السلام عليكم ورحمة الله وأسأل الله لكم موفور الصحة والسعادة.
أرجو المعذرة على عدم الانتظار حتى موعد إرسال المشاكل نظرا لحاجتي الملحة للرأي في هذه المشكلة وإذا كان الشرط هو نشر الإجابة فلا مانع وأمري لله
الاستشارة مرفقة بملف وورد
جزاكم الله خيرا
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تحية طيبة، وفي البداية لا داعي لتكرار جمل الشكر والإعجاب على جهودكم وموقعكم المميز، ولندخل إلى مشكلتي مباشرة -وإن كنت أعترض على عدم إتاحة جانب من الخصوصية والسرية في الرد على البعض في حال عدم الرغبة في نشر المشكلة- ولكن لا ضير إذ هذه هي الحياة وهذه الأيام بالذات قلما نجد شيئا جيدا من كل الجوانب (والحلو ما بيكملش) واسمحوا لي بالاستطراد قليلا في نقدكم بعض الشيء :
فمما آخذه عليكم أيضا هو بعض التعالي في الردود وكما لو أن بعض المستشارين يؤمنون بأنهم هم العقلاء وهم الذين يمتلكون الحكمة والحق كاملا ليس المجال هنا واسعا لسرد أمثلة ولعل المجال يتسع في رسالة مستقلة وذلك حرصا على أن نصل بهذا الفكر وهذه الطريقة في حل الأمور لأحسن وجه وذلك لأنني فعلا معجب بمعظم الآراء التي يطرحها المستشارون هنا، لا أريد الإطالة في المقدمة ولكن لعل عذري أنها المرة الأولى التي أشارك فيها بعد تردد وذلك لرفض عدم نشر المشكلة وهي باختصار:
محدثكم في السابعة والعشرين من العمر وأعمل في الخارج، ونظرا لظروف أسرية غاية في التشتت ودراسية أيضا حيث أني لم أنهي دراستي الجامعية بعد اضطررت لأخذ قرار السفر والعمل والدراسة معا ولظروف أخرى لا أستطيع أن أرجع لمصر إلا بعد 4 سنوات على الأقل وكانت آخر فرصة لي هي في الصيف الماضي وقررت الزواج وكانت الأجازة حوالي شهرين ونظرا لحاجتي الملحة للزواج قررت ذلك رغم ضيق الوقت فخطبت وعقدت وتزوجت في زمن قياسي حسدني عليه الكثيرون و جهزت الشقة وكل ما يحتاجه المتزوج ما عدا التروي والتأني وإعطاء كل خطوة حقها وخاصة الاختيار.
قبل أن أكمل دعوني أعطيكم نبذة عن طريقة تفكيري وما كنت أطمح إليه فككل شاب كنت أريد زوجة جميلة تساعدني على العفاف ولكن أيضا كنت أريدها ملتزمة بدينها تغار عليه ومثقفة وعلى خلق، شاهدت في حياتي كيف يمكن للمرأة والأبناء أن تعاني من زوجها وذلك عن قرب في أمي وأختي وبعض من حولي ونشأت فعلا أتمنى أن أرى زوجتي لكي أعطيها من الحنان والاحترام ما يريح نفسي ويشفي غليلي مما رأيته وعانيته وتمنيت أن أرى أولادي حتى أعطيهم ما حرمت أنا منه كنت أريد إنشاء أسرة غير عادية تضرب بقوانين مجتمعنا المختلة عرض الحائط، لم أكن أتصور أن أتسبب لزوجة المستقبل تلك في أن تنزل من عينها دمعة حزن واحدة،
المهم أيها الأفاضل عشت في مرحلة الاختيار فترة صراع مرير فمن تقدمت لها جمعت أغلب المميزات المعنوية تقريبا و أعتقد أنه يندر أن أجدها مجتمعة في إنسانة بعدها أو هكذا يتهيأ لي أما الجانب الحسي والجمال الشكلي فدعوني أتكلم بصراحة فلم يكن يلبي عندي الحد الأدنى وصدمت أكثر بعد الزواج فأنا الآن فعلا أعاني معاناة شديدة في علاقة الرجل بالمرأة، المصيبة الأكبر أني سافرت وهي معي الآن وهي تحبني حبا لا يوصف ومتعلقة بي جدا.0
أحيانا تحدث بيننا مشاكل وأحيانا كنت أفتعلها أو أضخمها لعلها تكرهني فتطلب هي الانفصال، ترددت في تركها قبل الزواج فقد كان البديل هو الانتظار عدة سنوات وكنت في حاجة ماسة للزواج كنت أعتقد أن أي فتاة هي أنثى ومع بعض الحب والأخلاق الحميدة يمكن أن تمشي الأمور لكن الآن بعد التجربة المريرة أحس أني اعتديت على هذه الفتاة ودمرت حياتها فلا أستطيع كيف أنفصل عنها وفي نفس الوقت أعيش معها عيشة مرة وبالمناسبة هي لا تعلم عما أعانيه شيئا فأنا أجاريها وأضاحكها وهي مستمتعة جدا بعلاقتها بي وتحبني جدا وتعلقها بي يزداد، أكاد أجن حينما أفكر أنه يمكن في أي لحظة أن تحمل ويأتي مولود يربطني بها أكثر، الحمد لله على كل حال ولكن أنا تحطم آخر أمل في حياتي فقد كنت أريد الزواج لكي أستقر وأنجح في حياتي المتعثرة من فترة ولكن جاء هذا البلاء وكان المصيبة الكبرى التي هان بجوارها كل ما مررت به من قبل، أشيروا علي بماذا أفعل فأنا باختصار وللأسف الشديد هذا الكلام- أعيش مع صدق أخوة وحنان أم مسكنة يتيم أو أرملة ولا يوجد عفاف الزوجة ولا حول ولا قوة إلا بالله.
نصيحة أخيرة للشباب: في الوقت الذي أمرنا فيه رسولنا - صلى الله عليه وسلم - بذات الدين أمرنا أيضا بالنظر إليها لدوام واستمرار العشرة الحسنة ولا نعطي هذا الجانب حقه من التأمل والتفسير فرؤية المرأة ليست مجرد رؤية على استحياء فقط لمعرفة القبول القلبي ولكن في وجهة نظري يجب أن تجذبك كامرأة وكأنثى ويجب أن تكون هناك رغبة قوية تجذبك إليها ويتحقق فيها ما تريده في زوجتك من أنوثة ودين أيضا فأي خلل في أحد هذين الجانبين سيكون الفشل هو ما تحصل عليه.
سؤال أخير لمستشارينا: ماذا تفعل البنات اللواتي لسن على قدر من الجمال أو بكلمة أدق الدميمات وأيضا الرجال وخاصة في حالة كونهم على دين وخلق نادر وعذرا لا تقولوا لي أنه الدميم في نظرك ربما يكون جميلا في نظر آخرين جزاكم الله خيرا ودعواتكم لنا بالسداد.
21/12/2005
رد المستشار
ولدي العزيز
أنت على قدر كبير من الثقافة ورجاحة العقل، وواضح أن تجارب حياتك المريرة والتي لم تذكر شيئا عنها هي ما ثقل كفاءاتك ومنحك قدرا كبيرا من النضج الذي سبقت به الكثيرين.
بداية اسمح لي أن أعلق على المقدمة الخاصة بالموقع وأنا مجرد فرد فيه ولا أمثله، تقول أنه أحيانا يتعالى المستشار كأنه العاقل الوحيد، وأقول لك وأنت سيد العارفين بعض الناس أحيانا يحتاج لنوع من التعالي عند الإجابة عليه وإلا فلن يستجيب، والبعض الآخر يحتاج إلى حنان، ومنهم من تكفيه المناقشة المنطقية وهكذا وأعتقد أن أسلوب الإجابة المختلف يكون اجتهادا من كل مستشار لكي يصل بصاحب السؤال إلى ما يفيده، هذا فقط للإيضاح.
يبدو أن زوجتك في عينيك دميمة، وأنا يا أخي من أنصار أنه لا دميم إطلاقا، فإن الله خلق الإنسان في أحسن صورة، وأعطى كل واحد ما يميزه وأعتقد أنك حين ارتبطت كنت واقعيا ومنطقيا حين قلت لنفسك، كل امرأة هي في النهاية أنثى، ومع شيء من الحب سيحدث العفاف والسعادة والتوافق، وتمشى الأمور فلماذا بعد الزواج عدت للرومانسية ؟؟؟
أعتقد يا ولدي أنه كان عليك الاستمرار لفترة في تعقلك حتى تحصل على ما تريد فلدى زوجتك ميزة يحسدك عليها رجال كثيرة جدا، حبها لك وتعلقها بك ورغبتها في إسعادك والسير في ركابك، هذه من مقومات القوامة الغائبة هذه الأيام، والتي بسببها تنهد بيوت كثيرة وتتشتت أسر إنك في السابعة والعشرين وبالتالي أتصور أن زوجتك في أوائل العشرينات، وعادة هذه النوعية من الزيجات – التي تبدأ وتنتهي في شهر لسفر العريس– تتم في نوعية معينة من الأسر ومع نوعية معينة من البنات، غالبا هن بنات تغلب عليهن السذاجة أو الانغلاق، لأنها لو كانت متفتحة: مصحصحة, كما يقول المصريون فلم تكن لتقبل الزواج بهذه السرعة قبل أن تتعرف عليك، مهما كانت دمامتها ووسامتك، فهي نوعية تعتز بإمكانياتها، وتثق في قدرتها على الحب والاختيار.
إذن يا ولدي زوجتك كانت فتاة منغلقة وتفكيرك كان صحيحا: في النهاية هي أنثى وبقليل من الحب والتدريب.. هذا ما نسيته ربما أو لم تتصور أنها تحتاجه، ربما كان مفهومك للأنثى أنها تعرف ماذا تفعل ؟؟؟ وكيفية إرضاء رجل، وهذا للأسف غير صحيح، فهي كل ما فعلته هو تقبلك، بكل سلبية وهذا لا يسعد ولا يعف ولا يغري حتى بالاستمرار هذه علاقة مثل الماء الفاتر، لا هي باردة فتنعش ولا ساخنة فتدفئ .
هذا دورك يا ولدي، ساعدها بالتمرين والتثقيف والشرح وشجعها، وصدقني بكل هذا الحب الذي تكنه لك ستفعل المستحيل لترضيك، علاوة على أنها ستستعذب دور الأنوثة بعد ذلك وتتفنن فيه،......، إن لك ظروفك الخاصة يا ولدى وكل منا رهن بظروفه وملابسات حياته، وهي التي فرضت عليك هذا الاختيار، أو على الأقل لم تسمح لك بسواه لأن سواه لم يكن يناسب أيضا
بلا تعقيدات أو فلسفة تشعرك أنني أتعالى عند الإجابة أنت لم تسيئ الاختيار، بالعكس أنت اخترت أفضل المتاح بكل تعقل وحكمة وبالفعل يا ولدى ما ينقص قابل للتعويض بقليل من الصبر والتعليم.
وهذه ستصبح ميزة إذ أن زوجتك ستتعلم كيف تسعدك وحدك، وستكون على خط واحد متوافق مع رغباتك إذ أنها لن تعرف سواه، وهذه بعض عيوب الأنثى المتفتحة، أنها تبحث عن سعادة خاصة بها قد لا تستطيع أنت مهما حاولت أن تمنحها إياه، وكان الوضع سيكون معكوسا فتراسلنا هي تشكو أنها لا تشعر باللذة المرغوبة وأنك رغم حسن خلقك وكرمك وحنانك إلا أنها أنثى في فراش بارد.
أما نصيحتك للشباب فأنا أوافقك عليها، يجب التروي قبل الزواج، والبحث عن التوافق والانسجام والتفاهم قبل اي خطوة ارتباط
وفقك الله لما يحب ويرضى