راجعة عشان أفضفض!! على مجانين متابعة4
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
عزيزتي الدكتورة هدى الصاوي مش عارفة كيف أشكرك والله على ردك الذي أكثر من رااائع
جعلتني أبكي وأنا بقرأ ردك
حسيت إنك فهمتني عن جد وفهمتني مشاعري وإحساسي الغريب في كل لحظة من حياتي
يمكن حساسة أنا شوي زيادة هاد الأيام وبحس إنو ما في حدا خالص بيعزني ولا بيحبني
مع إنو هاد الشي في الأول ما كان بيفرق معي يعني دايما كنت بقول حب الناس أو كرههم لي ما راح يزيد ولا ينقص شي فيي ولا في حياتي
المهم ضميري يكون مرتاح
بحس إني هبله وغبية في كثير من الأشياء
بثق في الناس بسرعة يمكن وحدتي بتخليني أثق في الناس واعتبرهم زي قلبي وأحكي لهم همومي أو على الأقل ما أفكر انهم راح يغدروا بي أبدًا
مرات بشعر إنو زوجي أطيب رجل في الكون لأنو بجد طيب وما بيحب إلا الخير للجميع وما بيعرف يحسد
لكن أنا بعرف أغير من الناس وخاصة من صحباتي ويمكن بحسدهم بس مش عارفه بالظبط
بلوم نفسي وبقول ما ينفع أعمل هيك كل واحد ونصيبو كل واحد وحظو
بس ما في حدا زي
أنا بس المسكينه البنت.. أموره.. وحيده.. مسكينه ربنا يرزقها الولد.. هاد الكلام بسمعه دايمًا من الناس.. صرت بكرهه وبكره أي حدا يحكي هاد الكلام عني
نفسي أرجع لله نفسي أحط ثقلي على الله أحط همي وغمي لله وأنا ساجدة راكعة..
بس مش عارفه كيف أرجع والله
بعدت كثير جدًا خايفه على نفسي أموت وأنا في هاد الحالة
ما في ولا ثقب واحد من النور في حياتي يبشر بالفرج القريب
الحالة المادية صارت صعبة شوي
تعبت من هاد الزواج
ياريت كنت اتزوجت ذلك وذلك هاد كلام بكرره أحياانا
صرت بشوف زوجي ولا شي
مش شايفه فيه رجوله ولا قوة ولا شخصية ولا أي شيء يشبعني
العلاقة الحميمة بينا دايما كانت كثير حلوة بس صرت بحس بحزن لأني عارفه إنها تعب على الفاضي ما في شي وراه ما في شي يجي منها
تعبت و الله نفسي أختفي من الوجود بس ما بدي أموت لالا مش عايزه الموت
مش مستعده أنا له
خايفه من يوم الحساب بفكر فيه كثير
بخاف من ذنوبي الي بدات تكبر شوي شوي حتى صارت عظيمة من يوم ما فشلت في العلاج
اااااااااه نفسي أرجعلك ياالله
تائهة أنااا في الدنيا من يوم ما بعدت عليك
30/7/2005
رد المستشار
صديقتنا الغالية "دمعة"..
خفف الله عنك وأنار بصيرتك...
لقد صدقتِ بالفعل في وصف حالتك بأنها "حساسية زائدة" وسبب هذه الحساسية مجموع شعورك بالضيق والكآبة والنقص وبالتالي يختل الميزان أمامك... ولا يتراءى لكِ إلا ستار أسود يحجبك عن كل شيء جميل وممتع في الحياة...
تتصورين ألا أحد يحبك أو يعزك؟؟ هذا ربما يتعمد على تفسيرك لمعنى الحب... وهل مقدار محبتي لأحد أو صداقتي يعتمد على رواية مشاكلي له؟؟ وبالتالي فلا أتصور ابتعاده عني؟؟ حسنًا دعينا نرتب هذه الصورة سويًا...
الصداقة، الزواج، الأبوة، الأخوة... العلاقات الإنسانية عمومًا تحتاج إلى عناية وإلى تهذيب... وكأنها شجرة نقوم بريها حتى تترعرع.. وحتى أحافظ على أصدقائي أبدأ أولاً باختيارهم فلا أقترن إلا بصديق صالح مخلص لأن كل قرين بالمقارن يقتدي و(الْأَخِلَّاء يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِينَ) (الزخرف: 67)... إذن فارتباطنا كان على أساس صحيح... يتبع ذلك وجود توافق مثلا في الصفات أو العادات مما يقرب بين الناس وتكفي الراحة النفسية لإنسان فالقلوب (ما تعارف منها ائتلف وما تناكر منها اختلف)... أستمع لهم كما يستمعون لي أخفف عنهم كما يخففون عني أناصحهم وأزورهم وأبرهم وأدعو لهم... لكن هناك نقطة مهمة جدًا يجب أن ننتبه لها وهي الحذر من التعلق الشديد بالأشخاص... فعلى أي احتمال يجوز أن يبتعد عني الأصدقاء بسفر أو موت أو حتى مقاطعة... فالقلوب تتقلب يا صديقتي... يجب أن أسلم بذلك ويكفيني أنني عاملتهم بما يرضي الله وإن فقدتهم تبقى في قلبي الذكرى الطيبة والدعاء لهم بظهر الغيب...
ثم صدقيني لو انك اتبعت وصية نبينا الكريم صلى الله عليه وسلم (لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه) لسعدتِ ولكن أحيانًا يا حبيبتي يعمينا الحزن عن الإحساس بالآخرين... ولا نتخيل أنهم هم أيضًا لهم أحزان مثلنا فنثقل عليهم ونرتبط في أذهانهم بالضيق والشكوى حتى يفضلون الابتعاد...
وأنتِ كما عرفتك لطيفة ورقيقة وروحك مرحة، تكسبين الأصدقاء بسرعة ومحبوبة جدًا أيضًا فالجميع يسأل عنك بعد أن أسعدتنا في المنتدى ثم هربتِ :.... أمزح معكِ فقد اشتقنا لكِ...
فلماذا لا تقدمين هذه الشخصية على الأخرى الحزينة بداخلك حتى يتم التفاهم معها... أريدك أن تحصري الحزن في داخلك حتى يضيق ويخرج... وأنتِ قادرة على ذلك...
وأول الخطوات في طريق السلام مع النفس هي "عدم انتقاص الذات أبدًا" فأنتِ لست هبلة وغبية كما قلتِ بل جميلة وذكية وناجحة.. لا تثقلي على نفسك بهذه المشاعر يا صديقتي فأنتِ تحمليها مالا تطيق بهذا.... وتناقشي مع هذه الأفكار؟؟ ادحضيها بالحجج المنطقية.. أنتِ ناجحة وواعية فقد استطعتِ أن تعبري عن نفسك ببراعة وتصفي مشاعرك بأسلوب جميل... ثم أنك قد نجحت ببداية عاطفية رائعة كللت بالزواج.. ووفقت أيضًا في الزواج من شخص طيب ووفي ويحب الخير لكل الناس (ألست معي في أن هذه الصفات أصبحت نادرة في هذا الزمن)؟؟
أما عن شعورك بأنك (تحسدين)... فهذا شعور يحدث يا صديقتي.. ففي النفس البشرية نواقص كثيرة هذبها لنا الله سبحانه وتعالى بالإسلام... فليس من الغريب شعورك بالحسد ولكن الغريب هو عدم مدافعة هذا الشعور والتعامل معه كأنه وصمة عار ملتصقة بالشخص... أريدك أن تتخيلي معي جبلاً عاليًا مرتفعًا وأنتِ تصعدين... هذا ما نسميه الصعود إلى المثالية أو الترفع عن الصغائر... وقد أخبرتنا السيدة عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم كان (قرآنًا يمشي على الأرض).. وما كان سؤال الصحابة عليه صلى الله عليه وسلم إلا ليقتدوا به... فهل يشق علينا نحن أن نسير في طريق نحو قرآن يمشي على الأرض...
جميل جدًا منكِ أنك تراقبين سلوكك وهذه أول طريقة للتغيير، قد لاحظتِ اليوم في نفسك خصلة سيئة وضايقك وجودها بلا شك... حسنًا سوف أتمرن على التخلص منها وأستمر في مراقبة نفسي... لتجدي أنها اختفت بسهولة... والشعور بالحسد مرادف للشعور بعدم الرضا.. فأنتِ لا تحسدين مثلا لأنك تكرهين الشخص الذي أمامك.. بل لأنك تقولين في نفسك.. لماذا هو... وأنا لا...... لذلك... ومع شعورك بالرضا التام في حياتك.. لن يصبح هناك مكان لأي ذرة حسد في قلبك.. وأنتِ تقولين يوميًا في أذكار الصباح والمساء (اللهم فاطر السماوات والأرض عالم الغيب والشهادة رب كل شيء ومليكه أشهد أن لا إله إلا أنت أعوذ بك من شر نفسي وشر الشيطان وشركه وأن أقترف على نفسي سوءًا أو أجره إلى مسلم)...
ونأتي هنا إلى كلام الناس (جميلة ووحيدة...) هل تظنين أن هناك أي مكان في العالم لا يتكلم فيه الناس؟؟ بل دعيني أسألك لو جاءك أطفال ألن يكف كلام الناس؟؟؟؟ كلام الناس يا صديقتي لانهاية له ولعلنا منذ أن كنا صغارًا نتعلم ذلك من قصة (جحا وحماره) وإرضاء الناس غاية لا تدرك... الفتاة لم تتزوج الناس يتكلمون... تزوجت ولم تنجب يتكلمون أكثر... أنجبت بنتًا...... يالله الله يعطيك الولد/ أنجبت الولد...يالله الله يعطيك أخوه/ جاء أخوه... ((مسكينة بنتها وحيدة ما عندها أخت/ جاءت الأخت بسلامة الله)) كيف بتربي كل الأولاد هادول كان بكفي واحد... أبناءك غير منظمين الناس يتكلمون... ليسوا على قدر من الجمال الناس يتكلمون... متفوقين في دراستهم أو مستواهم قليل يتكلمون.. وإن كان منهم من تأخر لظروف صحية مثلا فهم يتكلمون ويتكلمون ويتكلمون......
الكلام لا يتوقف ولكن درجة إحساسك به هي التي تتوقف... ولن تشعري بقيمة أي كلام إن كنتِ في قرارة نفسك تشعرين أنك تتقدمين وتنتقلين من نجاح لنجاح فكما قيل "الكلاب تعوي والقافلة تسير".... عندما يكون لدينا هدف ثابت يا صديقتي لن نهتم بكلام الناس.. ولنا في رسول الله صلى الله عليه وسلم قدوة حسنة فقد كان أقاربه يتكلمون عليه وكان عمه أبو لهب يمشي قبله لكل مكان يذهب إليه ويقول لهم إنه كاذب... وبالرغم من كل العذاب الذي لاقى من ظلم واتهامات لم ييأس وقال بصدق "اللهم اهد قومي فإنهم لا يعلمون" وكانت النتيجة النصر للإسلام وارتفاع شأن الدين الذي نعيش نحن تحت ظله وكنفه الآن...
كلام الناس يضايقك لأنك لا هم لكِ ولا شاغل إلا ما يقولون وكما قلتِ لكِ من قبل... انظري للحياة بنظرة أكبر يا صديقتي... قد لا تنجبين أبدًا وأنا لا أحبطك بل أقول لكِ ألا يمكن أن يحدث ذلك؟؟؟؟ وإن كان الله سبحانه وتعالى غير مقدر لكِ الولد وأنتِ تعترضين قد تتزوجين رجلا له من غيرك عشرة من الولد ولا يقدر الله أن تنجبي منه. والعكس صحيح فقد يتزوج زوجك امرأة لا تنجب وبأمر الله تنجب... وقد حدث هذا الموقف أمامي فقد تزوجت إحدى صديقاتي مرتين ولم تنجب في كل مرة وقامت بكل العمليات التي تتخيلينها حتى يئست وفي المرة الثالثة تزوجت أرملاً له أولاد صغار حتى تقوم برعايتهم وهي لا تنجب... وسبحان الله قبل انتهاء العام الأول مع زوجها الجديد كانت أمًا لتوأمتين جميلتين...
أقول لكِ ذلك على تعودي لأفكار مثلا (ليتني تزوجت هذا أو ذاك) فالأولاد يا أختي الحبيبة ليسوا عطية الأزواج بل هم أمانة يسلمها لكِ الله سبحانه وتعالى... وإذا كنتِ معترضة على قضاءه وتظنين أن أحدًا غيره يمكنه التحكم فيه فكيف ستحافظين على أمانته؟؟؟؟ وماذا فعلتِ في مشروع العمل أو الدراسة؟؟ حتى لو بأقل الإمكانات.. أي نشاط مجتمعي يا صديقتي سيخرجك من دائرة نفسك ويعلمك أن بالحياة أشياء كثيرة أهم من فكرة واحد تشغل عليكِ تفكيرك وتزيد من رصيد ألمك وتفوت عليكِ فرصة رضا الله سبحانه وتعالى عنكِ
ثم أريدك أن تتخيلي معي... ماذا لو كانت الفحوصات قد أثبتت أن زوجك سليم من ناحية الإنجاب وأنك لديك بعض المشاكل؟؟؟ هل كنتِ ستحتملين منه هذه المعاملة يا سيدتي؟؟ هل كنتِ ترضين أن يقول عنك أشعر أن زوجتي ليست امرأة وأن علاقتي معها بلا فائدة؟؟؟؟؟؟ ثم يقوم بمجاملتك في العلاقة الحسية لأنك عقيم لا رجاء منك؟؟؟ لو أنكِ وضعتِ نفسك يومًا واحدًا في مكانه وشعرت بمشاعره لما جرؤت على مثل هذا القول... وانتبهي من الظلم يا صديقتي فإن الظلم يرد لصاحبه في الدنيا قبل الآخرة... وقد يعطيكِ الله ولدًا يذيقك الأمرين وتتحسرين على الأيام الجميلة الدافئة التي قضيتها مع زوجك... زوجك صامت الآن وصابر واتق شر الحليم إذا غضب ولا تدفعيه لكراهيتك وطلاقك ثم تحاولين بعد ذلك أن تقنعي مجتمعك أنه كان لا ينجب وأنك بخير... لن يلتفت إليك أحد...
لم يكن الهدف الأول من الزواج هو الإنجاب على أي حال فالله سبحانه وتعالى لا يكتب الولد لكل أحد... ولكن أين المودة والرحمة والسعادة.. أين يمكن مقايضة شعور بالأمان والحب والاحتواء والخصوصية بمصير مجهول؟؟... عودي إلى رشدك يا صديقتي وانتبهي لحياتك ولا تخسري زوجك ونفسك...
تقولين ألا ثقب يبشر بالفرج. فما هو الفرج؟؟ الفرج هو حمدك الله سبحانه وتعالى على كل شيء والرضا بقضائه وهذا متسع بمد البصر (وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ)...(غافر:60).... كيف تعودين إلى الله؟؟ عاملي زوجك كما تحبين أن يعاملك وكما يرضي الله... انشغلي بتعليم نفسك والرقي بحياتك... اشعري (بالله) ادعيه اشكي له كل ما يحزنك اطلبي منه أن يربط على قلبك وأن ينير فؤادك بالرضا والإيمان... أصدقي مع ربك يا عزيزتي... كل ما ألم بكِ حزن لا تفكري في معارفك لمن تشكين؟؟ بل علقي قلبك بالله وقولي يا رب... صدقيني سيخفف عنك... هو ربك... خالقك... ولا يوجد على ظهر المعمورة من هو أحن عليك منه عز وجل...
ثم أين أنتِ من كفالة اليتيم وقد قال صلى الله عليه وسلم (أنا وكافل اليتيم في الجنة كهاتين..."وجمع بين أصبعيه السبابة والوسطى")... ولا يشترط لكفالة اليتيم أخذك له للإقامة عندك مثلا بل يكفيكِ زيارة لدار الأيتام ومعك بعض الحلوى والهدايا للأطفال الذين يتعطشون لعاطفة حانية مثل التي تضطرم بها جوانحك يا عزيزتي...
أرجو ألا أكون قد قسوت عليك فأنتِ صديقتي التي أحب... وأنتظر منك في رسالتك القادمة أن تخبريني بإنجازاتك الرائعة... فأنتِ أقوى من أن يهزمك الحزن بلا طائل...
تقبلي تحياتي ونحن بانتظارك..