مش لاقية حد حواء تحت العشرين
أختي الحبيبة..... السلام عليك ورحمة الله وبركاته....
أتمنى يا أختي أن يعوضك الله تعالى عن كل دمعة ذرفتها حبا وحنانا وأنهارا في الجنة..
أختي الكريمة أتمنى أن تفتحي قلبك لي وتفتحي عقلك وأذنك وتعيي جيدا ما سأقوله لك, أريد أن أفيدك من تجربتي التي تشبه إلى حد كبير تجربتك في أسرتك وأيضا تجربة الزواج....
أختي الحبيبة... أنا عمري 21 عاما في كلية الآداب قسم علم اجتماع..... ومتزوجة منذ سنة تماما والحمد لله ليس لدي أطفال بعد.....
أختي الحبيبة لقد عشت في أسرة مفككة داخليا جدا بسبب المشاكل بين أبي وأمي وسعي كل طرف لإرضاء رغباته (سامحهما الله) ونتيجة لهذا النكد وهذه المشاكل بينهما انعكست على شخصياتنا ونفسيتنا وانعكست على فشلي الدراسي فكنت دائمة البكاء والسرحان بسبب مشاكلهما معنا لأتفه الأسباب ولم أتفوق في دراستي وكنت دائما الأخيرة بين أقراني من الأقارب وأصدقاء الدراسة وأنا شخصية رقيقة جدا وأحتاج للحب جدا (ومن لا يحتاجه) ولم يكن متوفرا ومنذ 3 سنوات جلست مع نفسي وقررت أن هذه حياتي وما فات منها لم يكن باختياري أما ما هو قادم فهو باختياري وحدي ولذلك علي أن أقرر ماذا أريد أن أكون وماذا أريد أن أفعل وما هي رسالتي وهدفي في الحياة التي أعيشها....
وفعلا بدأت بمتابعة موقع إسلام أون لاين ومراسلة القائمين عليه الذين ساهموا جدا بسد الفراغ العاطفي الذي أعيشه واستفدت جدا من الأفكار والآراء المطروحة فيه ووسعت نظرتي للحياة وساهم هذا كثيرا في حل مشاكلي وأحب أن أنوه يا عزيزتي إلى أن المشاكل بقيت هي هي ولكن نظرتي لها وتعاملي معها وإحساسي بها هو الذي تغير وبالتالي فأنا التي تغيرت .
وتابعت الأستاذ عمرو خالد وقرأت كتبا كثيرة من أهمها والتي استفدت منها حقا: تحكم في سلوكك الشخصي تحقق التميز والنجاح, وكتاب أسرار التميز وكلاهما للدكتورة وفاء محمد مصطفى.... وكتاب إدارة الوقت للدكتور طارق سويدان...
بدأت أنظر للحياة من زاوية أخرى غير الزاوية السوداء التي تجعلني أحب الموت وأتمناه بل عرفت أنني أمتلك أشياء كثيرة في نفسي يحتاجها من حولي وقررت أن يكون لي هدف في هذه الحياة.... وبذلك يا عزيزتي بدأت أخرج من بين براثن الاكتئاب الذي كاد يفترسني والذي ينشب أظفاره فيك.. تخيلي أننا فتيات في عمر الزهور نحمل هموم من هي في الأربعين والخمسين..... أختي عليك بهذه الأمور وأنني أتمنى من كل قلبي أن تقبليني أختا وصديقة لك نتراسل عبر الميل فلدي مواقع كثيرة جميلة تستطيعين المشاركة بها.. نأتي الآن لموضوع زواجك وهو موضوع آخر سأفيدك فيه إن شاء الله من خلال تجربتي...
أختي الحبيبة الدكتور أحمد عبد الله تكلم كلاما جميلا جزاه الله خيرا ولكنه أغفل معلومة هامة وهي:ما يكون عليه الإنسان قبل الزواج سيبقى هو بعد الزواج ولا تتوقعي التغيير.....
عزيزتي تمعني في هذه العبارة.. وفكري معي ما الذي سيتغير أصلا حتى يتغير بعد الزواج, هو لا يحب الرومانسية ولا يحب الدلال والدلع والمشكلة ليست فيك.. كل النساء دون استثناء يحببن المشاعر الرقيقة والاهتمام بمشاعرهن رغم أن ذلك أمر متفاوت ولكن لا تتوقعي ممن يقلل من أهمية شعورك أثناء الخطبة ويجعلك تشعرين بأنك غير مهمة أن يختلف بعد الزواج .ثم لماذا ترمين بنفسك في أحضان زواج لا يقدم إليك ما تبحثين عنه .نحن لا نطلب الرجل المثالي ولا الكامل لأنه أصلا غير موجود ولكنه ليس كثيرا علينا أن نطالب برجل حنون وكريم ولطيف ومحب.... ربما لا يجيد التعبير عن حبه بطريقتنا ولكن يكفي أن يعبر عن ذلك بطريقته أعني يكفي أن يحس بذلك....
حبيبتي هذا أولا وثانيا عليك أن تعلمي أن رجالنا في المجتمع العربي تربوا على عدم تحمل مسؤولية شيء وأن كل شيء يجب أن يأتي لخدمتهم وينظرون إلينا على أن هذا واجبنا وهو أمر مفروغ منه وأما حبهم لنا فهو تفضل منهم علينا وأنا أتكلم عن الشخصيات مثل نوعية خطيبك .هو يحتاج إلى الوعي أي نعم ولكن قد يتحقق هذا الوعي وقد لا يتحقق وهو الأغلب لأنه لن يقبل أن ترشديه أنت والحياة بعد الزواج مسؤوليات كثيرة فهو إن كان الآن لا يجد مبررا للرومانسية والحب ويتهمك وأنت مخطوبة بالطفولة فهل سيجد وقتا بعد ذلك.....
فكري ألف مرة قبل أن تتمي هذا الموضوع وإياك ثم إياك أن تتزوجي هربا من واقعك لأنك ستفاجئين بواقع أمر وأصعب. تريثي وخذي وقتك وفكي الخطبة إذا أردت ولا تخافي ونمي نفسك حتى تستطيعين اختيار الشخص المناسب ووفقك الله تعالى إليه..... ولا تنسي الدعاء والتضرع إلى الله وصلي الاستخارة صليها كثيرا واجتهدي إلى الله في الدعاء...
أتمنى أن أكون قد أفدتك أتمنى أن تتابعي على هذا الموقع وموقع إسلام اون لاين ويفيدك أيضا كتاب التفاهم في الحياة الزوجية للدكتور مأمون مبيض ولكن لا يكفي أن تقرئيه وحدك بل يجب أن تقرؤوه معا.. فأغلب المشاكل في الحياة الزوجية تنشأ من جهل طبيعة المرأة والرجل كل منهما للآخر وفي هذا الكتاب ستتعرفين على صفات الرجل وكيف يفكر وكيف يحب وعلى الرجل في المقابل أن يقرأه وإذا رفض قراءته يا عزيزتي أو قال لك أقرأه بعد الزواج فاعلمي أنه لن يقرأه أبدا..... أتمنى لك التوفيق من كل قلبي وبانتظار متابعتك
25/7/2005
رد المستشار
من أجمل ما يمكن أن أحصل عليه في حياتي أن أجد نتيجة للجهد الذي بدأته أنا وأخي د.عمرو أبو خليل ثم انضم إلينا آخرون على موقع إسلام أون لاين ومن ثم موقع مجانين، ثم صارت نواة لمدرسة جديدة تحاول التفكير والنقاش وتناول مسائل حياتنا النفسية والاجتماعية والأسرية طبعا بفهم عميق ومختلف نحاول إنضاجه على مهل، وخطوة خطوة، وأنتم جزء هام، بل ربما الأهم في هذه العملية الطويلة المركبة، وكم سعدت بإحداهن التي جاءت لعيادتي بصحبة أختها التي تمر بأزمة زواجية صعبة تهدد علاقتها الأسرية، وربما تكون مقدمة لطلاقها الثاني بعد أن طلقت من زواج سابق،
وبيت القصيدة هنا أن هذه الأخت التي صحبت أختها صاحبة المشكلة، من الزوار الدائمين لصفحتي مشاكل وحلول واستشارات مجانين، وظلت صامتة طوال المقابلة الأولى، ثم تدخلت قبيل نهايتها فإذا بي أمام عقل مرتب، وتفكير منهجي، وكلام يذهب إلى الهدف مباشرة، ويكاد يمسك بتلابيب وجذور المشكلة، ووجدتني مشدوها وتمنيا أن يكون هذا من فعل دوام المطالعة لما نكتب، مما ذكرني بقول إحداهن من قبل أنها اختلفت في تفكيرها وتناولها للحياة ولأمور الدنيا من كثرة ما قرأت لنا، وأنت هنا يا أختي الكريمة، تؤكدين على نفس المعنى من زوايا أخرى، وتشيرين إلى انقلاب أو بالأحرى استواء واعتدال للنظرة تجاه الحياة والأشياء، وإلى نقلة نوعية عميقة أوقن أنها تتحقق لمن يتعامل مع ما نقوله بعمق وجدية واستمرار، ودأب في محاولة الفهم والتدريب على تعديل الممارسة.
إن جلسة مع النفس تقول بأن ما فات لم يكن بإرادتي أما ما هو قادم فسيكون بإرادتي وحدي،، وإن تساؤلات من قبيل أهدافي ورسالتي في الحياة؟!!
وإن وعيا بأن كلا منا لديه أشياء ومواهب وطاقات تحتاج إلى اكتشاف واستثمار وتطوير لمصلحة النفس والغير، ووعيا بأن ما يكون عليه الإنسان قبل الزواج غالبا ما يبقى بعده، وبأن طرق التعبير عن المشاعر والأحاسيس تختلف غالبا بين الرجال والنساء، بل والإقبال على البحث والمعرفة، والقراءة لتنمية المعرفة والمهارات، والرغبة في إفادة الناس والتواصل معهم للصالح الاجتماعي الخاص والعام، هذه كلها منح وعطايا ونعم ينبغي أن نحمد الله عليها، ونفكر في مضاعفتها إنها القدرة على تكوين وجهة نظر متماسكة تجمع بين العلم وعصارة تجربة البشر، والقدرة على التجريد من الخبرة الذاتية، والسعي لنقلها للغير بغية المساندة وتعميم الفائدة، أليست هذه وصفة رائعة للإصلاح الاجتماعي وللخلاص من الوحدة والاكتئاب الذي تعاني منه أغلب الفتيات العربيات؟!! إنها أحلامنا تتحقق فشكرا لكم، والحمد لله.