كيف يجب أن يتصرف الطبيب النفسى؟
أنا صاحبة الرسالة .. وشكراً على الرد لكن لم يكن واضحاً بالنسبة لى..
بمعنى.. أنا أفهم أن التعلق طبيعي ويساعد على العلاج ولكن هل صحيح في حالة تعلق المريض بالطبيب جداًً أن يحعل الطبيب المريض قريباً منه أكثر بأن يجعله يعمل معه فى نشاطاته وينظم مواعيده وهكذ..؟ وهذا يعنى أنه سيراه كثيراً ويحتك به كثيراً بالإضافة إلى الجلسات النفسية..
أيضاً.هل شعور المريض بالكره للطبيب بسبب شعور المريض أن الطبيب غير مهتم بحالته ومقصر معه (وهذا صحيح باعتراف الطبيب نفسه) .. وأنه نزل من نظره ولا يحترمه مثل الأول.. هل لهذا أثر سلبي على العلاج؟
وإذا كان غير متاح فى الوقت الحالى تغيير الطبيب المعالج، كيف للمريض تجنب السلبيات إن وجد؟
وشكراً
2/8/2005
رد المستشار
أهلاً بك مرة أخرى على صفحة استشارات مجانين، يبدو أنني أكتب في بعض الأحيان بأسلوب يناسب المتخصصين فلا يكون واضحا لغيرهم...
سأحاول أن أجيب عما تسألين عنه هذه المرة بشيء من الوضوح... وأشعر –وإن كنت لا أعرف صحة شعوري- أنك تتحدثين عن موقف معين... فإن كان الأمر كذلك حاولي أن توضحي لي الموقف حتى أستطيع أن أفيدك.. فإجابتي هذه المرة أيضاً تقع في حدود العموميات.
إن علاقة المريض بالطبيب لها حدود فلا يجب أن تكون اعتمادية فكون الطبيب ينظم مواعيد المريض ونشاطاته ومواعيده ووو...... فهذا يعتبر خطأ من جهة المعالج!!!
وهذا ما يجعل صورة المعالج النفسي صورة سيئة فيشاع أن من يذهب إلى الطبيب النفسي يسير في طريق طويل قد لا ينتهي!! وهذا ما يقوم به بعض الأطباء من حيث جعل المريض يعتمد على المعالج بحيث يظل في حاجة إليه لفترات طويلة –خاصة إذا وجد استعداد من جهة المريض للاعتماد عليه- وبالتالي يحجز جلسات كثيرة...
ولكن حتى لا يفهم من كلامي أنني أشن هجوماً على الأطباء النفسيين أحب ان أوضح أن قدر كبير من الأمراض النفسية هي أمراض مزمنة!! وبالتالي يضطر المريض إلى معالجة الطبيب من وقت إلى آخر... وقد يحتاج المريض (خاصة المريض العقلي) إلى فريق العمل النفسي كله فيتطلب علاجه الاستفادة من الأخصائي النفسي والأخصائي الاجتماعي حيث يقوم الأخير بتأهيله للتعامل مع الناس –خاصة إذا أقام في المستشفى النفسي لفترة- ويساعده على ترتيب أموره.
أما الجزء الثاني من رسالتك فإن هذه المشاعر تؤثر بالسلب على العلاج... فلم لا يكون المريض صريح في هذه الحالة مع معالجه؟ وما دور المعالج في التقصير؟ قد يفسر المريض محاولات جعل المريض أكثر استقلاليه كنوع من الرفض له من جانب المعالج... وإذا استمر هذا الاحساس يمكنه أن يذهب إلى طبيب آخر يرتاح له... فطالما انه يوفر الوقت والمال للذهاب إلى طبيب ما يمكنه أن يرتب أموره ويستشير غيره أو يراسلنا عبر الانترنت.... ومن ناحية أخرى وكما أوضحت لك في ردي السابق أن مشاعر المريض تجاه المعالج لا تكون موجهة نحو المعالج في حد ذاته –في بعض الأحيان- ولكن قد يكره المريض كل من يساده مثلاً أو كل من يشبه والده... وهكذا ... وفي النهاية يتجنب المريض تلك السلبيات وغيرها بأن يعرف أن الكمال لله وحده وأن الطبيب بشر مثله وأن كل ابن آدم خّطاء.
أخيراً يمكنك مراجعة الرد المنشور بعنوان صفات المرشد النفسي