17/9/2003
السلام عليكم
أنا صاحبة مشكلة التشنج المهبلي والزوج "أيوب" أشكرك كثيرًا على استجابتك السريعة يا أخي العزيز، وقد علمت باهتمامك بالاضطرابات النفسية الجنسية أثناء تفقدي لشبكة الإنترنت، وأعلم أنني لن أكونَ وحدي في هذه المشكلة المرهقة، فأنا لم أفرح أبدًا منذ زواجي الذي لم يتم، وكم أصلي لله من أجل الألم المعنوي الذي أعيشه.
أعترف لك أنني تعرضت لاعتداء جنسي وأنا طفلة صغيرة السن من جار لنا، وزوجي يعرف ذلك لأني حكيت له، أقسم بالله أني لم أذق فرحة أي شيء بعد الزواج بدون طفل يملأ علي البيت، فهل أذهب لطبيب مختص بأمراض النساء، فأنا لم أذهب لهذا التخصص من قبل، وأنا أرسل لك رسالة استغاثة والسلام عليكم.
17/9/2003
رد المستشار
الأخت السائلة العزيزة أهلا وسهلا بك وشكرًا على ثقتك المتجددة في صفحتنا استشارات مجانين؛
نعم بالطبع عليك أن تلجئي بسرعة لمختص أو مختصةٍ بأمراض النساء، لأن الأمر لم يعد يحتمل التأجيل، ولقد وضحت لنا إفادتك الثانية أن الأمر يتعلق بخبرةٍ جنسيةٍ مؤلمةٍ حدثت لك في الطفولة عندما اعتدى عليك جاركم ذلك سامحه الله، أي أنك تعرضت للضرار الجنسي في الطفولة Childhood Sexual Abuse، وحالة التشنج المهبلي الأولي Primary Vaginismus التي تعانين منها ترجع مبدئيا إلى ذلك، وهذا احتمال وجيه، لكنه لا يبرر ست سنوات من الزواج غير المتمم Unconsummated Marriage.
0ولكن السؤال الآن هو أولاً ماذا يفعل طبيبك النفسي خلال علاجه طوال هذه المدة الطويلة؟ هل هو يساعدك على تذكر الرضح Trauma النفسي (أو الألم النفسي) المرتبط بتلك الحادثة من أجل أن تتغلبي على العقدة التي سببها لك ذلك الحدث الأليم؟ إن العلاج الأمثل في مثل حالتك أي التشنج المهبلي الأولي وكل حالات الزواج غير المتمم، ليس أبدًا هو العلاج النفسي التحليلي أو التدعيمي، Analytical or Supportive Psychotherapy وإنما العلاج الأمثل والأصلح هو وبلا نقاش العلاج النفسي المعرفي السلوكي Cognitive Behavioral Psychotherapy، والذي يستطيع القيام به هو الفريق الطبي المكون من طبيب أو معالج نفسي ومن طبيب أمراض النساء وربما طبيب مختص بالتخدير قد نحتاج له في البداية.
لكنني ما زلت على نفس الدرجة من عدم الفهم فيما يتعلق بحالتك من حيث معنى التشنجات المهبلية التي تحدث لك في الليل وفي النهار كما جاء في إفادتك الأولى، فإذا قلنا أنها تحدث أثناء محاولات زوجك للجماع فهذا متوقع، ولكن حدوث تشنجات مهبلية لك أثناء النهار ما زال غير مفهوم بالنسبة لي! إلا إن كان ما تقصدين هو أنك تعانين خلال النهار من الحزن والأسى والشعور بالإحباط بسبب مشكلة التشنج المهبلي نفسها.
كما أنك أيضا لم توضحي لي كيف صبر زوجك كل هذه السنين، وهل كونك تعرضت للضرار الجنسي وأنت طفلة، وكونه زوجا محبا يكفيان كسببٍ لكل هذا الصبر؟ حتى أن المشكلة الآن بعد ست سنوات من الزواج غير المتمم أصبحت أنك تحتاجين إلى طفل! خاصةً وأنك بلغت الحادية والثلاثين من العمر!
معنى ذلك أنكما لا تعتبران مشكلتكما الجنسية مشكلةً كبيرة، وأستطيع إذن أن أخمن أنكما تشبعان رغبتكما دون حاجةٍ للإيلاج، ولا معنى لذلك عندي إلا أن زوجك يحبك حبًّا كبيرًا لأن الاستغناء عن الإيلاج قد يسهل بالنسبة للمرأة لكنه يصعب على الرجل، كما أن حبه لك في واقع الأمر يزيد عن المطلوب لأنه تسبب في إطالة عمر عجزك حتى الآن، فست سنوات زمان طويل يا أختي!
كما أن زوجك منذ البداية لم يصحبك لطبيب أمراض النساء مع أن هذا هو المعهود والعادي، لكننا نراه على ما أخمن قد تعاطف مع مشكلة العقدة النفسية التي ترسبت داخلك بسبب الضرار الجنسي القديم، وارتأيتما منذ البداية أن العلاج يجب أن يكونَ لدى الطبيب النفسي، وقد أراحك هذا بالطبع لأنك تخافين من الكشف الذي سيقوم به طبيب أو طبيبة النساء.
إذن نصيحتي لك الآن واضحة وهي أن تصحبي زوجك لطبيب أو طبيبة النساء لكي يتم فحصك حتى ولو اضطررنا في البداية لعمل الفحص أو حتى فض الغشاء تحت تأثير المخدر فلا تترددي، واسألي الله حملا سريعا يعوضك ما فات، وتابعيني بأخبارك.
ويتبع >>>>>>>: التشنج المهبلي والزوج أيوب مشاركة