علاقتي بأسرتي..!؟
السلام عليكم ورحمة الله...
لقد اكتشفت موقعكم هذا عن طريق الصدفة فأعجبني كثيرا محتواه لذا أنا أتقدم بالشكر لكل القائمين عليه... وكذلك باللوم لأن كثيرا من الشباب لا يعرفون عنه.
فأرجو منكم الحرص قدر المستطاع على أن يعرف الشباب العربي عن هذا الموقع الرائع.
من أين يا ترى أبدأ، فلدي الكثير لأقوله ولا أظن أن رسالة واحدة ستكفي وإلا طالت كثيرا
أنا فتاة عربية تقارب العشرين من العمر، الحديث بيني وبين أمي يكاد يكون منعدما وإن وجد ينتهي بخلاف للاختلاف الكامل بين فكرينا، حقيقة لم أستشعر أهمية مثل هذا الجسر بيني وبين أمي إلا بعدما كبرت وتعددت حاجاتي ولكن قد كان فات الأوان ولم أعد أشعر بقدرة على بناء مثل هذا الجسر وحقيقة لم أعد أشعر برغبة في ذلك أيضا فلقد اعتدت الأمر هكذا تتهمني أمي بالعقوق أحيانا ولكني فقط لا أستطيع أن أعبر لها عن مشاعري وأحيانا أشعر أني لا أكن لها المشاعر وهذا يؤلمني، أعرف أن من يعق والديه يعقه ولده ولكني لا أريد أن يحدث هذا مع أبنائي
قد يكون غياب الحديث مع أمي قد أثر علي بطريقة وبأخرى ولكنها ليست آثار جذرية فأنا والحمد لله متفوقة فى دراستي ملتحقة بكلية مرموقة، أدائي فيها جيد، لدي أصدقاء مقربين أسعد بصحبتهم، محبوبة من أصدقائي وزملائي، اجتماعية لدرجة توقعني في المشاكل أحيانا، على قدر من التدين وأسعى للأفضل وإن كنت أعاني من تذبذب مستوى تديني وهذه إحدى مشكلاتي التي قد أتكلم عنها لاحقا.
يشهد لي الأصدقاء بالنضج الفكري، وحقيقة أنا أهوى قراءة المشاكل الاجتماعية وردود المختصين عليها وأحب الاستماع للتجارب الشخصية لأصدقائي بالإضافة لما مررت به من تجارب.
أسعى للقراءة في علم النفس والاجتماع، أحب خوض المناقشات مع أصدقائي خاصة في الموضوعات الاجتماعية.
علاقتي مع عائلتي وأقاربي جيدة، ولكن المشكلة كلها تكمن في علاقتي بأسرتي الصغيرة لدرجة أني لا أحب مشاركتهم في أي نشاط أو التنزه والخروج معهم، وأفضل التواجد مع أصدقائي فعلاقتي بأمي كما ذكرت سابقا، أما أبي فهي أفضل من أمي فهو كثيرا ما يفهمني ويقدرني ويثق برأيي، وأنا معجبة بكثير من شخصيته وأتمناها في فارس أحلامي، ولكن لا تعوض عن علاقة الأم فلا يمكنني محادثته في أمور الفتيات.
أما أخواتي -بنتان تصغراني- فنحن لا نتحدث وأقصد هنا حديث كحديث الفتيات رغم تقارب أعمارنا فنحن لا نتحدث عن الفتيان، عن المشاعر، عن الجنس وغيرها من الأمور.
أنا خائفة عليهما، خائفة مما يعرفانه وكيف عرفتاه فهما مثلي لا حديث بينهما وبين أمي.
أشعر بالقلق عليهما ولا أعرف كيف أحميهما أتمنى لو كانتا أتخذتاني صديقة يفضون إليها.
إن حدث لهما مكروه سأشعر أني المذنبة.
كما أني خائفة على بناتي في المستقبل أود أن أكون الأم والصديقة.
ولكني أشعر أنها معادلة صعبة وأني سأفشل في تحقيقها، لا أريد التدليل ولا الشدة.
أريد ابنتي متدينة منفتحة التفكير واعية تتمتع بالصحة النفسية والجسدية.
أرجو ألا أكون قد بالغت في رسالتي، قد أكون أستبق الأحداث بالكلام عن تربيتي لبناتي ولكني كثيرة التفكير في المستقبل.
12/08/2005
تعقيب على مشكلتي علاقتي بأسرتي
السلام علبكم مرة أخرى
قد انتهيت منذ لحظات من إرسال مشكلتي ولكن نسيت أن أطلب أن يرسل لي الرد على البريد الإلكتروني وألا ينشر كي لا تعرف هويتي فبعض أصدقائي يرتادون الموقع ومجرد قراءتهم للظروف المحيطة بي والتي أرسلت موضحة إياها قد يتعرفون علي.
أرجو أن ينجح هذا التعقيب
وشكرا
12/08/2005
رد المستشار
أهلاً بك يا فتاتي, وأرجو أن تعذريني لتأخري في الرد عليك, لقد جعلتك تنتظرين طويلاً, فأرجو أن تسامحيني فقد كانت الظروف فعلاً أقوى مني وعلى مدى شهرين من الزمن.. فهلا سامحتني؟
رمضان مبارك إن شاء الله عليك وعلينا جميعاً وأسأل الله أن يتقبل منا جميعاً عملنا فيه ولا يجزينا عليه بأقل من عتق رقابنا من نار جهنم..
الحقيقة أن سياسة الموقع تقتضي النشر لكل المشاكل التي ترد وليس ذلك لفضح أصحاب المشاكل بل ليعرف الناس بالواقع الحقيقي لشبابنا وما يعانونه من مشاكل تنخر في جسد أمتنا حتى كادت أن ترديه.. فكما هو شعار هذا الموقع: كفانا دفناً لرؤوسنا في الرمال.
وأنا أترك القرار النهائي للدكتور وائل, فإن شاء أن يرسل الرد على البريد فليفعل, وإن شاء النشر فليفعل أيضاً.. أما أنا فماعنديش فرق.
شكرا لكلماتك وإطرائك على هذا الموقع, ونحمد الله تعالى على وصولك إلينا بالسلامة, وأما مسألة معرفة كل الشباب العربي بهذا الموقع, فهذه يا عزيزتي مهمتكم أنتم, فأنتم من تدخلون غرف الدردشة والمنتديات, مهما بذلنا نحن من جهد للتعريف بالموقع سيظل جهدنا قاصراً إن لم تدعموه أنتم بجهودكم المشكورة بإذن الله..
نأتي الآن إلى مشكلتك:
تقولين:" الحديث بيني وبين أمي يكاد يكون منعدم وإن وجد ينتهي بخلاف للاختلاف الكامل بين فكرينا،حقيقة لم أستشعر أهمية مثل هذا الجسر بيني وبين أمي إلا بعدما كبرت وتعددت حاجاتي ولكن قد كان فات الأوان و لم أعد أشعر بقدرة على بناء مثل هذا الجسر وحقيقة لم أعد أشعر برغبة في ذلك أيضا فلقد اعتدت الأمر هكذا "
حالك مثل حال الملايين من فتياتنا ممن انعدمت جسور التفاهم والترابط مع أسرهن, لا يهمني الآن أن ابحث عن المسؤول عن هذه النتيجة المأساوية لحال أسرنا لألقي عليه باللوم فأرتاح, بل ما يهمني هو كيف نتجاوز هذه النتيجة المؤسفة ونعدّلها لتصبح قريبة من الصحة والسواء قدر الإمكان.
والباب الوحيد الذي أرى أنه لا يزال مفتوحاً أمامك, هو: أنت, نعم أنت, ما رأيك أن تأخذي أنت زمام المبادرة فتبدئي بمدّ جسور الحوار والتفاهم بينك وبين أهلك وبينك وبين أخواتك . فعلاً الكرة في ملعبك, بل الكرة متروكة بدون أي لاعب, فلم لا تكونين أنت هذا اللاعب؟
ولكن على أن تتقني أصول اللعبة أولاً.. والتي تتلخص في معرفتك بكيفية مد هذه الجسور, وكيفية الحوار الصحيح حتى لا ينقلب إلى جدال , وكيفية التعامل السليم مع أهالينا وإخوتنا, دون أن ندخل في هذه المعادلة الخاطئة:
البر= الطاعة المطلقة
لأنه فعلاً لا يساويها أبداً, لا يساويها إلا في حال أن يحمل الله تعالى مسؤوليتنا عن أعمالنا ليعلقها في رقاب آبائنا الذين لهم علينا هذه "الطاعة المطلقة" وبما أن هذا لم ولن يكون أبدا, فكذلك البر لن يساوي أبداً الطاعة المطلقة.
سأحيلك إلى روابط لاستشارات سابقة فاقرئيها لتتعرفي على أخواتك في هذا الكفاح الأسري, ولتتوسع معرفتك بالحلول المختلفة لمستشارينا الأكارم.
أسرنا البائسة..هل من نهاية لعذابات الأحبة
أسرنا البائسة..هل من نهاية لعذابات الأحبة...مشاركة
نفسي في أم غيرها : أخي بكل احترام وأنا بالجزمة
الابنةُ المضطهدةُ ودبلوماسية العائلة !
الابنةُ المضطهدةُ ودبلوماسية العائلة ! مشاركة
من أم أسطورة إلى امرأة غريبة : الأم العربية
المحرومة : أمية أمتنا النفسية !
ابنتنا ترسم معالم استراتيجية التعامل مع الوالدين
أمي تخنقني هل أكرهها؟
ولو عدت لأرشيف استشارات الموقع لوجدت غيرها الكثير.
تتمنين لو اتخذتك أختاك صديقة لهما لتفضيا إليك بهمومهما, وأنا أقول لك ثانية: لم لا تبدئين أنت باتخاذهما صديقتين؟ لم لا تبدئين أنت بالخطوة الأولى؟ ونفس الأمر بالنسبة لوالدتك, لم لا تبدئين أنت الآن بإقامة جسور الحب والود والتفاهم بينك وبينها, سأخبرك سراً من أسرار الأهل: الآباء والأمهات يفسرون في بعض الأحيان عزوف أولادهم عنهم: تكبراً من أولادهم عليهم, وهذا يحزنهم جداً, فيعبرون عن هذا الحزن برفض لأبنائهم, فيتأثر الأولاد فيزدادون عزوفاً, وهكذا تجديننا ندور في حلقة مفرغة من التفكك الأسري لا تزداد إلا اتساعاً..
ما رأيك أن تبدئي أنت بمد الجسور مع أسرتك الصغيرة: بأن تريهم الحب وتبذلي لهم المساعدة وتعبري عن مشاعرك لهم بأنك تحبينهم وتدعين لهم بالكلمات الطيبة: أدامك الله ذخراً لي يا أمي..... الخ, ولا تنسي أن هذا من باب البر المأمور به في ديننا الحنيف.
قد يكون اعتراضك على ما أطلبه منك أنك أصلا لا تشعرين بهذه المشاعر, فهل ستكذبين؟ نعم, في البداية سيكون كذباً, وستكون الكلمات باهتة على شفتيك, ولكن ومع مرور الوقت ومع بداية التفاعل بينك وبين والدتك وأختيك ستدب الحياة في مشاعرك .. والحقيقة أنه ليس كذباً بالمعنى الحقيقي للكلمة, فمشاعر حبك لأمك موجودة في قلبك, كل ما في الأمر أنه قد غطاها ركام من رماد البعد والاختلاف الدائم فأضعفها, وأنت الآن بكلماتك وبخطواتك المباركة لتعديل الوضع القائم ستذكين جذوتها لتشتعل من جديد.
ولكن أريد أن أنبهك إلى خطأ كثيراً ما نقع فيه مع إخوتنا الأصغر منا بل ومع أهالينا أيضاً وهو أن طريقتنا في عرض المساعدة وإبداء النصح قد تكون متعالية بعض الشيء مما يجعل الطرف الآخر ينفر من هذه العلاقة التي يجد نفسه فيها الطرف الأضعف, فعندما تعرضين المساعدة وعندما تحاورين والدتك وعندما.... وعندما...., اجعلي نصب عينيك قول الله تارك وتعالى:"واخفض لهما جناح الذل من الرحمة".. و وصف الله تعالى المؤمنين في تعاملهم مع بعضهم البعض بأنهم "أذلّة على المؤمنين أعزّة على الكافرين"والمقصود ب"الذل" هنا أي تعاملي معهم بكل ود وحمة ولين ورفق كما لو أنك كنت ذليلة لهم.
ولا تيأسي من المحاولات, فهذه حكاية ابنتنا -بارك الله بها- في تحسينها لعلاقتها مع أختها وكيف بدأت من ما دون الصفر, ولكنها وبفضل توفيق الله تعالى وبفضل جهودها الحثيثة, نجحت أخيراً في إعادة الجسور المهشمة تماما..
خبرات وإبداعات مجانين صفحتنا مشاركتان
وأنت من الآن لديك الحافز القوي لتقومي بما أقترحه عليك, لماذا؟ لأنك لا تريدين أن يتكرر ما يحدث بينك وبين والدتك مرة أخرى بينك وبين بناتك, وهذا بحد ذاته حافز كبير سيدفعك لتجربي في أخواتك وتتعلمي كيف تقيمين جسور الحوار والصداقة والمحبة والتعاون حتى إذا أنجبت في المستقبل وأصبحت أماً كنت مدربة مسبقاً بل وناجحة تماما في هذا بإذن الله.
وهذه بعض النصائح لإتقان فن الحوار والإقناع, أرجو لك معها كل الفائدة .
توجيهات ممرض نفسي: أنا أريد.....وهم لا يريدون!
وأخيراً, أكرر أسفي لتأخري في الرد عليك, فأرجو أن تعذريني..
ورمضان مبارك إن شاء الله, ولا تنسينا من صالح دعائك في هذا الشهر الكريم, ولا تنسينا من متابعتنا بمستجدات الأمور معك, مع وعد مني بالرد السريع قدر الإمكان بإذن الله ..
والسلام ....