السلام عليكم ورحمة الله وبركاته؛
الحقيقة أن المشكلة التي أريد طرحها غريبة بعض الشيء علي، وإن كنت أحسب أنها ليست كذلك بالنسبة لطبيب نفسي، كما أنني لا أعرف مدى خطورتها على حياتي الزوجية حتى الآن أو ما يمكن أن تتطور إليه في المستقبل، لأنها خاصة بزوجي، ولكنها في الوقت ذاته تخصني بشكل مباشر، سأوجزها في كلمات معدودة، ثم أفصل جوانبها:
المشكلة أنني اكتشفت بعد زواجي أن زوجي مصاب بنوع من الشذوذ، وهو ما يسمي بال Cross-dressing وطبعا تعرفت علي هذا الاسم من أحد كتب علم النفس التي، بحثت فيها عن نوع هذه المشكلة، ولكن هذا لم يؤدِ إلا إلي معرفتي أعراض هذا الشذوذ، بينما لم أصل إلي كيفية علاج زوجي منه، فضلا عن واجبي أنا تجاهه خلال هذا العلاج إن كان ممكنا وقبل أن أوضح لسيادتك تفاصيل ما حدث بيننا حتى وصلت إلى هذه النتيجة، سأورد بعض البيانات الشخصية عني وعنه:
1- نحن زوجان منذ عامين ونصف، هو شارف على الثلاثين من عمره وأنا أصغره بعامين.
2- لم ننجب حتى الآن، ونحن نتابع الطبيب الذي أكد أنه ليس هناك مشكلة غير أن الأوان لم يأت كما قال، وقد حملت بالفعل مرتين لم تكتملا.
3- مستوانا المادي متوسط، وأقول (مستوانا)، لأنني علي المستوي الشخصي أملك مالاً وفيراً ورثته عن أبي، وبالمناسبة هو يرفض استخدام مالي، ويصر على التكفل بكل طلباتي، حتى عندما أردت السفر إلي أسرتي لحضور زواج أختي عرضت أن أتكفل بمصاريف السفر لأن هذه تكاليف زائدة ليس مطالبا بها، ولكنة رفض وتكفل هو بمصاريف السفر.
4- نحن ملتزمان دينيا، ولا أقصد الالتزام في العبادات فقط، وإنما نحن من أبناء الحركة الإسلامية ولنا توجه فكري معتدل، وكل منا اختار الآخر علي هذا الأساس.
5- هو يحبني بشدة، كما يعبر عن هذا دائما بالقول والفعل، ولا يرفض لي طلبا إذا كان في مستطاعه، ويحاول أن يغير في نفسه أو طباعه ما لا أحبه أو حتى ما يضايقني منها، وعلي العكس أنا سريعة الغضب منه ولو كان خطؤه بسيطا، وأنا أعتذر له عن ذلك في أوقات الصفاء، وأشكره علي صبره علي.ولكنني أحاول دائما تأدية واجباتي الشرعية تجاهه، وربما كان هذا في حد ذاته هو ما أوصلني إلي التنبه إلي حقيقة المشكلة التي أنا بصددها الآن، وستفهم مقصدي بعد لحظات.
6- ملحوظة: نحن نعيش في إحدى دول الخليج لارتباطنا بعمله، ولكن لظروف خاصة بأسرتي سافرت إلي بلدنا مرتين خلال هذا العام، في المرة الأولي لمدة شهر، وهذه هي المرة الثانية حيث أنني بعيدة عنة بالفعل، منذ أسبوعين، وسوف أعود إليه بعد شهر تقريباً.
0الآن أوضح لسيادتك بعض التفاصيل من حياتنا الخاصة المتعلقة بشكل مباشر بالمشكلة وترتيبها الزمني بقدر المستطاع:
1- في بداية زواجنا قابلنا بعض الصعوبات في موضوع الجماع، حيث لم يستطع الدخول بي بصورة ناجحة إلا بعد 3 أسابيع تقريبا، وهذا كما هو معروف أمر تقليدي في الكثير من الزيجات في البداية، ولكن عجزنا عن إتمام الجماع في البداية كان يؤدي إلي صعوبة الانتصاب لدية في اللحظات الحاسمة، مما جعلني أحاول تلبية أي رغبة لدية يخبرني أنها تثيره لعله يصل إلي الانتصاب لفترة أطول.
2- كانت أول رغبة صارحني بها، هي أنه يريدني أن أدخن أمامه حيث يقول أن مشهد المرآة المدخنة يثيره بشدة، والحقيقة أني رفضت بشدة في البداية، ولكن مع إلحاحه المتواصل، وإشفاقي عليه من إحساسه بالعجز، وتأكيده أن هذا سيكون داخل حجرة النوم فقط، وأنه يكره التدخين أصلا في غير أوقات إثارته، كما أني اعتقدت أن من واجبي شرعا أن أطيعه طالما أن هذا يمتعه (خاصة أن التدخين علي حد علمي مختلف قي حرمته)،
كل ذلك أدي إلي موافقتي على ذلك، وبالفعل لم يطلب مني ذلك في غير أوقات الجماع، وطبعا لم يكن هذا هو السبب في وصولنا إلي الجماع بصورة ناجحة، فلم يكن السبب إلا قله خبرتنا، وصار يطلب موضوع التدخين كل فترة، ولكنني كنت دائما أرفض لفترات طويلة، ثم أجاريه مرة واحدة كل عدة أشهر لأنني بالفعل أكره هذا الأمر.
3- وذات مرة، من قبيل التغير في أنواع المداعبات في أوقات الجماع، قمت بوضع أحمر شفاه له، وكلمته بصيغة الأنثى (لأنه بالفعل يتميز بملامح وسيمة منمنمة جعلت لدي فضولا في رؤيته عند وضع الماكياج له)، وكما قلت كان هذا من قبيل الدعابة، وقد توقعت أنه سيرفض أو يغضب، إلا أنه لم يبد رفضا، فلم ألقِ لهذا بالا لاعتقادي بأنه يجاريني في الدعابة.
4- لكن بعد فترة، وجدته يطلب أن أضع له ماكياج قبل الجماع، ويطلب ارتداء ملابسي الداخلية، ولكنني اعتقدت أنه يضحك ولم أفعل، وهو لم يلح في الطلب مما لم يشعرني أيضا بشيء ذي بال.
5- ومع مرور الأيام، ومع ازدياد تعرف كل منا على الآخر وتصريحه بأدق أسراره إلى شريكه، بدأ يصارحني مباشرة بحقيقة رغبته الشاذة من حين لآخر بارتداء ملابس النساء ووضع المساحيق ثم الاستمناء، وقال لي أنه حاول كثيرا جدا مقاومة ذلك، وأنه لم ينجح في المقاومة إلا لشهور، ويعود بعدها إلي هذا الأمر، طبعا هذا كان سرا في بيت أسرته قبل الزواج.
كما أنه أخبرني أنه استطاع مقاومة رغبته بسهولة بعد الزواج، حيث أغناه الجماع الطبيعي عن الخيال، وأنها كادت تختفي من أفكاره، لولا أنني أشعلتها بمداعبتي عندما وضعت أحمر الشفاه مما أشعرني بضيق وشعور بالذنب كما أنني أدركت أن هذا الأمر خارج عن إرادته، عندما أحسست بمدى ألمه النفسي ورغبته الصادقة في التخلص من هذه الرغبة الشاذة، وبالمناسبة هو الذي وصفها في البداية ب (الشاذة)، وأنا التي حاولت، التهوين من الأمر، حيث أخبرته أني أعتقد أن هذا ليس شذوذا جنسيا طالما أنه لا يخرج خارج حجرة النوم، ولا يؤثر علي حياته الاجتماعية سواء على مستوى بيتنا أو في عمله أو مع المحيطين بنا، وحقيقة إنه لا يشير إلى هذا الأمر خارج حجرة النوم، ولا يطلبه، وحياتنا طبيعية جدا خارج هذا الإطار، بل إن لنا أنشطة في المنطقة التي نعيش فيها.
6- وفي الحقيقة كما أخبرتك، أنا لم أعتقد أن هذا نوع من الشذوذ، لذا جاريته في مرات قليلة جدا بوضع المساحيق له، ومخاطبته بصيغة الأنثى أثناء الجماع، كل ذلك –والله- لاعتقادي أن الأمر ليس خطيرا، ولأننا لا نشعر بأي تبعات له خارج حجرة النوم.
7- ورغم كل ذلك، فإنه من حين لأخر كان يطلب مني بشدة عدم إطاعته في هذه الرغبات حتى ولو طلبها هو، لأنه يعلم أنها تكون وقتية أثناء لحظات الإثارة وتختفي بانتهاء الجماع، وكان هذا يسعدني، وأعينه عليه، وبالفعل عندما يطلب ذلك لا أطاوعه، وهو لا يغضب بل يشكرني بعدها.
8- وامتنع عن تلك الرغبات لفترة بالفعل، ولكن منذ ثلاثة شهور تقريبا، عند عودتي من السفر، وجدت لديه رغبة شديدة في أن أدخن، كما فوجئت أنه لم يكتف بإزالة الشعر الزائد من الأماكن المعتادة كاستعداد للقائي بعد غياب ولكنه أزال شعر ساقيه أيضا، و اشتري باروكة لكي يرتديها وتعجبت من تفجر رغبته إلي هذه الدرجة، بعد أن كان هو نفسه يرفضها ويقاومها، وقد فسر هو ذلك بأن بعدي عنه كان يثير خياله تجاهي بشدة مما أعاد إليه تلك الرغبات، ولكنني رفضت أن أجاريه بلطف وقلت أن هذا لا يعجبني، وأني أريد أن أشعر برجولة زوجي، وأني أحب رجولته وأحتاج إليها، وبالفعل جعله هذا يقاوم رغبته، ولم يعد إليها حتى الآن.
9- كما أخبرتك سابقا أنا الآن بعيدة عنه، مما أدى إلى أن أفكر في الأمر بهدوء، وأبحث في الكتب حتى وصلت إلي اسم لحالته، وعرفت بالفعل أنها نوع من الشذوذ الجنسي وما دفعني للبحث شعوري أن هذه الرغبة لدي زوجي كامنة كالنار تحت الرماد، يمكن أن تخرج في أية لحظة، رغم أنه يبدي رغبة شديدة في التخلص منها، وأنا والله أعاونه ليس فقط بعدم معاونته فيها، ولكن أيضا بعدم الإشارة إليها أبدا في أي حديث بيننا، حتى أنني كنت أدلـله باسم أنثوي، وهو أمر شائع بين الأزواج كما أعتقد، ولكني امتنعت عن ذلك خوفا من أن يثير هذا رغبته!!
وأسئلتي كالتالي:
1- هل ما نحن فيه –بناء علي ما شرحته – يعتبر بالفعل مشكلة حقيقية؟
2- وإن كانت كذلك، فما مدي خطرها على مستقبلنا كزوجين، وكوالدين في المستقبل؟
3- هل هناك سبيل لأن يتخلص نهائيا من هذه الرغبات؟
4- إذا كان ممكنا، فما دور كل منا في العلاج؟ وقد أبدى رغبة في استشارتك أنت بالتحديد عن طريق الإنترنت لثقته في أرائك، بل لا أبالغ إذا قلت أنه قد يقبل رأيك أنت والدكتور أحمد عبد الله في هذه المسألة، ولكنه تكاسل عن إرسال المشكلة مع كثرة انشغاله، وهذا ما دفعني إلى أن أقوم أنا بهذا الأمر دون علمه محاولة أن أوضح بقدر الإمكان تفاصيل المشكلة.
ملاحظات هامة:-
1- أرجو أن يبقي الأمر طي الكتمان، وألح في هذا الطلب، فإن لم يكن ذلك ممكنا فأرجو تجهيل البيانات تماما من فضلكم.
2-إن كان هناك استفسارات عن أمور لم أوضحها، فأرجو طرحها، لكي أجيب عنها وجزاك الله خيرا الجزاء على صبرك أولا، وإجابتك علي ثانيا.
3-إذا كنت ستجيب على هذه الرسالة ولكن بعد بعض الوقت، فأرجو من سيادتك أن ترسل لي رسالة فارغة فقط لأطمئن إلى أنك ستجيب لاحقا، أما إذا لم تصلني الرسالة الفارغة لعدة أيام فسأعرف أنك لا تجيب على المشاكل إلا عن طريق (استشارات مجانين).
4/9/2003
رد المستشار
الأخت العزيزة أهلا بك على صفحتنا استشارات مجانين،
الحقيقة أن ما تتحدثين في رسالتك هذه عنه هو اضطراب "لبسة الجنس الآخر الفيتشية" أو لبسة الجنس الآخر الكلفية (أو الأثرية) وهو أحد اضطرابات التفضيل الجنسي Sexual Preference Disorders التي يعاني منها زوجك الفاضل أو ما كانت تسمى بالشذوذات الجنسية Paraphilias، وهذه النوعية من الاضطرابات النفسية الجنسية هي واحدةٌ من اهتماماتي البحثية في الطب النفسي، والحقيقة أنني انبهرت من رجاحة عقلك وحسن تصرفك مع زوجك بارك الله فيك وفيه، ولذلك قرأت رسالتك عدة مرات، وتعجبت من استبصارك بنفسك وبعيوبك أيضًا،
من الواضح أن زوجك يعاني بعض الاضطرابات فيما يتعلقُ بما يثيره جنسيا أو ما يعظمُ الاستثارة لديه، فكونه يثار من رؤيتك وأنت تدخنين يندرج تحت اضطراب الكَلفِيَّـة Fetishism أو الأثرية، ولكنه ليس كلفيةً كاملةً تستوفي المعايير اللازمة للتشخيص لأنهُ قادرٌ على الأداء الجنسي الناجح بدون رؤيتك وأنت تدخنين، كما أن الأمر لا يحدثُ إلا من حينٍ لحين، وهو نفسه يقاومهُ، وكلمة فيتش بالمناسبة هي كلمة أعجمية أصلاً ولعل أقرب مقابل عربي لها هو الكلف والتي تعني الولع والوله الشديد ويقول الحصري القيرواني في قصيدته المشهورة:
"يا ليل الصب متى غده؟؟ أقيامُ الساعة موعدهُ؟
كلفٌ بغزالٍ ذي هيفٍ خوفُ الواشين يشردهُ
والبعض يترجمها بالأثرية من الأثر أي أن أثر الأنثى (كملابسها الداخلية أو أدوات زينتها مثلا) يثير الرجل،
والكلفية أو الأثرية تصفُ اضطرابًا يصيب الرجال (غالبًا أو دائمًا الله أعلم فنحن لا نعرف الكثير عن الجنس في الإناث) يصبحُ فيه شيءٌ ما شرطًا لازمًا لإحداث الإثارة والقدرة على الأداء الجنسي، وقد يكونُ ذلك الشيء جزءًا من جسد المرأة أو شيئًا من ملابسها أو من أدوات زينتها إلى آخره، وكلما كان ذلك الشيء (الأثر) أو موضوع الكلف بعيدًا عن جسد الأنثى أو ما يحيطُ بذلك الجسد كلما كان الاضطراب أشد، ولكن تذكري أن زوجك أصلاً لا ينطبق عليه التشخيص لأنه يستطيع الأداء دون أن تدخني أمامه!
وأن تدخينك أمامه أصلاً يحمل معنى رغبته في تشبهك أنت بالرجل فهو إذن أمرٌ آخر مختلفٌ بعض الشيء وإن اندرج تحت الأثرية أو الكلفية، وأما اضطراب لبسة الجنس الآخر الأثرية Fetishistic Transvestism فهو أيضًا غير شديدٍ عند زوجك، وإن كنتُ غير متأكدٍ تمام التأكد من ذلك، وهذا الاضطراب يصيب الرجال أيضًا في الأغلب، ويتميزُ بحدوث استثارة جنسية تنتج عند ارتداء الملابس الأنثوية أو الظهور بصورتها أو فعل أفعالها أو إحداث تغييرات سطحية في الجسد كنزع الشعر مثلا بحيث تأخذ منطقةٌ ما من جسده الشكل الأنثوي.
ولكن بوجهٍ عام، هناك قاعدةٌ أساسية في تحديد احتياج الأمور الجنسية للعلاج من عدمه وهيَ أن يتسبب الاضطراب في عدم القدرة على الأداء الطبيعي دون اشتراط المثير غير الطبيعي أو المرفوض، أو أن يتسببَ الاضطراب في ضيق الشخص ومعاناته الشديدة أو يتسببُ في إعاقته أسريا أو اجتماعيا أو في مجال عمله، وكل هذا غير موجود في حالة زوجك والحمد لله، الغالبية العظمى من مرضى لبسة الجنس الآخر الأثرية أو الكلفية هم رجالٌ طبيعيو التوجه الجنسي أي أن توجههم الجنسي يكون تجاه الإناث،
وأما خوفك من أن رغباته تلك التي يكبتها يمكنُ أن تخرجَ في أي لحظة، فأنا لا أستطيع أن أقول لك أن هذا لن يحدث، لكنني أعتقد أن وجودك معه ومحاولته هو الاستغناء عن تلك الرغبات طالما كنت معه هيَ أهم ما قد يطمحُ الطبيبُ النفسي إلى حمل زوجك عليه، والرجل بفضل الله يفعلُ ذلك، إذن ليس هناكَ ما يستدعي القلق، كوني كما أنت إلى جانبه وساعديه على مقاومة ما يكره أن يفعله رغم أنه يضعفُ أحيانا، ثم أنها حتى لو حدثت فإنها محصورةٌ في غرفة النوم وهذا ما نلجأ له في الحالات الشديدة والتي لا يستطيع الرجل الأداء فيها إن لم نلب له رغبته، وزوجك ليس كذلك وإن شاء الله لن يكون كذلك.
00وأما الموقف الشرعي من هذا الأمر فإننا باستقراء الأحاديث التي وردت في تحريم تشبه الرجال بالنساء وتشبه النساء بالرجال يتضح منه تعلق الأمر بالتشبه على المستوى الاجتماعي، فقد ثبت في الصحيح عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: ((لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم المتشبهين من الرجال بالنساء، والمتشبهات من النساء بالرجال)) [رواه البخاري]، واللعن هو الطرد والإبعاد عن رحمة الله. وعن ابن عباس رضي الله عنهما أيضاً قال: ((لعن النبي صلى الله عليه وسلم المخنثين من الرجال والمترجلات من النساء)) [رواه البخاري]. والمترجلات من النساء يعني اللاتي يتشبهن بالرجال في زيهم وهيئتهم فأما في العلم والرأي فمحمود. وعن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لعن الرجل يلبس لبسة المرأة، والمرأة تلبس لبسة الرجل)) [رواه أحمد وأبو داود]، وكذلك لبس أحذية تشبه أحذية الرجل، ولقد قيل لعائشة رضي الله عنها: إن امرأة تلبس النعل فقالت: (لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم الرجلة من النساء) [رواه أبو داود]،
وفي كل ما سبق دليل على أنه يحرم على الرجال التشبه بالنساء وعلى النساء التشبه بالرجال في الكلام واللباس والمشي وغير ذلك والمترجلات من النساء المتشبهات بالرجال وقد تقدم الكلام على المخنثين ضبطا وتفسيرا وذكر من أخرجه النبي صلى اللّه عليه وآله وسلم منهم. وقد أخرج أبو داود من حديث أبي هريرة قال (أتى رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم بمخنث قد خضب يديه ورجليه بالحناء فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم ما بال هذا قالوا يتشبه بالنساء فأمر به فنفي إلى النقيع بالنون فقيل يا رسول اللّه ألا تقتله: فقال أني نهيت أن أقتل المصلين)وروى البيهقي أن أبا بكر خرج مخنثا وأخرج عمر واحدا وأخرج الطبراني من حديث وائلة بن الأسقع أن النبي صلى اللّه عليه وآله وسلم أخرج الخنيث.
لكن كل هذا يتعلق بالمظهر الاجتماعي، وأما ما يحدثُ في غرفة النوم فأمره مختلف عن ذلك لأن المراد من الزواج هو أن يصون المسلم والمسلمة نفسيهما من الوقوع في الحرام، وعلى الزوج والزوجة أن يسلكا كل السبل التي تساعدهما في ذلك أي أن علهما أن يشبعا كل رغباتهما سويا في الحلال مبتعدين عما هو محرم بوضوح كالإتيان في الدبر Analism.
وأنصحك بقراءة الردود السابقة على صفحتنا استشارات مجانين ففيها كثيرٌ عن اضطرابات التفضيل الجنسي Sexual Preference Disorders التي تدور حالة زوجك في إطارها:
الشذوذات الجنسية وما هو أهم وأعم
صاحبي يفضلها طويلة
لبسة النساء الفيتشية أم؟
فيتشية القدم والميول المثلية متابعة ثانية
عقدة الأقدام أم عشقها المازوخي متابعة ثانية
السادية والمازوخية وحكم الشرع.
وأنا في النهاية أنصحك بأن تساعدي زوجك على عدم التمادي في ذلك لأن هذه المساعدة هيَ العلاج ولكن دونَ أن تكوني سببًا في إهانته أو شقائه، وهو كما فهمت من إفادتك يريدك أن تساعديه على التخلص من ذلك، فكوني قريبةً منه ولا تتركيه وحده ما استطعت لذلك سبيلا أكرر احترامي وتقديري بل وسروري بوجود مثلك بين المسلمات، أكثر الله من أمثالك، وأعانك وأعان زوجك، وفقك الله وتابعينا بأخبارك والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ويتبع>>>>>>>>> : هي تدخن له وهو يضع المكياج! مشاركة