التحرش في الصغر والمسؤولية في الكبر مشاركتان

التحرش في الصغر والمسئولية في الكبر
سيدي الفاضل

استفزتني الرسالة جدا جدا فمن عنده القدرة على التعبير والحكي بهذه الدقة والتفاصيل هو إما أديب أو شخص يتمتع بعقل واعي ولكنه يستغله في السوء حيث أنني أعتقد أن كل هذه الحكايات ما هي إلا مجموعة قصص مجمعة من الانترنت لإثارة الشفقة والعبث بمشاعر الناس وشكرا لكم.

10/10/2005
التحرش في الصغر والمسئولية في الكبر مشاركة

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

قرأت مشاركتك بحزن وألم شديد، فقصتك فعلا معقدة ومتشابكة كما وصفت ولكن مع الأسف ليست الوحيدة ولا نادرة في مجتمعنا العربي على العموم والخليج على الخصوص .

سأناديك بابني لأني فعلا تمنيت لو كنت أمك وانتشلتك من هذا الوحل الذي تعيش فيه، أي بيئة هذه التي يعتدي فيها الأخ وابن الخالة والصديق والقريب والبعيد .. ليتنا بقينا في عالمنا بدون انفتاح ولا اتصالات ولا تكنولوجيا لأكتشف هذا الكم الهائل من الكوارث.

نعم والله إنها لكارثة أن يقع شباب المسلمين في وحل اللواط وبأبشع صوره وبدون توقف.

عندما أتيت إلى بلاد المهجر وسمعت بهذه القصص بين جنس البنات وجنس الذكور ولن أقول الرجال، عرفت كم ضحل هذا المجتمع الذي أعيش فيه وكم تمنيت الرجوع إلى بلادنا لأربي أولادي تربية سليمة وبفطرة نقية، كنت أعلم أن هناك بعض القصص والحالات ولكنها قليلة ومدفونة في الظلام ولكن عندما بدأت تظهر مواقع الانترنت وخصوصا النفسية هالني ما قرأت وسمعت وكم من أيام وليالي كنت أبكي فيها بحرقه وأعيش بألم وحسرة وأدعو الله بحرقة قلب لشباب في ربيع العمر قد مكر بهم الشيطان واستذلهم بعيدا عن نور الله.

اعذرني إن كنت قاسية بكلامي ولكني فعلا غاضبة غاضبة من المجتمع  غاضبة من الآباء.. غاضبة من العلماء.. غاضبة من المدارس.. غاضبة من كل نظم التربية العقيمة السائدة في مجتمعاتنا.

اسمع يا ابني إذا كنت فعلا تريد أن تخرج من العذاب الذي أنت فيه عليك أن تتطهر من كل ما فات ولكي تفعل ذلك عليك بالصدق والإخلاص مع الله سبحانه وتعالى ثم مع نفسك.

تقول أنك متعب ومكتئب ومحبط ولا يقلقك الموت وكل ذلك وعمره 18 سنه فقط!!!!

فإذا أردت الخلاص عليك بالعزم وقوة الإرادة لقد جنيت على نفسك وجرى لك كل ما جرى بسبب كتمانك تلك البشاعة التي حصلت لك ولو كنت نطقت وتكلمت لما حصل ما حصل، لا تقل بأنك ستفجر قنبلة في العائلة فكل ما برأسك تضخيم لأمور قد تحصل وقد لا تحصل ولكن الأهم أن توقف تلك المهزلة وأن تنتقم من ابن عمك وأخيك وكل من تسول له نفسه في العائلة على هذا الفعل المشين

إن المجرمين يتمادون في أفعالهم الدنيئة لأنهم مطمئنين بأن ضحاياهم هم أكثر من سيحميهم ويسترهم بصمتهم القاتل.

أذهب يا ابني وتكلم مع أبيك ولا تقل أنه شديد فإنه يحبك، تكلم مع أمك ولا تقل أنها غير متعلمة، تكلم مع أرشد إخوانك وأعقلهم.

اذهب إلى طبيب نفسي فورا وأخرج هذا السر الدفين الذي يقضي على شبابك ويحطم طموحك.

اجلس مع الله وقل له أشهدك بأني تبت وتوسل إليه بأن يعينك على التطهر والانتصار على نفسك ومن حولك.

تقول أنك لا تخاف من الموت، إذن فافعل أي شيء لتوقف هذه الجريمة بحق نفسك وآخرين في عائلتك ومجتمعك، لا تخف من شيء فأن بتر عضو من الجسم قد يكون عملية جراحية مؤلمة وصعبة ولكنها تنقذ صاحبها من الموت.

بالله عليك كن صادقا وقويا وتحرك لتنقذ نفسك وكثير من حولك وإن نجحت بأذن الله وسوف تنجح إن كنت عازما وصادقا فاخرج إلى مجتمعك وفكر كيف تستطيع أن تساهم بإنقاذ الشباب من حولك.

واعلم إن كنت مصرا على دفن هذا الوحل بداخلك فأنك تكون قد حكمت على نفسك بالإعدام وعلى غيرك بالضياع بعدها لا تزعج الآخرين باسم مستعار وهوية مجهولة وتقول لهم أنقذوني ماذا أفعل.

السلاح بيدك فإما أن تنصر نفسك به أو تقتلها ولا توهم نفسك بأن الموت راحة مما تشكو فعذاب الله أشد وأقسى،
فشمر عن ساعديك وابدأ الآن قبل فوات الأوان.
13/10/2005