أفلام عن المعاشرة، ورحلات مع الزملاء
أخي العزيز الدكتور أحمد عبد الله، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته؛
أرى أخي العزيز أنك في ردك على هذه الرسالة أنك تستسلم بالأمر الواقع حيث أني لاحظت أنه لا يوجد عندك مشاكل في أن ترى الفتاة بنت الثانية عشر فيلم عن المعاشرة الجنسية فهل هذا يا أستاذي لا يثير هذه الفتاة وذلك مع العلم أنها تعيش في دولة أوربية حيث أن الجنس عندهم سهل المنال وأنت لم تسأل هل عند مشاهدة مثل هذه الأفلام هل سوف يكون الفصل مختلطا أم لا.
أخي الحبيب الرجاء في الأمور التي تتعلق بفتوى أن لا يكون لك فيها فتوى مباشرة إلا بعد أن ترجع إلى العلماء وإذا كانت الأم تقول أنها قد شرحت لابنتها كل شيء فلماذا هذه الأفلام?
أعلم أنك سوف تقول أنهم في بلد غربي وأنهم يواجهون حربا ضروسا ولكن يجب أن نتمسك بديننا حتى النهاية فكان من الأولى أن ترشد الأم إلى أن تقول لابنتها عند مثل هذا العرض أن تستأذن أو تغيب في هذا اليوم وأن تعرف الفتاة أن هذا الأمر لا يبيحه ديننا، حتى لو أدى ذلك إلى فقدان هذه الفتاة بعض الدرجات.
كذلك أستاذي الفاضل أن تبيح للبنت أن تسافر في رحلة إلى دولة أخرى بدون محرم وهذا شرعا لا يجوز كما تعلم أستاذي في أمر الحج فكيف يكون هذا أستاذي رحلة مختلطة بين شباب وشابات في سن المراهقة وكمان في بلد لا يعرف أي دين ولا تقاليد فالرجاء ألا تعطي فتاوى بدون الرجوع إلى مشايخنا الأجلاء وأنا أقترح أن يكون معكم في فريق العمل أحد المشايخ وذلك حتى لا تمر الاستشارات بدون الرجوع لرأي الشرع وجزاكم الله خيرا ووفقكم وسدد على الحق خطاكم .
4/12/2005
رد المستشار
الأخ الكريم؛
شكرا على مشاركتك واهتمامك الذي يعيدنا مرة أخرى إلى ملف تتصاعد أهميته أكثر وأكثر دون أن يلاقي الرعاية التي يستحقها، وهو ملف وجودنا في الغرب، ومن بياناتك يظهر أنك مقيم في العالم العربي، وربما لم تغادره ومبدئيا فإن حكمك على الشيء فرع من تصوره، وتكوين تصور محدد إنما يستند إلى المعلومات، وإلى الخبرة أو الخبرات والتجارب السابقة، وهذه الإحاطة -الغائبة لدى أغلبنا– هي شرط للفتوى أو الاجتهاد، ولا أحسب أن الأم التي أرسلت لدينا مشكلتها قد أغفلت سؤال الفتوى، وربما لم يسعفها المفتون أو أرادت أن تسمع وجهة نظر من زاوية أخرى، وهي مترددة، ولا ألومها، والأمر برمته أكثر تركيبا وتعقيدا مما تتصور، ويحتاج إلى نقاش أعمق من هذا الذي نقوم به الآن!!
فالمسلمون يعيشون في الغرب وسط ثقافة نافذة ومتحدية وطاغية، ومطروح عليهم أن يذوبوا فيها حتى يحصلوا على القبول!! وأغلبهم ينعزل فارا بدينه، أو هكذا يحاول، وآخرون يحاولون الذوبان أفلحوا أو فشلوا، والأجيال الأصغر تعاني أكثر، وأنت تجلس في شرفة منزلك أو مكتبك تحتسي الشاي مثلي ثم تقول لا اختلاط ولا تعليم جنس، وبدلا من محاولة التفكير والنقاش تقول دعونا نطلب الفتوى!!
وإذا كنت أنت لم تغادر بلدك، ولم تواجهك على الأرض تحديات وتساؤلات تفصيلية يومية عن سير الحياة هناك في بلدان الشمال الباردة، فلا جدوى أو فائدة كبيرة من مناقشة تفاصيل أخرى معك، ولكنني بعد تكرار شكري لاهتمامك وإيجابية مشاركتك.
وبمناسبة هذا الاهتمام أقول أنني أدعو وأناقش اختيارا ثالثا غير الذوبان أو العزلة، وأرى أنهما اختياران بائسان يقتربان من المستحيل، وأطرح خيار التفاعل الناقد المستمر، ولكن المصيبة التي تعترض هذا الكلام الذي يبدو جميلا، والاختيار الذي يبدو براقا نبيلا أننا لم نتدرب على التفكير العميق النقدي، ولا نفعل سوى ترديد المقولات الجاهزة بغض النظر عن تفاصيل الزمان والمكان والأشخاص والظروف!!
ولذلك فإنني لابد أن أجد نفسي مضطرا مع طرح خيار التفاعل إلى دعم ومناقشة مبدأ التفكير النقدي، والموقف النقدي نفسه، وربما أتوه أحيانا أو أستغرق في هذه الجزئية أو تلك، ولكن مقصودي ينبغي أن يكون واضحا أمامك وأمام الجميع:
نحن نحتاج إلى تناول أعمق لقضايانا، ولن يكون هذا ومعلوماتنا عما نريد نقاشه شحيحة، أو أدواتنا في تحليله ضعيفة، أو مسئولياتنا أمام السؤال مهزوزة، ولكن إذا كان هذا العمق هو اقترابنا وأسلوبنا ومدخلنا فمرحبا عندئذ بكل صاحب رأي أو اقتراح فتوى، وكل يؤخذ من كلامه ويرد، ولا ولم ندعي أننا في صفحتنا هذه نحتقر الصواب، بل نحن نتحرى الحكمة ونبحث عنها من أي وعاء خرجت.
وبالمناسبة فإن المواد المثيرة جنسيا في بلاد الغرب هي أوسع وأكثر انتشارا ونفاذا ووصولا من فيلم تعليمي يتحرى الروح العلمية غالبا، أي أنه أقل عريا وإثارة بالضرورة، وبالتالي فإن الفتاة معرضة لقصف مستمر من مواد الإثارة، والسؤال هل تكون إثارة مع معرفة أم مع جهل؟!!
ولذلك سألنا عن سلوك الأم في مناقشة هذه القضايا، وهذا أهم من حصة الجنس في المدرسة التي يمكن التفكير فيها من عدة زوايا أشرنا إليها، وكذلك الرحلات وغيرها من المفردات ومنهجنا هو إثارة التفكير والنقاش.
*ويضيف الدكتور وائل أبو هندي الأخ العزيز أهلا وسهلا بك وشكرا على مشاركتك في هذه المشكلة التي استفزت مشاركات عدة:
أفلام عن المعاشرة ورحلات مع الزملاء: مشاركة
أفلام عن المعاشرة : مشاركات ومتابعات
أفلام عن المعاشرة: معلومات وخبرات
وتابعت معنا مرسلتها أفلام عن المعاشرة ورحلات مع الزملاء متابعة، وليس لدي ما يضاف بعد رد ابن عبد الله لا فض فمه، فقط تذكرت -وأنا أقرأ ما تنقله لنا من فتوى بتحريم سفر الفتاة دون محرم- إجابة لمفتينا الأستاذ مسعود صبري تحت عنوان: السفر دون محرم: فتوى معاصرة، ورأيت أنها قد تبين لك شيئا من الغائب عنك، وأهلا بك دائما على مجانين.