لا أشعر بتحقيق ذاتي
من صغري وأنا متفوقة في دراستي أحصل علي أعلي الدرجات وأصبح الأولى على مدرستي وكبرت ودخلت كلية الطب وأنا أحبها جدا لكنها لم تعطني ما أردته منها.
لم أجد سوي أنني أذاكر فقط معلومات ومعلومات نأخذها في المحاضرات ونمتحن فيها عملي ونظري وشفوي وأنت وحظك وحصلت علي تقديرات جيد جدا ثم امتياز ثم جيد جدا في السنين الثلاثة .
لكن حتى الآن وأنا لا أفيد أسرتي ولا مجتمعي بشيء ولا أشعر بكوني طبيبة إذا مرض أحد إخوتي واحتاج إلي أخذ حقن نهرع إلى جارتنا الممرضة التي تصغرني في السن بسنة ويقول أبي عندي دكتورتين (أنا وأختي في صيدلة) في البيت ورايح أجيب ممرضة.
أشعر بأنه لا فائدة من مذاكرتي وتعبي طوال العام.
وشكرا لجهودكم
13/08/2005
رد المستشار
الابنة العزيزة أهلا وسهلا بك على مجانين، ونشكرك على ثقتك، ما تحكينه لنا أنت في إفادتك، تحكيه كثيرات من طالباتنا وطلابنا حين يشعرون بقريبٍ مما تشعرين به من فقدان الشعور بالتميز والفاعلية، كذلك بالفوضى التعليمية التي نعيشها كجزءٍ من الفوضى العامة الكبيرة.
لم تعطك كليتك ما تطمحين إليه حتى الآن، ومن تعطيه واحدةٌ من مؤسساتنا ما يطمح إليه حقا؟ إن المتميزين يا ابنتي في مجتمعاتنا يعطون هم ويدعمهم الله ثم قدراتهم، واقرئي ما كتبه طاووس بمطلع إحدى قصائده بعنوان الترهات الماكثة:
لا أكفرُ..
بذا البلد!
وزارعٍ وما حصدْ؟
لقد؟؟؟ وما تجدي لقد؟؟!
والناس لا ناسٌ ولا حتى زبد!
لا أكفرُ..
بذا البلد!
واقرئي ما كتبه ولفوت أيضًا على مجانين تحت عنوان:النفس...والطب!!
إلا أن الدراسة في كلية الطب مهما كان قصورها في بلادنا تعطيك الكثير لو أنت أحسنت العمل، وتقدير "جيد جدا" يعني الكثير من إحسان التعامل مع نظام الكلية على أقل تقدير، الدراسة تعطيك ما تستطيعين تسميته بالفرشة التي لابد منها.. وحتى وإن لم تدركي معنى ذلك الآن أو تشعري بمردوده، بنيتي أنا شخصيا لا أذكرُ أن أحدا علمني إعطاء الإبر إلا وأنا في سنة الامتياز أي في السنة السابعة من دراسة الطب.
أرجو ألا تستسلمي لأفكارك الاكتئابية هذه وتابعي مجانين واقرئي:
إبحار الأجيال وتعاقب الأمواج البناءة
الجهاد المدني.. الطريق إلى فعل مختلف
استحضار النية في دراسة اللغات الأجنبية
حيرة متفوق ، بين الطب والسعادة !
طالب الطب ، ورحلة الأهوال !
ضحايا الطب سابقا: خبرة. المرض والتعافي مشاركة
متفوقة ..وفاشلة في الطب
إذن أنصحك بأن تجعلي نيتك في الدراسة الطبية هي مساعدة الناس واستحضري النية في كل مرة، ولا تقلقي بشأن جدوى الدراسة الآن فقط حاولي أن تربطي ما تقرئين بالتعامل اليومي مع المرضى في مستشفى الجامعة التابع لكليتك.
أهلا بك دائما على مجانين.