بسم الله الرحمن الرحيم
تحية طيبة معطرة بالورد في شهر الرحمة شهر رمضان لجميع أعضاء أسرة مجانين والمشاركين فيها أما بعد:
فلا أعرف كيف سأبدأ اليوم بعرض مشكلتي لكم, ولكن أحببت أن أبدا قبل عرض مشكلتي ..
_وقد عرضتها لكم سابقاً-
مشكلتي المثلية...وحالتي النفسية
مشكلتك قديمة ولا تريد حلها
أن أستغل الحديث بدايةً عن شهر رمضان المبارك الذي أنعمه الله علينا وعليكم بالبركة والرحمة واجر الله لعباده في هذا الشهر المبارك,فشهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى لعباده وصوم هذا الشهر هي نعمة أنعمها الله علينا لنكسب الأجر في أن يغفر لنا الله ذنوبنا (والله على كل شيء قدير),وهذا الشهر له فضله في ليلة مباركة من ليالي رمضان وهي ليلة القدر لما لها من أجر ورحمة من الله لعباده كما ذكر الرسول الكريم بأن من قام ليلةغفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر, فالحمد الله على فضل هذا الشهر علينا ونرجو الله أن يكتب الله وأن يحينا لرمضان آخر حتى نتقرب من الله وننال أجره.
أما ما يخص مشكلتي وقد ذكرت لكم ذلك سابقاً, ولكن أعاني من بعض المشاكل منها:
1- صرت أتحرش في الفتيات الصغار وأتقرب إليهن, علما بأني أحاول نسيان مشكلتي المثلية عن طريق التقرب من الجنس الآخر فما الحل؟
2- هل الإنسان المثلي إنسان منطوي منعزل وهل الشخص المثلي ضعيف بالشخصية؟
والسلام عليكم ورحمة الله وبركته
ولي موعد قريب للتواصل معكم وشكرا
28/10/2005
رد المستشار
وعليكم السلام
لابد بأنك تعرف القصة التي يرد فيها المارد على عقلة الأصبع فيقول لولا سلامك سبق كلامك كنت أكلت لحمك بعد عظامك وطبعا من حيث المنطق هذا غير ممكن حيث اللحم أي العضلات فعليا تكسو العظم وللوصول للعظم لا بد من التخلص من اللحم أولا فهل يا ترى من المنطقي أن ينشغل بنزع اللحم ليأكل العظم أم أن الأكثر منطقية أن يبدأ باللحم؟؟
ومع الفارق من حيث أنني لست ماردا (حاشا لله) وأنت لست عقلة الأصبع وبما أنك ألقيت إلي السلام أصبح من الصعب علي أن أعبر عن غضبي, ونعم يحق للمرشد أن يغضب وأن يعبر عن اتجاهاته إن كان ينطلق من نظرية السمات كخلفية ويتبع أسلوب الإرشاد الموجه- هذا رد علمي على من يعترض على بعض المستشارين حين يعبرون عن أراء يرون أنها شخصية وللمرشد الحق في اختيار أسلوب المعالجة بالمناسبة- وأنت يا ماهر بحاجة لوقفة حازمة معك لنقيك شر نفسك وكنت وحدك الضحية في السابق وشعرت بالحزن عليك أما أن تجر معك ضحايا صغار على الأغلب هن قريباتك والتحرش بهن فلن أحزن عليك بل سأغضب منك, فكما هو واضح من حفظك ومن تذكرتك لنا بأهمية وقيمة رمضان يبدو من الواضح أنك عاقل ومميز لسلوك فبأي عذر تسمح لنفسك وتحلل لنفسك أن تؤذي البريئات ممن دفعهن سوء حظهن أن يكن في طريقك!!
هل باعتقادك بأن صيامك يكفر عنك كل سيئاتك؟؟؟
حسنا لنصحح معلوماتك بأن القيام بالعبادات المفروض منها يعفيك من ذنب العصيان والنوافل تجبر لك ما قصرت به في حق الله من هذه العبادات ولكن لا شيء وركز معي لا شيء يكفر عنك ويغفر لك حقوق الآخرين لا صيامك ولا صلاتك ولا حتى الحج فإن قررت أن تحيد تجنب أن تجور على أي كان من الناس فذنوب الناس تبقى معلقة في عنقك إلا أن يعفوا هم عنك أو تحمل عنهم أوزارهم يوم القيامة فما قولك بهذا؟؟
ثم لنصحح ما هو مغلوط لديك بأن الصيام والقيام يغفر ما تقدم من الذنوب أما ما تأخر منها فهو لم يغفر إلا للرسول عليه الصلاة والسلام كرامة له ولأنه معصوم فهو لن يخطئ في حقوق أحد من العباد. وأن تبقى مثلي الهوى لهو أهون من أن تعالج نفسك على حساب براءة الصغيرات اتق الله يا هذا وتذكر بأنك مسئول عن سلوك في الدنيا والآخرة فهن لسن حقل تجارب لك ومحاولتك لتعديل سلوكك يجب أن تكون بتطبيق برنامج مما هو مذكور على صفحات الموقع أو اللجوء إلى طبيب.
أما بالنسبة لضعف الشخصية فليس هناك من المنظور العلمي ما يسمى بهذا ولكن يمكن أن نقول بوجود تخلل في بنية الشخصية أو صراع بين مكوناتها وبالتالي فإن الشخصية التي يضعف ضميرها أو الأنا عن ضبط الصراع بين الدوافع أو المكونات مثل الله والأنا الأعلى قد تبدو من الخارج ضعيفة السيطرة على نفسها وقراراتها, ولكن ضعفها لا يلغي مسئوليتها عن سلوكها مهما كان فهي وإن كانت غير قادرة على الالتزام إلا أنها واعية وهو شرط التكليف الشرعي والنفسي. قد يتجنب الإنسان الذي يشعر أنه يخالف قيم المجتمع الاختلاط بالآخرين خوفا منهم ومع طول فترة الانسحاب يفقد الإنسان وخصوصا في مراحل النمو المبكرة فرص التفاعل التي تساعد في نموه وبالتالي يفتقر لكثير من مهارات التعامل الاجتماعية.
باختصار لا تحاول التملص من مسئوليتك عن ميولك المثلية بالظن أن السبب هو ضعف شخصيتك, ولا تظن أنك بتحرشك بالصغيرات تعمل على تعديل توجهاتك بل أنت تزيد مساحة انحرافك, اتق الله في نفسك أولا وفي من حولك ثانيا واعمل جاهدا للحصول على مساعدة.