السلام عليكم ورحمة الله
إخواني في الله، استشارتي بها سؤال واحد عاجل ومهم لنا أرجو الاطلاع على الملف المرفق، وجزاكم الله خيرا
أرجوكم الأمر عاجل، السلام عليكم ورحمة الله الأساتذة الأفاضل
مشكلتنا أو بالأصح معاناتنا تمتد إلى ثلاث سنوات، لكنني لن استعرضها الآن وسأفعل في استشارة لاحقة إن شاء الله... القصة أن أخي مدمن على مادة السليسيون (الغراء) منذ سنتين ونحن لم نكتشف هذا إلا مؤخرا، أخي عمره 23 سنة عاطل عن العمل وتوقف عن الدراسة منذ أزيد من 5 سنوات...
إلى جانب هذه المادة الخطيرة التي يستنشقها فهو يدخن الحشيش + الشمة (السكويلة).. وباقي السموم التي تعرفونها...
أستطيع أن أقول أن الفراغ، قلة الوازع الديني، الجو المضطرب في المنزل ورفقاء السوء هي الأسباب التي قادته إلى الإدمان وإلى الانحراف بشتى أنواعه...
لا أستطيع أن ألخص المأساة في هذه الأسطر القليلة، لكن ما فعله لنا جعلنا نفضل الموت على أن نعيش حياة ذليلة مأساوية مع هذا المدمن الذي يتصرف بدون عقل عندما يستعمل هذه السموم.
خلال الشهر الفضيل اكتشفنا أنه يفطر نهارا جهارا وأمام الناس، يا للعار ويا للفضيحة... ليس هذا فقط بل عمد إلى تكسير زجاج المنزل وضرب والدتي، لحد الان لم أفق من هذه الصدمة، فلم اسمع عن شخص يضرب أمه...
صدقوني إن قلت لكم أننا لم نستشعر ما معنى الصيام ولو ليوم واحد، ولم نقم بواجب العبادة لأننا نقضي اليوم كله في مطاردته بالحجارة والعصي أنا وابي، ووالدتي تذهب صباح مساء إلى الشرطة لكن بدون فائدة...
.
أبواي لم يكن لهما اي حظ في التعليم لذلك نشأنا على أسس تقليدية وبعيدة كل البعد عن المسؤولية، لا أنسى أيضا أن والدي ليس لهما اي سلطة في المنزل لذلك فكل واحد يفعل ما يحلو له دون حسيب أو رقيب... لقد سرق عدة منازل خلال شهر رمضان المعظم، وارتكب جرائم عديدة في حقنا وحق الجيران والناس أجمع...
ليتك تتصور الجحيم الذي نعيشه مع هذا الحيوان، لقد فكرت أكثر من مرة في قتله وأتراجع في اللحظة الأخيرة خوفا من ضياع دراستي التي بدأت تضيع فعلا بسبب أخي المدمن... عندما أجده غائبا في هذيانه فور استنشاقه لهذه المادة فإنني لا أستطيع التحكم في أعصابي وأعمد لضربه بما أجده أمامي وسبق وأن قذفته بحجر كبير على راسه وسببت له جرحا غائراً... حوادث كثيرة وقعت، لكن أنا متأكد أنه لن يقلع على ما أدمن عليه...
لقد أصبحنا نعيش بلا كرامة بسبب إدمانه ليته أدمن على الخمر أو أي شيء آخر غير هذه المادة لأنه يبدأ في السب والشتم والصراخ والهذيان في الشارع وهذا ما يسبب لنا الما وحزنا وحرجا بليغا حتى صرنا لا نخرج من المنزل ولا نكلم أحدا...
هذه المأساة بدأت قبل شهر رمضان وما زالت مستمرة لحد الان، والدتي حركت 3 شكاوي ضده بدون فائدة لأنه لا ينام في المنزل وبالتالي لا توجد طريقة للقبض عليه... حاليا نفكر في مراقبته لحين معرفة المخبأ الذي يبيت فيه حتى أقبض عليه أنا ووالدي ونسلمه للشرطة...
أمي متشوقة لليوم الذي يموت فيه ونتخلص من شره، لقد توقفت مظاهر الحياة وأصبحنا شبه أموات لا نفعل شيئا غير تبادل الأحزان في المنزل والتفكير في خطة للإيقاع به...
المهم من كل هذا أنني راسلتكم لأن والدتي تريد التأكد من شيء مهم قبل أن نودعه السجن ل3 أو 4 سنوات...
تريد التأكد من سلامة عقله لأنه يقوم بأفعال غريبة جدا عندما يستعمل هذه المادة، مثل الهذيان والسب والصراخ... وأحيانا حتى إن لم يستعملها فهو يقوم بتصرفات غريبة مثل الحديث بصوت مرتفع جدا... وما إلى ذلك لقد كان متدينا وشخصا سويا وطبيعيا منذ سنوات قبل ان ينفصل عن الدراسة ويتعرف على رفقة سيئة تعلم منها استعمال هذه السموم... أكدت لوالدتي أن الامر طبيعي جدا، فالهذيان سببه هذه المادة لكنها لم تقتنع وتريد طريقة للتأكد من سلامة عقله وانه غير مصاب بالجنون قبل إيداعه السجن...
لا توجد مصحات لمعالجة الإدمان، كما لا يوجد أطباء نفسيين أكفاء أو اختصاصيين هذا بالإضافة إلى عدم القدرة على معالجته ماديا فوالدي بالكاد يوفر لنا الطعام وباقي المصاريف التي تثقل الظهر...
هذا الشخص يجب أن يعاقب على أفعاله فلا يوجد شخص قادر على منعه من استعمال هذه المادة المتوفرة بسعر رخيص، والحل الوحيد الذي نضمن به عودتنا للحياة هو إيداعه السجن، فقد كدنا نموت جوعا لأني أبي توقف عن العمل منذ شهرين إلى حين إيجاد حل لهذا المشكلة المستعصية.
حالتنا النفسية متدهورة جدا، والأمر أثر بشكل كبير على إخوتي الصغار... ولا يوجد من الأقارب من هو قادر على مساعدتنا فالجميع يأنف منا بعدما فعله في رمضان فقد جعلنا مسبة بين الناس... أقدر لكم هذا المعروف ولن أنسى لكم هذا الجميل ما حييت. أنا في اشد الحاجة إلى الحصول على إجابة وقد حاولت الاتصال هاتفيا بالسيد وائل ولم أنجح... نتوسل إليكم أن ترشدونا إلى وسيلة نتأكد بها من سلامة عقله وأعود وأؤكد لكم أنه يتصرف تصرفات طبيعة أحيانا عندما يكون في وعيه لكن بمجرد أن يستعمل هذه المادة يصبح مثل الحيوان بدون عقل...
جزاكم الله خيرا واحتسبوا الاجر عند الله عز وجل، وتأكدوا أن هذه الاستشارة تقف وراءها عائلة كاملة مهددة بالضياع والدمار فوالدتي تحاول الهرب من المنزل لأنها لم تستطع مواجهة الواقع المر الذي نعيشه.
22/11/2005
رد المستشار
أخي العزيز......
أقدر ما تعيشون فيه من آلام وعذابات ومشكلات، فوجود مدمن في أي أسرة، خاصة إذا كان إدمانه شديدا ومصحوبا باضطراب شديد في الشخصية كحالة أخيك، يعتبر من أشد الابتلاءات لأي أسرة، خاصة إذا كانت الأسرة فقيرة ولديها مشكلات كثيرة في تماسكها وعلاقات أفرادها كما هو حادث لديكم .
والمواد التي يتعاطاها أخوك (الغراء والكلّة والحشيش) معروفة بتأثيرها على الحالة النفسية لمتعاطيها، فالأشياء التي يشمها تؤثر في خلايا المخ تأثيرا ضارا جدا وتؤدى إلى ضمور في الخلايا ينعكس في صورة اضطراب شديد في السلوك، أما الحشيش فهو يؤدى إلى تبلد في المشاعر، واضطراب في القدرات المعرفية، وأحيانا ضلالات وهلاوس، إضافة إلى انطفاء الدوافع للعمل أو الدراسة والتدهور الأخلاقي والقيني .
وأخوك قد وصل إلى حالة شديدة من التدهور الإدماني والذي يكون مصحوبا بأعراض ذهانية واضطرابات سلوكية شديدة، وهذا يستدعى إدخاله أحد المستشفيات الحكومية لفترة كافية حتى تستقر حالته، ويمكنكم الاستعانة –في حالة عدم القدرة عليه– بأقرب قسم شرطة أو أقرب إدارة لمكافحة المخدرات للسيطرة عليه وإيداعه المستشفى حيث أنه يشكل خطرا على نفسه وعليكم وعلى المجتمع.
وهناك عدة مستشفيات حكومية تستقبل مثل هذه الحالات مثل: مستشفى العباسية، مستشفى الخانكة، مستشفى المطار للصحة النفسية (كلها بمدينة القاهرة)، ومستشفى الصحة النفسية بالمعمورة بالإسكندرية. كما توجد أندية للدفاع الاجتماعي في كثير من المدن والمراكز على مستوى الجمهورية تستطيع إباء المشورة والمساعدة. وأنا ألاحظ وجود مشاعر متناقضة تجاه أخيك المدمن فأنتم تريدون التخلص من مشكلاته وفي نفس الوقت مشفقون عليه خاصة لو كان ما يفعله بسبب مرض نفسي، وعليكم أن تتجاوزوا هذا التناقض وتبادروا بمساعدته للعلاج من إدمانه الذي سبب كل هذه المشكلات.
وأنا أتفق معك على أن فرص العلاج المتاحة للمدمنين في مصر مازالت قاصرة نسبيا وتحتاج للكثير من الوفرة والتطوير حتى تصل إلى كل المدن والمراكز والقرى لتواكب انتشار الإدمان في هذه الأماكن ولتكون سهلة ميسورة لأسرة المدمن، كما أننا ننادى جميعا بأن تكون هناك آليات حكومية أكثر فعالية في السيطرة على مثل هذه الحالات الصعبة من الإدمان ودفعها للعلاج في المستشفيات الحكومية خاصة حين تعجز الأسرة عن هذه السيطرة .
وعلى الرغم من الاضطراب الشديد في حالة أخيك إلا أن الأمل مازال موجودا في علاجه حيث ذكرت أن شخصيته كانت جيدة قبل الدخول في الإدمان، فإذا أتيحت فرصة جيدة وكافية للعلاج طويل المدى فإنه يتغير مع الوقت وربما تكون هناك فرصة للتغلب على آثار إدمانه بعد فترة كافية من العلاج والمتابعة، لأن المشكلة هي أنه طالما تختلط تلك المواد الإدمانية بخلايا مخه يظل مضطربا ومهددا، أما إذا أودع مكانا علاجيا مناسبا وابتعد عن هذه الأشياء فإن بصيرته تعود إليه شيئا فشيئا، وهنا يمكن أن يبدأ العلاج النفسي والتأهيل والأسرى ثم بعد ذلك الرعاية اللاحقة بعد خروجه من المستشفى.
والإدمان مرض مزمن ومعاود، ولذلك يحتاج إلى نفس طويل في العلاج والمتابعة ولا نيأس أبدا إذا عاود المدمن التعاطي مرة أخرى (فهذا متوقع) بل نحاول مرة بعد مرة حتى يخرج تماما من هذه الأزمة .
لا تيأس من أخيك ولا تفكر في إيذائه، فالإدمان وما ينتج عنه من اضطرابات هو مرض يستحق العلاج قبل أن يستوجب العقاب.
وهناك فكرة خاطئة بأن المدمن لا يمكن علاجه إلا برضاه ورغبته، والحقيقة أن كثير من المدمنين إن لم يكونوا كلهم يكونون غير راغبين حقيقة في العلاج، ومع هذا يتم علاجهم تحت ضغط الأسرة أو المجتمع، حيث تضيق عليهم سبل التمادي في التعاطي وتفتح أمامهم سبل العلاج والتشافي والحياة الطبيعية، وهذا يستدعى ممارسة ضغوط من الأسرة في سبيل إتمام العلاج لأننا لو انتظرنا أن يفيق المدمن ويطلب العلاج بنفسه فإننا ربما ننتظر ما لا يجيء.
*ويضيف الدكتور وائل أبو هندي الأخ العزيز أهلا وسهلا بك على مجانين ونشكرك على ثقتك، ليست لدي إضافة بعد ما تفضل الدكتور محمد المهدي غير التنويه بأن الملف المرفق الذي أرسلته هو ما وصل مجيبك وبالتالي لم يعرف هو أنك من أهلنا في المغرب، وأجابك على أنك من مصر، ونحن مع الأسف لا نعرف شيئا عن المؤسسات الموكلة بالتعامل مع مشكلة الإدمان في بلدكم لكنك تستطيع أن تسأل، وأحيلك إلى عددٍ من الردود السابقة لمستشارينا عن مشكلات الإدمان، فانقر ما يلي من عناوين:
كيف أساعد مدمن ؟ : بعد التدريب والفهم
كيف أساعد مدمن : م2
أخي مدمن : ما العمل؟
مدمنة ، ومغتصبه ؟! فما الحل ؟
نصائح لمدمن صغير !
حبيبي مدمن وكذاب
أخي الصغير مدمن! ماذا أفعل ؟
الفهم الحالي للإدمان رؤية متحفظة
وأهلا وسهلا بك دائما على موقعنا مجانين فتابعنا بأخبارك.