سجن العمرة
عزيزي الطبيب
أرسل لك برسالة غريبةربما لا تصدقها. ولا مشكلة عندي إن لم تصدقها
كنت أعتنق الدين المسيحي طيلة 34 عاما حتى غيرت إلى الإسلام، بناء على نصائح أحد طلابي المسلمين في الجامعة في بريطانيا حيث أعمل أستاذا مساعدا بإحدى الجامعات.
ونصحني من نصحني بعمل عمرة كي أغتسل من الكفر تماما، وقد فعلت وذهبت إلى هذه البلاد الملعون أهلها وقمت من النوم على وجود 3 من رجال البوليس اقتادوني إلى قسم شرطة ومن قسم الشرطة بعد 10 أيام إلى الشيخ باعترافات مكتوبة وعليها توقيعي أني أمارس الفاحشة! ومن قسم الشرطة إلى السجن 5 أشهر .
على سند من القول أن مشرف شركة السياحة وهو من مصر الفرعونية قد شاهد شابا في غرفتي. وأقسم برب عيسى أنني لم أحضر أحدا ولم أرى أحدا على الإطلاق سوى رجال الشرطة يأخذونني من سريري. وبالفعل سرق رجال الشرطة مشاركة مع مشرف الرحلة كل أموالي وحقائبي، حتى أن الشيخ قد برأني من كافة الأشياء وأقسم برب عيسى النبي الطاهر أنني لم أفعل شيئا ولم أرتكب أي مخالفة تغضب الرب ورأيت الإسلام الدين الذي يدعى أبناؤه أنه دين الرحمة والأمانة، فهل الرحمة في الإسلام تعني إهدار آدمية الانسان؟؟. هل الأمانة تعني سرقة أموال وحقائب زوار البيت الحرام من رجال الشرطة السعوديون؟؟
هل الإسلام لا يعترف ببراءة الإنسان.
لقد برأني صعلوك يسميه المسلمون شيخا أي قاضيا وهو لا يعرف أي من التقاضي ولا حقوق الإنسان، وعلى الرغم من براءتي من الصعلوك السعودي المسمى بالشيخ فقد تم سجني 150 يوما بلا أي سبب وبلا أي جريمة، هل الإسلام يبيح ضرب وسجت الأبرياء وسرقة متاعهم، أليس الإسلام هو ما تحكم به السعودية؟؟
مشكلتي الوحيدة أنني لم أكن قد حصلت على الجنسية البريطانية، وعدت بعد 150 يوما من سجن العمرة وقد ماتت أمي أثناء سجني، وهربت زوجتي وأبنائي إلى بريطانيا. وعدت مريضا بفشل كلوي نتيجة لمرضى بالسكر داخل السجن من شدة التعذيب والشعور بالظلم في بلاد الإسلام، وعدت إلى حيث كنت إلى دين السماحة والآمن والعدالة وتكريم الانسان، وأخذت عهدا على نفسي إلا أساعد مسلما وأن أجتنب المسلمين في أي مكان
وفى الطريق الى العالم كتاب (سجن العمرة) أوضح فيه عدل الإسلام وأمانته وحسن معاملة ضيوف الأماكن المقدسة.
والتعذيب داخل سجون مكة وخلع الأظافر وسرقة أموال الحجاج والنصب عليهم وحسبي الله ونعم الوكيل
22/7/2005
رد المستشار
عزيزنا الإنسان
بغض النظر عن ديانتك فأنت تعنينا على الصعيد الإنساني كما أمرنا ديننا السمح الذي كفل حق وحرية الجميع في العبادة والاعتناق والتملك, وكانت الوصايا في الحروب ألا تهدم صومعة ولا تقطع شجرة ولا يؤذى شيخ أو ولا طفل ولا امرأة،.....
وهذا هو المنهاج الثابت لدينا بغض النظر عن تجربتك أو عن سوء أداء التابعين الذين لا قد لا يرقون إلى مستوى المبدأ, وهكذا أنا أصدق أنك مقتنع بما تقول وليس من دوري أن أشكك في أقوالك فالمهم بالفعل ليس درجة صحتها أو دقتها بقدر أهمية اقتناعك أنت بها وتأثيرها على نفسيتك وحياتك أنت لا نحن, ولهذا أكتب كلماتي لا دفاعا لما لا أملك عليه دليلا سوى كلماتك ولكن دفاعا عن سعادتك أنت واستقرارك النفسي.
تأتينا الأدلة تباعا على أن مساحة اللامعقول قليلة جدا وتكاد تختفي في زماننا الحالي في مختلف أنحاء المعمورة وما عليك إلا أن تفتح أي قناة إخبارية. تشكو من ظلم الناس في ديار الإسلام إذن هل لي أن أذكرك بأن تقرأ عن أحداث سجن أبو غريب في العراق على يد محرري الإنسانية وعن أحوال سجناء غوانتنامو لدى حماة حقوق الإنسان التي تقول الأخبار وليس انحيازنا بأنهم لا يعرفون لأنفسهم تهمة منذ ثلاث سنوات!!!
أخي في الإنسانية الظلم ظلمات وحرمه رب العالمين على نفسه وحرمه علينا نحن أيضا كما في الحديث القدسي ولكنه شائع ومنتشر مهما أنكرت فالغرب لا يمثل مجتمع الفضيلة ولا يمثل الشرق عصور الجهل والظلام.
في مقابل خبرتك السيئة لو فتحنا الباب لوجدنا مئات القصص عن مساعدات أهل وجيران الديار المقدسة للزوار والحجيج ولكننا لن نفعل, وتعرف أن التعميم غير جائز في الإسلام فلا نقول جميع من هنا أو هناك أشرار فلا أستطيع إلا أن أسجل إعجابي بالغرب وما يقدمه للبشرية من خدمات بتطوير أبحاث الطب والتكنولوجيا.
سبب معاناتك يرجع لإتباعك أسلوب تفكير غير صحيح يعتمد التعميم والحدية فأعطيت خبرتك السيئة حجما أكبر من حجمها وجعلتها مسئولة عن وفاة والدتك رحمها الله وجعلت حفنة من الناس قيمة على دين الله, وحتى عندما أعلن القاضي براءتك رأيت أنه حقير ولا يستحق تقديرك وأنت حر في رأيك, فأنت تعرف أن الدين موجود قبلك وسيبقى بعدي وبعدك, وأنا وأنت وجميع من في الأرض لن نضر الله شيئا إن تبعنا أو أعرضنا ولكن تذكر الآية الكريمة في سورة الزمر بأن الله لا يرضى لعباده الكفر وهو الغني عنهم, تشير إفادتك إلى اضطراب عميق في نمط التفكير وهو النظر إلى الأمور بصورة حدية فأنت تغير دينك وتذهب إلى العمرة دون قناعة منك لكلمات قيلت لك وعندما واجهتك عثرة في طريقك نكصت على عقبيك كمن يقول عنه رب العالمين في سورة الحج (وَمِنَ النَّاسِ مَن يَعْبُدُ اللَّهَ عَلَى حَرْفٍ فَإِنْ أَصَابَهُ خَيْرٌ اطْمَأَنَّ بِهِ وَإِنْ أَصَابَتْهُ فِتْنَةٌ انقَلَبَ عَلَى وَجْهِهِ خَسِرَ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةَ ذَلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ (الحج : 11 )" والأساس أن الدنيا خليط من أبيض واسود وخير وشر وما أدراك لعل ما مررت به كان مجرد امتحان لصدق تدينك ولكني أراك غيرت دينك لأغراض دنيوية وليس عن قناعة معرفية كما أمرنا رب العالمين بأن نتدبر الأمر.
وأنا معك أن لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم وعليك بها فأنها مفرجة للكرب, وأنا أنتظر معك كتابك سجن العمرة لأسمع روايتك لخبرة الألم حيث يقال أن لاشيء يظهر حقيقة الإنسان مثل خبرة السجن, بل يقال أحيانا أن أدب السجن هو جزء من علم النفس, خبرة بالتأكيد لا يختارها عاقل ولكن إن اختار عاقل أن يشركنا خبرته فذلك من دواعي سرورنا,
وأهلا بك على موقعنا.
ويتبع >>>>>: ظلم الناس للدين مشاركة