الوسواس القهري
السلام عليكم ورحمة الله
أنا شاب أعاني من حالة تبدو على أنها وسواس قهري، والأمر متعلق بوسواس القولون للمسلمين كان يلازمني في المسجد لينتقل بي الأمر إلى أماكن الدراسة والحياة الاجتماعية فأشعر وكأن بي رائحة كريهة تزعج الآخرين
وقد أصبحت أشك في كل من حولي وأفسر كل الحركات على أنها كذلك بالرغم من أني أتناول الدواء وأتحسس من النظرات أيضا وأفقد الثقة بنفسي خاصة عندما نكون في جماعة.
بالرغم من أني أقوم بتنظيف جسمي مرارا وأضع مختلف الروائح
أرجو منكم أستاذ أن تنصحوني وترشدوني إلى سلوك يساعدني على التغلب على التخلص من هذه الحالة التي أفسدت عليّ حياتي
وشكرا جزيلا
7/8/2005
رد المستشار
الابن الحبيب/ "كمال "
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
المشكلة
1- أنت لديك فكرة وسواسية دخيلة ومتطفلة ومتسلطة تقتحم عقلك:
وهي الشعور بأن لك رائحة كريهة تزعج الآخرين.
2- هذه الفكرة تسبب لك الألم والمعاناة والضيق والقلق:
بدليل أنها أفسدت عليك حياتك –جعلتك تشك في كل من حولك وتفسر كل حركاتهم أنها كذلك.
3- أنت لا تعتقد في صحة هذه الفكرة -بدليل أنك تؤكد نظافة جسمك وتضع الروائح العطرية.
4- أنت تمارس طقوس وسواسية متكررة -بدليل تنظيف الجسم مراراً وتضع مختلف الروائح.
الحل
1- لابد أن تتعرض بانتظام بمعنى الاختلاط بالناس رغم الفكرة التي تجعلك ربما تبتعد عنهم وذلك بطريقة متدرجة:
- اليوم الأول لمدة 15 دقيقة
- بعد أسبوع 30 دقيقة
- وبعد أسبوع 45 دقيقة.... وهكذا....
فإن زاد القلق بصورة غير محتملة اجعل التعرض والاختلاط لفترة أقل 3 دقائق مثلا أو أقل ولكن لابد من زيادة وقت التعرض كل أسبوع.
2- عند جلوسك مع الناس لابد أن تكون قريبا منهم ولا تبتعد عنهم رغم تصاعد مستوى القلق.
3- قم بزيارة أقاربك ومعارفك وادعوهم لزيارتك في بيتك.
4- لا تسأل ولا تكرر أسئلتك لمن حولك بشأن رائحتك.
5- احذر تجنب الناس والمجتمعات لأن ذلك سيزيد مخاوفك وقلقك ويزيد من معاناتك.
التفاصيل
1- حدد الأماكن التي تشعر فيها أن الرائحة الكريهة تصدر منك إن وجدت.
2- لابد من الذهاب لهذه الأماكن عدة مرات ولفترات تتزايد تدريجياً كما ذكرنا سابقا حتى يزول القلق.
3- الأسبوع الأول:
المرور على أصحاب المحلات القريبة من المنزل والسلام عليهم والكلام معهم دقائق معدودة.
الأسبوع الثاني:
دعوة أحد الأصدقاء يومياً إلى المنزل والجلوس معه والقرب منه لفترات تتزايد تدريجياً.
الأسبوع الثالث:
الخروج مع والدتك أو أخيك أو صديقك والمرور على الأسواق وشراء احتياجات المنزل أو أي لوازم شخصية والقرب جداً من البائعين والكلام معهم مع التنبيه على كل من تتعامل معه ألا يقوم بطمأنتك بخصوص الرائحة هل موجودة أم اختفت وعدم الاستسلام لهذا الطلب مهما كانت الأسباب.
الأسبوع الرابع:
ركوب المواصلات مثل القطار أو الأوتوبيس والجلوس بجانب الناس وتحمل القلق وذلك أيضا بصورة تدريجية كما ذكرنا سابقا (15 دقيقة – 30 دقيقة – 45 دقيقة......) وهكذا .....
الأسبوع الخامس:
الذهاب لأماكن أكثر ازدحاماً في الأسواق التجارية و الوقوف في صف لشراء طعام أو مشروب أو شراء تذكرة مواصلات وتحمل القلق وعدم طلب الطمأنة والتأكد بخصوص الرائحة.
سوف تلاحظ:
كل مرة أن القلق في أول الأمر يتصاعد حتى يصل إلى مداه وفي آخر الأمر سوف يقل تدريجياً حتى تتحمله. عند هذه النقطة عليك زيادة الوقت الذي تقضيه في التعرض والاختلاط (15 دقيقة – 30 دقيقة – 45 دقيقة.....) وهكذا...
سوف تلاحظ:
أيضا أنه ربما يزيد إفراز العرق أو يحمر وجهك أو تشعر برغبة شديدة في السؤال عن وجود الرائحة ولكن بعد فترة سوف تذهب هذه الأعراض أيضا وتختفي الرغبة في السؤال.
المهم :
1- أن تبقى بين الناس.
2- لا تتجنب أماكن الازدحام.
3- لا تسأل كثيراً عن الرائحة.
4- عند زيادة القلق قلل فترة التعرض (3 دقائق ... 5 دقائق ..) وهكذا ....
5- إياك والهروب من المواجهة والتعرض.
4- الأسبوع السادس:
- شراء لوازم البيت أو احتياجاتك الشخصية بمفردك.
- زيارة أحد الأقارب في بيته والجلوس عنده وبالقرب منه على فترات متدرجة كما سبق، وكل يوم تزور قريب آخر.
- الذهاب للأسواق بصورة مستمرة بمفردك.
هنا عليك تنفيذ كل ما سبق بدون وضع مزيلات عرق أو روائح عطرية وبدون الاستحمام قبل الخروج.
بعدها سوف تلاحظ أن القلق أخذ في التناقص تدريجياً وسوف تلاحظ أيضا أن أسئلتك عن الرائحة بدأت في الاختفاء.
5- في هذه المرحلة لا بد أن تصمم على:
- التواجد في الأماكن المزدحمة بجانب الناس وفي الأسواق التجارية.
- أن تسافر وحدك في وسائل المواصلات العامة.
- أن تبقى في الأسواق التجارية كل مرة على الأقل ساعتين، ولا مانع من وجود بعض التوتر البسيط.
- أن عدد مرات الاستحمام تكون بعد ذلك بالمعدل العادي بالنسبة لك وليس بسبب ظنك في وجود رائحة.
آخر حاجة
راجع أقرب طبيب نفسي لك :
1- لكي يضع لك خطة علاجية مفصلة ويتابع حالتك .
2- لكي يكتب لك العلاج الدوائي المناسب الذي سوف يسهل لك الالتزام بالخطة العلاجية إن شاء الله.
ولك منا أرق التحيات وكل الأماني بالشفاء والسعادة .
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ويضيف الدكتور وائل أبو هندي الابن العزيز أهلا وسهلا بك على موقعنا مجانين وشكرا على ثقتك ليست لدي إضافة بعد ما تفضل به الأخ الأكبر الدكتور محمد شريف سالم، فقط أو التنويه إلى أن ما أسميناه بوسواس القولون عند المسلمين، هو شكل آخر من أشكال الوسوسة بخروج الريح معنية في الأساس بتشكيك المسلم في انتقاض وضوئه، وأما ما تدور حوله مشكلتك فهو ما نسميه اضطراب شم رائحة الجسد Olfactory Reference Syndromes أو اضطراب البَخَرِ المتوهم، ونصنفه ضمن وساوس الخوف والريبة باعتباره نوعا من أنواع وساوس التشوه على أساس أن تشوها يتوهمه المريضُ في رائحته الشخصانيةPersonal Odor ، فهذا النوعُ من المرضى تتسلطُ عليهم فكرةُ أن رائحةً منفرةً تصدرُ من أجسادهم ويشمها الناسُ فمنهم من يتحرجُ من إخبارهم بذلك ومنهم من يتهربُ من الجلوس معهم، ومن هؤلاءِ المرضى بالطبع من تكونُ هذه الفكرةُ فكرةً تسلطيةً يعرفونَ أنها خاطئة ولكنهم لا يستطيعونَ التخلص منها ولا حتى التصرفَ دائمًا على أساس أنها خاطئة ومنهم من يصل مدى اقتناعهم بصحة هذه الفكرة إلى البعد الذهاني فيعتبرونها فكرةً صحيحةً يؤمنونَ بها تمامًا أي أنها تصبحُ فكرةً وهاميةً Delusional Idea، ومحاولة الطبيب النفسي سبر غوار المنظومة المعرفية الموجودة عند هذا النوع من المرضى كثيرًا ما تبينُ إرجاع المريض لمصدر الرائحة المنفرة تلك إلى القولونِ مثلاً أي أنها بسبب غازاتٍ تخرجُ من فتحة الشرج، وهناك من يرد مصدرها إلى رائحة أنفه أو فمه أو حلقه أو جوفه، ومنهم من يردها إلى الجلد أي العرق كما تجدُ من لا يحدد لها مصدرًا ولا ينشغلُ إلا بمحاولة اجتناب الجلوس مع الناس في مكانٍ مغلق أو قليل التهوية أو الإسراف في استخدام العطور وهكذا.
في بعض هذه الحالات بالطبع تكونُ أفكار المريض صادقةً كأن يكونَ هناكَ التهابٌ مزمنٌ في الحلق أو الجيوب الأنفية أو اضطرابٌ عصبيٌّ في القولون أو غير ذلك، إلا أن الغالبية العظمى من الحالات التي تصل إلى الطبيب النفسي لا يكونُ فيها وجودٌ لهذه الرائحة من الأساس، وأما ما يجعلني أضعُ مرضى وسواس التشوه تحتَ وساوس الخوف والريبة فهو ما يلي:
(1) وجودُ الخوفِ من التشوه سواءً في الشكل أو في الرائحة أو في الشعور بالذات وإدراكها ومن تأثير ذلك على حياة المريض وعلاقاته الاجتماعية، أو من التعرض للانتقاد بسببه.
(2) وجود منظومةٍ معرفيةٍ تميلُ إلى تأويل أي حدثٍ حياتيٍّ أو موقفٍ اجتماعي عابرٍ أو بسيطٍ يحدثُ للمريض كدليلٍ على وجودِ التشوه المتوهم، (رغم أن مثل هذا الموقف نفسه يفسرهُ الآخرونَ على أنه عابرٌ أو بلا معنى وينسونهُ بسرعةٍ).
(3) وجود الأفكار التسلطية المتعلقة بذلك، والأفعال القهرية المتعلقة بذلك أيضًا والمتمثلة في العرض المتكرر على العديد من الأطباء وإجراء العديد والعديد من الفحوص الطبية بسبب الريبة في نتائج هذه الفحوص.
إذن فهناكَ في حالتك علاماتُ اضطراب الوسواس القهري المتمثلة في الأفكار التسلطية والأفعال القهرية إضافةً إلى الانشغال بالتشوه والاجتناب المتكرر للناس والإسراف في وضع العطور كنماذج لهذه الظواهر القهرية، عليك إذن تنفيذ ما نصحك به مجيبك الدكتور محمد شريف سالم وتوكل على الله ولا تعجز، وتابعنا بأخبارك.
ويتبع ......................: اضطراب شم رائحة الجسد: وسواس البَخَرِ المتوهم م