السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
أولا شكرا على هذا الموقع الجميل وعلى هذه الصفح الأجمل التي تسمح لنا بأن نشتكي من مشاكلنا ونجد الحل لها من أشخاص نثق بهم حتى لو لم نعرفهم, بصراحة لا أعرف كيف أبدا وماذا أقول وأحكي عن أي مشكله من مشاكلي ولكن سأبدأ بمشكلة وفي الأيام القادمة سأرسل البعض منها تدريجيا حتى لا تملوا مني ومشكلتي هي أنني قليلة الكلام ولا أعرف أتكلم بثقة وطلاقه فأنا قليلة الثقة في نفسي لا أعرف ما سببها.
وعندما كنت في المدرسة كانت المعلمات دائما تشتكين من عدم مشاركتي في الدرس وأنني قليلة الكلام إذا تكلمت وحتى زميلاتي علما أننا لا نتعدى الخمس بنات في الصف دائما تحاولن أن يتكلموا معي ولكني لا أتجاوب معهم لا أعرف لماذا وإذا قالوا لي لما لا تتكلمي أقول لهم ماذا أقول؟ يقولون قولي أي شيء ولكن تكلمي وأنا لا أحب الخروج والزيارات أبدا ولا أخرج مع أني عندما كنت صغيرة لم أكن كذلك حتى أصبح عمري 11 او12 سنة.
وربما بدأت هذه الحالة عندي عندما أصبح عمري 15 وأساسا قبل ذلك لم يكن لدينا زيارات أو خروج إلا نادرا أي بين 12 و15 وأنا الآن عندما أذهب لزيارة من زياراتي القليلة إلى أحد مع والدتي طبعا أكون صامته ولا أتحدث إلا إذا حدثني أحد فارد عليه وأعود إلى صمتي مع أنى أحاول أن أكون متحدثة ولبقة ولكني لا أعرف وعندما أعود للمنزل أشعر بضيق من هذه الزيارة وأكره أن أخرج مرة أخرى
علما أنني عندما اخرج الى السوق أو صالون تجميل لا أعود متضايقة أبدا إلا إذا واجهت نظرات لا أحبها من الأجانب لأننا نعيش في الخارج ولكني مع كل الناس هكذا إلا في المنزل ونحن نعيش أم وأب وأنا الكبيرة وأختي التي تصغرني بخمس سنوات وأخ يصغرني بست أو سبع سنوات
وأشكركم مره أخرى على هذا الموقع وهذه الصفحة بالذات.
12/9/2005
رد المستشار
الابنة الكريمة:
نحن أيضا نسعد بتواصلنا معكم، فكيف نمل منكم وهذه الصفحة لم تقم ولم تستمر إلا من أجلكم أنتم ومن أجل مشاكلكم، ولذلك فنحن في انتظار مشاكلك الأخرى فلا تترددي في إرسالها، ولا تغضبي منا لتأخرنا في الرد عليك.
بنيتي الحبيبة:
إذا دخلت حديقة جرداء خالية من أي زهرة فهل تتوقعين أن تجدي شذى الزهور يفوح من جنباتها؟!!! بالطبع ستكون الإجابة بلا، فماذا تفعلين لو أردت أن تستمتعي برائحة الزهور العطرة من هذه الحديقة؟ أعتقد أن إجابتك ستكون ببساطة: سوف أغرس بعضا من الزهور، ويصلح أن نقيس حالتك على هذا المثال... فأنت تريدين أن تصبحي متحدثة لبقة وطلقة اللسان تجذب الأنظار بحديثها الشيق الجذاب... فما هو مصدر الكلمات التي تنطق بها ألسنتنا... هذه الكلمات أحد أهم وسائل التعبير عن حجم الخبرات والثقافات والمعارف الموجودة في عقولنا، وبالطبع الإناء ينضح بما فيه...
فالعقل الذي يتميز بضحالة الثقافة والفكر وسطحية المعارف لن يستطيع أن يمد اللسان بالحصيلة التي تجعل حديثه جذابا وشيقا، وبالتالي إما أن ينطق اللسان كلمات مملة أو يفضل الصمت، ولا حل لهذه المشكلة إلا بالسعي لإكساب العقل المعارف والخبرات المختلفة عبر الوسائل المتعددة للتثقيف ومنها القراءات المتنوعة وفي المجالات المختلفة وحضور الندوات والمؤتمرات المختلفة وكذلك المهرجانات الثقافية والفنية، والمشاركة في الأنشطة الاجتماعية المختلفة.
ومع السعي المستمر لزيادة معارفك وتنمية عقلك يجب أن تدركي أن الحديث بطلاقة يعتبر مهارة تكتسب بالتدريب المستمر وتصقلها ثقة الإنسان بنفسه، ففي البداية تدربي على الحديث وسط زميلاتك وعليك اتباع الخطوات التالية:
(1)تخيري موضوعا محددا تدركين من واقع معرفتك بزميلاتك أنه موضوع جذاب وشيق بالنسبة لهن،
(2)رتبي المعلومات التي تريدين أن تعرضيها على زميلاتك وصيغيها في جمل محددة،
(3)ثم تدربي على عرض الموضوع وسط أهلك وناقشيه معهم، وبعد أن تكتسبي الثقة في قدرتك على عرض هذا الموضوع يمكنك أن تعرضيه وسط زميلاتك ومدرساتك، ومع تكرار التجربة ستجدين أن ثقتك بنفسك تزداد تدريجيا وأن قدرتك على المشاركة في الحوارات أصبحت أكثر فعالية، ومع دعواتنا أن يعينك الله على أن تكوني على الصورة التي تحبينها.