15/9/2003
السلام عليكم؛
أكتب إليك باللغة الفرنسية لأني لا تمكنني الكتابة بلغتي, أستمحيك عذراً أن تقرأ قصتي وتصف لي العلاج من فضلك.
أنا سيدة متزوجة منذ 6 سنوات وعندي 31 سنة, أعاني من العذرية وذلك بسبب تشنجات في المهبل، أعاني من ذلك ليل ونهار أنا أعالج لدى طبيب نفسي معروف جداً بدون أي نتيجة, مرة أخرى أرجو أن ترد على مشكلتي سريعا بقدر المستطاع لأني مصابة بالإحباط السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
5/9/2003
ترجمة: أحمد فرج المصري
رد المستشار
الأخت السائلة أهلا وسهلاً بك وشكرًا على ثقتك بصفحتنا استشارات مجانين؛
والحقيقة أن مشكلةً كمشكلتك هذه لا يمكن أن تحل من خلال الإنترنت فما نستطيع فعله هو فقط أن نرشدك إلى ما قد يكونُ خافيا عليك، خاصةً وأنك تقولين أنك تعالجين لدى طبيب نفسي معروف، فمن أي شيء تعالجين؟
فأنا لا أعتقد أن طبيبًا نفسيا سيحتاج إلى كل هذا الوقت لعلاج حالة تشنج مهبلي Vaginismus دون أن تكونَ هناك اضطراباتٌ نفسية أخرى مواكبة له Comorbid Disorders، ثم ما موقف زوجك؟ هل هو أصبر من أيوب عليه السلام؟
وقد تكون للأمر علاقة بجهل مشترك منك ومن زوجك بالتركيب التشريحي لأعضائك التناسلية، وهي مشكلة متكررة بحيث لا يبدو أن عملية الإيلاج تتم في المكان، وبالطريقة الصحيحة، وأن هناك عدم فهم لطبيعة دور كل جزء من الأعضاء التناسلية بل وطبيعة مراحل العملية الجنسية وما يتم خلال كل مرحلة، ولعل في قراءة مقال التربية الجنسية (4) قبل ليلة الزفاف (اللقاء الأول) للزميلة المستشارة هالة مصطفي ما يفيدك في هذا وإن كان يبدو متأخرًا في حالتك،
وقد قابلت أثناء عملي كطبيب نفسي عدة حالات وصل الأمر فيها إلى سنوات، ثم ما زالت البنت بكرًا؛ لأنها تخاف من الإدخال، وزوجها لا يريد أن يجرح أحاسيسها، ثم ما الذي تقصدينه بقولك أعاني من التشنجات المهبلية ليل نهار؟ هل تقصدين أن التشنجات تحدث في غير أوقات محاولات الجماع؟ وهنا سيكون حديثنا مختلفًا عن حالة حدوث تشنج المهبل فقط كرد فعل على محاولات الزوج للإيلاج، وهل هناك مداعبات جنسية بينك وبين زوجك أم لا؟
كل هذه أسئلة يجب أن تكونَ لدينا الإجابة عليها! وأنا هنا مضطر كطبيب نفسي أن أشرح لك ما هو التشنج المهبلي الأولي؟ فهو تشنج في العضلات التي تحيط بالمهبل في الأنثى التي تدخل لأول مرة يتسبب في إغلاق فتحة المهبل، ويجعل الدخول فيه متعذرًا أو مؤلما، وهناك التشنج المهبلي الثانوي الذي يحدث في امرأة دخـلت من قبل لأسباب قد تكون عضوية وقد تكون نفسية.
وأنا أعرف بالطبع أنك تعرف هذا، لكنني أحاول جاهدا أن آخذ موضوعك بدم بارد فأرد عليك كما يجيب الأطباء النفسيون المعتادون لو سُئلوا هذا السؤال، والله إنني أحاول وأتمنى أن أنجح! من الممكن أن تكون أسباب التشنج المهبلي الأولى أسبابًا عضوية كأي التهاب في أحشاء منطقة الحوض مثلا، مما يتسبب في تشنج العضلات في محاولة للتقليل من الألم، إلا أن الأغلب في مثل هذه الحالات الأولية هو أن تكون الأسباب نفسية، وهو ما لمحت إليه أنت أيضا في إفادتك، حيث تكون لدى البنت العذراء مخاوف متعددة مرتبطة بالخوف من الألم الذي تتوهم هي أنه يصاحب عملية الإدخال.
والأفكار المغلوطة المتعلقة بهذا الأمر منتشرة بشكل كبير في مجتمعاتنا مع الأسف، حيث كان يرى محدودو النظر من الناس فيها خط دفاع يحفظ البنت من الوقوع في الخطأ قبل الزواج، والظاهر أن نتيجته تكون الوقوع في الخطأ أيضا، ولكن بعد الزواج، لأنها ستكتشف أنهم كانوا يكذبون عليها!! أو تكون نتيجته كما يحدث في حالتك الآن أن تجد البنت نفسها في موقف العاجزة عن تحويل الجنس من موضوع قذر سيئ محرم مخجل يجب رفضه واجتنابه (قبل الزواج) إلى موضوع جميل محبب يجب الإقبال عليه وطاعة الزوج فيه (بعد الزواج)!! إن أفكار محدودي الحكمة هؤلاء.
يا عزيزتي أفسدت زوجات المسلمين أكثر مما صانتهن أو أصلحتهن، فأصبحت الزوجة المثالية في مجتمعاتنا المحترمة هي الزوجة التي لا تجد المتعة في الجنس إلا تمثيلا على زوجها، أو هي المرأة التي إن وجدت في الجنس متعة خافت من التصريح لزوجها بمتعتها أو برغبتها في ممارسة حقها فيها. وأما غير ذلك من الأسباب النفسية المحتملة للتشنج المهبلي الأولي فهو وجود خبرة مؤلمة تعرضت لها البنت في طفولتها كأن تكون قد تعرضت لحادثة ضرار جنسي Childhood Sexual Abuse، سواء كان الفاعل بعيدا أو قريبا مثلما يحدث في حالات غشيان المحارم Incest أو ربما تحدث حتى في بعض حالات بعض التعرض للاغتصاب الصريح.
والحقيقة أن كل ما أقوله هنا ناتج عن ملاحظات الأطباء الغربيين المتضمنة ضمن تعليقاتهم على الحالات الموصوفة من التشنج المهبلي، لكن معظم هذه الأمور والأبعاد ما تزال غير مدروسة بشكل علمي دقيق في الغرب، ناهيك عن أنها عندنا غير مدروسة لا بشكل دقيق ولا حتى بشكل غير دقيق، إن أحدًا من الأطباء العرب لم يتعرض لهذه المشكلة فيما يبدو أو ربما رأى من تعرضوا لها أن الكلام عنها يُعتبر ضربًا من قلة الأدب، مع أنني أرى عكس ذلك!
يا أختي.. مشكلتك تحتاج إلى أن تؤخذ بجدية ودون تراخٍ، فالجئي إلى طبيب متخصص أو طبيبة متخصصة بأمراض النساء إن أحببت، وما يفعله أطباء النساء والتوليد في هذه الحالة هو أن يتم ولوج المهبل تحت التخدير الكلي، حيث يقوم الطبيب أو الطبيبة بإجراء الكشف النسوي العادي الذي يتم فيه إدخال إصبعي الفاحص (السبابة والوسطى) في فتحة المهبل، والغرض الأساسي هو استبعاد وجود أسباب عضوية، ويقوم الفاحص بفعل ذلك أمام الزوج وفي حضوره لكي يضمن إطلاع الزوج على المكان الصحيح وطريقة الدخول واتجاهه الصحيح! وبعد ذلك من المفروض أن يتم فحص آخر في يوم آخر دون تخدير في وجود الزوج أيضا، ثم يتم بعد ذلك تطبيق برنامج تفضل الاستعانة في تطبيقه بأحد المتخصصين في الطب النفسي والعلاج السلوكي المعرفي، لكي تتأقلم المرأة تدريجيا على إرخاء عضلات المهبل، وتخيل استقبال جسم فيه، أنا شخصيا لا أرى مكانا للصبر في حالتك.
عليك بسرعة اللجوء إلى أقرب اختصاصي أو اختصاصية نساء وأقرب طبيب أو طبيبة نفسية، كيف تكونين عذراء بعد ست سنواتٍ من الزواج؟ سبحان من له في خلقه شئون!! هل هذه هي المرأة المسلمة التي ينتجها مجتمعنا؟ إنه من المستحيل أن تكون على هذا القدر من الغفلة!! وكيف تكون الغفلة محمودةً ومتحملةً إلى هذا الحد (ستة سنوات)،
لست أدري في الحقيقة. وأما ما زاد من صدمتي فهو أنني عندما بحثت على الإنترنت لكي أستطيع إرشادك إلى أقصر الطرق وجدت أن البحث عن التشنج المهبلي أو تشنج المهبل في الصفحات العربية لا يعطي أكثر من سؤال عن حالتين لمتخصصين في الطب النفسي، والرد عليهما بـ "لا بد من زيارة الطبيب النفسي" وليس أكثر،
أي أن أحدا لم يقل لنا ماذا يفعل صاحب وصاحبة المشكلة بالضبط، وعند هذه النقطة قررت أن أبحث عن الموضوع باسمه غير الطبي لعلني أجد شيئا، فعندما بحثت عن ربط المرأة كمقابل أسمعه من العامة من مرضاي البسطاء وجدت ما أضحكني حتى شعرت بالدوار،فقد كان هناك 5 أنواع من ربط المرأة لا داعي لذكرها لكي لا تصابي أنت الأخرى بالدوار، والغريب أن الكلام بنصه مكرر في 6 مواقع، كلها تتكلم عن الجن والسحر والربط والفك! أي أن البحث عن الخزعبلات باللغة العربية يعطيك نتائج أكثر من التي يعطيها البحث عن المصطلح العلمي!.
المهم أنني اخترت من هذه الأنواع الخمسة نوعا رأيت أنه قد يكون المعبر عن حالتك، وهو ما سماه العالم الفكاك -أقصد الشيخ الهمام.
بربط الانسداد، حيث يرى الكاتب –جعل الله كلامنا خفيفا عليه- أن الجني في حالة ربط الانسداد يقف على فتحة المهبل، فإذا أراد الرجل أن يأتي زوجته وجد سدا منيعا أمامه من اللحم لا يستطيع أن يخترقه، فلا تنجح عملية اللقاء الجنسي، وبحثت عن هذا المسمى أيضا فوصلت إلى نفس النتيجة على عدة مواقع، وأنا في الحقيقة لا أدري هل سيظل الحال هكذا على الإنترنت أيضا، وكأنه لا يكفي أن يعشش الجهل في عقول الناس؟ لا بل يفرشونه على الإنترنت أيضا! لكي يضمنوا تشنج عقول العرب ما استطاعوا لذلك سبيلا!.
فمن الواضح أننا أمة أصبحت تحتاج إلى التربية من جديد! وسنطرح عليك بعض الأسئلة التي قد تكون إجابتها أو البحث عن إجابتها لديك بمساعدة أخت كبرى أو طبيبة متخصصة مساعدًا على إتمام المسألة وفهمها أو إرسال الإجابات لنا ومحاولة مساعدتك.
1 - ما هي درجة التفاهم بينك وبين زوجك في العملية الجنسية؟ بمعنى هل تحدثتما في هذا الأمر بوضوح وانفتاح.
2 - ما هي مصادر معلوماتكما الجنسية؟!
3 - هل تعلمين ويعلم زوجك بالتركيب التشريحي لأعضائك التناسلية بمعنى معرفة مكان الإيلاج، وأوضاعه؟!
4 - هل تعرفين ما هو الإرجاز (الشبق أو الوصول لذروة المتعة)؟ وهل جربت هذا الشعور قبل ذلك؟
5 - هل هناك إفرازات كافية تنزل أثناء الإثارة والجماع؟!
وفي النهاية نسأل الله تعالى أن يعينك وأن يخفف عنك أنت وزوجك وأن يجعل في كلامنا ما يفيدك، ونحن في انتظار ردك على أسئلتنا فتابعينا بأخبارك.
ويتبع >>>>>>>: التشنج المهبلي والزوج أيوب: م