البطانية
السلام عليكم ورحمة الله، بداية أحب أن أشكركم على هذا الموقع الرائع.. وتحياتي لكل العاملين عليه.
أتمنى أن أجد لمشكلتي حلا لديكم وأن لا تستهينوا بها............... فهي والله مشكلة بسيطة لكن تضايقني جدا ومخلياني محط الأنظار وهى مشكلة أني بستخدم البطانية في الغطاء صيف شتاء وأظن السبب أنى كنت عايشة في دولة خليجية وكانت درجة حرارة المكيف الباردة هي حالة الجو المعتادة صيفا وشتاء..........
ولكن المشكلة ابتدت مع عودتي النهائية لمصر وأصبحت عندي حالة نفسية وهى أني أصبحت لا أستطيع الاستغناء عن البطانية في شدة الحر وفي شهر ثمانية، سبعة وثمانية وبدون مكيف مع أني وقتها بكون حاسة بحرارة شديدة ومخنوقة ولكن لو حدث وخففت في الغطاء أشعر ببرودة فظيعة مع أن الجو حار وكمان لازم اصحى الصبح مريضة بالأنفلونزا ودور البرد الفظيع ده كله غير ما أجده من أهلي من ألفاظ واتهامات أني مجنونة وموسوسة وعندهم حالة نفسية كل ما يدخلوا ويشوفوني متغطية بالبطانية تصيبهم حالة هلع وصراخ لحد ما اكتأبت بسبب الموضوع ده.
وأخيرا بيقولولي أن محدش هيتجوزنى ويستحملني وأنا بالوضع ده..... لأن الموضوع بيزيد كل فترة وبقيت عايزة أسحب البطانية بكل مكان بالبيت وأولع جو البيت كله حرارة... فالناس كلها بتبتدي تشتي في أول نوفمبر وأنا بأواخر أغسطس؟؟؟.....
فأنا مش عارفة المشكلة في جسمي ولا عندي حالة نفسية ولا أنا زاى مابيقولوا مجنونة وأزاي لو عاشت زاى بقيت الناس وخففت في الصيف تزداد حالتي المرضية؟؟؟.............
وأخير أعتذر لكم عن الإطالة
وأرجو أن أجد لديكم حلا وجزاكم الله خيرا
20/10/2005
رد المستشار
الأخت العزيزة، ولا لا.. الابنة العزيزة فغالبا عمرك أقل مما ذكرت، فأسلوب إفادتك يشير إلى ذلك، أن تعتادي الالتفاف ببطانية أثناء النوم صيفا وشتاء هو أمرٌ قد يكونُ موجودا كعادة عند بعض الناس بغض النظر عن الأسباب التي أدت إلى اعتيادهم تلك العادة، والتخلص من كل عادة ممكن بشرط توفر الإرادة والتصميم، والفهم لطبيعة التعود أو التشريط بلغة علم النفس، وكيفية العلاج معرفيا وسلوكيا من ذلك التعود، ويمكن أن يتم ذلك بصورة تدريجية أو مرةً واحدة، حسبما يقرر المعالج النفسي.
إلا أن سطرًا أو بالأحرى سطرين في إفادتك يبعثان على الشك في تماسكك الانفعالي أو المعرفي، الأول هو قولك: (لأن الموضوع بيزيد كل فترة وبقيت عايزة أسحب البطانية بكل مكان بالبيت وأولع جو البيت كله حرارة)، فبعيدا عن ما يذكرنا سحبك للبطانية معك به وهو ما يعرف من الناحية العلمية النفسية بالـ "الكائن الانتقالي" أو "الشيء الانتقالي" (transitional Object)، أي الشيء الذي يتعلق به الطفل أو الطفلة مثلا دمية أو غطاء سرير أو وسادة صغيرة.. وهو أمر طبيعي من الناحية العلمية ويعتبر تعبيرا عن مرحلة من مراحل النمو العاطفي، ولكن ذلك في الطفولة وليس في عروس عمرها ربع قرن!، وبعيدا عن ذلك فإن الشطر الأخير من السطر يبدو عبثا أو مزاحا طفوليا مرحا أكثر مما يبدو مناسبا للموقف الذي تصفين، أليس كذلك؟
وأما الثاني فقولك: (فأنا مش عارفة المشكلة في جسمي ولا عندي حالة نفسية ولا أنا زي ما بيقولوا مجنونة وإزاي لو عاشت زاى بقيت الناس وخففت في الصيف تزداد حالتي المرضية؟؟؟.............)، من التي لو عاشت زي بقية الناس؟ هل هو خطأ في استخدام لوحة المفاتيح أم هو تعبيرٌ عن خلل فكري أعمق؟
طالبة عمرها ربع قرن بحاله، أم بنت في الثانوي أو حتى أولى جامعة؟ أنا لا أدري، حيرتني إفادتك والله، ولكن يمكنك إذا كنت تستطيعين التماسك أن تضعي بمساعدة معالج نفساني -أو طبيب نفساني إذا استدعى الأمر- أن تجتازي برنامجا علاجيا معرفيا سلوكيا بالتعرض التدريجي للفطام النفسي من البطانية مع تمارين الاسترخاء أو ما شابه، أو مع التسبيح وذكر الله إذا أحسنت، -ألا بذكر الله تطمئن القلوب-، ولا تخافي على حالتك الجسدية.
فجسدك عافاك الله ليس مريضا لكنه فقط معبرٌ جيد عن حالتك النفسية بحيثُ أنه يساعدك لا شعوريا وشعوريا في تبرير خوفك من الفطام من البطانية، لكنك عندما يفهمك طبيبك أو معالجك كيف هي العلاقة بين أفكارنا ومشاعرنا وأجسادنا، وكيفية التفاعل بين النفس والجسد، فإن جسدك إذا صممت يمكن أن يساعدك على الفطام النفسي من البطانية،
أهلا بك دائما فتابعينا بأخبارك،
ويتبع........: الكائن الانتقالي الفطام.. البلوفر أو البطانية؟