السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بداية أشكرك على الجهد الرائع وعلى جميع المساعدات التي تقدمها وجزاك الله خيرا
أنا شاب عمري 31 ومتزوج ولدي ولد وبنت وأعمل عملا جيدا ولكن في السنوات الأربعة الماضية ولا أذكر هي قبل الزواج أو بعده ولكني كنت أتعرض لنوبات خوف فجائية وأشعر فيها بقصر التنفس وخفقان سريع بالقلب ودوخة وآلام في المعدة ورغبة شديدة بالتجشؤ وعدم السيطرة على أرجلي ويدي وتستمر لعدة دقائق أشعر وكأنني قد شارفت على الموت.
وكنت أظن أنني أعاني من القولون أو المعدة ولكن الحمد لله قد عملت الفحوصات وثبت لي سلامة القولون والمعدة إلا أني كنت أعاني من التهاب في المعدة والإثنى عشر وقد عملت المنظار منذ حوالي أسبوعين أكد لي من خلاله سلامة المعدة والإثنى عشر.
نعم قد سئمت نفسي وخصوصا أن الحالة أكثر شيء تنتابني أثناء قيادتي السيارة ولا أنكر أنها داهمتني أكثر من مرة في البيت والآن ينتابني شك أنني مريض بالقلب لأن أعراض النوبة أشبه بالذبحة الصدرية وأحيانا تأتيني بعد المعاشرة فأخشى أن أعاشر زوجتي خشية حدوثها لي.
أريد نصائحك يا دكتور فلربما هذه الأعراض عضوية نتيجة اختلال في القلب أو المعدة أو هي كما قرأت تسمى رهاب علما بأنني جرئ ولا أخشى المناسبات الاجتماعية وأواجه أي شخص فلا مشكلة عندي جراء ذلك.
أرجو مساعدتي
وشكرا
1/9/2005
رد المستشار
الأخ العزيز أهلا وسهلا بك على مجانين، وشكرا على ثقتك وإطرائك، أبدأ من حيث انتهيت أنت بتنبيهك إلى خطأ مفهومك للرهاب فأنت تحسب الرهاب ضدا للجرأة وليس الأمر كذلك، بكلماتٍ أخر ليس معنى أن فلانا جريء أنه بعيد عن الإصابة بالرهاب بما في ذلك النوع الاجتماعي منه، فاستجابة الخوف التي محور الأعراض الجسدية لاضطرابات الرهاب بأشكالها كلها هي استجابة واحدة، وهي نفسها أعراض نوبة الهلع التي هي أساس مشكلتك أنت كما سأبين لك من حلال الإحالات، ولكن الشخص يفسرها أو يربطها إما باعتلال جسدي في أي من أعضائه، أو بحدث أو موقف خارجي، فقد يربطها مثلا بكونه موضعا لتقييم الآخرين من ناحية أدائه الاجتماعي أو مظهره أو غير ذلك، واقرأ من على مجانين:
نوبات الهلع : الشعور بالموت
نوبات الهلع : عرضٌ أم تشخيص !؟!
ولكي نشخص اضطراب الرهاب الاجتماعي أو غيره فإننا نحتاج إلى وجود تاريخ شخصي لأداء طبيعي في المناسبات والمواقف الاجتماعية، أي أن الشخص يجد نفسه عاجزا عن مواجهة مواقف كان يستطيع مواجهتها والأداء فيها بشكل طبيعي قبل أن يصاب بالاضطراب، فهناك ما نسميه باضطراب الشخصية الاجتنابية أو الرهابية أو القلقة Avoidant Personality Disorder والذي يعني فترة أطول وصعوبة في تحديد بداية لظهور الأعراض حيث يعجز الشخص المريض وكذلك الطبيب عن تحديد بداية واضحة للأعراض.
ونفس الكلام نستطيع تطبيقه على حالات اضطراب رهاب الساحة أو غيره، حيث يربط الشخص الأعراض الهلعية بفكرة ما في رأسه مفادها أن حدثا يتسم بفقدان التحكم أو السيطرة على نفسه سيحدث له عندما يكونُ بعيدا عن بيته أو في موقف معين، والأمر في جميع الأحوال يحتاج إلى لقاء مع طبيب نفسي متخصص يسمعك ويشخص حالتك لأن التشخيص الدقيق أمرا ليس سهلا كما يمكنك أن تفهم من الإحالات التالية:
رهاب الأماكن المغلقة: رهاب الساحة أيضًا
من اختلال الإنية إلى رهاب الساحة
رهاب الساحة أم وسواس قهري؟
رهاب الساحة وأعراض سحب الماسا
إلا أنني أجد الأمر مختلفا في حالتك فما عانيت منه أنت هو ما نسميه اضطراب نوبات الهلع، وتستطيع أن تقرأ عنه كثيرا على مجانين، فانقر العناوين التالية:
الهلع من الموت: ولا موت من الهلع
نوبات الهلع والقلق التوجسي
وما أحوجك إلى قراءة دوامة الهلع أين حقوق المريض العربي؟
وكذلك نوبات الهلع: برنامج علاجي
كذلك فإنني أنصحك بسرعة اللجوء إلى طبيب نفسي يستطيع تشخيص الحالة وتقرير ما إذا كنت ستحتاج إلى علاج عقاري إضافة إلى العلاج المعرفي السلوكي اللازم لحالتك، وعليك ألا تؤجل ذلك لأنني أخاف عليك من الدخول في مسارات لا داعي لها كمسار رهاب الساحة والذي تبدو غير بعيد عنه أو غيره كما يمكنك أن تفهم من قراءة ردنا على مشكلة:من نوبات الهلع إلى اكتئاب الموت، وأهلا وسهلا بك دائما على مجانين وإن كنا نتمنى أن تسلك الطريق الصحيح لإرسال المشكلات في المرة القادمة.