جسدي وروحي وأنا وسواس الذات مشاركة
السلام عليكم أشكر لكم جهودكم على هذا الموقع والذي بفضله تمكنت من معرفة ما أشكو منه، وقد بدأت منذ أكثر من شهرين تعاطي العلاج الدوائي (الماسا) (باروكسيتين 20 ملغم) حبة واحدة يوميا بعد تناول الغذاء بعد استشارة الطبيب النفسي طبعا، ولكن هذا الطبيب النفسي الذي أتردد عليه لا يقوم بمعالجتي معرفيا ،هو فقط يقوم بمتابعة تأثير الدواء على المرض، أما بشأن حالتي فأنا شعرت بالتحسن منذ أول أسبوع من تعاطي الدواء، والحمد لله أنا في تحسن مستمر، فردة الفعل اتجاه أي فكرة وسواسية قلت بمقدار أكثر من 90%،على الرغم من استمرار وجود الأفكار الوسواسية والمتعلقة بشأن خروج الروح من الجسد أثناء النوم ثم عودتها عند الاستيقاظ، والمشكلة التي أواجهها أن هذه الفكرة أرهقتني لمدة تزيد عن الخمس سنوات قبل اكتشافي لموقعكم والتعرف على المرض الذي أشكو منه (الوسواس القهري) والبدء في العلاج،،
فكل شيخ قبل أن أبدأ في العلاج كان يؤكد لي هذه الحقيقة المتمثلة في خروج الروح من الجسد أثناء النوم، وكانت حالتي تزداد سوءا يوما بعد يوم مع أني من قرارة نفسي أرفض هذه الفكرة، ولكن بعد الدواء استطعت أن أسترد توازني النفسي ولكن مع ثبوت هذه الفكرة،، فكيف أتعالج معرفيا وهذه الفكرة يؤمن بها كل من حولي، فأنا أخاف بعد إكمالي لفترة العلاج الدوائي أن يعود خوفي واضطرابي من هذه الفكرة خصوصا أن الكل غير متأثر بها أما أنا فهي تسبب لي آلاما لا يعلمها إلا الله من تشتت واضطراب وفقدان ثقة بالنفس وخوف من الآخرين وعدم الرغبة بانجاز أي عمل والخوف الشديد من النوم، مع أني عندما قرأت للدكتور وائل في مقالته على موقعكم حول النوم أحسست براحة كبيرة قبل البدء حتى بالعلاج الدوائي حيث كان يتكلم عن النفس والجسد باعتبارهما كتله واحدة لا تنفصل، وأن النوم والاستيقاظ عبارة عن عمليات فسيولوجية بحتة ليجدد الإنسان بها طاقته فبماذا تنصحوني أيها الأطباء الأفاضل، إتباع الرأي العلمي أو الغيبي؟
وكيف أقنع دماغي بإتباع الرأي المناسب؟ وعندي سؤال أخير، الطبيب النفسي قال لي أن خطة تناولي للدواء ستكون حبة واحدة يوميا لمدة أربع شهور ، ونصف حبة لمدة أربع شهور أخرى، فهل هذا كافي؟ وأنا آسف جدا على الإطالة عليكم وعدم الإيجاز وجزاكم الله عنا كل خير.
30/9/2005
رد المستشار
الأخ الكريم؛ أهلا بك ثاني
لا يمكن أن يتعارض الرأي العلمي الثابت مع الوحي الثابت لأن العلم والوحي كلاهما من مصدر واحد هو الله سبحانه، وهذا في اعتقاد كل مسلم مؤمن، أما غير ذلك فكل حسب إيمانه أو معتقده. والثابت علميا لدينا اليوم أن النائم حي ولس ميتا، وفي علمنا أيضا أن خروج الروح من الجسد هي الموت، فكيف يمكن القول بهذا؟!!
لا أستحضر في ذهني الآن الآثار التي تشير على أن النوم يتضمن خروج الروح مثل خروجها الذي يحدث عند الموت، وأحسب أن مراجعة هذه الآثار ستوصلنا إلى أن المعنى ليس أكيدا، ولكنه مجرد تأويل أو اجتهاد، أو أن ذكرها هو مجرد مجاز مقصود به أشياء أخرى غير أن الروح تخرج من الجسد خروجها الذي يحدث عند الموت!!
أضف إلى ذلك أننا أصلا لا نعرف ماهية الروح، فكيف نعرف ماهية خروجها؟!! والنوم بوصفه انتقالا من حالة وعي معينة إلى حالة أخرى هل يتضمن انتقالا من وضع محدد للروح إلى وضع آخر؟!! لا أعلم، ولا أعتقد أن أحدا يعلم، فهل تبني توترك ووساوس تفسد تركيزك وحياتك على ظنون؟!! وهل صارت قناعات المحيطين بنا هي مصدر العلم واليقين والمنهج والاعتقاد؟!!
أستطيع أن أؤكد لك أن الروح لا تخرج من جسد النائم كما تخرج من جسد الميت، وأرجو أن تكفيك هذه المعرفة لتكف عن ترديد هذه الفكرة الوسواسية التي أستميحك عذرا بأنني لن أناقشها معك مرة أخرى، وإلا كان هذا النقاش تثبيتا لها، وهذا يضرك!!
أحسنت بالانتظام في العلاج الدوائي، ولا تستعجل وقفه، والطبيب يقرر وقفه أو الاستمرار فيه بناءا على وجود الأعراض من عدمه، وبناءا على ذلك فإنه قد يستمر أكثر من المدة التي ذكرها لك، وأنتما معا في ظل وجود الأعراض أو توقفها تقرران الاستمرار أو التوقف عن تعاطيه، وتابعنا بأخبارك دون مزيد مناقشة للفكرة الوسواسية، إنما ينبغي تجاهلها ومقاومتها لتنتهي البقية الباقية منها، وبالشفاء والعافية.