أرجوكم ساعدوني مستعجل جدا جدا جدا يرحمكم الله
بسم الله الرحمن الرحيم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد، سأقوم بشرح حالتي في نقاط مقسمة لعلها تفيد في فهم ما أجد
1- قبل المرض: كنت شخص لا أعرف من الدين غير اسمه أي لا أصلي ولا أدخل المسجد أسأل الله أن يغفر لي .
2- بداية المرض: كان لي صديق وكان في آخر أيامه من المحافظين على الصلاة وعندما كان ينادى للأذان ونحن معا يذهب إلى المسجد ويأمرني لأذهب معه وأنا أرفض فيذهب يصلي وأنا أنتظره، ثم في يوم من الأيام وكنت في سهرة مع مجموعة من الأصدقاء ثم أتي هو في وقت متأخر جلس معنا ثم انصرفنا أنا وهو سوى قريب الفجر وعند الباب ونحن نتحدث أذن للفجر ثم ذهب هو للصلاة وأنا للنوم وعندما استيقظت أتاني الخبر أنه مات رحمة الله عليه، وعندما سألت عن السبب قالوا لي إخوانه ذبحة صدرية علما أنه كان صغيرا في عمر 24 أو 25 ورياضي ويتمتع بصحة جيدة فعرفت أن اسم ذبحة صدرية يطلقه الأطباء على مثل هذه الحالة ولكن الأمر أن الرجل انتهى أجله أسأل الله له المغفرة وأن يسكنه فسيح جناته.
3- مع المرض: ثم أني تفتحت عيني على أشياء لم أكن أعرف إلا اسمها مثل الموت والآخرة ونظرت في حالي إذا أنا في ظلال بعيد وكان هذا بعد تخرجي من الثانوية فلم أقبل في أي جامعة أو كلية وهو ما زاد الوضع سوء تفرغت لوسوسة الشيطان وحال صاحبي رحمة الله عليه وأني سوف أموت وصرت أخاف من الموت في كل لحظة لدرجة أني لم أعد أخرج من بيتي أخاف من الخروج أو الذاهب بالسيارة ولم أكن أعرف أن هذا لكن مرض نفسي فتنتابني أحيان حالات ضيق وإحساس بالموت وأذهب إلى المستشفى فقال لي الدكتور" قم ليس فيك أي شي انت معاك وسواس" ثم استشرت أحد أبناء عمي أشار علي بالالتجاء إلى الله وأن الأمر بيد الله ثم أني استقمت والحمد لله وأخذت حالتي تتحسن شيئا فشيء والتحقت بالكلية ولكن ترك لدي المرض إحساس بالحزن ولم أعد مرحاً أو أحب الخروج حتى أن زملائي يملون مجالستي ... واستمر الحال على هذا .
4- ثم تزوجت ولكن لم أستمتع بشهر العسل لأني لا أحب الرحلات هذه ليست طبيعتي بل أن بالعكس قبل المرض كنت أحب المغامرة ولا أحب الجلوس في البيت، .. وعندما تزوجت كثير ما أرفض الخروج لنزهة وأتضايق من أوقات الإجازات لأني لا أحب أن أخرج .
5- التسليم: زرت طبيب نفسي وقال أن معك اكتئاب وكتب لي دواء عندما ذهبت إلى البيت رميته ولم آخذ منه حبة قلت (أي دواء هذا الذي يزيل الحزن، لو كان كذلك لبادر إليه الكفار)، فقلت الحمد الله ورضيت بما ابتلاني الله به.
6- المصارعة: أعيش حياتي شبه طبيعي لا يردني إحساس الخوف عن فعل شي أبدا ولكن الهم والإحساس بالتعب وهو الذي يجعلني أترك بعض الأمور مثل الخروج كثيرا إلى الأماكن البعيد أي السفر ..
7- الوضع الراهن متزوج لدي طفلة تخرجت من الكلية بدرجة الدبلوم بتقدير عالي جدا والآن لدي فرصة كي أكمل البكالوريوس ولكن يتطلب ذلك السفر إلى مدينة أخرى وهو ما يحزنني هل أستطيع أخوض التجربة، يبدأ القبول الاثنين المقبل والذي قمت بحجز تذكر طائر الأربعاء الماضي وعزمت الرحيل لتقديم ولكن ماذا حدث .. ذهبت حتى مصعد الطائرة ثم خرجت من الطائرة قبل الإقلاع وهو الذي لم أتوقع فعله أبدا إلى هذا الحد سلمت نفسي إلى هذه الأفكار .. عدت إلى البيت وأهلي يستغربون لا أحد يعرف حقيقة أمري .. ؟
والآن ماذا أفعل آخر فرصة لدي لكي أنضم إلى الكلية هي الاثنين المقبل هل أذهب؟ هل هذه الأفكار فعلا مجرد وهم وهذا الفتور الذي يحدث في الجسم والاضطرابات مجرد وهم ووسواس ماذا تشيرون علي الذهاب إلى الدراسة وهي مدة سنتين أم أبقى وأتفرج على مستقبلي يضيع بحجة سيحدث لي كذا وكذا وهي الوساوس والله العظيم أعرف أن المقدر سيحدث ومسلم أمري إلى الله ولكن ما لا أطيق هو الهم والحزن والاضطرابات حتى صرت أخاف أني لست من المتوكلين على الله وتعلمون أن التوكل أساس العبادة ومن صفات المؤمنين
أرجوكم ريحوني أنا لست شجاع ولكن أحب الشجاعة ودائما أواجه هذه النوبات ولا أخشاها وقد ذهبت كثيرا منها والحمد لله، أخاف من العلاج أن يؤثر على عقلي ولم أسمع أن أحدا استعمله فشفي.
ثم ما هي أقصي تأثيرات المرض وهل كثرة التفكير يعود سلبي علي؟
أرجوكم وجهوني وشكراً .
1/12/2005
رد المستشار
الأخ العزيز أهلا وسهلا بك على مجانين وشكرا على ثقتك، أحييك أولا على وضوح إفادتك وجلاء أسلوبها، وكأنك تضع لنا حصيلة أفكارك وآرائك وآراء آخرين كلموك وكلمتهم عن البلوى التي تعيش منذ سنين -عافاك الله- فتبسط أمامنا مفاهيم من ثقافتنا تنفع إذا أحسن استغلالها وتضر إذا أسيء، وتبسطُ أيضًا مفاهيم وتوجهات مغلوطة تجاه الطب النفسي نعرفُ أنها شائعة في مجتمعاتنا شيوع التعتيم في الليل البهيم مع الأسف، وأنت في كل ذلك تنوع على مأساة مريض نفسي يتأبى على العلاج، فيأخذُ مما تقدمه ثقافة مجتمعه كل ما يستطيع أن يتخفى به من حقيقة مرضه، وغالبا ما يسيء استخدام ما يأخذه من مفاهيم نافعة، وكثيرا ما يضطر عند لحظات السقوط أو التسليم -كما وصفته- إلى التمسك بالمفاهيم والتوجهات المغلوطة مبررا فشله في قبول العلاج.
ببساطة شديدة ودون الغرق في تفاصيل روى لنا كثيرون من المرضى مثيلاتها ومنهم :
رهاب الساحة أم وسواس قهري؟
من اختلال الإنية إلى رهاب الساحة
رهاب الأماكن المغلقة: رهاب الساحة أيضًا
رهاب الساحة إلى متى ؟
من هؤلاء من لا نعرف الآن حاله بالطبع، ومنهم ومن غيرهم من أنعم الله عليه بالشفاء، وأشهد ويشهدُ كثيرون غيري من الأطباء النفسيين ومن المرضى أن استخدموا أحد العقاقير التي تخاف أنت منها على عقلك –حفظه الله- في العلاج ودمجوه بفهم أعمق وأشمل لأجسادهم وانفعالاتهم وما يضبط سلوكياتهم وجاهدوا الابتلاء صابرين حتى أنعم الله عليهم بالشفاء.
وأما حالتك فبدأت بما نسميه خوف الموت المرضي، الممزوج غالبا بنوبات الهلع واكتئاب الموت، وأعراض رهاب الساحة ورهاب الموت، وعندما التزمت وزدت طاعاتك تحسنت حالتك بعض الشيء لكن اكتئابك بقي وبقي كذلك السلوك الاجتنابي وغيره مما يضع قيودا كثيرة على حياتك.
وعندما طرقت باب الطبيب النفسي طرقته وأنت ككثيرين غيرك في مجتمعاتنا تتحرك وفق أفكار ومفاهيم مغلوطة وخادعة مثل: أن الأدوية النفسية هي مجرد مسكنات ومنومات، وأن المرض النفسي لا يصيب المؤمن القوي ومع المفارقة أيضًا أن الطبيب النفسي لديه قدرات خاصة و ربما خارقة على حل المشكلة، وأن الدواء النفسي يجب أن يَحُلَّ كل المشاكل دون تعب فإن لم يكن فلا داعي له.
ولذلك سميت لجوءك للطبيب النفسي تسليما، واعتبرت عقاره كذبا إذ كيف لعقار مادي محسوس أنْ يعالج معاناة نفسية غير محسوسة؟، وأكملت اكتئابك وخوفك من نوبات الهلع : الشعور بالموت عندما تتعرض لما تخافه خوفا مرضيا كركوب الطائرة أو غيره، وعواقب استمرارك دون علاج هي زيادة الاكتئاب وتدهور أعراض رهاب الساحة.
أنصحك بأن يطلب العلاج وتذكر بأن لا موت من الهلع واسأل الله أن يبعد عنك الهم والحزن، وتذكر أن رسولنا عليه الصلاة والسلام يقول كما روى الترمذي: "يا عباد الله تداووا، فإن الله لم يضع داء إلا وضع له دواء"، وفي الحديث الذي رواه البخاري ومسلم "ما أنزل الله من داء إلا أنزل له شفاء"، وفي الحديث الذي رواه أحمد "إن الله لم ينزل داء إلا أنزل له شفاء، علمه من علمه، وجهله من جهله" صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم، تحرك إذن، فاستخير ربك ثم اطلب العلاج المعرفي السلوكي والعقاري من الطبيب النفساني
وتابعنا بأخبارك.