فسخ الخطبة..... فرصة ذهبية-مشاركة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تحية من عند الله مباركةً طيبة، أتوجه أولاً بالشكر لكل القائمين على هذا الموقع العظيم الذي نفع به الله الإسلام والمسلمين بل الناس جميعاً .
الأخ العزيز............ تحية طيبة وبعد ،،،
إنني أعرف تماماً مدى الألم الذي كنت تعيشه والذي تعيشه والذي لن يدوم طولاً إن شاء الله فقد مررت بظروف مشابهة لما مررت أنت به حيث أني كنت أدرس في إحدى الدورات الخاصة باللغة والكمبيوتر وتعرفت على فتاة وأعجبت بها ديناً وخلقاً وفوجئت بها عندما فاتحتها في موضوع الخطوبة ترفض خطبتي لها ولم تعطني ردا شافياً لسبب الرفض فعانيت أشد المعاناة وتألمت شديد الألم إلى أن أراد الله لي النسيان نظراً لبعد المواقع الجغرافي لكل منا عن الآخر الذي ساعد على عدم اللقاء بيننا مرة أخرى فنسيت بحمد الله وفضله .
وقد عوضني الله عن هذه الفتاه بزوجة لو أنني كنت إن جاز التعبير قمت بتفصيلها لما كانت كما هو عليه زوجتي ولله الحمد حمداً كثيراً طيباً مباركاً كما ينبغي لجلال وجهه وعظيم سلطانه.
فيا أخي أنا معك في أنك تدور في حلقة مفرغة من التفكير فتجد نفسك أمام صورة هذه الفتاة التي أحببتها أنت من كل قلبك، الحل للخروج من هذه المشكلة هي أن تتجه بكل قوه وحسم مع نفسك إلى العمل الجاد والعمل على إخراج مشروعك على أكمل وجه (إذا كان قائما حتى الآن) وإذا لم يكن فعليك بتوجيه كل طاقتك لدراستك ولعملك .
وإن شاء الله أنا واثق من أن الله سوف يعوضك خير منها وإن كنت تقول بينك وبين نفسك (أنه لا يوجد مثلها)
وعليك بالثقة في الله بالنسبة لموضوع الاستخارة فيجب أن تصلى صلاة الاستخارة والمستخير غير مائل قلبياً إلى أحد الأمرين المستخار بشأنهما
واعلم أن كل شيء بقضاء الله وقدرة ونحن مأمورون بالرضى بقضاء الله حلوه ومره خيره وشره وأنه من موجبات الإيمان بالله عز وجل وأنك لو نظرت إلى ما مضى من حياتك لوجدت كم من نقمة بعد فترة من الزمن ظهر لنا أنها عين النعمة
وأتمنى من الله عز وجل أن يأتيك في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وأن يقيك النار وعذابها وأن يهبك الله زوجة وذرية صالحة.
ولك وللقائمين على الموقع مني خالص التحية والتقدير
20/9/2005
فسخ الخطبة..... فرصة ذهبية
بسم الله الرحمن الرحيم
أنا من المتابعين لموقعكم منذ فتره قليله وتعجبني معظم الردود من الأخوة القائمين على الموقع... أحيانا لا يعجبني طبيعة الرد ولكن في الإجمال الموقع يستحق الإشادة
ما دفعني اليوم للكتابة للمرة الأولى هو ردكم على موضوع (فسخ الخطبة..... فرصة ذهبية) والقطة المتعلقة تحديدا بصلاة الاستخارة (د / فيروز عمر)... أنا لا أوافقكم بالمرة فيما قلتم به من أن البعض ممن استخار لم يفلح في اختياره
أولا نبدأ بالاستخارة وكيف تكون:
الاستخارة لا تكون ألا في أمر من الأمور المباحة... فلا يجوز الاستخارة في أمر حرام
الاستخارة تكون عند التباس الأمر على المستخير فلا يدري أين مصلحته وأي اتجاه يتجه وأي قرار يتخذ.
فالأمر يبدأ بتحري الأسباب وإعمال العقل لمعرفة أوجه الخير..... بعد كل هذا تأتي الاستخارة
أما إذا حدث عدم توفيق لمن استخار (أو هكذا يظن هو) فبالتأكيد العيب منه هو وليس من الاستخارة نفسها... ربما لهوى في نفسه أو نفسها صلى الاستخارة ورأى حلما على سبيل المثال لشيء يحبه متعلقا بالاستخارة... وافق هوى في نفسه فاعتقد بأن هذا هو القرار الصحيح... وأنتم أدرى مني بتأثير العقل الباطن على الأحلام بالطبع، إذن فأنا أعمل عقلي أرى الصواب وبعدها أصلي الاستخارة وبأذن الله لن يخيب رجائي أبدا.
فلا أظن الله يخيب رجاء من استخاره بنية صادقة ليعلم وجه الخير، وأقول لأخي صاحب المشكلة ليست نهاية العالم حتى ولو أحببتها حبا صادقا... حتى لو كان هناك سببا أخر غير الاستخارة... أن كان عيبا فيك فاصلح نفسك... أن كان رفضا منها لسبب غير معلوم من طرفها فاحترم رغبتها.... وعفوا (لا تبكي عليها) وكن قويا ولا تدع أزمة تدمرك وتحيل حياتك جحيما وأوهاما لحب مضى.... كيف تتمسك بمن ترفضك؟؟
شكرا لكم مرة أخرى على الموقع
وعذرا للإطالة
21/9/200
رد المستشار
مازال الخير في أمة محمد صلى الله عليه وسلم إلى يوم القيامة، وما زالت الأخلاق النبيلة والاخوة والتعاطف تسري في دماؤنا وأرواحنا... أشكر الأخين الكريمين لتعاطفهما مع صاحب المشكلة؟ ولهذا الدعم الصادق الذي قدماه والذي أدعو الله تعالى أن ينتفع – هو ونحن جميعا به – وأن يصل ثوابه إلى صاحبي المشاركة الكريمين...
بالتأكيد الأخ حازم ينتظر تعليقي حول صلاة الاستخارة، وسألخص تعليقي في ثلاث نقاط، ولكن قبل أن أذكر النقاط الثلاثة أذكر إصراري على أن البعض ممن استخار لم يفلح في اختياره...
أولا:- أنت تقول يا أخي (بإذن الله لن يخيب رجائي أبدا)
وأقول لك – مرة أخرى – الاستخارة دعاء، ونحن عندما ندعو يجب أن نكون موقنين بالإجابة وبأن الله تعالى (لن يخيب رجاءنا أبدا)..
ومع هذا فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم علم أن من الدعاء ما لا يستجيب الله سبحانه وتعالى له مدخرا إياه ليوم القيامة، لذلك فكثيرون قد استخاروا – وكانوا صادقين– وانتهى زواجهم بالفشل أو الطلاق لأن الله تعالى أراد أن يكون ابتلاؤهم في زواجهم، وآخرون استخاروا ليتزوجوا من أزواج صالحين أو صالحات، وادخر الله تعالى أجر دعوتهم ليوم القيامة ليرفعهم بها الدرجات أو يكفر عنها السيئات.
نحن نعلم أن الله تعالى قد لا يستجيب دعاءنا كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ليعوضنا عنها يوم القيامة لدرجة أننا من جمال هذا التعويض سنتمنى عندئذ لو أن الله لم يستجب لنا كل الدعوات..
ورغم هذا فإننا ندعو ونحن موقنون بالإجابة لأن هذا هو الأصل الذي نحن مأمورون به "وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداعي إذا دعان"
وإذا حدث الاستثناء ولم يستجب الله تعالى نعلن رضانا عن قدره، ونسعد بالأجر الذي يدخره لنا يوم القيامة..
والاستخارة دعاء ينطبق عليها كل ما ينطبق عليه، فنحن نستخير ونحن موقنون بأن الله سيختار لنا الأفضل والأسعد، ولكن إذا لم يحدث هذا وادخرت دعوتنا نحمد الله على كل حال..
ثانيا:- تقول أن الاستخارة قد تخيب بسبب (هوى في نفس الإنسان، وكذلك يقول أخونا صاحب المشاركة الثانية، يجب أن يكون المستخير (غير مائل قلبيا).
وهل هذا كلام منطقي يا جماعة؟!!!
أنا افهم أن الهوى نوعان: هوى فاسد، وهوى صالح..
وأن الهوى الفاسد هو أن يميل القلب لما يخالف أوامر الله... هذا هو ما نحن مأمورون بمخالفته...
أما الهوى الصالح فهو أن يميل القلب لأمر مباح أو مستحب أو واجب شرعا..
لا معنى لأن يستخير الشاب ليتزوج بفتاة ساقطة أخلاقيا تصرفه عن طريق الله أو تربي أولاده تربية سيئة ولكن قلبه يميل إليها... هذا هو الهوى الفاسد الذي لا يجب أن يلوي عنق استخارتنا ودعائنا..
أما إذا شعر شاب بميل قلبي تجاه فتاة، وكانت هذه الفتاة مناسبة، واستخار الله تعالى فإن بداخله هوى صالح أو مباح، وهذا الهوى هو جزء من الأسباب التي تدفعه للزواج أصلا..
لذلك قال رسول الله صلة الله عليه وسلم "أنظر إليها عسى أن يؤدم بينكما" – أي توضع بينكما بذور الود والحب والهوى الصالح كما قال "لم ير للمحتاجين غير النكاح" أي انه إن كان هناك شخصان متحابان يجمعهما الحب والود، وتوافرت الشروط الأخرى للزواج من تكافؤ ودين فليتزوجا...
ليس منطقيا أن أتصور أن المستخير هو قطعة من (الطوب) أو (الحجر) بلا مشاعر بلا ميل بلا هوى!!
كل ما هناك أنه يجب التفريق بين الهوى الفاسد والهوى المباح الفطري الطبيعي أختم بتعليق شخصي أخير..
أنا شخصيا – أستخير في كل أمر في حياتي حتى عندما اشترى حذاءا جديدا.. لأني في الحقيقة لا أستطيع أن أعيش دون أن ألجأ إلى الله وأدعوه أن يختار لي الخير في كل صغيرة وكبيرة، ولكني في كل الأحوال أتعامل مع الاستخارة ببساطة دون تكلف أو تحميل الأمور ما لا تطيق..
فإذا استجاب الله دعائي أحمده فهو سبحانه بنعمته تتم الصالحات، وإذا لم يستجب أحمده أيضا فلا يحمد على مكروه سواه.