حزن بلا نهاية
أشكر لكم هذا الموقع الذي وجدته بعد فترة من المطالعة والتعرف على المشاكل أنه أهل لعرض مشكلتي. وأرجو أن تجدوا لي مخرجا مما أنا فيه.
عندما كنت في الجامعة أعجبت بأحد المدرسين وكان هو محط احترام الجميع من طلبة وطالبات. ملتزم دينيا وأخلاقيا وعلاقاته بالطالبات تحكمها الأخلاق . ولم يكن هذا الإعجاب إلا مرحلة كما كنت أعتقد وستزول خصوصا وأن هذا المدرس كان متزوجا حديثا. لكن كنت أرى فيه الشخصية التي أبحث عنها. أخذت معه مقررا ولم يكن بيننا أية صلة أو مبادرة إعجاب.
علمت من زميلاتي أن من تريد الزواج فيجب أن تصلي ركعتين وتنام وعندها سترى في الحلم من يكون الزوج. وبالفعل قمت بذلك عدة مرات حتى رأيت في الحلم أنى أفتح ورقة مغلقة وعليها اسم المدرس المذكور. صحوت من النوم وأنا في غاية السعادة بأني سأكون من نصيب هذا المدرس طال الزمان أو قصر. حينها زاد تعلقي به من دون أن أخبر أحدا خصوصا وأنني من أسرة محافظة وملتزمة.
حدثت عدة حوارات عامة ونظرات لكن لم أكن متأكدة من إحساسه نحوي. مرت سنوات علمت عنه كل خبر وعرفت اسم زوجته وأسماء أولاده، أصدقاءه محل سكنه. كنت متعلقة بكل ما يذكرني به. وإذا جاءت سيرته وجدت نفسي ارتجف وكأنه أصبح ملكا لي وحدي.
تخرجت من الجامعة وعملت في عدة أماكن. تقدم لي شاب وعقدنا القران ومكثت مخطوبة ثلاثة أشهر ثم قررت الانفصال. فالرجل مدخن وأنا لا أطيق رائحة الدخان. ووعدني بالتوقف عن الشراب فتوقف شهر ثم عاد ألعن من السابق. فقررت الانفصال قبل أن يحدث أي شيء.
حادثة الانفصال أثرت في نفسي وأصبح لقبي فلانة التي انفصلت. وعادت صورة الأستاذ تطرق مخيلتي بقوة وقلت ربما أن ما حدث خير لي.
وحدث بعد ذلك ما لم يكن في الحسبان. حيث فوجئت بالأستاذ نفسه يتصل بي في المنزل وكعادته في الكلام المؤدب يعتذر عن اتصاله المباشر بي ويخبرني عن فرصة عمل في الجامعة. وأنه رشحني لتلك الوظيفة لمعرفته بمعدلي المرتفع والمناسب لشغل الوظيفة. لم أصدق الاتصال وكان كالفرج من السماء. أرسلت أوراقي له مباشرة. ثم طلب مني مقابلته في مكتبه. وكان يوما من أسعد لحظات عمري. قابلني وكنت أتمنى أن ألقي بنفسي في أحضانه. المقابلة كانت عن العمل. ألا أنه عندما سألني عن وضعي الاجتماعي وجدت نفسي أنطلق عن تجربتي السابقة بكل التفاصيل. وجدته قد تأثر وأحسست بأن ثقلا كبيرا على صدري قد انزاح.
تعطلت الجامعة في الرد على طلبي. ثم اتصلت بالأستاذ أسأله. فاخبرني أني الأولى بين المتقدمات للوظيفة وأنه رشحني لها. ثم أخبرني بأنه راحل الى أمريكا لمواصلة دراسته العليا. ونزل على الخبر كالصدمة وبدأت أبكي بحرقة لا على الوظيفة ولكن على تلك الآمال الكبيرة التي عقدتها.
قبل سفره بأسبوع اتصلت أسأله عن الوظيفة فإذا به يفاجئني بكلمة "يا حبيبتي" الموضوع ليس في يدي..... هنا سقط قلبي في يدي. ثم استدرك وقال آسف لا أقصد. هنا وجدت نفسي أبوح له بكل ما أكنه من حب تجاهه بينما هو صامت لا يتكلم. ثم قال هل أنت متأكدة من كل ما تقولين. حلفت بأن كل ما قلت له هو الصدق. رد علي بأن موضوع الوظيفة هي حكاية مفبركة من عنده وأنه كان يريد أن يعرف تفاصيل أكثر عني وأقسم بالله أكثر من مرة أنه يحبني منذ أن كنت طالبة في الجامعة وأنه كان يتحين الفرص لكي يفتح معي أي موضوع. لكن كل ما كان يمنعه هو وضعه كأستاذ كما أن علاقته بزوجته على أحسن ما يرام.
عشت بعدها أحلى أيام في عمري. وأنا كنت الغبية التي لا تعرف شيئا. سافر بعدها الى أمريكا ومن هناك كان يتصل بي بشكل مستمر ويرسل لي أخباره وأشواقه بالمسجات. بادرته بكل ما عندي من حب وشوق. وعندما عاد في أحد الإجازات حمل لي الهدايا وطلب مني أن نتقابل. ليفتح معي الموضوع. جلست معه في أحد المطاعم. وأخبرت أختي بموضوع اللقاء حتى أكون في أمان. جلسنا جلسة حالمة وتحدث لي عن كل شيء وأنه كان يتسقط أخباري منذ أن كنت طالبة. أخبرته أنا نفس الشيء. قال هل توافقين أن تكوني زوجتي الثانية. أجبته نعم، وزوجتك الأولى ؟ قال لي بكل وضوح وحزم: أحبها كثيرا وأنا متأكد بأنكما ستكونان أختان متفاهمتان. تواعدنا على التفكير بالخطوة التالية وعلى اللقاء بعد أسبوع. فاجأني بعد ثلاثة أيام بطلب لقائي حالا. تقابلنا فإذا به يعطيني هدية عيد ميلادي. فكدت أجن من الفرحة. ذهبت الى البيت لأفتح علب الهدايا. فكانت عطرا... وقميص نوم فاخر. فكان كالخنجر المسموم في صدري. هل يكذب علي لاستغلالي. لماذا هذه الهدية بالذات؟. أرسلت له مسج بأنك ........ !
قطعت معه الاتصال وظل يتصل بي بشكل جنوني وأخبرني بالمسج بأن موعد سفره قريب ولابد من أن يراني. وأنه يعتذر إذا كان هناك سوء فهم. دخلت بعدها في حزن شديد. أخبرت أختي التي تعرف قصتي معه. فقالت أن الهدية دليل حب ويجب ألا تحملي الموضوع أكثر مما يستحق.
ظل هو يحاول الاتصال بي ويرسل لي المسجات لكن دون رد مني. وظل الأمر معلقا ستة أشهر. وجدت نفسي بعدها أن ما قمت به حركة غبية لا تستحق تعذيب إنسان يحبني بهذه الطريقة. وعندما اتصل بي أجبته وكاد هو أن يجن. وحلف لي أن حالته كانت سيئة ونتائجه في الجامعة قد تراجعت بسببي. فازددت به تعلقا واعتذرت. لكنه قال لي أني كنت قاسية معه بطريقة شعر بها بالإذلال والمهانة. وتواعدنا على استمرار التواصل وبأنه سيخطبني في أول زيارة للبلد لكن يجب أن أكون أنا متأكدة من نفسي أولا. وبدأ الانتظار.
خلالها تقدم لي شاب وضغط علي أهلي للزواج منه. وتحت الضغط صارحت والدتي برغبتي بالأستاذ وأنه وعدني بالزواج. الأم رفضت أن أكون زوجة ثانية وهددتني بإخبار والدي. جاءنا الشاب ووعده أهلي بخير. شاب وسيم ولديه وظيفة وكل بنت تتمناه. أخبرته بأني مطلقة كي أبعده عني فأصر وقال أنه يعلم ذلك. طلبت من أهلي مدة للتفكير. لكن تحت الضغط وجدت نفسي أقول نعم.
أخبرت الأستاذ بما تم . فصعق من الخبر وظل يبكي على الهاتف. ثم قال أنت حرة ولا أريد أن أكون عائقا في طريق سعادتك. اختاري من يريده قلبك. لكن سأظل وفيا لحبي لك.
تزوجنا وظل طيف الأستاذ أمامي في كل لحظة. زوجي أعطاني كل حب وحنان ورزقنا بطفل بعد سنة. لكن ضميري يعذبني بما فعلته بذلك الرجل الذي كان صادقا في حبه لي. وظل يرسل لي المسجات لكن طلبت منه التوقف فأنا على ذمة رجل آخر ولا يمكن أن أوأصل معه علاقة المراسلات. أرسل لي رسالة وقال أنه يحترم رغبتي وسيدعو الله أن ينساني.
أنا مهمومة ومعذبة برغم كل ما حولي من حب وسعادة مع زوجي. لكن ظل ذلك الرجل يعذبني. وأنا أجد أني ظلمته وحطمته. كيف لي أن أتخلص من هذه العذابات.؟
وهل يحق لي الاتصال به للاطمئنان عليه وإشعاره بصدق مشاعري.
علما بأنه يرسل لي رسائل بالإيميل يرجو فيها أن أرد عليه؟
2/7/2005
رد المستشار
السلام عليكم
نشكر لك ثقتك في موقعنا وأرجو الله أن نكون على قدر هذه الثقة.
لا يحق لك بأي شكل من الأشكال أن تتصلي بمن كان حبيبك، نعم هناك علاقات يمكن تحويلها من صداقة إلى حب ولكن العكس غير ممكن، أي مشاعر تلك التي تريدين أن تحديثه عنها؟؟ أنت لم تحطيمه قد تكوني آلمته وجرحت كبريائه ليس إلا، وسيكون هو بخير أن تركت له فرصة كي ينسى مراهقته معك. وليعذك ضميرك على زوجك فهو أولى بأفكارك واهتمام.
تنظرين لنفسك على أنك خالية الطرف من مسئولية تعلقك به وتعلقه بك لتعودي فتعترفي بأن ضميرك يعذبك لما فعلته بذلك الرجل، نعم كان إنسان مستقر منسجم مع زوجته ولكنه في النهاية بشر يسعد بأن يكون هدفا للاهتمام، إن الحوارات والنظرات لها بالتأكيد تأثير في النفس البشرية فمن خلال الحوارات حققت جانب الخضوع بالقول أما النظرات فأوحت وأشارت بكل درجات الاهتمام التي أكملت باقي مهمة اصطياد الأستاذ، ولاحظي أن كلاهما ورد النهي عنه بالنص في كتاب الله حين أمر بغض البصر وحين نهى عن الخضوع بالقول.. وعفا الله عما سلف بسبب الطيش والجهل.
توقفك عند مراسلاته دليل على عدم رضاك عن جانب ما في حياتك مع زوجك ولكنك تنكرين ذلك وقد يكون ذلك تنصل من مسئوليتك عن هذه المنغصات، وهروب من مواجهة الواقع إلى لطافة الأحلام.
انظري لسلوكك بمزيد من النضج إذا أردت أن تسعدي بحياتك، أتركي الماضي وما جرى فيه فلا يمكن إصلاح ما فات بالفعل، عليك بالتركيز على الحاضر وعلى الزوج البريء الذي يجب أن يعذبك جحودك لعطائه أكثر مما تعذبك رسائل أستاذك ولا أعرف كيف لم يخطر ببالك أن تقطعي أي صلة به إذا كنت غير راغبة في اهتمامه خلال خمس دقائق، ثلاثة منها لإنشاء عنوان بريد جديد لا يعرفه واثنتان لإرسال رسالة إلى من تهتمين بالتواصل معهم بعنوانك الجديد وبالطبع لن يكون الأستاذ منهم، ركزي على حياتك الحالية كي لا تعودي لتندمي على تعاملك معها أيضا بعد فوات الوقت، وأهلا بك دائما معنا.