الوسواس القهري والاكتئاب الشديد وجميع ملحقاته
بداية أرجو وألتمس من المشرفين على الموقع أن يكون الدكتور وائل أبو هندي شخصيا هو الذي يرد على مشاكلي.
أنا طالب سنة ثانية إعلام عمري 19 سنة مشكلتي مزقت حياتي وأرجو أن لا تقضي عليها وتنهيها علي أظن ذلك قريبا مشكلتي ما هي؟ بصراحة لا أعرف من أين أبدأ ولكني سوف أبدأ!!!.
الوسواس القهري اللعين والاكتئاب وما يلازمه من جميع الأمراض النفسية والعصبية من اضطراب اللوازم الحركية إلى الرهاب الاجتماعي الشديد مرورا وهذا مؤكد بالاكتئاب الشديد وبطريق الانفصام ولكني لم أتأكد من الأخيرة بعد ولكن مؤشرات حياتي دقت ناقوس الخطر بشأن الأخيرة الحمد لله قد وضع فينا جميع أمراضه النفسية والعصبية.
مشكلتي منذ صغري المبكر جدا ما قبل المدرسة لعلي وأنا كنت في بطن أمي وأنا أعاني منها من يدري إنها مشيئة الإله وأنا في طفولتي يا دكتور وأعاني من أنواع من الحركات اللا إرادية كتحريك الكتفين إلى رفة العينين إلى حركات غريبة لا تخطر في بال إنسان إلى درجة أن آنستي لاحظت ذلك مني وبدأت تهزأ مني إلى أن عرفت بالمجنون الحقير اللعين وبدأت تلك الحركات تلازمني حتى المرحلة المتوسطة وأنا أعاني منها ولا أحد يدري من الطلاب اللا يمتلكون واحد من المليون من ذكائي وبدراسة أسابيع قليلة حصلت على الشهادة المتوسطة بدرجة امتياز جدا
حين ذلك قررت أمي أن تأخذني إلى دكتور عصبية حين لاحظت عزلتي وحركاتي وتمني الموت لي والله يا دكتور ذهبت إلى أشهر الأطباء العصبين في دمشق ولم أرَ شفائي عند أحدهم، ذلك يعطيني منظم لهرمونات الجسم وأخر يصف لي الفاليوم حتى الأدوية المختصة كالبروزاك والأنافرانيل لم يعط أي تحسن في حالتي أبدا، وبدأتُ وضعي يسوء حتى من الناحية النفسية فقد أصابني رهاب اجتماعي جعلني لا أغادر المنزل أبدا.
قبل ما أنسى من أجل حياتي الدينية كنت في صغري لا أقطع فرضا من أوقات الصلاة وكنت في معهد لتعليم القرآن أما الآن انقطعت عن الصلاة من أول سنيني في التعليم الثانوي لن أخفي عن يا دكتور فقد بدأت أقرأ الفلسفة بجميع أنواعها وبخاصة لكارل ماركس ولودفيغ فورباخ وسيغموند فرويد وداروين ولينبن وستالين وكاوتسكي فقد تأثرت بالأفكار العلمانية بشكل كبير جدا وبخاصة الاشتراكية العلمية(الشيوعية) لمؤسسها ماركس وأنجلز ومتممها لينين بحيث لم أفوت عني ولا حتى كتيب من هؤلاء الفلاسفة إلا وقد اشتريته وقرأته حيث بدأ أيماني يذهب في متاهات الشك من وجود الله ولم أعد أقوم بصيام رمضان ولم يعد أحد من أصدقائي يريد التقرب مني بشأن ذلك ثم بدؤوا أصدقائي بنصيحتي والابتعاد عن هذه الأفكار حتى أقربائي منهم لدرجة أن لقبي في الجامعة هو غيفارا ولا أريد أن أخفي عنك في الأشهر الماضية بدأت أقرا بعض الكتب التي تثبت وجود الله عن طريق الإعجاز العلمي للقرآن وكيفية خلق الله للكون ولا أخفيك بدأت بالرجوع لطريق الصواب الآن أنا مابين هذا وهذا ولا أدري ماذا تخفيه الأيام لي يا دكتور.
للعودة للحديث السابق أخيرا في المرحلة الأخيرة من الثانوية العامة استفحل أمري النفسي والعصبي إلى حده الأقصى إلى أن ذات مرة وقع بيدي كتابك يا دكتور الوسواس القهري وبدأت أقرأ فيه حتى أنهيته كلمة كلمة وأيقنت أن شفائي عند دكتور نفسي وليس عصبي إلى أن ذهبت إلى آخر دكتور نفسي عصبي وهذا كله في سنة الشهادة ووصف لي بداية دواء يدعى seroxat بدأها من ربع حبة حتى ثلاث حبات في اليوم،....وأصبحت أتي لديه تصور يا دكتور ثلاث مرات في الأسبوع ثم وصف لي risperdal حبتان في اليوم ثم وصف لي نقاط haldol عشر نقاط في اليوم ودواء يدعى فلوزاك حبتان في اليوم بحيث أصبحت أتناول في اليوم حوالي سبعة حبات غير النقاط وفي جميع هذه الأوضاع بدراسة أسبوعين لا أكثر حصلت على الشهادة بدرجة امتياز جدا حوالي 95% ودخلت الإعلام وبعد انتهاء امتحانات الشهادة خفض الدكتور عدد هذي الحبات في اليوم.
إلى حد الآن يا دكتور وأنا أعاني الوسواس إضافة للأرق الليلي الشديد حتى مشكلة الرهاب لم تتحسن واحد بالمائة وبدون أي مبالغة أن أفكار الانتحار تلازمني جدا جدا لولا ما بقي من إيماني عدا عن ذلك أن أدخن حوالي علبتين دخان في اليوم وقد قال دكتوري أن الدخان يمنع دخول الدواء لأي الأعصاب ولكني لا أشعر بتحسن أبدا حتى شخصيتي أصبحت ممسوخة جدا لا أستطيع أن أرى أحد نتيجة رهابي اللعين حتى الحركات لم تتوقف ولو أنها خفت قليلا حتى أسعار هذه الأدوية في سوريا غالي جدا جدا ماذا أفعل وإلا انتهيت.
أنا أعدك يا دكتور وائل عم قريبا إن شاء الله سوف أزور مصر
لأني من خلال قراءاتي لمقالاتك عبر الإنترنت وكتبك قد وضعت كل ثقتي فيك يا دكتور هل يكون الموت راحة لي أم أجد حلا أخر.
12\8\2005
رد المستشار
الابن العزيز أهلا وسهلا بك الثقة تكونُ في الله وكذلك الأمل والرجاء، حالتك نموذج آخر من نماذج رحلات العذاب في طيف الوسواس القهري، وهي شبيهة بمشكلة ظهرت على استشارات مجانين ولها أصلٌ ومتابعتان يمكنك تتبعهم بادئا من مشكلة: من الوسواس إلى الرهاب إلى العرات: ربما؟ متابعة2
واقرأ أيضًا: الاستمناء والوسواس والعرات والشُّقَيْقة !
والعلاج في حالة كحالتك يا بني يحتاج إلى مزيج من عقاقير الماسا ومضادات الذهان ليس لأن لديَّ اشتباها في الفصام أو تداخلا تشخيصيا بين الوسواس القهري والفصام!!، ولكن لأن العقاقير المضادة لتأثير الدوبامين هي العقاقير اللازمة لعلاج العرات إضافة إلى العلاج السلوكي.
من الصعب جدا يا بني أن أزيد في تصوراتي عن حالتك وهي حالة مختلطة تمام الاختلاط وقد لخصتها بجملتك المازحة: (الحمد لله قد وضع فينا جميع أمراضه النفسية والعصبية)، وها أنا أجد نفسي لا أستطيع قول الكثير بخصوص حالتك لأنني لن أضيف إلى قلناه من قبل على الإنترنت، خاصة وأن علاقة الرهاب أيضا بالوسوسة موضوع يسترعي كثيرا من التأمل وإن بشروط كما أحسب أننا ناقشنا من قبل في إجابة :رهاب الساحة أم وسواس قهري؟
ولكن اكتئابك في الفترة الأخيرة خاصة يخيفني خاصة وأنت تقول : (أفكار الانتحار تلازمني جدا جدا لولا ما بقي من إيماني عدا عن ذلك أن أدخن حوالي علبتين دخان في اليوم)، فاقرأ من على مجانين: الاكتئاب الجسيم كيف يسلب الإيمان؟، وأنا غالبا لا أخاف على مسلم من الانتحار الاكتئابي ما دام على قدر معقول من التدين ولم يقطع الصلاة مثلا، لكنني أخاف في حالة الشخص الموسوس من أن يقع في شرك الشكل الاندفاعي من الانتحار، كما أنني أراك تنتحر بشكل بطيء وأنت تدخن علبتي سجائر يوميا، يا بني أنت تحتاج إلى كثير من الدعم الذي أعجز عن تقديمه عن طرق الإنترنت، ولا أحسبه حتى سيكون قصير الأمد من ناحية مدته الزمنية وإن كان احتفاظك بكل تفاصيل علاجاتك واستجاباتك القديمة للعقاقير مفيدا فاحتفظ به.
أهلا بك دائما هنا في مصر وعلى مجانين.