نموذج عربية غير مكونة: خائفة من الزواج
نموذج
أرجو عدم نشر البريد الالكتروني الخاص بي
أنا سني 24 سنة قصتي تقريبا مثل الأخت العزيزة بالضبط ولكن تمت خطبتي بالفعل وأخاف أن لا أسعده علما بأني أحبه جدا..
توفيت والدتي وأنا في الثالثة من عمري وعشت مع أبى وحدنا وتنتابني حالات من الرعب لمجرد التفكير في الزواج ودور المرأة المهين في المنزل وفي العلاقة الجنسية لماذا كل العذاب للمرأة وحدها من آلام الولادة لآلام الجنس مع أن الرجال قوامون على النساء؟
ردك على رسالة الأخت لم يقنعني فأنا أصلى وأقرأ القران ولكن لماذا أنا أفكر بهذه الطريقة أرجوك أجبني.. ساعدني.. إني أشعر بالغيظ من خطيبي وأفتعل معه الخناقات علما بأنه طيب ومتدين ويعلمني بكل حنان..
تعرضت لعده تحرشات وأنا صغيرة وتخيلاتي من ناحية خطيبي عكس الأخت فأتخيله وهو يضربني، أنا خائفة أن يكرهني بسب الخناقات الكثيرة ..
وأنا صغيرة كنت أحاول أجعل أي شاب يحبني وكنت أنجح في ذلك وبمجرد نجاحي أتركه..
أنا مليئة بالعقد والحقد على الذكور ..
وأريد أن أستفسر عن شيء قمت بإدخال شيْ من المعدن في مهبلي وعمري 5 سنوات ولا أتذكر نزول دم ولكن وجدت ألما خفيفا هل حدث لي شيء؟
ولو كان قد حدث هل أقول لخطيبي علما بأنه قال لي: أنه لا يمكن أن يتزوج بواحدة ليست عذراء وبالطبع لن يصدقني مثل أي شاب مصري علما بأنه تمت خطبتنا عن حب وأنه لم يمسسني ..
وأنا ليست لي أية تجارب جنسية وأشعر بالقرف والرعب من هذا الموضوع وأخاف أن لا اعرف أتعامل مع أطفالي وأحس أني ممكن أؤذيهم وهل يمكن أن أتزوج وأمارس الجنس دون أن يراه زوجي ..
إني لا أتصور فعل هذا ولا ممارسة الجنس الفموي وهل لو رفضت فعل هذا سيغضب هذا الله ولماذا علما بأني سأكون متضررة نفسيا ومعنويا ولا هو المهم أن الراجل يبقى مبسوط وخلاص ومش مهم الست هل هذا هو الشرع وهل سيرضى زوجي بهذا ؟؟؟
أرجوكم ردوا علي إني أتعذب .
رد المستشار
صديقتنا الغالية..
تدور رسالتك حول نقطة معينة أثارتها صديقتنا صاحبة المشكلة الأصلية..، ألا وهي ذلك النفور من الجنس الآخر بالرغم من وجود الرغبة الطبيعية في التعايش بل وتمني ذلك..
لم تذكري شيئًا عن علاقتك بوالدك؟؟ هل كان يعاملك بقسوة مثلا؟؟ أم أنه كان من نوع الأب الحنون الذي يدفعه حبه لفرض نوع من الحماية الزائدة يمكنها أن توصلك لهذه المشاعر؟
تنتابك حالات من الرعب لمجرد التفكير في الزواج ودور المرأة (المهين).. فما الذي أهانه يا صديقتي..
دعينا نتحدث عن ما أثار قلقك..
1- دورها في المنزل:
الدور الطبيعي للمرأة الذي فطرها الله عليه هو رعايتها لبيتها وأولادها برغبة منها.. الرعاية بمعنى الإشراف، والتعليم والتوجيه، لكن أحدًا ما لم يقل أن دور الزوجة في منزل زوجها هو غسل الجدران وتعقيم الأرضيات.. لو كان هذا هو الدور لما أمر الرسول صلى الله عليه وسالم بالزواج من ذات الدين.. فما كان أسهل من أن يقول اظفر بذات الصحة الجيدة أو المتدربة على الأعمال المنزلية.. بل أن هذا الموضوع لم يرد تماما. هل تعرفين لماذا؟؟
لأن ذات الدين، تقية، رحيمة، محبة، سوف (تحب بشدة) أن تقوم بكل ما يخص بيتها وزوجها وأولادها.. وإن لم تستطع أو ترغب وكان زوجها قادرًا فلا يمنع أن يكون لها خادم بل أنه في حالات يجب..
عرفت الآن ألاَّ دور إجباري للمرأة في عمل المنزل، فإن أحبت عملت، وإن لم تحب تركت.. ومن الأسباب المحببة أيضًا للمرأة معاونة زوجها لها من باب حبه وتقديره بأهمية ما تقوم به.. وهذه سنة عن النبي صلى الله عليه وسلم، فقد كان عليه السلام في عمل أهل بيته.. فإن كان لي زوج أحب، وبيت أحب وأبناء أحب، فهل أكره أن أطعمهم بيدي؟؟ أو أرتب فرشهم أو أختار ملابسهم؟؟
سوف تجدين أن هذه الصورة قريبة من نفسك جدًا تكاد أن تلمسها حواسك..
2- دورها في العلاقة الجسدية:
قبل أن نتحدث في هذه النقطة أحب أن أطمئنك فيما يتعلق بمخاوفك..
فأنت قد شعرت بألم نفسي إثر التحرش الذي تعرضت له وأنت صغيرة، لكن لا تعتمدي على رواية ذاكرتك لما حدث وأنت في الخامسة.. فالصورة تكون مشوشة كثيرًا بسبب وضعها في إطار من الهلع والقلق في فترة تقرب من العشرين عامًا فرفقًا بنفسك يا عزيزتي واطمئني تمامًا من هذه الناحية، فالألم الخفيف ليس دليلاً على أي شيء غير أنه على أغلب الأحوال كان ألم الشعور بالذنب والخوف..
لكن احذري من التلميح لخطيبك بمثل هذه الأمور علاوة على إخباره بها.. لأنها في الأصل ليست بذات أهمية ولا تأثير، ولا تظهري أمامه أي قلق من أي نوع يجعله يقول أنه لا يمكن أن يتزوج بغير عذراء.. ويجعلك تقولين:لن يصدقني، فليس هناك ما يستوجب كل هذا فيكفيك تكرارًا لهذا الهاجس لأنه يضرك..
الطبيعي أن تنحصر الخبرات الجنسية قبل الزواج في ما يقدمه الأهل من توعيه مشجعة، حتى يكون الزواج أول تجربة خالية من شعور بالظلم أو الذنب تساعد على الاستقرار النفسي..
أما ما يحدث للأسف في الغالب هو: عدم وجود توعية مشجعة من الأهل بل بالعكس، توعية محذرة، منفرة، مبغضة تعتمد على (العيب والحرام) ولا تستثني الزوج..
فتكبر الفتاة وتتزوج وتنظر لزوجها ذات النظرة التي كانت ومازالت تنظرها لجنس الرجال ككل.. "الظالم المغتصب الباحث عن لذته ولو وصل الأمر به إلى ضربها وربما قتلها"..
هذا بالإضافة إلى وجود نسبة كبيرة من تحرشات في الصغر وربما اغتصاب عند البعض.. فتكون أول خبرة جنسية للفتاة جد منفرة وتصبح بالفعل بمثابة العقدة الدفينة كما قلتِ ..
يبدو أنك كنتِ تتلقين الكثير من التحذيرات في صغرك.. فتكون لديك رد فعل قوي تجاه كل ما يختص بالرجال، عزز موقفك ما وصلت من معلومات بعد ذلك، سواء كانت وصلت بطريقة خاطئة، أو أنك كنت على استعداد أن تحملي كل ما يتعلق بالعلاقة مع الرجل على المحمل الأسوأ.. وهذا ما دفعك بعد ذلك للغيظ من خطيبك وإيذاؤه بالرغم من حبه لك وحبك الشديد له.. كما كنت أيضًا في القديم تدفعين الفتية للتقرب منك ثم تتركينهم.. تشعرين في قرارة نفسك ألا مشاعر لهم.. أو أنك تحبين إيذائها لإحساسك ببعض الاطمئنان لأنهم مصدر الخوف والقلق الكبير لك منذ الصغر..
حسنًا.. لنلق إذن بهذه الصورة بعيدًا ونعود للأخرى: فتاك الذي تحبينه كثيرًا وهو يحبك أكثر.. كل ما بينكما يمثل الرحمة في أنقى صورها.. يخاف على أقل ما يمكن أن يقترب من مضايقة شعورك وأنت أيضًا.. ثقي إذن أنه سيحافظ على ذلك دومًا.. والعلاقة الجنسية في حد ذاتها لا تكون مؤلمة أو منفرة.. وإنما ما ينفرها هو النفور من الشريك.. وما يؤلم فيها هو التعلق بالخبرات أو الحكايات السلبية التي تكون شعورًا بالهلع مبالغ فيه إلى درجة كبيرة..
فما دمتِ تتقبلين خطيبك وقد تخلصت من الأفكار السلبية المتعلقة بهذه النقطة فلن يكون هنالك ألم أو عذاب، لا نفسي ولا عضوي..
وأريد أن أخبرك أنه كما حرم الله امتناع المرأة عن زوجها، كذلك منع اقترابه منها وهو ظالم لها أو كاسر لقلبها.. أو حتى إن لم يكون هناك أي أذى من ناحيته لكنه لم يستعمل اللطف والحب كموصل لهذه العلاقة لأن هذا هو معناها الذي يجب أن يفهمه الزوجين..
وهو الشيء الذي يشعرهما بالتكامل لبعضهما دون وجود آخر، فيستحيل على الرجل أن ينظر لغير زوجته كما لا ترى المرأة في رجال العالم غير زوجها..
أما فيما يخص ألم الولادة.. فقد جعله الله سبحانه وتعالى لحكمة عظيمة، تجد الأم وقد تعلقت بوليدها، شكرت الله أن رزقها إياه بعد انتظار مؤلم، حتى يشعر الآباء أن الأبناء مسؤولية عظيمة.. هذا إنسان يا عزيزتي يخرج إلى الحياة، ما قولك لو كان الحمل يومًا واحدًا والولادة تتم دون ألم ولا احتياج لمساعدة؟؟ إذن لامتلأت الطرقات بالمواليد ولضاع معنى قيمة الولد..
شيء آخر.. توجد الآن مسكنات للألم إن لم ترغبي في الإحساس به، ومع أن الله أعطى للأم به أجرًا عظيمًا فمهما عمل الابن من البر لا يأتي هذا (بطلقة) واحدة من طلقاتها أثناء الولادة.. ولا تقلقي.. فسوف تعاملين أطفالك بكل وحب وتفاهم ولن تؤذينهم لأنك ستعملين على حمايتهم من الأذى الذي وقت فيه، لكنك ستقومين بهذه الحماية بطريقة نفسية سليمة لتؤتي ثمارًا مرجوة، لا نتائجَ عكسية..
خطيبك طيب ومتدين يحبك جدًا وتحبينه فمم الخوف؟؟
أنتِ تصلين وتقرئين القرآن، لكنك مازلت تفكرين بهذه الطريقة، تتساءلين لماذا؟؟
قال تعالى(إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والنكر)..
الصلاة تنهاك عن المنكر لتبحثي أنت عن المعروف وتشاركي بتوعية نفسك.. الصلاة تعصمك من الوقوع في الخطأ ويفتح الله عليك للبحث عن الصواب.. وهذا ما بدأتِ به، فلا تتواني .
أما فيما يتعلق بالجنس الفموي.. فهو عادة غير فطرية دخيلة على المجتمع، واستحسانها يتم كما يتم استحسان كل ما هو مستهجن بإظهاره بصورة جذابة..
ثم من قال أنه ضرورة؟؟
إنه بمثابة إثارة غير طبيعية توصل للشذوذ، لا أقصد هنا الشذوذ المثلي وإنما زيادة الإثارة حتى تصبح نفسها هدفًا، لاشك أن هناك أضرار منه على الصحة والنفسية لأن اعتياده يغني عن الطرق الطبيعية ولا يخفى ما في ذلك من ضياع معنى التواد والتراحم بين الزوجين.
غير أن فريقًا من العلماء استهجنه ولم يحرمه، فلن تكوني آثمة إن أبديت عدم رغبتك في هذا الفعل في حال إن كان هو يرغبه، وسوف يتفهم ذلك..
الأمر تفاهم وحب يا صديقتي وليس حربًا..
وأخيرًا سؤالك: هل يمكن أن أتزوج وأمارس الجنس دون أن يراه زوجي؟
الغريزة موجودة والحب موجود لكن المفهوم خاطئ. وكلمة الممارسة تستوجب (مع)..
فإن كنت تشعرين بالقلق والخجل من رؤية زوجك لجسدك فلا تقلقي.. سوف يأتي الأمر تدريجيًا ولن شعري بالهول الذي تتخيلين..
أما إن كنت تقصدين أي أفعال جنسية تقومين بها مع نفسك فانتبهي، فالعادة السرية علاوة على خطئها تورث ظلمة وشعورًا بالذنب وقلقًا أكبر على العذرية.. الأشياء التي تهربين منها جميعًا.. ولعلك قرأتِ في صفحتنا وتقرئين نصائح الأطباء في هذه النقطة..
وأذكرك في الختام بقول الله تعالى:
(والذين هم لفروجهم حافظون* إلا على أزواجهم أو ما ملكت أيمانهم فإنهم غير ملومين* فمن ابتغى وراء ذلك فأولئك هم العادون) سورة المؤمنون آية 5-7
وفقك الله وحفظك وبشرينا بأخبارك.