أنت مكسوف كده ليه
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، في البداية أحب أن أشكركم على هذا الجهد العظيم.
ثانيا: أحب أن أطرح مشكلتي التي جعلتني أكره نفسي وكل الناس من حولي بما فيهم أبي وأمي.
مشكلتي هي الخجل (الكسوف).
لا أعرف لماذا أنا هكذا ؟
لا أعرف لماذا أنا خجول بطبعي؟
وقد سبب هذا الخجل لي مشاكل عديدة: أهمها أنني كرهت الناس
في البداية يجب أن تعرفوا أنني في سن 17 سنة، من أسرة مستواها الاقتصادي جيد إن لم يكن جيد جدا،لي أخ وأختين.
نعود إلى المشكلة وهي الخجل
حيث أنني خجول منذ صغري كما يقولون لي وأخي أصغر مني (15 سنة) هو كذلك خجول أو مكسوف دائما، وأبي أحيانا أشعر أنه يخجل من بعض المواقف، مما جعلني أشك أن مشكلة الخجل عندي هي حالة وراثية.
هذه المشكلة جعلتني أحب العزلة والانطواء وأكره جدا نقد الآخرين لي، مما يجعلني أبكي أحيانا إذا انتقدني شخص ما.
وها هي بعض المواقف التي تعبر عن حالتي:
-في العام الماضي ذهبت أنا وأسرتي مع خالي وخالتي إلى المصيف ومن المعروف أن المصيف يحب المزاح والخروج والسهر والضحك، ولكنني كنت أشعر بالحرج أثناء جلوسي مع أقاربي مما يجعل أقاربي هؤلاء يقولون لي دائما:
"خليك فريش......خليك طبيعي كده عادي .........بي ريلاكس.........أنت مكسوف مننا ولا إيه؟ ............. خد راحتك غنى مثلا أضحك أعمل أي حاجة....... أنت متضايق ولا أيه
أنت مالك مكشر ليه......ما تبقاش غلس كده"
لغاية ما زهقت وكرهت المصيف وتمنيت أن ينتهي بسرعة .
-في المدرسة مثلا:
ليس لي علاقات مع أصدقائي ليس لدي أصدقاء أصلا أجد جميع الطلاب من حولي يمرحون ويتكلمون ويصفقون ويلعبون ويضحكون، بينما تجدني جالس في مقعد وحدي تماما منعزل عن أصدقائي أقضي يومي المدرسي بين النوم أو قراءة القرآن.
-في حياتي العملية ليس لدي أي أصدقاء، حتى أنني عندما أخرج إلى الشارع أجد كل شاب أو فتاة تمشي مع مجموعة من الأصدقاء في فرح وسرور، فأشعر بأنني أريد أن أبكي.
-الجميع يعاملونني باحترام ويعتقدون أحيانا أنني مغرور ولا أحب الأصدقاء لكنهم لا يعرفون مدى فرحتي عندما يسأل عني أحد ويهتم بي
-أبي وأمي في البيت بعد كل زيارة من أحد الأقارب إلينا دائما يقولون لي أنت مالك مكسوف كده
أقول لهم لا أعرف لماذا أنا هكذا؟ تصوروا ماذا يقولون لي!!!!! يقولون (أنت دايما كده كاسفنا في كل مكان)
صدقوني إنني في هذه اللحظة أشعر بأنني سوف أفقد الوعي، ولكنني أكظم الغيظ والدموع وأذهب إلى الحمام أو غرفتي ثم أبكي.
حتى أنني أصبحت أكره الناس والزيارات والاختلاط بالناس وأبي وأمي وكل من يقول لي (خليك فريش)
قررت أن أعيش حياة العزلة:
-لا أحضر احتفالات زواج أقاربي وأختلق الحجج كي لا أذهب.
-لا أذهب إلى المصيف مرة أخرى
-عندما أكبر لن أتزوج
-أن لا أسعى إلى تكوين أي صداقات لأنني حاولت كثيرا ولكنني أفشل في كل مرة
-أهرب من الزيارات
ولي ملاحظة أيضا وهي أنني أحيانا أشعر بألم في قلبي، لا أعرف إن كان هذا سببه حالة نفسية أم لا؟
وبعد هذه المعاناة قررت أن أجتهد لأنني أريد أفعل شيء لمصر أريد أن أفعل شيء للإسلام
أريد أن أدخل الجنة فقط.
مع العلم أنني الآن في الصف الثالث الثانوي وقد حصلت على 95% في 2ث
أعتذر عن هذا الموضوع الغير منظم ولكنني أردت أن أقول كل ما يجول بخاطري
وأتمنى إرسال تنبيه على الإيميل عند الرد، وشكرا مقدما.
علاء
16/09/2005
رد المستشار
الأخ الطيب "علاء"
مشكلتك ليست معضلة على قدر ما تشتمل عليه من معاناة، إنها مشكلة الخجل الاجتماعي الذي يحمل بذور الرهاب الاجتماعي والذي يبدأ في سنك وتمتد جذوره إلى الطفولة والى مواقف تعرض لها الإنسان في أوائل احتكاكه بالآخرين وقد تعرض في تلك المواقف إلى شيء من الحرج وانتقاص القدر أو الازدراء والنقد اللاذع ومن هنا حدث نوع من الارتباط الشرطي فأصبح كل احتكاك بالآخرين يصيب الإنسان بالارتباك المصحوب بالقلق مما يدفعه إما أن يتخطى هذه المواقف التي يقترب فيها من الأغراب بقلق شديد و إما أن يتجنبها من الأساس، دفعه إلى ذلك خوفه من نقد الآخرين لتصرفاته أو مجرد التعليق على أفعاله.
وهناك أسباب أخرى لهذا المرض منها التربية الخاطئة التي تحكم الإغلاق على حياة أبنائها ومنها أيضا التغيرات في الناقلات الكيميائية بالمخ، وان كنت لا أرى القضية في الإمعان في تفسير الأسباب على قدر أن نبحث سويا عن الحل.
أولا: لابد أن تلجأ لطبيب نفسي فسيعلمك الأساليب المعرفية السلوكية للهروب من الخجل الاجتماعي قبل أن يصل إلى حد الرهاب الكامل ويصبح متعارض مع خروجك لدراستك وعملك بعد ذلك.
ثانيا:عليك بتغير حياتك تدريجيا بحيث توسع مدى علاقاتك شيئا فشيئا من الأقارب والزملاء بادئا من الأشخاص الذين ترتاح لهم فعلا إلى الأشخاص الذين تعرفهم أصلا وسبق أن جلست معهم وهكذا توسع علاقاتك بالتدريج الذي يسمح لك أن تتحمل كمية القلق المنبعثة من التعامل مع الآخرين وابدأ بنفس جنسك وخذ منه الثقة لتتعامل مع الجنس الآخر بعد ذلك.
ثالثا: أكثر من هواياتك وأرى أن شخصيتك مؤهلة للإبداع فهي من النوع المثابر في العمل الممعن في الدراسة من غير ملل وهذا سيساعدك أن تفعل شيئا لمصر والإسلام كما تحلم.
مع تمنياتي بالسعادة.
*ويضيف د.وائل أبو هندي الابن العزيز أهلا وسهلا بك على مجانين وشكرا على ثقتك، ليست لدي إضافةٌ بعد ما تفضل به مجيبك الدكتور أحمد الموجي غير إحالتك إلى عددٍ من الردود السابقة لمستشارينا في موضوعك، فاقرأ ما تقودك إليه العناوين التالية:
احمرار الوجه بين الخجل والرهاب
بين الخجل والرهاب: مشكلةٌ في الشجاعة الأدبية
الخجل ظاهرة...أم...اضطراب
لماذا نخجل؟ وما الفرق بين الخجل والحياء ؟
كيف نهزم الخجل ونحبُّ الأصدقاء !؟
الحياء الشرعي ، والرهاب المرضي !
وأهلا وسهلا بك دائما على موقعنا مجانين فتابعنا بأخبارك.