الرغبة من النكحة العادة السرية ورؤية أفلام الجنس
كل ما أود قوله أنني ساعات كثيرة أهوى مشاهدة أفلام الجنس ثم عمل العادة السرية وفي أثناء نومي أستحلم على صديقتي، ولكن هنالك شيء هي تريد أن تكون زوجتي وأنا لا أريد وأحب العادة السرية ولكن في النهاية أندم على فعلها.
وأحب مشاهدة السيدات البدينات في مواضع مخلة ومن هذا الشعور أحس أن كل ما أنظر إليه يعلم ما أريد لدرجة أني لا أحب النظر إلى بنات خالي حتى لا يحدث ما ذكرته سابقا،
وشكرا.
18/09/2003
رد المستشار
الابن العزيز أهلا وسهلا بك وشكرًا على ثقتك في صفحتنا استشارات مجانين:
كنا نود في الحقيقة أن تقول أكثر مما قلته، فإفادتك على أهميتها مقتضبةٌ جدا، ولكنها تنم عن خلل كبيرٍ في المفاهيم المتعلقة بالجنس والعلاقة بين الشاب والفتاة والتفضيل الجنسي، إضافةً إلى خلل بسيط في ما نسميه في علم النفس بحدود الأنا Ego Boundaries، وإن لم نكن متأكدين من ذلك الاحتمال الأخير.
وسنبدأ من هذا الاحتمال الأخير والذي نستنتجه من قولك (ومن هذا الشعور أحس أن كل ما أنظر إليه يعلم ما أريد لدرجة أني لا أحب النظر إلى بنات خالي حتى لا يحدث ما ذكرته سابقا)، والشعور الذي تقصده هو بالطبع شكلٌ من أشكال الشعور الجنسي، والمفترض أن كل واحدٍ فينا يعرف أن مشاعره وأفكاره ورغباته توجد داخل عقله أو ذاته ولا يستطيع الآخرون النفاذ إليها أو معرفتها ما لم يعبر الشخص نفسه عنها بوسيلةٍ ما من وسائل التعبير سواءً اللفظي أو الحركي أو الإيمائي، وأنت طبعًا لا تفعل ذلك وبالتالي فلن يستطيع أحد أن يعرف ما يدور في عقلك!، فمن أين يأتيك الشعور بأن كل من تنظر إليه يعرفُ أنك تفكرُ في الجنس؟
ثم ما هيَ العلاقة بين ذلك وبين حبك لمشاهدة السيدات البدينات في مواضع مخلة، وما معنى مواضع مخلة أصلاً هل تقصدُ أوضاعا مخلة أي وهن ينحنين مثلا لحمل شيء من على الأرض أو وهن نائمات أم ماذا؟ أم أنك تقصد بكلمة مواضع بعض مناطق أجسادهن؟ إنك غير واضح بالتأكيد في إفادتك في هذه النقطة.
وما نستطيع تخمينه هنا هو أن بنات خالك (ولسن سيدات) بدينات بعض الشيء وأنك تنظرُ إلى أجسادهن فتثار جنسيا، ولكنك لأنك تشعرُ في داخلك بالذنب وبأن ما تفكر فيه وتتخيله هو حرام فإنك بالتالي تخاف من أن يدركه الآخرون، وكأن هذا نوعٌ من عقابك غير الواعي لنفسك على هذا التوجه والتفكير، خاصةً إذا أخذنا في اعتبارنا ما تقدم في إفادتك من حبك لمشاهدة أفلام الجنس ثم ممارسة العادة السرية (أو الاستمناء Masturbation)، وما نحب بيانه لك أيضًا هنا هو أن تفكيرك في الجنس حين ترى بنات خالك ليس منافيا للأمر الطبيعي أصلاً ولو كان الطبيعي غير ذلك لما قال سبحانه وتعالى: (وإذا بلغ الأطفال منكم الحلم فليستأذنوا كما استأذن الذين من قبلهم)" النور: 59"، وذلك عندما يدخل الأطفالُ مرحلة الشباب بالبلوغ.
ونعود الآن إلى ما بدأت أنت به لنقول لك أنها من هنا بدأت مشكلتك، فليس من المنطقي أن يعتبر شابٌ مسلم ملتزمٌ نوعا ما (كما وصفت نفسك في خانة البيانات الشخصية) أن مشاهدة أفلام الجنس هواية، لأن مثل هذا الفعل خاصةً في مثل سنك (15-20) لابد يؤدي إلى آثارٍ نفسية في منتهى الخطورة وليس أقلها هو تشوه إدراك الشاب لمشاعره ومشاعر الآخرين الجنسية إضافةً إلى اختلال مفاهيمه بهذا الشأن بصفةٍ عامة، فمن المقبول أن تكونَ قد شاهدت مثل هذه الأفلام مرةً أو أكثر لكنك تقول لنا مثلاً أن ذلك كان بالصدفة مثلاً أو بعد إغراء أحد رفقاء السوء لك، بل إن من الممكن أن تشتكي من إدمانك لذلك الفعل وتطلب من صفحتنا إرشادك إلى كيفية الخلاص من ذلك الإدمان، لكنه لا يصح أبدًا أن يوصفَ فعل مشاهدة الأفلام الجنسية بأنه هواية وأنت تقول بالحرف الواحد (ساعة كثيرة أهوى مشاهدة أفلام الجنس ثم عمل العادة السرية) ونعتقد أنك تقصد ساعات وليس ساعة، ونحن نحمد الله أنك لم تضف مشاهدة الأفلام الجنسية في خانة الهوايات مع (الكمبيوتر ولعب الكرة وأحيانا القراءة).
0أما ممارسة الاستمناء بعد مشاهدة تلك الأفلام فأمرٌ متوقع وطبيعي وإلا فلماذا تشاهدها؟ إنها بالتأكيد ليست أفلاما ثقافيةً كما يسميها البعض على سبيل المزاح، وما تسببه من الخلل جد عظيم، المهم أن حكم الاستمناء الفقهي وأبعاد ممارسته النفسية قد عرضنا لها بالتفصيل من قبل في أكثر من رد سابق لنا على صفحتنا استشارات مجانين فعليك بالرجوع إليها تحت العناوين التالية:
الاستمناء وشماعة الجهل التي ذابت
الاستمناء والاحتلام والوسوسة
الاستمناء القهري أم الاستعراء القهري ؟!
وأما قولك (وفي أثناء نومي أستحلم علي صديقتي)، فهل تعتقد أن ذلك غير طبيعي؟ إنك لو قلت لنا أنك تحتلم (وهو التعبير الصحيح وليس تستحلم) على بنات خالك أو حتى من هم أقرب لك منهن فإننا سنرد بأنه لا شيئ غير طبيعي في ذلك، ولا هو بالحرام ولا هو بالعيب حتى، لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (رفع القلم عن ثلاث: عن الصغير حتى يكبر، وعن النائم حتى يستيقظ، وعن المجنون حتى يفيق) -رواه أحمد وأبو داود والنسائي وابن ماجه والحاكم عن عائشة بإسناد صحيح، ورواه أحمد وأبو داود والحاكم عن علي وعمر بألفاظ متقاربة، ومن طرق عديدة يقوي بعضها بعضاً- كما أخرجه الترمذي بلفظ آخر : عن علي بن ابي طالب ـ رضي الله عنه ـ قال : قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ : "رفع القلم عن ثلاثة: عن النائم حتى يستيقظ، وعن الصبي حتى يشب، وعن المعتوه حتى يعقل" صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم.
ومعنى ذلك أننا غير مسؤولون عن أحلامنا حتى الجنسية منها وبغض النظر عن محتواها يا بني، ولكن اختلاط وتشوش المفاهيم لديك جعلك تشعر بالذنب حتى بسبب الأحلام، وأنا أحيلك الآن إلى مقال لنا على موقعنا بعنوان: من يعلم الجنس لأولادي !؟ لكي تعرف منه ما يصحح مفاهيمك عن الاحتلام (أو الإرجاز أثناء النوم).
نصل بعد ذلك إلى قولك عن صديقتك (هي تريد أن تكون زوجتي وأنا لا أريد وأحب العادة السرية ولكن في النهاية أندم علي فعلها)، لنسأل أولاً إذن ماذا تريد من هذه التي تسميها صديقتك؟؟ إن الإطار الذي تصبح فيه علاقة الشاب المسلم بالفتاة المسلمة علاقةً مشروعةً هو الإطار العام العلني الاجتماعي أي وسط المجموع، وأما أن تتحرك العلاقة من ذلك الإطار إلى الإطار الخاص بحيث تنتحيان جانبا عن المجموعة فذلك ما يشترط من أجله أن يكونَ هناك نوعٌ من الارتباط الشرعي وهو الزواج أو على أقل القليل أن توجد النية له، أما أن تكونَ صديقتك بمعنىً (التيك أواي) فليس هذا أبدًا سلوك المسلم ولا المسلمة، وعليك هنا لتعرف بعض المعلومات عن الضوابط الشرعية الصحيحة للعلاقة بين الجنسين أن تقرأ الرد التالي على استشارات مجانين: حزينةٌ ، وخائفةٌ ، وأخافُ أن أفقده !
بقي بعد ذلك قولك وأحب العادة السرية، ونحن لا ندري على أي أساس وضعت هذا القول بعد قولك أنك لا تريد الزواج من صديقتك؟ فإن كنت تشير بذلك إلى أنك تفضل العادة السرية على العلاقة الطبيعية مع فتاة فإنك بذلك تحتاج إلى علاج نفسي لأن المفترض في الاستمناء أنه تفريغٌ للطاقة الجنسية عند من لا قبل له بالزواج ولا يستطيعه لأي سببٍ من الأسباب، ولو أنك قلت أنك تحب الجنس لكان ردنا عليك أن هذا هو الطبيعي وأن من لا يحب الجنس هو المريض أو هو المخالف لفطرة الله، فقد يكونُ حبك للعادة السرية هو حبٌ للجنس الذي تستطيع الوصول إليه، وأما أن تفضل العادة السرية على العلاقة الطبيعية فليس هذا بالأمر الطبيعي.
* وفي النهاية نأخذُ آخر الأفكار المتناثرة التي جاءت في رسالتك التلغرافية لنقول أن تفضيلك لصاحبة الجسد الممتلئ ليس توجها جنسيا غير مألوف بل إنه ربما كان أقرب لتاريخ توجه الرجل في ثقافتنا، فليست المرأة المنحوتة أكثر من أحد نماذج الجمال التي لا تعبر عن حقيقة ما يتجه إليه الجسد الأنثوي بطبيعته، وهي بالتأكيد ليست النموذج الوحيد للجمال، وبالرجوع إلى تاريخ العرب نجد أن حسن جسد المرأة لم يكن ليكتمل إلا إذا اكتملت فيها بعض هذه الصفات التي تتسق مع البيئة وطبيعة التفكير آنذاك؛ فالمرأة جميلة الجسد قد تكون هي "البهكنة" (السمينة الناعمة جميلة الوجه حسنة المعرى)، أو"الوركاء"(عظيمة الوركين)، أو"الرداح" (عظيمة العجيزة)، أو"الخذلجة" (ممتلئة الذراعين والساقين) إلى آخر تلك الصفات، كما نجد الشاعر العربي طرفة بن العبد يصف في معلقته الشهيرة فتاته الحسناء بأنها "بهكنة تحت الطراف المعمد"
إذن راجع مفاهيمك يا بني واعرف ما هو الصحيح وما هو المغلوط منها، وراجع أيضًا موقفك من صديقتك تلك لأنك ستسأل أمام الله يوم القيامة عن عقلك وعن سلوكك وعن تأثير سلوكك في الآخرين، ونحن معك دائما فتابعنا بأخبارك وشاركنا برأيك.