|
| 
|
السلام عليكم
أعرف أختاً لنا في الله علاقتها بنا قوية جداً، مرت خلال الأشهر السابقة بضغوط نفسية شديدة، حيث إن زوجها مسافر إلى إحدى الدول العربية بمفرده، وتعسر نزوله لزيارتهم هذا العام، وهذا أحزنها كثيرا، خصوصاً أن زوجها يرفض سفرهم إلى أي مصيف حتى لو كانت مع أخيها،
ثم إن والدتها مقيمة معها الآن، أخواها يعملان في الخارج، ووالدتها تفضل أخويها عليها كثيراً، وهذا ظاهر بوضوح، وعندما تحدث أي مشكلة بينها وبين أحد أخويها تضغط عليها كي تتنازل لهم كل مرة وتقوم هي بالاعتذار لهم،
وقد لاحظنا عليها تغيراً كبيراً في الآونة الأخيرة حيث حدثت مشادة كبيرة بينهما لا أعلم تفاصيلها جيداً، وعلى أثرها هرع إلينا ابنها وهو يبكي فأسرعنا إليها فوجدناها وقد وقعت على الأرض ووجهها شديد الاحمرار وتتنفس بصعوبة ولا تستطيع الحديث وتخرج ما يشبه البلغم من فمها واستمر هذا لدقائق ثم بدأت تفيق تدريجياً وأعطاها الطبيب حبوباً مهدئة،
وهي الآن بحالة جيدة - بحمد الله- ولكننا نريد أن نعرف تفسيراً لما حدث
وهل من الضروري عرضها على طبيب نفسي
وجزاكم الله خيراً.
11/11/2005
رد المستشار
الأخت الصديقة "أمل"
إن من الضغوط النفسية ما يتسبب في أكثر مما حدث لصديقتك، ويبدو أن صديقتك تعانى كثيرا في حياتها فهي تجد نفسها بعيدة عن زوجها وهي لا تتمكن من ممارسة طقوس حياتها كما ينبغي لأنه متشدد حتى في بعده عنها.
فمن هذا الضغط النفسي كان لا بد لها من ملاذ ومن مهرب، وغالبا ما يكون هو أسرة الزوجة الفاتحة أحضانها لابنتها بعد أن ضاقت بها الحياة الزوجية، لكن هذه الأحضان هي أيضا موصدة في وجه قلب صديقتك، فمن هنا جاء اليأس المصحوب بالتوتر وعدم الرضا بالحال، هذا هو الذي أثر على مستوى وعي صديقتك وجعلها تسقط مغشيا عليها.
أما نحن فنسمي ما حدث لصديقتك هو نوبة انشقاق بالوعي وهو أحد الأمراض النفسية إن تكرر، ويتميز بنوع من التغيب عن الوعي الغير كامل، يحدث ذلك كنوع من الاعتراض اللاشعوري ويحمل رسالة تحتية على مستوى هذا اللاشعور تطلب الحب والرحمة والحنان من المحيطين.
الصديقة "أمل"
قولي لصديقتك تروح عن نفسها ساعة بعد ساعة فإن القلوب تمل (ما معنى الحديث الشريف)، وقولي لها تعلق نفسها بالحياة بشكل آخر غير الذي تحيا من أجله كأن تعيش لله، لأبنائها، لزوجها عندما يعود أو لأي معنى تقبله ويكون محببا إلى النفس لكي يخفف شيئا من الكبت الذي تعانيه.
أما عن أسرتها فقولي لها لا تنتظر منهم الكثير ولتكرس اهتمامها بأبنائها وزوجها محاولة ترويض أفكار الزوج بذكاء بحيث يخفف من تشدده.
أما إذا قصدت استشارة الطبيب النفسي فلا تثريب عليها اليوم وخصوصا إذا تكررت هذه النوبات، أو إذا كانت تشتكي من قلة النوم أو من قبضة الصدر والشعور بالاختناق أو زيادة دقات القلب.
مع تحياتي لصديقتك.
تعليقات الأعضاء