السلام عليكم ورحمة الله وبركاته؛
مشكلتي قد تبدو متكررة ولكن(......).!!! وهي للأسف الميول الجنسية المثلية..!!
مع كثرة المشاكل التي قرأتها في موقعكم هذا وموقع إسلام أون لاين أصبح الأمر يبدو وكأن هذه المشكلة أكثر انتشارا في مجتمعاتنا مما كنت أتخيل... قبل اهتدائي لهذين الموقعين خضت عبر سنوات رحلة بحث طويلة خلال الإنترنت– طبعا المواقع الأجنبية لجهلي وقتها بأن عندنا البديل الأفضل– وكما قد تتوقعون لم أخرج بفائدة تذكر, بل بالعكس!! فالجميع تقريبا في الغرب يصرون على أن الشذوذ أمر طبيعي!!! وأن محاولة العلاج منه أمر (شاذ !!!!!!!!!!!!؟؟) هكذا والله..
بل الموقع الذي كان يتحدث عن أشخاص تعالجوا من الشذوذ كان.. يتهم هؤلاء بالكذب والنصب!! وأنهم سيعودون أو عادوا فعلا أشذ من الأول وأن غرضهم كان جمع المال أو ما إلى ذلك!!! وكانت نصيحتهم دائما:حاول أن تتعايش مع ما أنت عليه!! حتى كدت أن أيأس, وأقول كدت لأنني مسلم ومجرد فكرة الوقوع في الفاحشة غير مقبولة... والحمد لله فقد عصمني الله من الفاحشة ما ظهر منها, أما ما بطن فكان يؤرقني بشدة!!!!
البداية؟... لا أذكر أنني كنت يوما أميل للجنس الآخر بأي شكل.. حتى في مراحل الطفولة المبكرة والتي كانت بالمناسبة في إحدى دول الخليج التي ينتشر فيها– للأسف– الشذوذ بصورة (وبائية) إن جاز التعبير!! لم أتعرض لاعتداء.. ربما بعض التحرش– والذي اتضح أنه ظاهرة لا يكاد ينجو منها طفل في هذه الأيام.
أعتقد أن البيئة العامة (الموبوءة) كان لها دور في... (دعنا نقول) تفتيح عين الطفل المحايد الأفكار على هذا الأمر... لا أقول أن هذا حدث بشكل مباشر كما في حالات الاعتداء على الأطفال, لكن قصدي أنني أستبعد نمو هذه الميول في طفل نشأ في بيئة لا تعرف بوجود مثل هذا السلوك أصلا..السؤال عن سبب المشكلة ليس له جواب واضح– حتى عند الأطباء المتخصصين أنفسهم للأسف– فالخلاف حول سبب الشذوذ لدى شخص ما أنتم أدرى به مني!!! لدرجة أن البعض ذهب إلى أنه اختلاف في تكوين المخ ...الخ،
ولا أخفي عليكم أن هذا السؤال وتلك النظريات أتعبتني كثيرا معظم عمري... مؤخرا بدأت أرى الأمور بشكل أوضح وأنضج ...فعندما كدت أيأس بكيت ودعوت الله أن يفرج عني هذا الابتلاء.. بعدها تغيرت نظرتي للمشكلة ...كنت من قبل ..لنقل ..مستسلما للأمر على أنه من صفاتي الخِلقية كلون عيني مثلا,لكنني الآن أعتقد أن التخلص من هذا الداء ممكن ..لأنه ببساطة واجب شرعا!!!! فلو لم يكن لهذا الداء شفاء لترك الله سبحانه أصحابه يتبعون غرائزهم... إذن فالأمر لا علاقة له بالفطرة الجنسية المجردة, إنما بالتشوه الحاصل لها والحادث عليها ...
وخذ هذا المثال: أليست الفطرة عند أغلب الناس هي الميل للجنس الآخر؟ لماذا إذن لا يشتهي (الإنسان الطبيعي) أخته مثلا أو أمه؟ رغم أنها قد تكون من أجمل الإناث!! الأمر إذن مرتبط بالتربية والتوجيه الجنسي منذ اللحظة الأولى في العمر. والآن.. كم من الأهل يجرؤ – ولا أقول يهتم- على أن يوجه الميول الجنسية لدى طفله أو طفلته إلى الفطرة والى ضوابطها الشرعية ؟؟ لا ليس ابن السنتين أو الثلاث سنوات بصغير على هذا الكلام ..خاصة في عصر الإعلام (المفتوح) أو المفضوح.. الثابت والمجرب أن الطفل يكون عنده شعور بالجنس لكنه ضعيف وغير واضح, وكذلك قابل للتشكل بسهولة كصفحة بيضاء تنتظر ما يملأها واسأل (عاشق الأقدام) صاحب مشكلة: فيتشية القدم والميول المثلية..!!!
أعود فأقول أن البيئة الموبوءة تكتب في الصفحة- التي يتركها الكبار عادة بيضاء– ما لا يجب أن يكتب, والانطباعات الأولى تدوم خاصة لو لم يغيرها انطباع مخالف... أضف إلى الوباء الذي في البيئة العوامل التي تساعد على التقاطه والإصابة به, في حالتي مثلا أعتقد أنه عدم وضوح التمايز بين الجنسين.
أولا: لم أتعامل مع أطفال إناث فليس لي أخوات والغربة تحول بيننا وبين الأقارب بالإضافة إلى عامل أراه مهما– ولم أجد من تعرض له- وهو فتور العلاقة بين الوالدين أو حتى المبالغة في إخفاء مظاهر المشاعر عن الأولاد.. فمن أين للطفل أن يعرف أنه ينبغي أن يميل للجنس الآخر؟؟ أعرف أنني استطردت أكثر من اللازم وربما لا يصلح هذا الكلام للنشر على الموقع فأنا أخاطب المتخصصين... على أي حال لن أحذف شيئا وإن رأيتم الاختصار من كلامي فلكم ذلك!! باختصار كل ما هنالك أنني أميل فقط للذكور.. شيء خارج تماما عن إرادتي أو اختياري....
قبل البلوغ كنت أدرك هذا الأمر ولكنه لم يكن يشغل حيزا من تفكيري.
ثم بلغت على ذلك.. وكشخص هادئ جدا أو لنقل شبه انطوائي– لاحظ نوعية البيئة- ولم يكن واردا أصلا فكرة الميول للإناث رغم تواجدهم أحيانا ... لا أدري لماذا, لكنني كنت لا أرفض الميل للذكور وكراهية الإناث, بل لا أفكر أصلا في الموضوع كما لا يفكر أحدنا لماذا يميل للبرتقال ويكره المشمش!!!!! ولم يغير هذه الأفكار– الخاصة جدا جدا بالطبع- سوى عودتي لمصر لدخول الجامعة, حيث التنافس على الفتيات وما إلى ذلك.... في البداية كان كل ما يضايقني هو كوني (مختلف)!! و لاشيء آخر... فأنا مع التزامي لا أفكر أو أنوي فعل ما يغضب الله, فقط كانت تلك الأفكار الخبيثة–وللأسف بعض التحرش من جانبي ببعض الأطفال في إطار اللعب في بعض فترات الضعف- (وقد كنت أحتقر نفسي ولا زلت وكنت وقتها أتصور أن الطفل لا يدرك ما أفعل!!!!)
لذلك كنت لا شعوريا أتسبب نتيجة لتصنعي التعامل الطبيعي مع الفتيات –حتى لا تنكشف حقيقتي- في تعلق بعض الفتيات بي رغم زهدي الكامل فيهن..، وبعد التخرج أصبح ما يضايقني أنني على وشك أن أكون مطالبا أمام المجتمع بالارتباط وتكوين أسرة.....الخ, وهو الشيء الذي لا أرفضه إطلاقا, بل أريده وبشدة,خاصة كلما ازددت نضجا..... لكنه ما كنت أتصور وقتها أنه أقرب للمستحيل, لأنني كلما تخيلت نفسي مع واحدة شعرت (بالغثيان)!!!!!
ثم جاءت مرحلة البحث والقراءة والتي أوقعتني في مصيدة المواقع الجنسية لأول مرة في حياتي (بعد ربع قرن من التعفف عن الصور العارية) وبالطبع كانت مواقع شواذ, أسرتني عدة شهور ولكنني استعنت بالله فأعانني عليها والحمد لله وأعانني على اليأس أيضا, بداية بتغيير نظرتي لمشكلتي من أنها قدر لا فرار منه إلى أنها ابتلاء لم أنجح فيه حتى الآن –وأنا الذي أتصور أنني سأحرر القدس لو أعطوني الفرصة- وأنني يجب أن أنجح فيه... على الأقل ألقى الله وأنا أجاهد نفسي.
ثم بدأت أوجه فكري تدريجيا للإناث وأركز على مواطن وصور منفرة بالنسبة لي لدى الذكور كلما مالت نفسي إلى شاب أو فتى، وفيما بعد عرفت من موقع إسلام أون لاين أن هذه الطريقة متبعة فعلا في العلاج لدى الأطباء..، لن أستطيع طبعا أن أفصل أكثر حول تنفيري لنفسي من الميول المثلية وإغرائي لنفسي بالميول الطبيعية ففيها كلام استحي من ذكره وأظن أن ما ينفرني قد يستثير غيري ولكن بشكل عام كنت أحول خيالاتي تدريجيا نحو الإناث (كأن أصرف عني فكرة أنني آتي رجلا من دبره–معذرة– وأستبدلها بخيالات من الأمام فقط.. ثم أفترض أنني أمارس الجنس دوما في فتحة الأنثى حتى ولو كان التخيل لذكر.....!!!!!!!!!!!!!!!!! هل تجاوزت الحد؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
أرجو المعذرة والحذف لو ضروري.... – معذرة مرة أخرى– ولكن هذا التحايل على النفس أدى إلى نتائج طيبة ولا بأس بها... لا أقول أنني شفيت تماما, ولكنني أستطيع أن أقول أنني منذ عام واحد كنت أشمئز لدرجة الغثيان من مجرد فكرة أنني مع أنثى.. واليوم بفضل الله بعد الكثير من الدعاء والبكاء والاجتهاد والمجاهدة أستطيع لأول مرة في حياتي أن أقدم على فكرة الزواج بجدية دون التحجج بالماديات وخلافه.. صحيح أن ميلي للذكور لا يزال موجودا ولكن بفضل الله تعالى يوجد الآن ميل للإناث أيضا.. وهذا في رأيي تقدم رهيب لأنني أعرف كم كنت أكره الإناث لدرجة القرف... أطلت عليكم بشدة فاعذروني, فأنا لم أحاول قطع سيل الأفكار التي تخرج من مكمنها لأول مرة... طبعا تنتظرون السؤال على غرار (فين السؤال؟)
الحقيقة أنا لا أعرف بالضبط صيغة لسؤال أعرف إجابته مسبقا– مثل يجب أن تتابع مع طبيب متخصص- والحقيقة أن هذه الإجابة هي مشكلة في حد ذاتها فأنا شخصية شديدة الانغلاق على خصوصياتها ولا أحب اقتراب أحد من دائرة العوام إلى دائرة الخواص إلا بتصريح خاص يصعب أن أمنحه لأحد ولو كان فلا بد أن يظل بعيدا عن مناطق معينة من نفسي!!! خاصة ذلك البئر العميق الذي دفنت فيه ما قرأتم منذ قليل فهو خلف أبواب لم أصنع لها مفتاح أصلا لأن تجاوزها غير وارد !!!!!؟؟
أكاد أرى لمعة عين الطبيب النفسي الذي يقرأ هذا الكلام وهو يشخص في سره اسما لهذه الحالة... ربما أكون مريضا ولكنني سعيد بوجود تلك المساحة التي لا يلوثها دخول الآخرين إليها, أو لنقل أن هذا يعطيني إحساسا بالأمان ويساعد على استقراري النفسي..!! كما أنني قرأت كثيرا في علم النفس وأكاد أتخيل محاولات الطبيب لكسب ثقتي وهي تبوء بالفشل لا لشيء سوى لأنها محاولات متعمدة لكسب الثقة لغرض ما ...حتى لو كان مساعدتي...... لا أعرف أشعر الآن أن مصير هذه الرسالة إلى سلة المهملات حتما, أو ربما إلى محاضرات الطب النفسي كنموذج مثالي لحالة كذا أو كذا.....
نهايته... لو كان عندكم نصيحة فلا تبخلوا بها علي–وأعرف إن شاء الله أنكم لن تبخلوا- ولو لم يكن هناك ما يقال أو أن الرسالة لا تصلح للنشر فبالله عليكم.. لا تتركوني أنتظر ردكم كل يوم.. فلا أقل من رسالة بالبريد الإلكتروني تخطرونني بموقفكم... فقد قضيت ليلة كاملة أكتب لكم ما لا يعلمه عني إلا الله.. وأتوقع أي رد سريع جزاكم الله كل خير.
سؤال سريع (على الماشي).. كنت قد قرأت ما كتبه أخصائي في العلاج الطبيعي والطب البديل ما نصه: (في الطب البديل هنالك دواء نستخدمه اسمه aconit nip يؤخذ بتركيز يفوق الألف وهو من أدوية الهميوباثي) وكان يتحدث عن علاج الشذوذ .. فما معلوماتكم عن هذا الموضوع لأنني لم أصادف ذكر علاج دوائي للشذوذ فيما قرأت, وهل هو نوع من الأدوية النفسية على غرار ما ذكرتم في كتاب الوسواس القهري؟
ولكم جزيل الشكر.
21/9/2003
رد المستشار
الأخ العزيز السائل، أهلا وسهلاً بك وشكرًا على ثقتك في صفحتنا استشارات مجانين، ونحن في الحقيقة نستغرب من شعورك الدفين بأننا سنرفض إفادتك أو سنحذف منها أو سنمنع عرضها على الصفحة وذلك في الوقت الذي نرى فيه إفادتك رائعةً ومحترمةً وثمينةً وثريةً، ونرى أنفسنا سعداء بتلك الإفادة، بل نراها إضافةً إيجابيةً جدا لصفحتنا الوليدة، ونراك مثلاً للشاب المسلم النابه الصادق في معاناته مع ابتلاء لجأ إلى الله للخلاص منه، ونجح تماما في الخلاص مما ظهر ـولله الحمدـ، كما نجح إلى حد بعيد نتمنى أن يصل إليه الآخرون في الخلاص مما بطن من الميول المثلية! ونحن في تحليلنا لشعورك الغريب هذا والمتمثل في توقعك أننا سنأخذ موقفًا سلبيا من إفادتك،
نراه تعبيرًا عن ضميرك اليقظ وأدبك الجم، فأنت تسقط رفضك لميولك الباطنة هذه علينا، وكأننا لابد أن نرفض مشاعرك وميولك مثلما أنت ترفضها، أحييك يا أخي المسلم على كل صفاتك الحسنة تلك، كما أطمئنك منذ البداية إلى أنني لن أقول لك زر طبيبًا نفسيا، بل إنني أدعوك إلى أن تتصفح المشكلات التي ترد إلينا دائما بخصوص هذا الموضوع وأن تشارك مستشارينا في الرد على أصحاب المشكلات، وسننشر مشاركاتك باعتبارك واحدًا من الذين خاضوا تجربة الابتلاء بالميول الجنسية المثلية بنجاح، سيكلل قريبًا إن شاء الله بالزواج والذرية الصالحة، وهنا بعض ما تم عرضه حتى الآن على صفحتنا:
الميول الجنسية المثلية: الداء والدواء
الشعور بالذنب قد يكونُ مفيدًا! م1
أريد الشهرة، ولو بالشذوذ!
الجنس الثالث والنفس اللوامة
فيتشية القدم والميول المثلية م1
تخيلات أم ميولٌ مثلية بعد الخمسين؟أصل بعد ذلك إلى تعليقك على ما عرفته بنفسك حين كنت تتصفح المواقع الغربية التي تتناول موضوع الجنسية المثلية Homosexuality بشكل علمي، فواقع الأمر أن الفكر الغربي العلمي تأرجح على مدار القرنين السابقين بين اعتبار الجنسية المثلية مرضًا يستحق العلاج، واعتبارها ذنبًا يستحق العقاب، وأول ما اتجه إليه التفكير في بدايات القرن التاسع عشر الميلادي كان اعتبارها نوعًا من الجنون Insanity، ثم اعتبرت في نهايات ذلك القرن كالعيب الخِلْـقِي Congenital Anomaly الذي يولد به المرء مثلها مثل انشقاق الحنك Cleft Palate أو الشفة الأرنبية أو غير ذلك من العيوب الخِلْـقـية التي يولد المرءُ بها، وفي بدايات القرن العشرين ظهرت نظريةٌ ترجع الأمر إلى خلل هرموني، وخلال القرن العشرين بعد ذلك سار البحث عن أسباب الجنسية المثلية في أربعة اتجاهات هي:
-1- الآليات الهرمونية Hormonal Mechanisms، والتي فشلت في إثبات براءة الرجل المثلي من الذنب لأن مستويات هرمونات الذكورة والأنوثة لديه لم يثبت اختلافها عن الرجل الغيري، وإن لم تفشل بنفس الدرجة في إثبات براءة الأنثى المثلية، ولكن فيما يتعلق فقط بالتخيلات الجنسية المثلية في مرحلة المراهقة.
-2- تركيب المخ التشريحي Anatomical Brain Structure، ونستطيع أن نقول بأنه فشل في إثبات أن مخ الرجل المثلي Homosexual Man يشبه في بعض تركيبه التشريحي مخ الأنثى الغيرية.
Heterosexual Woman. -3- تميز المخ الوظيفي Neuropsychological Functions، فهناك بعض الدليل على أن نسبة العَسَر (أي تفضيل اليد اليسرى) Left Handedness أعلى في كل من الرجال والنساء المثليين، وبينما تعزى هذه الظاهرة إلى تعرض المخ لنسبةٍ أعلى من هرمونات الذكورة (الأندروجينات Androgens) أثناء المرحلة الجنينية والشهور الأولى من العمر، فإن الأمر أيضًا قد يعطى بعض التفسير للظاهرة في السحاق Lesbianism أو التوجه الجنسي المثلي في الإناث، لكنه يفشل عندما يتعلق الأمر بالجنسية المثلية في الذكور.
-4- العوامل الجينية (الوراثية) Genetic Factors: حيث بينت دراسةٌ مبكرةٌ وجود تطابق وصل في بعض الدراسات إلى 100% في التوجه الجنسي المثلي في التوائم المتماثلة Monozygotic Twins مقارنةً بـ 12% فقط في التوائم غير المتماثلة Dizygotic Twins،
إلا أن دراساتٍ تلتها بعد ذلك بينت كثيرًا من النتائج المغايرة، وفي أواخر القرن العشرين ظهرت نتائج دراسة تلقفتها وسائل الإعلام الغربية لتنشر فكرةَ ما أسموه وقتها جين اللوطيين أو جين المثليين Gay Gene! بينما الحقيقة التي تفهم من نتائج تلك الدراسة لا تشير إلى أكثر من أن نسبة الذكور المثليين تكونُ أعلى في الأقارب من ناحية الأم للذكر المثلي، وأن جينا مرتبطًا بالذراع الطويل على كروموسوم إكس (x) قد يكونُ ذا علاقةٍ بالأمر بشكل أو بآخر، لكن الأمر ما يزال بعيدًا تماما عن الإثبات الموضوعي، وهو مع الأسف أكثر اتجاهات البحث عرضةً لإساءة التأويل والاستخدام من خلال أجهزة الإعلام.
فأما الاتجاهات الثلاثةُ الأولى فكلها اعتبرت متحيزةً وتحمل حكما مسبقًا في منطقها، لأنها كانت قائمةً على افتراضٍ مبدئي يرى أن الجنسية الغيرية Heterosexuality، هي التوجه الفطري الطبيعي وهيَ بالتالي لا تحتاج إلى تفسير علمي، وأما الجنسية المثلية فتعتبر شذوذًا بشكل أو بآخر، وينظر لها داخل هذه الاتجاهات على أنها تعبير عن حالةٍ تقع في مكان ما على متصل من السلوكيات الجنسية يقع الرجل الغيري (أي طبيعي التوجه الجنسي) في طرف منه والأنثى الغيرية (أي طبيعية التوجه الجنسي) في الطرف الآخر من ذلك المتصل، وهو ما يعتبر بفهم أحدث نوعا من فشل التميز الجنسي Sexual Differentiation، وأما الاتجاه الرابع فاعتبر إلى حد ما غير متحيز لأنه لا يقوم على أي افتراضات مبدئية أكثر من أن الجينات قد يكون لها دورٌ ما في ظهور الجنسية المثلية، لكن الفصل في ما هو ناتجٌ بالفعل عن المادة الوراثية وما هو ناتجٌ عن التأثير الثقافي للبيئة ما يزال بعيد المنال.
وبالرغم من ذلك، أي بالرغم من عدم استطاعة الأبحاث العلمية رغم تقدم تقنياتها وأساليبها أن تثبت أن الجنسية المثلية تنتج عن أسباب عضوية، وأن أصحابها بالتالي غير مسؤولين عن سلوكهم الجنسي، وبالرغم من أن رفض المجتمع الغربي نفسه (أو على الأقل بعض ذوي الفطرة التي تحمل أجزاءً غير مشوهة منهم) كان على مر السنوات يمثل ضغطًا على الجنسيين المثليين، وهو ما كان يدفع إلى اعتبارهم مرضى نفسيين في حاجةٍ إلى العلاج، وكانت الجنسية المثلية هي أحد الاضطرابات الجنسية النفسية، برغم ذلك كله، فإنه مع السنوات الأخيرة في القرن العشرين،
ظهر التوجه إلى اعتبار الجنسية المثلية شكلاً من أشكال التنوع الطبيعي في السلوك الجنسي للبشر، واعتبرت بالتالي ليست مرضًا لا عضويا ولا نفسيا، وحذفت من قائمة تصنيفات الأمراض النفسية، وحقيقة الأمر ليست كما يقول الغربيون وكما كانوا ومازالوا يدعون له في مؤتمر السكان. وإنما يتعلق الأمر كما فسره بعض المفكرين الغربيين بتنامي لجوء الجنسيين المثليين إلى طلب العلاج النفسي والذي يطلب من الدولة أن تدفع له، وبينما هو علاجٌ طويل الأمد ومكلف خاصةً في تلك المجتمعات، فقد كان الحل الأمثل هو حذف المرض (صعب العلاج والمكلف) من قائمة الأمراض، فإذا كان صاحبه يصر على أنه مرض، فإنه يتكفل بنفقات علاج نفسه إن أراد، وبهذا تخلصت الحكومات الغربية من الضغوط العديدة التي شكلتها جمعيات حقوق المثليين في نفس الوقت التي تخلصت فيه من تكاليف لا قبل لها بها.
وخلاصة الحقيقة كما نتخيلها هو أن من المستحيل استبعاد دور التأثيرات الثقافية والاجتماعية والخبرات الجنسية الأولى في ظاهرة الجنسية المثلية، خاصةً وأن دراسات مراقبة سلوك الحيوان قد بينت أنه رغم وجود السلوك الجنسي المثلي في بعض الحيوانات على الأقل في مرحلة ما من النمو إلا أن ظاهرة الجنسية المثلية القصرية Exclusive Homosexuality أي التي لا يستطيع الفرد فيها الأداء الجنسي إلا مع أفراد من نفس جنسه، هي ظاهرةٌ قاصرةٌ على البشر، كما أن هناك مجتمعات بكاملها لا توجد في لغتها كلمة تعبر عن السلوك الجنسي المثلي، معنى هذا أن الجنسية المثلية ليست سلوكًا طبيعيا بكل تأكيد وليست سلوكًا لا علاقة له بالتربية والبيئة وعديد من العوامل المتداخلة، كما أنه إن جاز للطب النفسي الغربي أن يستبعد الجنسية المثلية من قائمة الأمراض التي تستدعي العلاج فإن الأمر سيختلف بالتأكيد في الطب النفسي الإسلامي،وهذا هو ما نسعى أنا وكلا من زميلي الدكتور أحمد عبد الله والدكتور عمرو أبو خليل وغيرهما من مستشارينا إلى العمل فيه فادع الله لنا بالتوفيق والتيسير، وفيما يتعلق بسؤالك عن علاج عقاري للجنسية المثلية، فليس هناك علاج لها، والعقار الذي ذكرته لم نسمع به في الحقيقة ولا معلومات لدينا عنه، ولا نراك حتى في حاجةٍ إلى عقاقير، بل نراك نجحت في الخروج من سجن المثلية كما سميت إفادتك وقررنا إبقاءها كما اخترت ما إضافة بسيطة منا.
وأنت الآن بعد نجاحك الذي نقول لك أن من حقك أن تفخر به، نقول أنك لست بحاجةٍ أصلا إلى علاج نفسي فأنت في أسوأ الأحوال ستكونَ مزدوج التوجه الجنسي Bisexual، أي أنك قد تعاني من بعض الأفكار والتخيلات الجنسية المثلية، ولكن زواجك سيقلل بالتأكيد من الأفكار والتخيلات والميول المثلية التي تظل في حالتك على مستوى ما بطن، ولعل أروع ما نجحت فيه يا أخي هو أنك أثبت أنك لست مريضًا بالجنسية المثلية القصرية، فهذا هو المرض الذي نسأل الله أن يرفعه عن من ابتلاهم به، وها نحن نرد عليك هذا الرد المطول في نفس يوم إرسالك لمشكلتك لأننا نراك شخصًا جديرًا بأن نجيب عليه بسرعة، ونراك أيضًا جديرًا بمشاركتنا في مجهودنا الذي نبتغي منه رضا الله عز وجل، فلا تبخل علينا وتابعنا بأخبارك.ويتبع >>>>>>>>>: الخروج من سجن المثلية: د. وائل يتعب نفسيا م
التعليق: حياك الله أخي عبد الله... لا أعلم لم سميّتَ نفسك الرائع.. ولكني وجدتُك حقا رائعا ذكاؤك ودقّتك في التعبير، وفطنَتُك لطرق علاج سلوكية معتمدة هكذا ودون تخصص أو دراية مسبقة بها..
أعجبتُ باستشارتك وعزيمتك، وبالأمل الذي بعَثْتَه في قلوبنا
فجزاك الله خيرا وعافاك وأتمّ سعادتك... ويا ليتَنا نسمع عن أخبارك بعد هذه السّنين