الفراغ العاطفي وحب الصديق
السلام عليكم
أشكركم على جهودكم الجبارة في مساعدة الناس وأجركم على الله سبحانه, في كل مرة أريد أن أكتب لكم إلا أنكم تؤجلون وقت إرسال المشاكل فزادت معاناتي أيضا.
لا أعلم من أين ابدأ حديثي وكيف أشرح مشكلتي التي أعاني منها منذ فترة ليست بقصيرة
تعرفت قبل فترة على صديق من المدرسة الثانوية في الرياض وهو وسيم جدا, ربما وسامته أثرت في تأثيرا كبيرا. دخل قلبي بشكل كبير حتى صرت أفكر فيه كل الأوقات.. أسعى لإرضائه وإسعاده وقضاء حاجته وأبادره في قضائها وعند قضائي لها لا أجد حتى كلمة شكر غالبا مع أنى لا أريدها ولا أقول له لماذا لم تشكرني.
طلبت منه طلبا آخر مرة فرحب بي وقضاه لي.
ربما أنا قد أثرت فيه بعض الشيء أيضا فأصبح يصاحبني في المدرسة وانخرطنا في مشرع ترفيهي في العطلة أيضا باقتراح منه. أحيانا أحس بأنه يحبني وأحيانا لا أحسه يهتم بي بتاتاً.
مع أن علاقتنا قديمة نوعا ما فقد جاوزت سنة ونصف وللآن لم نتبدل الزيارات للترويح عن النفس أو لتناول الحديث فيما بيننا . فأنا أخاف من أن اخبره بأني أريد أن يزورني مثلا لأني اعلم بأنه سيرفض . وقد فعل مرة عندما طلبت منه أن يأتي لمنطقتنا بالرياض مع أنه ساكن بالقرب منها .لقيت بعض من الحساد الذين يحسدون علاقتنا فمنهم من يصرح بقوله أنت محظوظ لأن لديك صديق ك ج.. ....... وآخر يلمح تلميحا يخيفني مع أنى أحس أنه هو أقرب منه إلى صديقي وأنا أيضا لدي ذات الشعور.
أحيانا تظهر من صديقي أشياء أكرهها مثل أن يتلفظ بألفاظ للتهزئ أمامي. ربما تكون مزحة لأنه لم يتفوه بها أمام الآخرين وربما أنا أبالغ في ما يقوله لي أحيانا وهو كلام ليس بقبيح بشكل كبير ولكنه لا يجب أن يقال بين الأصدقاء مثل "خفيف دم" "أسكت أسكت" وغيرها ربما هي كلمات يتفوه بها معظم الناس وأنا أبالغ . لاحظت أن هذه خصلة فيه وليست لي فقط ولكن هل هي دليل على حبه لي أم استخفافه.
أنا خجول كثيرا ولم أكن أصارحه بمحبتي له ولكن في الآونة الأخيرة أخذت ألمح له..
عندما ينظر إلى ينظر بابتسامة وينظر في عينيّ.. أحس بأنه يحبني
أخاف أن تزول علاقتي به بعد انتهاء فترة الدراسة فماذا يجب علي أن أفعل؟ كيف أجعله يهتم بي أكثر؟
لا أعتقد أن لديه هو أصدقاء ولكن ربما يكون هناك شخص واحد فقط وتصرفاته معه لأعتقد بنفس تصرفاته معي ولكنني أحس بأنه افضل مني. ربما لأنه يراه خارج نطاق المدرسة وأنا في المدرسة فقط . يذكره أمامي بشكل متوسط وكذلك عند ملاقاتي صديقه يخبرني بأنه قد ذكرني عنده. لا أقصد بالسوء ولكن في سياق حديثهم.
أتذكر أنى خرجت معه لمكان لبيع الالكترونيات وذهبنا لكي نأكل بعدها ونحن قد قررنا أن نذهب مرة أخرى في هذا العام ولم يرفض, توقعته يرفض. لا أعلم لماذا ربما لأني غير واثق من نفسي.
أخاف أن تفتر علاقتنا خصوصا إننا لا نرى بعض إلا في المدرسة . وقليلا خارجها حيث يعد على الأصابع وبإرادة مني وهي فقط مثلا لكي أأخذ منه الواجب الفلاني لأحد المدرسين. أحيانا يريد مني بعض ألعاب الفيديو بين الحين والآخر.
كيف أقوي علاقتنا ببعض؟ كيف أحببه لي أكثر.؟ كيف أتجنب الحساد وكيف أتعامل معهم؟ كيف تستمر علاقتنا مع بعض حتى لو أننا قد نفترق بعد الثانوية؟ ريما تخصصنا هوه ذاته لأن تفكيري مثل تفكيره.
كثيرا في الصف يداعبني, ربما يتحسس في بعض الأحيان استيائي من معاملته ويداعبني.
أحيانا يعلق على بعض الأشياء في الصف ويكلمني مع أنى لست جالسا بجنبه.
أنا ليس لدي أصدقاء.. كان لي صديق وأحبه وتركني لخطأ من صديق ثاني لي ليس لي دخل به.
وهذا الآخر إصابة علاقتنا الفتور وانتقل للعيش خارج الرياض أيضا والآن نتقابل ببرود إلا أنه مازال وفيا نوعا ما.. لا أجد الراحة إلا مع صديقي الذي أعاني من صدوده فما الحل.
كتبت على نفسي إن لم تنجح علاقتنا هذه فلن أكون صداقات بتاتا لأني لا أريد أن أنصدم مرة ثالثة.
أحيانا عندما أزعل وأغضب منه لا أكلمه فيبدأ المحادثة معي والملاطفة بدون الاعتذار مني.. أي اعتذار غير مباشر.
آسف لإطالتي ولعدم ترتيب الأفكار ولكن أرجو مساعدتي ولكم الأجر من الرحمن.
أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
28/10/2005
رد المستشار
صديقي
يجب أن أسألك عن ما سوف يتبادر إلى ذهن أي شخص يقرأ خطابك وهو: لماذا هذا الشخص بالذات؟
تقول أن وسامته ربما أثرت فيك وتتحدث عن الحساد و كأنها علاقة غرامية وليست صداقة... من ناحية أخرى لماذا تصر على صديق واحد فقط وإن لم تتوطد صداقتكما فسوف تحجم عن تكوين أية صداقات خوفا من الصدمة... أي صدمة هذه؟
إن الصداقة التي تستحق منك الانتباه والتوطيد حقيقة هي صداقتك مع نفسك.. فإذا كنت صديقا جيدا لنفسك فسوف تستطيع تكوين صداقات معتدلة وصحية مع الآخرين بدون أن تخاطر بتنفيرهم منك بسبب الإلحاح اللفظي وغير اللفظي في طلب اهتمام الآخر بك...
إن ما شرحته في رسالتك يميل إلى رغبة في التملك أكثر مما يعني الرغبة في الصداقة... تسأل كيف توطد علاقتك به وأسألك ما هي اهتماماته التي تشاركها أنت معه بطبيعتك؟
بل السؤال الأهم هو ما هي اهتماماتك أنت؟ ومن أين جاءت الفكرة الساذجة أن هناك إنسانا واحدا (صديق أو حبيب) يمكنه توفير احتياجاتك في الصداقة أو الحب بالكامل وطوال الوقت؟
إن الإنسان الوحيد الذي يمكنك الاعتماد على دوام حبه ودعمه ووجوده معك إلى آخر لحظة في عمرك هو نفسك... هذا لا يعنى أن تنعزل بنفسك عن الآخرين ولكنه يعنى أن تصادق نفسك أكثر..وعندما تصادق نفسك وتتصالح مع نفسك فسوف تكون جذابا جدا وسوف يريد الآخرون صحبتك بدلا من أن تتمنى أنت صحبتهم وكأنك تتسول الرضا عن نفسك عن طريق رضاء الآخرين (أو آخر)..
انظر إلى صديقك الوسيم، أتعتقد أنه يكره نفسه أو أن تقديره لذاته يعتمد على رضا شخص واحد؟ لماذا تعتقد أنه يجب أن يكون هناك صديق واحد وأن تستأثر أنت به دونا عن بقية البشر؟
تخيل انقلاب الوضع تخيل أن هناك من يريدك له وحده وأنه سوف يتألم إن لم يمتلك وقتك واهتمامك هو وحده وإن لم تبادله شعوره كما يريد هو...تخيل أن هناك من يريد أن يستحوذ على صداقتك ولا يريدك أن تصادق أي شخص آخرأعتقد أنك سوف تسأم من شخص كهذا بعد حين.
الحل يا سيدي هو أن تكون صداقة حقيقية مع نفسك ومع عدة أشخاص آخرين... دعني أسألك:
ما هي اهتماماتك وهواياتك وميولك؟ هل تعتقد أن هناك شخصا واحدا فقط من ستة وربع مليار إنسان على كوكب الأرض له هذه الاهتمامات؟ لماذا تعتقد أو تصر على أن شخصا واحدا فقط هو الذي سوف يشاركك هذا؟
إذا كنت تحب بإخلاص، ألا تتمنى الخير لمن تحب؟؟ أليس هناك خير في صداقات عديدة؟ أليس من حق الآخر أن يكون له عدة أصدقاء؟ أليس هذا خير ومن حقك أنت أيضا؟
ابدأ بمصادقة وحب نفسك لكي يحبك ويرغب الآخرون في صداقتك.
وفقك الله وإيانا لما فيه الخير والصواب
*ويضيف الدكتور وائل أبو هندي الابن العزيز أهلا وسهلا بك، ليست لدي إضافة بعد ما تفضل به مجيبك الأستاذ علاء مرسي غير أن أحيلك إلى ما سيفيد إن شاء الله من روابط على مجانين فانقر ما يلي من عناوين:
وسواس الحب والتعلق المثلي مشاركة2
بين التعلق والعلاقة : قلق الانفصال
وأهلا وسهلا بك دائما فتابعنا بأخبارك.