بين الواقع والمثالي
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
أشكر القائمين جميعا على موقع مجانين فأنتم بحق على ثغرة من ثغور الإسلام.. فجزاكم الله عنا وعن كل المسلمين خير الجزاء.
سأبدأ بمشكلتي.. وأرجوكم رجاءً خاصا وحارا حذف ما بين القوسين وشكرا.
أنا فتاة (.....) من عائلة متدينة محافظة ومحترمة وذات مركز اجتماعي مرموق. كنت أحلم كغيري من البنات بأن أحظى بابن الحلال الذي يسعدني وأسعده..كان التفكير بعريس المستقبل من المواضيع المفضلة التي أحب أن يسرح خيالي فيها فكنت أتساءل كيف ومتى سأقابله.. ما هي مواصفاته؟ كيف سيكون شكله؟ هل سيكون طويلا أم قصيرا؟ أسمرا أم أبيضا؟ كان هذا تسلسل أفكاري عندما أفكر في الموضوع.. وكان ما يؤجج انشغالي بهذه الأفكار هو العدد الكبير من الشباب الذين تقدموا لي..(.....................)
تقدم لي شاب من فترة ليست بالطويلة.. متدين.. خلوق.. وتنطبق عليه شروط التكافؤ التعليمي(............) والاجتماعي والثقافي والمادي والعمري... ينبئ بمستقبل زاهر.. بحث أبي في جميع الأوجه ووجد أنه الشاب المناسب الذي يفوق جميع الذين تقدموا لي ويجمع معظم الصفات التي يتمناها أب في عريس لابنته.قابلته (.........)..وأعجبت بأجوبته وطريقة حواره وهدوئه.. بعد تلك المقابلة فكرت كثيرا واستخرت الله مرارا وتكرار لكي يلهمني القرار الصحيح.. وارتحت للموضوع..
كان هناك عائق وحيد فقط.. وهو شكله..فلم أكن راضية عن شكله 100% ويمكن أن نقول 50%.. فكنت أقول في نفسي هل يعقل أن أرفض ذا الدين والخلق من أجل هذا السبب التافه؟.. وافقت على هذا الشاب استنادا على:
- الحديث الشريف.." إذا أتاكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه..إلا تفعلوا تكن في الأرض فتنة" ولم يقل إن أتاكم من ترضون جماله!
- حديث تنكح المرأة لأربع...لمالها وجمالها وحسبها ودينها.. إذا فالجمال يشترط في المرأة وليس الرجل..
- أنني أثق في أبي وحكمته وتقديره للأمور وقد رأى أن هذا الشاب هو من يرتضيه لابنته وأنه يجمع الكثير من الصفات الحسنة..
- أنني كنت أؤمن أن الوسامة في الرجل ليست شرطا بل صفة مكملة لإيماني بأن المرأة في الأخير ستتزوج رجلا وأخلاقه ومعاملته الحسنة هي المهمة وأنها لن تتزوج " تحفة" فالمعاملة الطيبة تحيل الرجل المعتدل الوسامة إلى أوسم رجل في العالم والمعاملة السيئة تحيل الرجل الوسيم إلى أقبح رجل في العالم بنظر زوجته.. كانت هي نظرتي المثالية للأمر.. والنظرة الثانية أنني كنت أتمنى حينما أدعو الله أن يأتيني رجل وسيم.. كنت أتأرجح بين هذه النظرة وتلك.. إلى أن تقدم لي هذا الشاب ..والنظرة الأولى المثالية هي التي غلبت على قراري فلم آبه للوسامة..
بعد عقد القران.. لا أدري ما الذي حل بعقلي.. المهم.. أنني أحسست أنني ارتكبت أكبر خطأ في حياتي عندما تغاضيت عن هذه الصفة.. وما أجج هذا الشعور هو تعليق صديقاتي. فمنهن من علقت تعليقا من مغزاه فهمت أنها لا تعتبره وسيما وهذا قد أثر على نفسيتي كثيرا وعن رضاي عن الخطبة.. وأحسست أنني غبية وأنه لم يكن علي أن أضحي بهذه الصفة بسبب مثاليتي الزائدة.. بكيت بشدة.. ودعوت الله أن يخلصني من محنتي.. و سبب محنتي أن:
- خطيبي أحبني بشدة.. وكانت عندما ترد إلي هذه الأفكار من أنه غير وسيم أحس بذنب فظيع وأشعر برغبة في البكاء عندما أختلي بنفسي.. ولم أكن أظهر لخطيبي أي نوع من عدم الرضا.. بل بالعكس كنت أمتدح شكله.. مما جعلني أحس أنني منافقة ومن ذوات الوجهين..
- أشعر أحيانا أن أولادي سيكونون أقل من أقرانهم جمالا
- أشعر كثيرا بعدم الرضا والندم لأنني وافقت..ولا أشعر بالسعادة كأي فتاة مخطوبة..
- (أصبحت لا شعوريا أقارن بينه وشكل أي رجل أراه. في أي مكان تتخيلونه وغالبا ما أحس بعدم الرضا وهذا ما يجعلني خجلة من نفسي)
-كلما حاولت أن أحبه أو أتقبله ترد علي هذه الأفكار فأحس أن هذه الهواجس والأفكار تتضخم وتقف حائلا بيني وبينه وأحس أنني ما زلت غير قادرة على تقبل الواقع أو التعايش معه.
-كلما حاولت النظر في إيجابياته الأخرى أشعر أن هذا العامل المفقود-الرضا عن الشكل- يهدم كل ما قبله. والمحصلة النهائية: عدم الرضا
- (.....................................................)
- (أنني متفاجئة من نفسي..فأنا أتعامل مع الموضوع بمنطق المراهقة وليس بمنطق الفتاة الواعية..كنت أحسب نفسي ناضجة رغم صغر سني..لكن تبين لي أنني العكس تماما..)
أنا الحمد لله علاقتي بوالديّ قوية جدا وقد بحت لهم بمشكلتي وكانوا متفهمين جدا..حتى أنني طرحت فكرة الانفصال وتفهموا الأمر..لأنهم في الأخير تهمهم سعادتي..
ما يمنعني من طلب الانفصال هي الأسباب التالية..
- ما زلت أسأل نفسي هل يعقل أن أطلب الانفصال من أجل هذا السبب التافه؟ هل يعقل أن أفرط بذي الدين هكذا؟.. فأنا أخاف من عقاب الله و غضبه.. أشد ما أخاف منه هو أن أسأل نفسي بعد الزواج هل يعقل أن أطلب الطلاق من أجل هذا السبب التافه؟ لأنني سبق وسألته لنفسي قبل العقد وبعده.
- يخالجني شعور أني أولي هذا الأمر –الوسامة- أهمية أكثر من اللازم.. كنت أحسب أنه غير مهم لكن اتضح لي بعد فترة أنه مهم عندي..
- أنني سأجرح خطيبي جرحا بالغا سواء بحقيقة أفكاري أو طلبي الانفصال... فأنا لا أحب أن أظلم أو أتسبب بحزن لأحد..
- أنني لا أضمن أن يتقدم لي شاب بنفس مواصفاته إذا انفصلت.. وأخاف أن يكون هذا عقاب الله لي إذا فرطت فيه..
أنا حائرة بين نظرتي المثالية للأمور.. ما يفترض أن تكون عليه الفتاة المسلمة المتزنة وبين واقع حالي هواجسي وأفكاري التي أحس أنها شيطانية أحيانا وتشعرني بذنب فظيع..
أسئلتي هي:
- ما رأيكم في حالتي التي وصلت إليها..؟ إلى الآن أحس برغبة في البكاء.. فكلما باح لي خطيبي بحبه أحس بذنب أكبر.. ولا أدري بماذا أشعر بالفرح أم الحزن؟
- هل هو شيء صحي في العلاقة؟ أن تحس الخطيبة بعدم الرضا عن شكل خطيبها؟ وماذا عن بعد الزواج؟ هل هو شيء صحي أن تحس الزوجة بهذا الشعور؟
- هل كنت مخطئة عندما قبلت وتغاضيت عن هذا الأمر؟ هل أنا المذنبة..؟ وأنا الآن أتحمل نتيجة خطئي؟
- دعاء الاستخارة هو: اللهم اكتب لي الخير حيث كان ثم أرضني به.. هل عدم الرضا مؤشر على أنه ليس الخير؟
أرجو أن أجد عندكم الجواب الشافي..
جزاكم الله خيرا
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
12/08/2005
رد المستشار
الابنة الفاضلة أهلا وسهلا بك أرسلت استشارتك إلى المستشار د. رمضان حافظ وكان رده كما يلي.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، ابنتي الحبيبة الصغيرة السن الحائرة المشاعر الموسوسة في التفكير المخطئة في التفسير..
بارك الله فيك وألهمك الصواب فيما تحبين وتريدين وتفكرين وتقررين..
أولاً: هناك عدة عناصر يجب أن يُقيَّم من خلالها الزوج والزوجة ويُعطى لكل عنصر(10) درجات:
وهي..... الجمال _ حسن المنظر والهندام _ الأسرة _ العمل والوظيفة _ التعليم _ وجود سكن خاص به – التدين _ العقل _ المشاعر _ السلوك .
فقيمي هذا العريس دون مجاملة.... فإن أخذ مثلاً (5) من عشرة في الجمال و(5) من عشرة في حسن المنظر فإنه يكون قد أخذ (10) درجات من عشرين في عنصرين ثم قيمي بقية العناصر، فإن كان مجموع درجات العشرة نقاط من (85 _ 100) فهو ممتاز وإن كان (75 _ 85) درجة فهو جيد جداً وإن كان من (65 _75 ) درجة فهو جيد وإن كان 60 درجة فهو مقبول، وتزوجي منه على بركة الله.
كم من أزواج يأخذون (10) درجات من عشرة في الجمال و(10) من عشرة في حسن الهندام والأسرة والتعليم ولكن يأخذ صفر في العقل والمشاعر والسلوك فتكون نتيجة الزواج فاشلة، وكم من أزواج يأخذون (5) درجات من عشرة في الجمال أو حسن الهندام أو العمل أو الأجر وهو عاقل (10) من عشرة وأمين وشريف وعفيف وقلبه محب وناضج فتكون نسبة النجاح في الزواج ممتازة.
الأفكار النبيلة تنبع من القلب ولكن يجب أن تمر على العقل ليصفيها وينقيها من الشوائب والأفكار الساذجة والعبيطة مثل زوجك أصلع أو بعين واحدة أو حليق اللحية أو متدين بزيادة أو ملابسه متوسطة السعر أو راتبه متوسط لا يكفي الحياة السعيدة المريحة.
تذكري قصة زوجة الصحابي الجليل _جليبيب_ الشهيد الذي كان أقرب إلى القصر منه إلى الطول وأقرب إلى الدمامة منه إلى الوسامة وكان أفطس الأنف وعبداً ثم أعتقه رسول الله _ صلى الله عليه وسلم، ولما اختار له زوجة جميلة حسناء المظهر والطول رفض والدا العروس العريس لقبحه وفقره ولكن زوجته المسلمة المؤمنة عارضت أبويها وقالت: أتردون على رسول الله أمره واختياره لقد قبلت ما اختاره لي، ولما مات زوجها شهيداً دعا رسول الله _صلى الله عليه و سلم_ لزوجته العاقلة الحسناء وقال: اللهم صب عليها الخير صباً ولا تجعل عيشها كداً، واستجاب الله تعالى لدعوة رسوله.
وفقك الله لحسن الاختيار، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ويضيف الدكتور وائل أبو هندي الابنة العزيزة أهلا وسهلا بك وشكرا على ثقتك ليست لدي إضافة بعد ما تفضل به مجيبك المستشار الدكتور رمضان حافظ غير أن أحيلك إلى بعض الروابط من على مجانين تفيدك في اختيار شريك الحياة، وعن الوسوسة بالوصول إلى الكمال، فانقري العناوين التالية:
فن اختيار شريك الحياة (5)
خطيبي أقصر مني: ينفع؟؟
حيرة كل فتاة عند اختيار شريك الحياة
اختيار شريك الحياة : هل من ضابط ؟
للساقطة واللاقطة: قاعد على الواحدة
وأهلا وسهلا بك دائما على مجانين فتابعينا بأخبارك.
ويتبع >>>>>>: بين الواقع والمثالي موسوسة حلوة مشاركة