ذكريات الماضي
هذه مشاركة من الدكتور أحمد عبد الله في مشكلة الحاضر والماضي تحرش وأفلام وانتحار التي أجابت عليها الأستاذة صفية الجفري ونشرت على الصفحة بتاريخ 22/12/2005، ونورد هنا واحدة فقط من رسائلها كانت قد أرسلت إلى الدكتور أحمد واستنفرت منه هذا الرد.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أود أن أشكركم على الإجابة علي سأتكلم عن عائلتي نحن نتكون من 4بنات و9شباب وطبعا أمي وأبي. سبب كرهي لأمي أني أحس أنها تكرهني جدا. وعندما أشتكي لها عن معاملة إخوتي السيئة لي تكذبني أنا أحصل العقاب بدل إخوتي. تمنيت أن تأتي لي يوما وتسألني: ما بك يا ابنتي اليوم؟
صدقني أتت أمي يوما تقول لي: يا رب تموتي وأرتاح منك، ومن فشلك صدقني هذه الكلمة أتت كصاعقة بالنسبة لي. أمي تتمنى لي الموت بدأت أسئل نفسي لماذا؟ صدقني أنا مش فاشلة، ولكن كان سبب فشلي هي بداية تحرش أخي بي. كنت أفكر كثيرا في هذا الموضوع، لماذا أخي يفعل بي هكذا كان أخي بدأ التحرش بي وعمري (11) عاما. وتوقف عن التحرش بي وكان عمري (15) عاما.
كان يأتي إلي باستمرار في الليل وكنت أصده بكل قوتي، ثم هددته أن أخبر أختي فتوقف فترة ثم عاد بالأفلام الإباحية. كان يجبرني على مشاهدتها، وإلا سيضربني، وكنت أتألم كثيرا لمشاهدتي إياها.
ستقول لي لماذا لم تخبري عائلتك؟ صدقني، لو أخبرت أمي فلن تصدقني لأن أمي مع الشاب أكثر، فالتزمت الصمت حتى يومي هذا. أخبرت زوجة أخي بما عانيته وطلبت منها المساعدة، لكن قالت لي لا تخبري عائلتك لأنهم لن يصدقوك. وعرضت علي أن أخبر أخي الأكبر، ولكن أنا رفضت لأن أخي عصبي جدا، أنا لا أريد أن أثير مشاكل لأن أمي ستكرهني أكثر، وأنا لا أريدها أن تكرهني.....
ذهبت إلى الأخصائية النفسية في الكلية، وطلبت مساعدتها قالت لي يجب أن تذهبي لي العيادة النفسية. وقالت لي سامحي أخاك، لكني رفضت. ثم طلبت مني رقم أخي ورفضت أيضا، لأنهم لن يصدقوني، وأنا خائفة من كلام الناس فيما بعد سيلومونني، لماذا لم أتكلم منذ البداية؟
إلى يومنا هذا لم تطلبني الأخصائية أعتقد أنها قد تخلت عني أما عن أختي كانت تضربني بالعصا، وتشد شعري، وتحرقني بماء النار، وآثار الحروق موجودة في جسمي. أكرهها من كل قلبي..
أرجوكم ساعدوني لأن الآن أخي المتحرش، وأخي الثاني، يتهمانني أني أخرج مع أحد الشباب بسبب تأخري في الكلية. صدقني أنا أجلس في الكلية هربا منهم لكي أرتاح منهم لساعات قليلة. أمي قد صدقت إخوتي صارت تشك بي، تفتش في أغراضي، تضربني، صدقني تمنيت الموت يومها لكن صديقتي منعتني.
على فكرة أهلي لم يشعروا يوما أني أحاول الانتحار، كانت محاولاتي تتم في سرية، زوجه أخي وحدها عرفت ذلك، وصارت تراقبني كثيرا أما عن أخي المتحرش لم أحسه ندم على فعله لأنه لم ينل مراده، ولم يستطع أن يمسني، هو اليوم يحتقرني ويفعل المشاكل مع أمي مازلت أفكر في الموت إلى الآن.
أنا خائفة لأن امتحاناتي بعد أسبوع أنا أخاف أن أفشل، أريد النجاح ولكن كل ما أدرس لا أستطيع الدراسة. أتذكر الماضي، وأتذكر كلمة فاشلة من عائلتي. لهذا أفكر في الموت لكي أتخلص من هذه الحياة الزائفة. أريد الموت أريد الموت أريد أحد أن يسمعني أو يحس بي أريد أن أنام وأنا مرتاحة، صرت أستيقظ من النوم وأنا خائفة أريد أن أنسى كلمة موت.
صرت أخطط في إيذاء أخي المتحرش أرجوك ساعدني لكي أتجاوز هذه المرحلة من عمري أريد منك طريقة لكي أدرس وأنجح في الحياة، أرجوك لا تتخلي عني، آسفة قد أطلت عليك في مشكلتي.
16/12/2005
رد المستشار
الابنة العزيزة: تخلطين أنت للأسف بين أشياء كثيرة أحب أن أتأملها معك:
تقولين أن أمك تكرهك ثم تحكين لنا عن عدوان أخيك عليك بالتحرش، وتبررين صمتك، وأنك لم تخبري أحدا بأن أمك منحازة دائما للشاب!! فلماذا لم تخبري أبيك؟! وهل تعتقدين أن أمك ستنحاز لتحرش أخيك بك لأنها دائما منحازة للولد على حساب البنت؟!
وهل هذا الانحياز العام للذكور، وهو مشهور في المجتمعات العربية، يساوي تلقائيا أنها تكرهك أنت بالتحديد!!
أم أنها تنحاز للذكور –كل الذكور– على حساب الإناث –كل الإناث– كما هي عادة أمهات عربيات للأسف؟!
تقولين ببساطة مثل فتيات كثيرات: أمي تكرهني!!
فهل تحبين أنت نفسك؟!
هل تحبين أحدا؟!
أنت تكرهين أمك، وتكرهين أختك، وتكرهين أخيك، وفي مواجهة العدوان تقفين ساكنة مستسلمة أو تذهبي إلى الأخصائية النفسية في الكلية ثم لما تطلب منك تجاوز ما حدث ترفضين، ولما تطلب منك مساعدتك في مواجهته ترفضين، وفقط خائفة من الجميع!!
والحل عندك هو التخلص من الحياة أو إيذاء أخيك المتحرش!!
وإذا أردت مساعدتنا أطلب منك أولا أن تهدئي قليلا، وأنصحك بمراجعة إجاباتنا السابقة عن التحرش ففيها ما يفيدك، وأقول لك أيضا:
(1) فيما يختص بالتحرش أمامك مرحليا أن تتجاوزي عن الأمر، حتى حين، أو تواجهي الجميع، ولكل اختيار مزاياه وعيوبه.
(2) تحتاجين إلى دعم معنوي أكثر من مجرد أن زوجة أخيك تعرف، ولعل الأخصائية تقدم لك هذا الدعم والتفهيم لحالتك.
(3) ما حدث لك أخف بكثير مما حدث لكثيرات، ولا أدري حجم تحرش أخيك بك أو درجته، فأنت لم تذكري لما هذا!! وهذا ما تتعرض له فتيات كثيرات للأسف الشديد، ويمر في صمت!! وهن مثلك خائفات مستسلمات، مقتنعات بأنهن مستحقات للكراهية والازدراء وسوء المعاملة، بينما يمكنهن الاستعانة بالأقارب أولا ثم المتخصصين ثانيا لحل المشكلة في إطار العائلة قبل أن تتفاقم.
(4) علاوة على المعلومات الموجودة على موقعنا وعلى إسلام أون لاين – ملف التحرش.وعلاوة على إجابتي هذه، هل لديك أية أفكار نساعدك في تحقيقها؟!
كلنا معك في محنتك وسندعو لك بالنجاح والتوفيق، وحبذا لو نقرأ مشاركات لأخريات واجهن نفس المشكلة، ولديهن مقترحات أو حلول أو جربن وسائل في المواجهة نحب أن نتعرف عليها ونتعلم منها.
ويتبع>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>> أمي تكرهني، وأخي يتحرش بي مشاركة