقوط" وبسرعة؟
أم لأن كان هناك حب قبله وانتهى, وسيكون مصير هذا الحب كالذي سبقه؟
أم لأنك تشعرين بأن الله تعالى لن يبارك هذه العلاقة لأنها حرام, وبالتالي ستنتهي؟؟
أعتقد أن كل الاحتمالات التي ذكرتها واردة, لأن كل ما ذكرته لك هو المسار الطبيعي للأمور..
والآن إلى الوصفة السحرية التي تخلّصك من سلطان الحب, وتعيد إليك دفة قيادة قلبك وحياتك من جديد:
أولاً : عليك أن تبتعدي عن الكلام مع ذلك الولد, وهذا ما نسميه بالتوبة, أعرف أن هذا صعب, بل وصعب جدا في البداية, ولكن انتبهي: قلت صعب ولم أقل مستحيل, أي أنه بمقدور الإنسان أن يفعله , ولكن مع بذل الجهد وتحمّل شيء من الآلام , وحتى تشجّعي نفسك على تحمّل ألم الفراق , ضعي هذه النية بأن تقولي: يارب, أنا أريد أن أرضيك, وسأقلع عن الذنب الذي كنت أعمله, والألم الذي سأعانيه سأعتبره تكفيراً لي عن الذنب الذي فعلته, أليس "ما يصيب المؤمن من تعب ولا وصب ولا همّ ولا حزن حتى الشوكة يُشاكها إلا كفّر الله له بها من خطاياه", فأعنّي يا رب على هذه الرحلة المتعبة واغفر لي وتقبّل مني..
ثانياً : هذه بعض الأمور التي ستساعدك كثيراً في رحلتك نحو السعادة وإرضاء الله:
1- العبادة والعلاقة القوية بالله عز وجل , وأهمها الدعاء وطلب المساعدة منها في كل شيء نريد تحقيقه في الحياة مهما صَغُر.
2- فهم الدين فهما صحيحا من خلال متابعة درس أسبوعي أو أكثر لأنه يقوّي عزيمتنا في وجه المشاكل التي ستعترضنا.
3- الاهتمام بتنمية ذاتك ومهاراتك بالقراءة والاطّلاع والانتظام في الدورات التدريبية.
4- القيام بدور إيجابي فيمن حولك بتعليم أو مساعدة أو بأي شيء ترينه مناسباً.
5- تنمية علاقات اجتماعية صحيحة وصحّية , فالأصدقاء الصالحون خير معين على التقدم في الحياة وتحقيق الأهداف والثبات.
6- الرياضة والأكل الصحي المتوازن, فهذا يحفظ عليك صحتك الجسدية التي بدونها لن تستطيعي التقدم في الحياة ولا تحقيق أيّ من أهدافك.
7- وأخيراً إياك من الفراغ , فالفراغ هو العدو الأول للإنسان, الإنسان المشغول الذي لا يجد وقتاً ليحك رأسه, لن يجد وقتاً للانشغال بالأمور البسيطة وتصعيدها إلى أن تملك عليه حياته,
فملء الوقت من أهم ما تفعلينه الآن. ويبدأ تخلّصك من الفراغ بالبحث عن أهدافك في هذه الحياة ووضع الخطط التي توصلك إليها..
بعد تطبيقك للخطوات السابقة ستخرجين بإذن الله من تحت سيطرة المشاعر على قلبك وتفكيرك, وستصبح رؤيتك للأمور أوضح وتفكيرك أصفى, وعندها ستستطيعين تقييم علاقتك بهذا الفتى: هل هي حب حقيقي, أم مجرد ميل عاطفي غذّاه الكلام المتواصل في الحب, والفراغ الذي تعانين منه ؟؟
عندها يا حبيبتي ستعرفين كيف تتصرفين, وستبنين حياتك على اسس متينة راسخة تقودك إلى النجاح والسعادة لا إلى سيطرة الأوهام والمشاعر وستقودين أنت حياتك ولن تتسلم مشاعرك زمام القيادة بعد اليوم.
أرجو أن تجد كلماتي متسعاً في قلبك فتفرحه وتمحو الضيق عنه, وأنتظر أن تتابعيني بأخبارك..