Egocentricity & Diffidence
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
أرجو أن تعذرني على استطالتي في الحديث, فأنا بحاجةٍ للمساعدة, وقبل أن أبدأ بسرد الأحداث التي أثرت في نفسي ضمن تسلسلها الزمني أود ذكر مجمل المشاكل التي أريد التغلب عليها:
رهاب اجتماعي تجاه الجنسين عامةً والجنس الآخر خاصةً.
أدى ذلك إلى شعور بالرفض من قبل الجنس الآخر انتهى إلى مشاعر عدوانية تدرجت إلى أن وصلت لأن أتصور نفسي أهشم أمثِّل في وجه وجسد كل امرأةٍ تعجبني وأشعر بأني لا أستطيع التحدث معها (إلا واحدةً أذكرها في سياق الحديث), وإلى أن أشعر بالغيرة من كل شابٍ سوي العلاقة مع الجنسين.
العجز عن التحدث مع فتاة التقيتها قبل ثلاث سنوات, كلفتُ بها أشد الكلف, إذ بادرت بالحديث معي مرةً واحدة, ومنذ ذلك اللقاء وإلى الآن لم تغب عن فكري يوماً واحداً, فبت أشعر بأني ذلك المعتوه الذي يراقبها في كل محاضرةٍ تحضرها محاولاً ألا يشعرها بمراقبته المريضة, إنَّ إصراري على مصارحتها وحرصي على القيام بأمي من وضعها البائس و الحفاظ على أختاي وحرصي على أن أعيش شاباً سعيداً الآن ورجلاً قوياً في المستقبل هو الذي دفعني إلى المصارحة مع نفسي و العزم على إصلاحها.
أفكار تسلطية اجترارية حول النظافة الشخصية, الدراسة, النظام السياسي, العقيدة الدينية وبعض الأمور الأخرى.
الشعور بالكمد والقنوط بشكلٍ يومي.
الاهتمام المفرط بالمظهر الخارجي أملاً بأن ألقى استلطافاً من الناس.
أبدأ معك بالسرد الزمني للأحداث:
1- مرحلة الطفولة الأولى من سن السادسة حتى الثانية عشرة: أود ذكر لمحة عن العلاقة التي كانت قائمةً بين أمي و أبي حيث كانا من بيئتين شديدتي التناقض, فثقافياً كان حاصلاً على شهادة الماجستير في الطب البشري أما هي فلم تصل إلى التعليم الثانوي, اجتماعياً كان ريفياً ابن فلاحين وهي مدنية تختلف كثيراً عنه في العادات والتقاليد, أما عاطفياً فكلٌّ منهما خدع نفسه وخدع الآخر فكانت أمي شابةً مطلقة من رجلٍ أجبرها أهلها على الزواج منه وهي في الثانية عشرة من عمرها فأنجبت ولداً متخلفاً عقلياً ظل مع أبيه بعد أن طلقها حينها كان أبي الشاب الأعزَب فأحس بالبطولة بزواجه منها وإنقاذها من هذا الوضع لكن سرعان ما تجلت ملامح العلاقة الزوجية الفاشلة إذ لم تكن مبنيةً على حبٍّ صادق ولا على إيمان بالله يعزز شعور كلٍّ منهما بمسؤوليته تجاه الآخر, إضافةً إلى صعوبة التعامل مع أبي الحاقد على عائلة أمي حقداً طبقياً إلى جانب كونه ابن وحشٍ بصورة إنسان أعني جدي العصبي الذي قمع جدتي وهمَّش دورها في التربية فتشرَّب أبي أفكار جدي على أنها الحق إذ لا وجود لصوتٍ آخر يناهض صوت جدي اللعين, الأمر الذي أدى إلى التناقض بين المفاهيم والقيم الأسرية التي كونها أبي من خلال علاقة العبودية بين جدي وجدتي المسكينة وبين واقع العلاقة بينه وبين أمي التي رفضت أن تكون عبدةً أخرى مما أدى إلى نشوء النزاعات داخل منزلنا ثم توجيه الإهانات لأمي والطعن بشرفها وحرمانها من المصروف وإمنانها به عندما يعطي ومن ثم أصبحت زيارات الأقارب شبه معدومة فأقارب أمي غير مرحبٍ بهم من قبل أبي وأقاربه, أي عمومي, ليسوا على علاقةٍ جيدةٍ به, مما أدى إلى تشوه العلاقات الأسرية وصلة القرابة داخل المنزل, أما علاقتي مع العالم الخارجي الذي يتمثل بالحي وأولاد الحارة آنذاك فكانت سيئةً إذ كان خروجي من المنزل قليلاً إلى أن أصبح شبه معدوم حيث كانت تصرفاتي غريبةً عن باقي الأطفال نتيجة الكبت داخل المنزل مما أدى إلى رفضهم لصحبتي ممثلاً ذلك بالاستهزاء من ردودي عليهم ثم بتحول الاستهزاء إلى الضرب ومما زاد الأمور سلبيةً الرد الذي كنت ألقاه من أبي حينما يراني من الشرفة أتعرض لمهاوشات الأطفال أو حينما أشكو له منهم إذ كان الرد لوماً بأنني لا أحسن التعامل معهم وبأني جبان أسمع كلام أمي وكان يستغل عراكي البريء الساذج مع أختي الصغيرة فكان يقول: أهذا الذي قدرت عليه؛ تترك الأولاد في الحارة يهينوك وتسترجل هنا على أختك الصغيرة, واستمر الوضع كذلك.
2 - مرحلة المراهقة من سن الثانية عشرة إلى التاسعة عشر: استمرت الأوضاع على حالها على أنها ازدادت سوءً ففي المنزل احتدم الصراع بين أمي وأبي, وباعتبار قيام العلاقة بينهما على أساس ظالمٍ ومظلوم فما كان منه إلا أن ازداد ظلماً وحمقاً, الأمر الذي أدى إلى جعلها امرأةً انهزاميةً لا تستطيع على التوجيه والنصح لنا, كيف ذا؟!, وهو المتربص بكل كلمةٍ تقول, أما في الخارج فانتقلت إلى المدرسة الإعدادية وظلت الأوضاع معيدةً لنفسها, فانتقالي إلى مدرسة جديدة لم يحسن علاقتي مع الأولاد بل زادها, فعاد الاستهزاء والضرب حيث كانوا يرونني غريب الأطوار وكانوا يطاردوني خارج المدرسة إلى أن أصل إلى المنزل, لكن لمن أشكي لأبي المعتوه أم لأمي المسكينة.
بدأتُ في هذا السن _بحكم المراهقة_ أكون المفاهيم والانطباعات الأولى عن الجنس الآخر, فكانت مفاهيماً خاطئة وتصوراتٍ خيالية, فلا أحد يزورنا في المنزل إلا القليل القليل (فأبي حريصٌ أشد الحرص على إشعار قومه بمدى نجاح علاقته الزوجية وخير سبيلٍ لذلك أن يراهم خارج المنزل ونادراً جداً داخله, أما أمي فلا تستطيع أن تأتي بأهلها إلى المنزل إلا عندما يسافر إلى أهله في القرية) ولم يكن هناك سبيل للاختلاط خارج المنزل فالمدرسة مثلية الجنس على أني كنت أقول لنفسي: "إن كانت علاقتك مع أبناء جنسك على هذا الحال, فما بالك بالعلاقة مع الجنس الآخر", مع مرور الوقت في هذه المرحلة بدأت أشجع نفسي على الحديث فرحت أحاول معاكسة البنات أمام مدارسهن ,إذ لم أجد طريقاً للاختلاط إلا هذا, فكانت المحاولة الأولى فاشلةً حيث كان الرد قاسياً, كان رفضاً واستهزاءً, تزامن هذا مع تزايد الجبروت والحمق في معاملة أبي لي ولأمي ولأختيّ الصغيرتين, فكان من جملة ما فعله أن ازداد إهانةً لي فأذكر مرةً كنت فيها أصفف شعري أمام المرآة فقال لي: "أسرع ستفوتك المدرسة, دعك من المرآة فمن تلك التي ستنظر إليك؟!", كان وقع هذه الكلمات شديداً علاوةً على الرفض الذي لقيته في الخارج, أصبحت أشعر بأني ناقص فهذا الرفض ومثل هذه الكلمات جعلتني أعتقد أن الخطأ في شكلي فكنت سميناً حينها وأجد وجهي قبيحاً (أما الآن فلم أعد أشعر بذلك إذ أصبح جسمي رشيقاً وأجد نفسي جميلاً بل مغروراً بنفسي, وعلى الرغم من ذلك لم أزل أشعر بالنقص فتراني أفرط بالاهتمام بمظهري الخارجي من ناحية اللباس واللياقة البدنية وحينما لا أكون أنيقاً على آخر طرز تجدني عاجزاً عن التحدث مع الطلاب بثقة, فكأنني أستمد ثقتي بنفسي من مظهري!!), في المنزل زاد الصراع إلى أن حصلت أمي على حريتها بطلاقها منه كنت حينها في الخامسة عشر من عمري وفي اضطراب شامل، زاد ظلمه لي ولأختيّ ولم يعد هناك من يزورنا, ومع مرور الأيام زاد الوضع سوءً ولم أعد قادراً عل الاستحمال فخرجت من المنزل في سنة شهادة الثانوية التجارية, سحت في الأزقة والشوارع عائداً إلى المنزل بعد يومين فقط ولكن عازماً على التغيير في نفسي والبحث عن ذاتي وإنقاذ أمي وأختاي, هذه الروح الطموحة بعثتني على التفاؤل.
3 - المرحلة الحالية من التاسعة عشر إلى الآن: قررت إعادة فحص الشهادة الثانوية كنت طامحاً لتحصيل معدلٍ عالٍ يؤهلني للدخول إلى الكلية (كلية الاقتصاد حيث في الثانوية التجارية لا يسمح لنا بدخول كلية إلا كلية الاقتصاد) بذلت جهداً كبيراً بالنسبة لمستواي الدراسي السيئ حينها فرُحت أجلس على الكتب ساعاتٍ طوال فأنا الذي كنت لا أجلس على كتابٍ أكثر من ربع ساعة والذي كنت أنجح بالرشوة, ما أريد ذكره من هذه الفقرة, أن الضغط الدراسي والخوف من النتيجة خلق عندي أفكاراً قسرية تجاه النظافة لست أدري لماذا, فصرت أغسل يدي كلما خرجت من المرحاض عدة مرات فإن جلست لأتابع دراستي نابني شعور بأن يداي لم تنظفا فأعود مرةً أخر لأغسلها, ناهيك عن وسواس المذي والودي والمني والطهارة, تقرح الفتحة في المرحاض نتيجة الغسل الشديد المفرط, فضلاً عن نظافة أطباق الطعام... وفي نفس الوقت خوفي عل ضياع الوقت, بعد انتهاء الامتحان ذهب هذا الخوف وحققت الذي أردت فكنت من الأوائل وأصبح بإمكاني الالتحاق بالكلية, حينها أحسست بالنشوة والقدرة على تحقيق الأهداف, صحيح أن رهاب النظافة قد ولى لكنه عاد في السنة الأول من الجامعة في امتحانات الفصل الثاني ولكن تجاه الأمن والمخابرات أعلم أنها أفكار سخيفة وليس هناك خطر حقيقي لكنها أفكار قوية أثرت في نفسيتي ودراستي ومقاومتها المستميتة أضعفت من صحتي وهذا هو حالي في كل فترة امتحان, وحرصي على المحافظة على معدلي العالي في الكلية زاد من وطئتها.
أعود بك إلى الفوبيا الاجتماعية التي أعاني منها تجاه الجنسين, صحيح أنه لم يعد هناك من يضربني أو يستهزئ بي وأن نجاحي في الدراسة عزز ثقتي بنفسي لكن الخوف من مواجهة المجتمع لم يزل على نفس الوتيرة فحاولت أن أهرب من هذا الخوف والعجز لا أن أتغلب عليه فابتدعت بعض الأقنعة أختبئ وراءها كالعلم فأنا ذاك الشاب طالب العلم ومن السخف والتناقض أن يفكر في صحبة الشباب الذي جل همه أن يحصل علامة الترفيع في المواد وأنا ذاك الشاب المسلم الملتزم فكيف بي أخالط الجنس الآخر, فهذا يعرضني للفتنة, وأنا ذاك الشاب الأنيق الوسيم ذو المقام الذي لا يتناسب مع هذه التصرفات,كانت هذه الأفكار السخيفة مسكناً للشعور بالعجز لكنه للأسف مسكن آني فسرعان ما أدت إلى تعظيم الشعور بهذا العجز, كل هذه الاضطرابات تزامنت مع التقائي بطالبةٍ حيث كنا في السنة الأولى في الفصل الأول, تحدثت معي نصف ساعة تقريباً ثم بدأت المحاضرة وحين انتهائها لم أستطع التحدث معها بل لم أستطع النظر بعينيها, وهذه السخافة تتكرر حينما ألمح أية فتاةٍ أعرفها ولو كانت من أقربائي فهذا هو الحال مع بنات عمومي في الكلية مثلاً, مرت السنة الأولى وأتت الثانية ثم الثالثة والشعور بالرفض يزداد والانطوائية تزداد وتلك الفتاة لم تغب عن تفكيري يوماً واحداً إلى الآن ولم تنجو من مراقبتي لها في كل محاضرة تحضرها محاولاً ألا أشعرها بمراقبتي, محاولاً التحدث معها لكن عبثاً, هذا الصراع دفعني للمصارحة مع نفسي فأيقنت بأني لست ذلك الشاب الملتزم أو طالب العلم أو الرزين بل ذلك المعتوه مركزي الأنا, وأظن هذا هو سبب رغبتي بوضع رأس كل فتاةٍ أراها تحت قدمي لأمزقه بمجرد رؤيتي لها (لا أقصد تلك الفتاة بل البقية), قد يكون الباعث على هذه الرغبة الشعور بالرفض وضعف توكيد الذات ومركب الغيرة الذي ما زال يتعاظم, ولست أدري إن كان شعوري تجاهها حباً أم وساساً قهرياً جديداً يضاف إلى سجلي يفرض علي ملاحقتها سواء أكانت هذه الملاحقة في خيالي أم في المحاضرات, ما أود القيام به الآن هو مصارحتها ثم الزواج منها, صحيح أنها مسيحية وأنها في الآونة الأخيرة شاحبة الوجه نادراً ما تبتسم ونادراً ما تختلط مع أحد, لكن نصرانيتها لا تمنعني من الزواج بها شرعاً وانطوائيتها وشحوبها زاد من إصراري على النهوض بنفسي لأكون قادراً على النهوض بها, علاقتي مع أبي مازالت مضطربةً ومازلت خارج المنزل أعيش مع أمي لكني وقبل يومين استسمحته ونلت رضاه.
أكرر اعتذاري عن هذه الاستطالة وأرجو الرد على هذه الاستشارة شاكراً.
25/11/2005
رد المستشار
صديقي :إن تحليلك للأمور لا بأس به أبدا وأعتقد أنك بمكاتبتك لنا في هذا الموقع تشير ضمنيا إلى أنك تحتاج إلى المساعدة.
الغريب في الموضوع أنك تنتقد والدك انتقادا شديدا ولا تؤمن بوجهة نظره ... ومع ذلك آمنت برأيه كثيرا عندما قال لك ما يسيئك عن نفسك من ناحية الشكل أو الشخصية... من هو لكي يحكم عليك ومن هو لكي تصدق حكمه عليك في حين أنك ترى في طريقة تفكيره وفي أسلوبه في الحياة الكثير من الأخطاء وترى في معاملاته مع والدتك الكثير من الظلم والقهر والمعاملة المريضة...
فلماذا تصر على تقييم نفسك من خلال ما يقوله هذا الرجل الذي وصفته أنت بالمرض؟؟؟؟ وكيف بالله عليك استسمحته ونلت رضاه؟؟ كيف أرضيته؟ وهل هو يعرف معنى الرضا؟ ولماذا استسمحته وأنت تصفه كما وصفته؟؟ إنك أنت الذي تستحق الاستسماح وإنك أنت الذي يجب أن يطلب هو رضاه وصفحه، أنت ووالدتك وإخوتك.
من ناحية علاقتك بالجنس الآخر فليس هناك ما يدعو للخوف وبالتالي الغضب... فالمرأة، مثل أمك ليست وحشا أو عدوا وإنما النصف الآخر من النفس الواحدة التي خلق منها الرجل وقد تكون تحت وطأة ظلم شديد من الرجل... وأعتقد أنك تظلم نفسك وتظلم المرأة عندما تخاف منها أو تغضب منها... ومن ناحية ما تسميه بالحب، فدعنا نقول أنه إعجاب أو انجذاب ... ليس من المعقول أن تحب من لا تعرف وليس من المعقول أن تحاول النهوض بأنثى لمجرد أنك تعتقد أن بإعجابك بها هو معرفة حقيقية لها ولما يدور في ذهنها وحياتها... إنك تفترض أشياء كثيرة بدون إثبات منطقي أو حقيقي أو مادي وبدون حتى محادثتها... ضع نفسك في الموقف الآخر: تخيل أن امرأة جميلة لم تلاحظها أنت من قبل أو لا تعرفها جاءت إليك وقالت لك أنها تحبك وأنها قررت أنك الوحيد الذي يصلح أن يكون زوجا لها في هذه الدنيا وأنها مؤمنة بأنك أنت الوحيد القادر على إنقاذها وتحقيق الدفء والأمان لها ... هل ستقبل؟ ماذا سيكون رأيك فيها وفي الموقف؟؟
لقد أثبت تفوقك وذكاءك ولا شك أنك تعي أن الوساوس هي وسيلتك للتخلص أو الهروب من التوتر... يجب أيضا أن تعي أنك تخلق و تزيد توترك بنفسك عن طريق التفكير بطريقة معينة والانسياق لهذه الأفكار بدون شك فيها أو مناقشة.
من ناحية الأقنعة التي تستخدمها أو استخدمتها، فمن الواضح أنك تعي بأنها تزيد من إحساسك بالدونية والغضب الذي توجهه تجاه الآخرين وتجاه المرأة خصوصا...وكأنك تماثل أباك في حمقه وصلفه في معاملة المرأة وتود لو تشوهها لإحساسك بالضعف تجاهها مثلما يحسه هو وكل من يتصرف مثل تصرفاته تجاه المرأة.
أفكار النظافة الشخصية أو الوسوسة فيها ترمز إلى العنف والجنس وأنك رمزيا تريد تنظيف ما بداخلك وتعتقد أنه غير نظيف... ما هو متسخ حقيقة هو فكرتك عن نفسك وعن آخرين.
الغيرة والرهاب الاجتماعي في حالتك أصلهما إحساسك بأنك قليل أو عديم الأهمية وتريد الآخرين أن يعطوك هذه الأهمية وتغضب لعدم حدوث هذا وتخجل منه في نفس الوقت فتنعزل عن الآخرين.. وهذا بدوره يزيد من بعدهم و إحساسك بالخجل والخوف من الاقتراب منهم.. تذكر يا صديقي، مهما كان الآخر فهو أو هي مجرد إنسان له مشاعر ومشاكل مثلك وربما أكثر منك وربما يشعر بالخجل والخوف أيضا ولكن يتعامل معه بطريقة مختلفة.... أهميتك الشخصية يجب أن تجدها وتؤمن بها أولا قبل أن يعيها أو يحس بها الأجرين... وعندما تبنى أهميتك الشخصية وقوتك الشخصية مع نفسك أولا، لن تحتاج إلى فرضها على الآخرين أو استجدائها منهم وإنما سوف تظهر طبيعيا وتلقائيا من خلال أفعالك وتصرفاتك مع نفسك ومع الآخرين.
أرجو أن تبحث عن معالج نفسي في منطقتك لكي تناقش معه هذه الأفكار وترسم خطة لتصحيحها والتوازن فيها...ما تحتاج إليه هو تصحيح مفاهيم كثيرة عن نفسك وعن الحياة وعن المرأة والحب والزواج ... ثم تحتاج إلى تعديل وتدريب في سلوكيات مختلفة ويجب متابعة هذا مع المعالج أو المعالجة النفسية ...
من المحتمل أنك قد تحتاج إلى بعض الأدوية من أجل التعامل مع التوتر والوسواس القهري ولكن ما هو مشجع فيما قلت أن الأعراض تقل مع انتهاء الامتحانات وأن الأعراض لا تمنعك من التفوق... وعليه فلا بد وأن تعي بأنك قادر على التحكم في حالتك وأعراضك بقدر ما وإنما لا تفهم كيف تفعل ذلك... الحل يا صديقي يكمن في أن تختار أفكار ومعتقدات محددة وصحية عن نفسك وعن الحياة وعن الحب وعن المرأة، ثم تبدأ في أن تجعل أفعالك في توافق مع هذه الأفكار والمعتقدات حتى يصبح لديك أسلوب حياة جديد.
وفقك الله وإيانا لما فيه الخير والصواب
واقرأ أيضًا:
رهاب الجنس الآخر
الخجل المتعمم أم خجل الإناث؟!
رهاب الإناث وعقدة الجنس، المطرقة والسندان
رهاب الجنس الآخر : يخاف من الإناث
رهاب الإناث : الداء والدواء