الأمارد
بسم الله الرحمن الرحيم. الأطباء الأعزاء، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. أرجو منكم أن تساعدوني في حل مشكلتي وهي باختصار مشكلة جنسية.
أنا ملتزم والحمد لله وأحسب نفسي على خير وأصلي جميع الصلوات وأيضا أصوم تطوع وأقوم الليل وأفعل كل الحسنات ولكني وبسبب أصدقاء السوء قديما تطرقنا إلى التعرف على الجنس ليس مع الإناث فقط وإنما مع الذكور أيضا والحمد لله لم تتطور هذه المواضيع إلى أي ممارسات (باستثناء ممارسات سطحية في فترة الصغر والجاهلية) إلى أن التزمت لكن الرغبة أو القابلية ترسبت في، وها أنا ذا انتهيت من مشوار الدراسة وأوشك على الزواج ولم أرجع لهذا الطريق وأود أن أخبركم أني في الفترة الأخيرة أعاني من اكتئاب شديد بسبب أعباء العمل والزواج والمسئوليات كما تفهمون لذا فإن هذه المشكلة الجنسية ستكون ثقيلة علىّ ولن أتفاعل معها كشخص عادى ليس لديه مشاكل أخرى مثلي.
ومشكلتي الآن أنني أستثار من الأمارد بصفة عامة ومع حسني المظهر بصفة خاصة بل أن غير حسني الشكل أو الثياب فلا يشدونني وليس المهم لدي هو شكل الأرداف أو حجمها المهم أن يكون شكلها هي وصاحبها وسيم ولدي مشكلة أخري مع الأمارد الذين يرتدون ملابس داخلية رقيقة تشبه ملابس النساء الداخلية (كلوت) بل ذلك هو أول ما يشدني بل أني غير قادر على نسيان المشاهد التي شاهدتها في أفلام عربي أو أجنبي (قبل أن ابتعد عن مشاهدة كل أفلام الدنيا إلا الكارتون بسبب غض البصر) كان فيها أمارد يظهرون بالكلوت والمشكلة الكبرى أن هذا يكثر في المساجد لما يكون من ركوع وسجود يؤدي إلى ظهور العلامات الرقيقة للكلوت وذلك هو ما يجعلني في قمة الإثارة مما يجعلني أعاني من شعور كبير بالذنب مع أنني والله علي ما أقول شهيد أغض بصري فوق ما استطيع وتخيلوا معي غض بصر في الشارع وغض بصر عن التلفزيون وغض بصر عن هوامش صفحات الانترنت لما تحويه من أوجه بنات وغير ذلك وغض بصر عن الأمارد في كل مكان يتواجدون فيه حتى المساجد لان بعض وجوههم تحركني وغير ذلك.... وغيره..... وغيره... فما بالكم بالضغط والكبت النفسي الذي أعانيه.
وأرجو ملاحظة أني تمكنت من غض بصري عن النساء بصفة عامة حتى أن مشكلة غض البصر عن النساء لم تعد مشكلة بل صار غض بصري عنهم شيء عادي اعتدته ولكني كلما أردت أن أطبق ذلك علي الأمارد لا أستطيع، أحكي لكم موقف بالأمس ذهبت لصلاة العصر متأخرا فوجدتهم ساجدين فلم أري إلا أمرد ساجد وكملابسه الداخلية طابعة فدخلت في الصلاة وبعدها جلست في أقصي المسجد وعاهدت نفسي ألا انظر إلى الخلف وأن أخرج آخر واحد من المسجد لأني عندما رأيت منظر الأمرد من الخلف حدثتني نفسي أن أرى وجهه حتى إذا كان جميل استمتع أكثر ولكنى نجحت في قراري ولم أره ولكن بعدها في الشارع نظرت للأمارد كي أري هل يرتدون الكلوت أم لا حيث أنني أصبحت أعرف بسهولة إن كان يرتدي أم لا.
وأعلمكم أني أقلعت أيضا عن العادة السرية من وقت طويل وأنا ملتزم والحمد لله وذلك هو الذنب الوحيد الذي افعله بالإضافة إلى الذنوب الغير مرئية التي يفعلها المرء دون أن يشعر كذكر أحد غير موجود أو خروج لفظ من فمك ..الخ .
وأرجو ملاحظة أن حدة هذه المشكلة زادت بعدما التزمت وبدأت في غض البصر والإقلاع عن العادة السرية فهل يمكن أن يكون الكبت وهذه الأشياء هي السبب وهل إذا تزوجت ستذهب إلى حال سبيلها وأعلمكم أني خاطب وأحب خطيبتي جدا وهي السبب الأكبر في التزامي وغض بصري حتى لا أعصى الله أو أخونها أرجو المعذرة على التطويل والإسهاب وأعتذر أيضا عن كل الألفاظ الخارجة والثقيلة ولكن أتمنى أن يشعر بي احد ويمكنكم اذا كانت مشكلتي غير قابلة للنشر إذا رأيتم أنها بذيئة فأرسلوا الحل لي وحدي أو احذفوا واستبدلوا ما شئتم من كلمات.
وإن أردتم أي معلومات أعلموني لأخبركم ولكن أرجو أن تأخذوا الأمر بجدية لأني لن أستطيع الانتظار والله والله والله تعبت.
وجزاكم الله كل خير .
11/11/2005
رد المستشار
أخي العزيز..... "سعيد محمد" السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
خبراتك الجنسية المبكرة أدت إلى خروج الطاقة الجنسية في هذا الاتجاه، ومع تكرار ذلك حدث ما يسمى في علم النفس بالارتباط الشرطي، بمعنى أنه كلما رأيت شيئا له علاقة بما كان يحدث من علاقات فإنه يحرك رغبتك تجاه هذا المؤثر، وهذا التحريك للرغبة يرتبط بتنشيط مركز التعزيز في المخ (Reward Center)، ويجعلك في حالة انجذاب شديد نحو هذا المثير، رغم أنك تحاول مقاومته بناءا على اعتبارات دينية وأخلاقية لها قيمة كبيرة لديك. وربما نفهم حكمة الشرع في النهى عن الاقتراب من الفواحش (وليس فقط النهى عن اقترافها)، فمجرد الاقتراب منها يمكن أن يفتح بابا لهذا الارتباط الشرطي، ذلك الباب الذي يحتاج لوقت طويل وجهد عظيم للتخلص من آثاره .
يمكنك أن تعتبر معاناتك الحالية ابتلاءا تحاول التغلب عليه، وأي جهد تبذله على هذا الطريق نسأل الله أن تثاب عليه. والطاقة الجنسية قد حفرت قناة تخرج منها في اتجاه المردان الذين يتمتعون بالوسامة، أو تظهر ملابسهم الداخلية من تحت ملابسهم الخارجية، وقد استمرت في الخروج والتصريف في هذا الاتجاه لفترة كافية حتى تأكدت من خلاله.
يضاف إلى ذلك أن عشّاق المردان لديهم ما يسمى بالحب النرجسي، فهم يحبون أمثالهم في الجنس المتميزين بالوسامة والجاذبية، وكأنهم يحبون الصورة المثلى لأنفسهم وتخرج مشاعرهم تجاهها بدلا من أن يحبوا الجنس المغاير، كما هي طبيعة الأسوياء (الحب الغيري).
يمكنك أن تتجاوز صعوبة التفسيرات النفسية السابقة (إذا كان لديك صعوبة في هضمها)، وتركز في طريقة الخروج من هذا المأزق والتغلب على هذه الرغبة الداخلية الملحة والمرفوضة على المستوى العقلي والأخلاقي والديني .
لديك فرصة ممتازة للعلاج، وهى أنك على وشك الزواج، والمطلوب الآن أن تغلق الباب تماما أمام أي مشاعر تجاه المردان (بأن تتخيل علام " قف" موضوعة أمامك كلما راودك التفكير فيهم، وعنده تتوقف عن التفكير، وهذا التدريب يحتاج لوقت حتى تنجح فيه) ولكي تتراكم الطاقة الوجدانية وتتوجه نحو خطيبتك والتي ستصبح _ إن شاء الله زوجتك قريبا، وكلما جمعتك بها لحظات جميلة وسارة، كلما نشأت ارتباطات شرطية جديدة نحوها، وهذا الأمر سيأخذ وقتا ويستدعى جهدا، فلا تبخل بالوقت أو الجهد في أمر تعتبره من المجاهدات، فأنت تصحح ميلا منحرفا في نفسك نشأ في ظروف معينة، وأمامك الآن اتجاها مناسبا تحول نحوه مشاعرك وميولك، وحين يتم الزواج ستصبح الفرصة أقوى حيث أن كل علاقة جنسية بالزوجة تمثل تحويلا للطاقة نحوها وتدعيما للارتباط الشرطي الجديد في الاتجاه الصحيح .
وهناك ما يسمى استراتيجيه التفادي، وهى أن تتفادى النظر إلى المردان حتى لا يتعلق قلبك بهم، وهذا ما كان يدعو إليه علماء السلف لمن وقعوا في مثل هذا الأمر، وفى ذات الوقت كلما تورطت في النظر إلى المردان بشهوة عليك بالتكفير عن ذلك من خلال إخراج صدقة أو صوم يوم أو عدة أيام لكي تلزم نفسك الانضباط تجاه هذا الأمر (وذلك بناءا على قاعدة: "إن الحسنات يذهبن السيئات").
أما الإستراتيجية الأخرى (ويؤيدها فريق من علماء النفس)، وهى استراتيجية تقليل الحساسية، وذلك بالتعرض للمثير بكثرة دون إشباع، بحيث ترى عددا كبيرا من المردان في الشارع أو في أماكن مختلفة لا توجد الفرصة فيها لأي علاقة من أي نوع، ومع التكرار تصبح رؤيتهم شيئا مألوفا لديك، ولا يحرك لديك مشاعر خاصة تضعف أمامها .
وسواء استخدمت استراتيجية التفادي والابتعاد أو استراتيجية تقليل الحساسية، فأنت ستتم هذا الأمر بتوجيه طاقاتك الوجدانية تجاه خطيبتك في الوقت الحالي، وحين تتزوج توجه طاقاتك الجنسية نحو زوجتك، ومع الوقت يتحول مسار المشاعر والغريزة .
وفى بعض الحالات حين يكون النظر إلى المردان قهريا لا يقدر الشخص على مقاومته مهما فعل، هنا يمكن أن نعتبر ذلك جزءا من منظومة الوسواس القهري وعلى أساسه تتناول بعض الأدوية المستخدمة في علاج الوسواس القهري يصفها لك أحد الأطباء النفسيين كوسيلة مساعدة .
والله الموفق
واقرأ أيضا:
الميول المثلية ووساوس من فقه السنة م4
وساوس في الله والجنسية المثلية
الوسواس القهري وجحيم الجنسية المثلية م.
الجنسية المثلية والوساوس الدينية : هل ثمة ارتباط
ويتبع>>>>>>: عاشق المردان م