الخوف من الأماكن المفتوحة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا شاب متزوج ولى 3 أبناء أحس بأني وحيد منذ الصغر وأحب أن أعمل كل شيء بمفردي وعصبي جدا حتى أن عصبيتي سببت لي المشاكل في عملي ومع الأصدقاء والناس.
مشكلتي هي أني عندما أخرج إلى السوق أنا وأبنائي وأدخل في المحل تأتيني أفكار غريبة وخوف شديد من الموت وضيق في التنفس مما يضطرني إلى العودة إلى المنزل وكذلك في المسجد فأنا لا أستطيع الصلاة في المسجد بسبب هذه الأفكار كما أني لا أستطيع قيادة السيارة خصوصا في الليل لمدة طويلة.
وقد ذهبت إلى طبيب نفسي وشخص حالتي بأنها خوف من الأماكن المفتوحة وأعطاني دواء اسمه seroxat 20 mg حبة في اليوم لمده شهرين وبالفعل تحسنت حالتي وعندما انتهت فترة الشهرين قطعت العلاج وعادت لي نفس الأعراض ولكنها أخف وزاد على ذلك أحس بموجات كهربائية في جسمي مما دعاني إلى أخذ العلاج مرة أخرى كلما أحسست بهذه الأعراض.
فأرجو منكم مساعدتي بتشخيص حالتي هل هي كما قال الطبيب خوف من الأماكن المفتوحة أو أنها رهاب الموت وهل أعاود صرف الدواء مرة أخرى علما بأني لا أستطيع مراجعة الطبيب مرة أخرى لبعد المسافة بيني وبينه.
ولكم منا جزيل الشكر
وأثابكم الله على عملكم
12/08/2005
رد المستشار
الأخ العزيز أهلا وسهلا بك على موقعنا مجانين ونشكرك على ثقتك، لا يمكن لطبيب نفسي يقرأ نصا إليكترونيا عن حالة مريض أن يعارض رأي طبيب نفسي شاهدك وسمع منك، وبالتالي فنحن نعتبر تشخيص طبيبك النفسي صحيحا، ونسمي الحالة رهاب الساحة، وإن سماها بعضهم رهاب الخلاء، ونحسب أن في حالتك أيضًا ما يشبه نوبات الهلع والتي تصاحب رهاب الساحة، وصحيح أيضًا ما اختاره لك من عقار علاجي من مجموعة الم.ا.س.ا ولها دواعي استعمال كثيرة من بينها أشكال الرهاب المختلفة كما تجدها في إجابة: أفيدوني عن الرهاب، واقرأ أيضًا لتلم بجوانب الموضوع:
رهاب الأماكن المغلقة: رهاب الساحة أيضًا
من اختلال الإنية إلى رهاب الساحة
رهاب الساحة أم وسواس قهري؟
استعملت العقار لمدة شهرين وفعلا شعرت بتحسن كبير، إلا أن العلاج الرئيسي لحالتك ليس هو العقاقير وإنما هو العلاج السلوكي بالتعرض التدريجي مع منع الاستجابة القهرية Gradual Exposure with Response Prevention، وهو ما قد يقوم به الطبيب النفسي أو الأخصائي النفسي أيهما أقرب منك.
وعلاقة ما تعانيه بما أسميته رهاب الموت هي غالبا أنك عندما تدهمك أعراض نوبات الهلع أو ما يشبهها تستشعرها وكأنها علامات الموت وكثيرون من مرضى الرهاب عامة يفعلون ذلك، ما لم يصلوا إلى تفسير واضح للأعراض وربط صحيح لها بما هي مرتبطة به، وأما رهاب الموت فأمر قد يحدث عند البعض عندما يسرفون في تجنب كل ما يخشون من أنه قد يكون سببا للموت أو أسبابه.
بقي عندنا ما أشرت إليه في قولك:(أحس بموجات كهربائية في جسمي مما دعاني إلى أخذ العلاج مرة أخرى كلما أحسست بهذه الأعراض)، فهذه قد تكونُ أعراض قلق أو ربما هي أحد أعراض انسحاب عقار الباروكستين والتي تجد شرحا لها في سلسلة روابط تبدأ من مقالنا على نطاق الوسواس القهري: حكاية الم.ا.س والم.ا.س.ا أعراض الانسحاب(2)
معنى هذا أننا لا نوافق على تكرارك للعقار من تلقاء نفسك دون متابعة وثيقة مع الطبيب أو المعالج النفسي، وأستطيع أن أقول لك أن العلاج المعرفي السلوكي وحده قد يكون أفيد وأمضى أثرا من العلاج العقاري في حالتك، فأنت إذن تحتاج العلاج السلوكي المعرفي أصلا وإنما العقاقير عوامل مساعدة، أما أن تحسبها أو يحسبها غيرك من الناس كافية فليس هذا صحيحا إلا في الحال نويت الاستمرار على عقاقير الماسا ما بقي من حياتك النشيطة الطبيعية.
وأهلا بك دائما على مجانين.