الخجل وتشوش الأفكار..!؟
أعاني من مشكلة عند التحدث مع الغرباء (وخاصة الإناث)...
وهي أنني أبدأ في التلعثم أو تضارب الأفكار...
وأصاب بخجل شديد.
أرجو إفادتي في مشكلتي،
وشكراً.
14/09/2003
رد المستشار
الأخ السائل العزيز، أهلا بك وشكرًا على ثقتك بموقعنا وصفحتنا استشارات مجانين، أستطيع بمنتهى السهولة أن أقول أن كل ما ذكرته لنا في رسالتك رغم صغرها شئ عادى ومطلب من متطلبات النمو الانفعالي في مرحلة المراهقة التي تمر بها، ولن أناقش معك بشكل مباشر موضوع الخجل لأني كما قلت لك سأعتبره شيئا عاديا واعلم أن كل مرحلة نمر بها هي بمثابة تمهيد للمرحلة التالية من عمرنا ونمونا النفسي.
ولكنى أود أن أشرح لك خصائص المرحلة التي أنت بها حتى لا تعتقد أنها مشكلة فكل ذلك سوف ينتهي بمشيئة الله، وسوف تمر مرحلة المراهقة هذه بحلوها ومرها وأهم شئ هو أن تتفهم نفسك ولماذا أنت كذلك والدوافع التي تختفي وراء سلوكياتك لماذا تثور لأتفه أسباب؟ لماذا تخجل وخاصة عندما تتعامل مع الجنس الآخر؟ لماذا تظن أن والديك يقمعون حريتك ويتدخلون في شئونك؟ لماذا تشعر بالإحباط والحزن أحيانا؟ لماذا يتغير جسدك هكذا؟
بالطبع أنت لم تذكر لنا في رسالتك كل ذلك ولكنى اعلم أن كل هذه التساؤلات تدور في ذهنك ولكنك توقفت فقط عند مشكله الخجل أمام الإناث وسوف أقول لك لماذا ذلك أيضا،
تتميز مرحلة المراهقة بعدة خصائص لا نعتبرها في علم النفس جنوحا مادامت لم تخرج عن النطاق المتعارف عليه والطبيعي والذي سوف أتناوله معك بقليل من التفصيل فأنت شأنك شان كل من هم سنك في جميع العالم إنها بالفعل مرحله صعبة وتتداخل فيها العوامل البيولوجية مع العوامل الانفعالية بشكل يصعب معه فصل هذه العوامل عن بعضها بالإضافة كذلك لبعض العوامل الأخرى كالتربية والاستعداد النفسي وما إلى ذلك
فمرحلة المراهقة هي إحدى مرحلتي النمو السريع في حياة كل منا فالمرحلة الأولى تكون في الشهور التسعة الأولى ما فترة النمو السريع في مرحله المراهقة فتستمر عامين أو ثلاثة حيث يبدأ الجسد في النمو بشكل سريع ليتشكل إما بالشكل الأنثوي لدى الإناث أو بالشكل الذكوري المعتاد لدى الذكور ولا يقتصر النمو على الخصائص البيولوجية فقط بل والانفعالية أيضا حيث تمتاز الفترة الأولى من مرحله المراهقة بالانفعالات العنيفة فنجد المراهق يثور لأتفه الأسباب ولا يستطيع أن يتحكم في المظاهر الخارجية لانفعالاته فيبالغ في التعبير عن حزنه وفرحه وغضبه، ويرى أن معاملة الآخرين له لا تناسبه فهو لم يعد صغيرا بل رجل تام الرجولة له حقوقه كفرد لذا فهو يرفض المساعدة ويرى أن في ذلك تدخل في شؤونه الخاصة وانتقاد له.
كما أن المراهق في هذه المرحلة يكون مليئا بالآمال والطموح حيث يعتقد المراهق أنه كبر وعلى قدر المسؤولية فتراوده فكرة السفر للخارج أو الزواج ولكن تقف التقاليد والأسرة عائقا أمامه فتحول بينه وبين تحقيق أمانيه فيحدث عنده إحباط وقنوط وفى هذه المرحلة أيضا تتكون العواطف الشخصية نحو الذات وتأخذ مظاهر العناية بالملبس وطريقة الكلام والمظهر الخارجي بشكل عام، كما أنها تتميز كذلك باندفاع العواطف والمشاعر نحو الجنس الآخر والاهتمام بتكوين علاقة مع أفرادٍ من ذلك الجنس.
وفى نهاية هذه المرحلة تتكون لدى المراهق عواطف نحو الأشياء الجميلة ويعبر عن ذلك بالرومانسية والحس المرهف، وحساسية المراهق الانفعالية ترجع لعدم قدرته على التلاؤم مع بيئته ومع الآخرين وعدم استطاعته على الوفاء بمتطلباته.
0ونأتي لنقطة هامة والتي تخصك أيها الأخ السائل وهى أن المراهق دائما ما ينزعج بسبب ما يشعر به من عدم ثقة إذا ما وجد نفسه في موقف يتطلب منه التعامل مع الجنس الآخر ففي هذه الحالة يشعر بالارتباك والخجل.
إذن فكل ما ذكرته لك وكل ما تمر به طبيعي جداَ وتفرضه عليك المرحلة السنية التي أنت بها وسوف تمر هذه المرحلة وتدخل في مرحلة الشباب وتبدأ شخصيتك الحقيقية تتشكل وسوف تتغلب على كل ذلك وسوف تشعر بعد ذلك بسطحية المشاكل التي تعانى منها الآن.
يمكنك أن تمارس هواية ما أو تشترك في إحدى الألعاب الرياضية أو تشترك في الأعمال الجماعية التي تتطلب احتكاكا بالآخرين ويمكنك أن تحتك مع الفتيات من خلال مجموعات كان تشترك مع زملائك في منافسة ما علمية أو رياضية معهن متفاديا الاحتكاك الفردي مؤقتا حتى لا تثقل نفسيتك بموضوع الخجل هذا ولا تشغل بالك كثيرا بموضوع الإناث هذا واعلم أنهن مثلك ويمرون بنفس ما تمر به.
أهلا بك صديقا وإذا كانت هناك أي مضايقات تتعرض لها أو لا تستطيع تفسيرها فيمكنك أن تستشيرنا ومرة أخرى أهلا بك صديقا لاستشارات مجانين وتابعني بأخبارك.
**ويضيف الدكتور وائل أبو هندي، الأخ العزيز السائل: لدي فقط ملاحظتان أردت إضافتهما هنا الأولى تتعلق بطبيعة المجتمع الخليجي الذي تعيش فيه والذي يفصل فصلا تاما متعسفًا بين الجنسين، دون أي أساس شرعي إسلامي صحيح، وهذا أحد أهم عوامل معاناة كثيرين من أمثالك وهو ما قد يجعل المشاركة في الأعمال الجماعية أو الأنشطة الرياضية رغم كونها مطلوبة لك كما نصحتك الأخت المستشارة إيناس مشعل، إلا أنها لن تسمح لك بالاختلاط بالفتيات في بلدك مع الأسف.
وأما الملاحظة الثانية، فهيَ أن لدينا احتمالا لأن تكونَ لم توفق في إعطاء وصف دقيق لحالتك ولم تذكر بعض الأعراض المهمة التي ربما تشير إلى تشخيص اضطراب الرهاب الاجتماعي Social Phobia لديك، خاصةً وأنه أد أكثر الأعصبة Neuroses انتشارًا في بلدكم الحبيب وأنك سميت استشارتك بالخجل وتشوش الأفكار وهو ما قد يشير إلى قسوة الأعراض وزيادتها عن مجرد مشاعر مراهقة عادية، ومن أجل أن تعرف كل شيء عن هذا الاضطراب القابل للعلاج لدى الطبيب النفسي باستخدام العلاج السلوكي المعرفيCognitive Behavior Therapy، من أجل أن تلم بهذا الموضوع عليك بمراجعة الردود التالية على استشارات مجانين:
مجتمعاتٌ ضد توكيد الذات، وأيضًا الحياء الشرعي والرهاب المرضي، وأيضًا رهاب الجنس الآخر
وستجد فيها إن شاء الله تعالى ما يفيدك، ونحن في انتظار متابعتك.