مجانين إلى أين
بداية تحية طيبة للدكتور أحمد عبد الله و د: وائل، مجانين موقع إسلامي أليس كذلك، ولي الأمل في قراءة كل كلمة أكتبها، أنا عمري 29 عاما ولم أتزوج وجميلة ولكن لم أفكر أبدا أن أزني أو أتزوج متعة أو مسيار بل أنتظر حتى لو كهل وأتزوجه زواج شرعي بما أمر الله به.
ردودكم تفتقر إلى الإرشاد الديني بالفعل، فكلها اجتماعية إليكترونية وليست إسلامية كم مرة جرأتم على نشر صحيح مسلم والبخاري؟ كم مرة نشرتم مبادئ الإسلام باستثناء الدكتور المهدي لكن دكتور أحمد ودكتور وائل يغمضون عينيهم عن الانحراف الديني بأمزجتهم
أرجو نشر هذه الكلمات إذا كنتم فعلا تعتبروننا بناتكم نحن نريد الوقاية فحققوها لنا يا أهل العلم
http://hadith.al-islam.com/Display/hier.asp?Doc=1&n=3192
1/9/2005
رد المستشار
أختي الكريمة
السلام عليك ورحمة الله وبركاته، وبعد:
قرأت سطورك على عجل فتساءلت لم بعث بها إلي د. وائل إذ هو أولى بالحديث عن نفسه أو رفيق دربه، ثم تبين لي بعد تأمل أن د. وائل تجاوز (الشخصي) في الرسالة إلى (العام) وأنه أراد مني مناقشة الأفكار التي نتجت عنها تلك الأحكام التي أطلقتها.
أما قولك : (أرجو نشر هذه الكلمات إذا كنتم فعلا تعتبروننا بناتكم نحن نريد الوقاية فحققوها لنا يا أهل العلم) .
فقد هزني ألما والله، فقد لمست فيه معاناة هي نتاج الفكر الذي أطلقت هذه الأحكام وفقا له، والذي لا تجدينه قادرا على رفع الحرج الذي تشعرين به بسبب قسوة الأوضاع النفسية والاجتماعية التي تحياها الفتاة العربية.
ولأناقش معك أولا مفهوم الأسلمة، وهو الوصف الذي أطلقته على الموقع، ويحضرني ابتداء كلام العالم الجليل الشيخ علي جمعة حفظه الله في كتابه المدخل في فصـل(مقاصد الشريعة الإسلامية)، وفيه بيّن أن الإسلام كحضارة هو أشمل من خصوص الإسلام كديانة، بحيث أن عمارة الأرض عدلا وقسطا وأخذا بأسباب التنمية الشاملة بما يحفظ للإنسان كرامته وحقوقه، هذه العمارة هي مقصد أولي من مقاصد الإسلام، بل جعل ذلك الكلية الأولى من الكليات الخمس التي جاءت بها الشريعة الإسلامية.
ومما فهمته – والله أعلم - أن هذا المعنى الذي ذكره الشيخ حفظه الله يؤصل لفكرة التعدد الشرائعي بحيث لا يسود الناس إلا من ارتضوه، وارتأوا أنه قادر على تحقيق مصالحهم، وإقامة العدل بينهم.
هل أبدو لك قد ابتعدت عن لب الفكرة؟ فلأحاول إذن أن اقترب أكثر ..
الوصف بالأسلمة فيما أرى ينبغي أن يتجاوز القبول للفكر الذي يتبنى فقط الإسلام ولو في قطعياته فضلا عن المسائل الظنية التي اختلف فيها العلماء كما في وضع المرأة في المجتمع، وطبيعة علاقاتها المجتمعية، أو الحدود المسموح بها في العلاقات بين الجنسين، أو زواج المسيار أو الزواج العرفي الخ
يتجاوز ما ذكرت ليضم تحت جناحه كافة نواحي الفكر الإنساني مناقشة ومداولة استفادة من نتاجاته في إثراء التطبيقات الواقعية للفكر الإسلامي القطعي أو الظني، و ردا لما يتعارض مع قطعيات الدين بالحجة البينة، والنقاش الهادئ الرصين البعيد عن السفه.
ولذلك ستحدين في الموقع مثلا من يتحدث عن حجاب المرأة على أنه وجه من وجوه التمييز الديني، وتجدين ردودا عليه تتباين هدوءا وحدة، وهكذا (الأسلمة) كما يتبناها الموقع هي تأكيد على فكرة قبول التنوع الفكري وإن تضاد، إثراء للفكر الذي نعتقده حقا وصوابا، والذي لا نرى في مناقشة ما يخالف قطعياته، إضعافا له أو هدما في بنائه، فلا يزيد الباطلُ الحق إلا ظهورا.
هذا الجانب من مفهوم الأسلمة إذا استبان لك وللقارئ الكريم، يصبح من اليسير بعده أن تصل فكرة أن الإسلام هو الطريقة الدينية التي جاء بها سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم نصا أو استنباطا، بمعنى أن حديثا ما قد لا يتضمن نصا مقدسا من نصوص الكتاب الكريم أو السنة المطهرة لكنه في بنائه ومراميه يحمل روح هذه النصوص ومقاصدها .
وقد ذكرني تعليقك هذا بكلام كنت قلته لدكتور أحمد عبد الله في بدايات معرفتي به، قلت له: هل درست الفقه وأصوله؟ كتاباتك تحمل روح فقيه، وتمتلئ غالبا بعمق الأصولي!
أشكرك حقا على رسالتك، فقد كانت سببا لتوضيح رؤيتنا في الموقع حول مصطلح الأسلمة الذي ربما يكون غائما أو مغيبا أو مناقضا في أذهان الكثيرين .
ثم أعود إلى القضية الجزئية التي ذكرتها وهي زواج المسيار، وقرنه بزواج المتعة، وعدك الأول كالثاني، ثم استشهادك على منع زواج المسيار والذي كما نعرفه في السعودية هو إسقاط المرأة حقها في القسم أو النفقة، بالنصوص التي نقلتها عن الإمام النووي في شرحه لصحيح الإمام مسلم.
فأقول: قرنك المسيار بالمتعة لا يصح، إلا إن قصدت بالمسيار الزواج بعقد مؤقت فيصير هو عين المتعة، وفيما أعلم لم يتكلم أحد من المستشارين الكريمين في إباحته، وقد سمعت من عالم من علماء الشيعة الكبار أن كرام الناس لا يفعلونه وإن أجازه مذهبهم -بناء على القول الذي نسب إلى سيدنا ابن عباس بحله وذهب أهل السنة إلى أن سيدنا ابن عباس قد رجع عنه-.
أما عن زواج المسيار بالصورة الشائعة التي نقلتها لك كما أعرفها هنا في السعودية فلا أدري ما الوجه في منعه، فالعقد صحيح، إلا إذا كنت تقصدين أن العقد يتضمن شرط إسقاط النفقة أو القسم وان ذلك مبطل للعقد ذاته لا يحضرني الآن هل هناك من قال بإبطال العقد في هذه الحال أم لا؟ لكن ما أجزم به أن من العلماء من قال بصحة العقد وبطلان الشرط.
وعليه فمثل هذا الزواج يصح بناء على الصورتين: إما إسقاط المرأة لحقها دون اشتراط ذلك في صلب العقد أو على قول من قال بفساد الشرط وصحة العقد حال اشتراط ما ذكر.
وعليه أيضا أن من اختارت إحدى الصورتين المذكورتين آنفا فلا حرج عليها شرعا، وينبغي أن تحصل مراجعة حقيقية للثقافة المجتمعية في التعامل مع هكذا حالة احتراما لخيارات الناس في الكيفية التي يحيون بها حياتهم وقد رفع الشرع الحرج عنهم فأنزله المجتمع بهم.
ومن عجيب ما ذكره لي والدي حفظه الله، أن زواج المسيار كان شائعا في مدينة تريم في حضرموت من قديم، وكانت الأسر تقبله لبناتها دون أن تجد في ذلك غضاضة أو حرجا.
ما أود أن أؤكد عليه هنا، أن الناس قد تتفاوت في تقدير احتياجاتها، وأولوياتها، وشريعتنا قد وسعت بأحكامها القطعية والظنية أحوال الناس، وجعلت فيها رفعا للحرج، فما أنزل الله علينا القرآن لنشقى، وتضييق منافذ الحلال على الناس افتئات على الشريعة، وفتح لباب الفساد والفتنة. والله أعلم.
وختاما: أسأل الله أن يبارك فيك، وأن يرزقك زوجا صالحا كفؤا تقر به عينك، ويسكن به قلبك، وتطيب به حياتك، وأن يسدد أهل هذا الموقع، ويتقبل عملهم، وينفعهم به، وينفع الناس به في الدارين في خير ولطف وعافية. وصل اللهم على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم.
ويضيف الدكتور وائل أبو هندي الأخت العزيزة نشكرك على اتهامك الذي نعرف دافعه الطيب بارك الله فيك وجعلك واحدة من مساندي مجانين يوما قريبا إن شاء الله، لم أكن لأحسن الرد كما أحسنته الأستاذة صفية، فقط أضيف لك أننا ننطلق من عدة أفكار جوهرية في الإسلام كما نؤمن به وهي أن علينا توسيع نطاق الحلال لا تضييقه وهذا واحدٌ من أهم مقاصد الشريعة، لأن تضييق نطاق الحلال يعني سقوط كثيرين في الحرام، لأنهم كبشر ما أسهل ما يسقطون في براثن اليأس والانفلات ضاربين عرض الحائط بكل شيء، هذه واحدة وأما الثانية فهي تذكر وتمثل سماحة الإسلام وهذا مقصدٌ آخر، ماذا سنكسب في عصرنا هذا من جعل القيود المجحفة سيوفا مسلطة على قلوب العباد، فنحرم كل ما رأى فقيه يوما أنه حرام ! ماذا سنكسب غير ثائرين على دين الله ومنحرفين عنه فقط لأنهم –خاصة في الظروف الكارثية التي يعيشها معظم الشباب- يعجزون عن الالتزام بتلك القيود، وأزيدك في هذا بأن أطلب منك أن تقرئي ما تقود إليه الروابط التالية:
إسلامية المعرفة ـ المدلول والغاية
مع التفكر وعجائب المخلوقات في تراثنا الثقافي
حكايات صفية: مساحات رمادية
يوميات رحاب : النظارة حرام .. !!
يوميات رحاب: عن الازدواجية واللون
يوميات رحاب: مجانين إلى أين؟
الاستمناء أثناء النوم: الأوضاع قبل الأحكام
وهات روابط دول :
جاثوم الجنس والفتاة العربية.. خبرة ومحاولة.. (4)
مشكلة الطلاق في الزواج العرفي
ظلم الناس للدين
عربي مسلم ...وبيشتم
عربي مسلم وبيشتم مشاركة
وكثير غير هذا على مجانين بعضه يرد على ما تتهميننا به، وبعضه قد يفجر اتهاماتٍ أخر نرحب بها منك ومن غيرك، وأهلا وسهلا بالجميع على مجانين.
ويتبع ..........: مجانين إلى أين مشاركتان