القصة المكررة تحبه وأهلها يرفضون
تحبه وأهلها يرفضون
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. أحببت أن أشارك في هذا الموضوع لتشابه قصة هذه الفتاة مع قصتي، وقبل أن أسرد قصتي أود أن أنبهك يا أختي لموضوع فرق السن وهو مهم للغاية ولكن هناك العديد من النقاط التي يجب أن تتوقفي عندها وموضوع التعليم أيضا مهم.
أنا قبل أن أتزوج كنت مخطوبة لشخص آخر، وقد كان صريحا مع أهلي مثل صراحة حبيبك هذا، وأهلي وافقوا عليه، وبعد فترة بدأت أمي تسمع كلام عنه وعن عائلته و"شعللت" المنزل مثلما حدث معك، وأنا راجعته مثل ما حدث معك وأقنعني هو بأنه مظلوم وصدقته.... وحاربت أهلي لأكمل الموضوع، وأهلي بدؤوا يسألون عنه أكثر والبعض يمدحه والآخرون يذمونه وهو دائما يجد المبررات لتصرفاته الخاطئة وأنا أصدقه.... وكنت أفكر مثلك تماما..... وأصررت على موقفي وتمت الخطوبة.... ويا ليتني سمعت كلام أهلي فبعد فترة بدأت الأمور تتضح أمامي واكتشفت بأن كثيرا من كلام الناس كان صحيحا.
وبدأت أصلي الاستخارة يوميا..... وكل يوم تنكشف أمامي أمورا كثيرة.. وبدأ يظهر على حقيقته ولن أقول لك بأنه سيء ولكن هناك أمور كثيرة خاطئة كما أن عنده العديد من المشاكل مع أهله، على العموم أنا لا أريد الدخول بالتفاصيل لكن بدأت خطبتنا "تتعركس" وكل يوم تظهر مشكلة وكل يوم يزداد نفوري، حتى قررت الانفصال، واكتشفت فعلا بأن أهلي كان عندهم بعد نظر وأن كلام الناس برغم المبالغات ليس خاطئا وكما يقولون لا يوجد دخان بدون نار.
وتم الانفصال، ولم ينتهي الموضوع عند هذه النقطة على العكس بدأت المشاكل وظهر على حقيقته فهو لم يتحمل فشله للمرة الثانية فقد كان قد خطب وتركته خطيبته قبل أيام من خطبته لي كما حدث معك، وهنا بدأ بالكلام عني وذكرني بأسوأ الكلام وشنع على سمعتي و... و... الخ من المشاكل التي لا حصر لها.
وندمت إني لم أستمع لكلام أهلي ..
عموما هذه مجرد نبذة مختصرة عما حدث معي وهدفي أختي أن تتروي كثيرا وأن لا تستمعي لصوت العاطفة فقط التي قد تجعلك تصدقين أي كلام يقوله................ الأهل هم أكثر الناس خوفا على مصلحتك اسمعي لهم فهم يخافون عليك وعارفين مصلحتك منيح....
لا أدري إن كان كلامي مفيد لك أم لا، لكن أنا أطلب منك التروي وعدم التسرع... وأن تعلمي أن قرار الزواج ليس سهلا أبدا، مستقبلك كله يعتمد على قرارك هذا..... أن لا أقول لك بأن حبيبك هذا سيء لكن ربما يكون فعلا سيئا، ما حدا يعرف....
تريثي واستخيري و بنفس الوقت خذي بالأسباب الشاب أصغر منك بثلاث سنوات تعليمه أقل منك يعني هناك عدم تكافؤ والأهم من ذلك بأن تسألوا عنه أكثر فمن الواضح بأن هناك خطأ ما ونصيحتي لك في النهاية بأن تأخذي كلام والديك بعين الاعتبار فهم أصحاب خبرة كما أنهم أدرى بمصلحتك وعلى فكرة أنا الآن متزوجة من إنسان رائع وعندي بنت وولد وسعيدة جدا.....
وكلما تذكرت موضوع ذلك الشاب أضحك من نفسي... وبنفس الوقت أندم على أنني أضعت وقتي ولم أسمع كلام والدي ووالدتي... وأحمد الله بأنه خلصني منه ورزقني بخير منه..... توكلي على الله واستخيري وفكري كثيرا وأتمنى لكي كل الخير يا أختي وفي النهاية أشكر كل من يعمل في هذه الصفحة الرائعة.... سلامي للجميع.
14/12/2005
رد المستشار
شكرا لكل محاولة تصبو إلى تبادل الخبرات بين رواد هذه الصفحة لتصبح مدرسة شاملة للتجارب النافعة عسى ألا نظل نتعلم بنظام التجربة والخطأ، وعسى أن نظل نحن "سائرون نياما" ليس لدي جديد أضيفه أكثر من دروس مثل هذه القصة المفيدة، ولكنني قلق شأن ملايين البنات العربيات اللائي يمسين ويصبحن على أغاني العشق، وتملأ حياتهن الأفكار والمشاعر الرومانسية وحدها دون أية خبرة بالبشر أو الدنيا أو عالم الرجال!!
والحصاد آلاف القصص الفاشلة والتجارب المؤلمة، والزيجات التي سرعان ما تنتهي بجراح قد لا تندمل.
كيف يمكن وقف هذا التآكل والضياع الذي يتعرض له شبابنا وسط عالم من الاتصالات المفتوحة، والأفكار المتصارعة، حيث يقف الجميع في مهب الرياح العاتية، دون تكوين أو خلفية أو قاعدة من معرفة تهدي أو دين يعصم؟! وأنا هنا لا أتحدث عن أية معرفة بالطبع، أو أي دين!!
نحن هنا نحاول بنشر المعلومات والأفكار، وفتح النوافذ والأبواب لتبادل الذكريات والخبرات، ونحاول عبر الفضائيات، ونحاول عبر نشر كل هذا بين الناس في سوق ضخمة هائلة تلمع فيها نجوم كثيرة، وشبابنا يظن أن كل ما يلمع ذهبا!!!
"رحم الله من سمع مقالتنا فبلغها..... فرب مبلغ أوعى من سامع"، كما كان الرسول الأعظم صلى الله عليه وسلم يقول.
وفي مسألة الاختيار للزواج أرجو أن يستقر للشباب تفكيره حول أهمية هذه المسألة، وكيف يمكن أن يختار دون اندفاع، ودون حسابات مختلة فيشقى، ويتعس الطرف الآخر بسبب سوء اختياره، وبالتالي صعوبة توافقهما فيما بعد.
أرجو أن البنات تحديدا يتدفق اختيارهن جيدا دون عناد لمجرد العناد مع الأهل، وبأقل اندفاع عاطفي ممكن، وبحسابات العقل والتكافؤ لاختيار من ترى أنها ستمنحه التقدير والاحترام طويلا لأنه سيكون الزواج وبالا عليها، ولن يمنحها أي زوج ما تطمح إليه من حب وحنان وأمان ما لم تمنحه هي المقام الرفيع والتبجيل المتوقع من زوجة لزوجها، ولن تستطيع هي أن تفعل، وهو في نظرها معيوب، أو في موازين التناسب بينهما ناقص، والله أعلم، وشكرا للتواصل، وأهلا بالمزيد.