الطفولة....
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته؛
اسمحوا لي أولا أن أبدي إعجابي الشديد بالموقع المميز، وبالسادة المستشارين على جهودهم الحثيثة للرقي بالشباب من انفعالاتهم ومشكلاتهم إلى الواقع والحقيقة والتقدم.
لقد سبق لي وأن شاركت في التعليق على مشكلتين شدتا انتباهي إلى مدى بعيد، ولكنها المرة الأولى التي أكتب بها مشكلتي الشخصية، وإن كنت أكتبها لأحظى برأيكم الكريم أولا وعساها تكون مرشدا لغيري ثانيا.
أنا فتاة في الخامسة والعشرين من عمري أنهيت دراستي الجامعية وأنا أعمل حاليا. مشكلتي بدأت من زمن بعيد جدا عندما كنت طفلة صغيرة حيث عانيت من تحرش أخي الأكبر بي ما زرع الرعب في داخلي. ثم تحرش بي صديقه عندما كنت في السادسة من العمر تقريبا.
وإن كانت تحرشات أخي لا ضرر جسيم بها ولكن تحرشات صديقه كانت قاسية وأذكر أنه كان يدخل إصبعه في منطقتي فيسبب لي ألما ورغبة من الهرش. وفي سن السابعة سافر أخي وإن بقي صديقه وكنت أتحاشاه قدر الإمكان.
كبرت وفي داخلي ألم كبير وعزلة أكبر. وفجأة ولسبب لا أعرفه تحولت إلى مطمع جنسي للجيران للأقرباء وللجميع دون أن أعرف السبب مع أني كنت أتحاشى الجميع وأخاف منهم وسرعان ما تخلصت منهم بالتهديد حينا وبالهروب حينا آخر. وبقيت مشكلتي مع شخص آخر وهو جار لنا كان دائما يلاحقني ويحاول اغتصابي وذات مرة كاد ينجح لولا رحمة الله وسرعة بديهتي التي مكنتني من الهروب.
وما أن بلغت الخامسة عشرة أو أقل حتى استطعت أن أتخلص من جميع من حاولوا التحرش بي وصرت أكثر قدرة على صد كل من يحاول أو حتى يفكر في الاقتراب مني. وإن كنت قد تعرفت إلى العادة السرية التي ما أزال أعاني للتخلص منها وإن كنت أنجح حينا وأفشل أحيانا أخرى.
سنوات مراهقتي حملت معها الكثير من الألم والخوف. كنت أخاف أن أكون قد فقدت عذريتي بسبب الوحش الغبي، والخوف من كل من حولي. وقد كنت خلال مراهقتي محط إعجاب الكثير من الشباب الذين كنت أتمتع بتعلقهم بي ثم تركتهم بكل سهولة ويسر. ورفضت كل من تقدم لخطبتي خوفا من الفضيحة والعار خاصة أنه في حكم المستحيل أن أذهب إلى طبيبة لأتأكد من الأمر لظروف عائلية.
في سنوات دراستي الجامعية تعرفت على شاب لاحظت أنه يحبني جدا وكانت المرة الأولى التي أشعر بها بكل هذا الاهتمام، وعندما صارحني بمشاعره قررت صده كعادتي، ولكن شيئا ما لم يجعلني أقدر بل وجدت نفسي أوافق أن أنتظره وإن كنت قد بالغت في وضع القيود: ممنوع الانفراد، ممنوع الخروج سويا، ممنوع أي كلمة خارج حدود الصداقة...... حتى حولت علاقتي به إلى مجموعة ممنوعات وسحقت بالتالي أي إمكانية للتقرب بيننا. ثم بعد سنتين تشاجرنا وافترقنا بعد إن كنت قد عرفت سبب قبولي به وهو أني ظننت أن الحب ممكن أن يغفر أشياء أخرى ولكن أكيد كنت مخطئة.
وكثيرا ما عاود الوحوش السابقون في حياتي محاولة استغلالي مستعملين كل الوسائل: التهديد، القوة، الحب، والكلام المعسول. ولكني كنت قد تعلمت درسي جيدا منذ طفولتي أن الحدود في حياتي والممنوع أكثر بكثير من المسموح.
تأثيرات كل ما حدث معي منذ طفولتي على شخصيتي كبير جدا: ثقتي بنفسي معدومة، دائمة الانهيار، أخسر دوما وبسرعة أغلى الناس على قلبي، لا أثق بأحد....
عندما أقرأ المشاكل الواردة في موقعكم أتعجب جدا... أتعجب من هؤلاء الشبان الذي استساغوا وضع أنفسهم في فوهة الرغبة ويرمون أنفسهم في نيرانها ثم يذرفون الدم بدل الدموع ثم يلهثون وراء الحلول المستحيلة.
أتعجب من شاب أو شابة لا يعرفون عن الجنس إلا الرغبة الطبيعية الموجودة في داخل كل شخص فينا ورغم ذلك تراهم يندفعون إلى شيء مجهول ودرب مسدود. وأسأل نفسي إذا تزوج الشاب وأصيبت زوجته بالمرض فهل سيصبر على ما صار يعلمه وقد اعتاد الجنس وهو الذي لم يصبر على ما لا يعلمه وساقته الرغبة إلى الزنا.
وإذا تزوج وأصابه مرض هل سيثق بزوجته وقدرتها على صيانة نفسها.. هل سيثق أنها ستحرص على شرفه؟؟!!! لا أظن أبدا. ومن سمح لنفسه بالزنا هل سيعرف الحياة العادية؟؟؟ أظن أن حياة من يستبق السعادة الواهمة نيران الشك والقلق طوال عمرهم.
عذرا على الإطالة ولكني أتمنى أن أحظى برأيكم الكريم حول ما حصل معي في طفولتي وما إمكانية أن تكون قد تعرضت عذريتي للخطر، فما زلت أخاف الارتباط وأخاف أصلا من العلاقة بحد ذاتها.....
ونصيحتي الوحيدة للأهل هو أن يلغوا كلمة الثقة من منازلهم وألا يثقوا بأخ أو خال أو عم أو صديق أو قريب...
والسلام
9/12/2005
رد المستشار
الأخت السائلة؛
إذا كنت تتابعين عملنا على موقع مجانين، وعلى صفحات شبكة إسلام أو لاين منذ وقت معقول فأغلب الظن أنك وجدت مسبقا إجابات كثيرة تتضمن ردودا على أسئلتك التي تدور في عقل كل من مر بما مررت به.
وكأنك تنقلين من كتاب التحرش حين تصفين ما حدث معك وآثاره على نفسك، وأحسب أن حكيه لنا مما يساعدك على التعافي وتجاوز هذه الأزمة، وتبقى المشكلة العامة أي ظاهرة التحرش المتنامية دون جهود متكافئة لوقفها أو الحد من انتشارها على مستوى عالمنا العربي؟!!
يفيدك أن تعالجي مخاوفك من الزواج، وأن تقرئي أكثر عن التحرش وآثاره على مواقعنا أو في غيرها، وقد تختارين التطوع في نشاط يدعم اللائي تعرضن لهذه المحنة في بلدك الذي تشيع فيه ثقافة التطوع والعمل المدني أكثر من غيره.
العذرية ترتبط بالإدخال وبعمرك وقتها، وخوفك مفهوم، وحاجتك للعلاج أكيدة، ولكن كيف؟!!
*ويضيف الدكتور وائل أبو هندي الأخت السائلة أهلا وسهلا بك على مجانين وشكرا على ثقتك، ليس لدي ما أضيف غير إحالتك إلى عددٍ من الروابط المهمة لك عن مشكلة التحرش، فانقري ما يلي من عناوين:
نتاج التحرشات القديمة : أيُّ وسواس ؟
نتاج التحرشات القديمة: متابعة وتساؤلات عن الغشاء
نتاج التحرشات القديمة..متابعة
آثار تحرش: رسالة إلى الآباء والأمهات
تحرشت بها وأحببتها هل أتزوجها؟
تحرشات جنسيه. كيف؟ مشاركة2
هذه المشكلات وغيرها كثير على استشارات مجانين وما يزال الخطر مستمرا مع الأسف، سعدنا بك فتابعينا.