حساسيتي من السمنة
أحيكم بقلبي وأريد أن أقول لكم أني أحبكم لأنكم أقرب للملائكة بصفاتكم.
أرجوكم ساعدوني أكاد أختنق هناك مشكلة تؤرقني كثيرا ألا وهي سمنتي.
أنا سمينة جدا..... كما يقول الآخرون عني أني خفيفة دم أحب أن أضحك الجميع رغم الألم الذي بداخلي (لقد بدأت بالنصاحة منذ أن توفي شخص عزيز على قلبي كثيرا والدي فلم أصدق أنه توفي وأصبحت أكثر من النوم والأكل لأجد فيهما الراحة الكبرى من الحياة) لكنهم لا يقدرون ذلك..
أنا صديقة مقربة لأقربائي عندما جاء أخوهم ليخطب كان يريدها نحيفة وطويلة. لقد كنت أكثر فتاة مقربة لدى هذه العائلة ممكن التفكير بها كزوجة لابنهم، وأمه كانت تحبني كثيرا وكنت ألاحظها دائما أنها كانت لتخطبني لابنها بعينيها ولكن كان ذلك قبل أن أنصح وأصبح سمينة هكذا، وحتى بعد ذلك كانت لا تزال تحبني أشعر بأن الكل يحبني رغم سمنتي بسبب خفة دمي هذا بالنسبة للنساء لأني لا أتعامل إلا معهم.
لا أصدقاء شباب لي لأني حتى ولو كنت نحيفة وفائقة الجمال لن أرضى أن يكون لي أصدقاء شباب لكن الواقع أني سمينة وإن رضيت أنا فإنهم هم لم يرضوا.
المشكلة إطلاقا ليست هنا لكن أريد أن أكمل لك أنهم أخيرا وجدوا تلك الفتاة النحيفة الطويلة التي تشبه ملكات جمال لبنان اللواتي في البرنامج الذي كان يتابعه كما كان هذا الشاب ذو الأخلاق العالية جدا وذو الدين وجد ضالته في فتاة طويلة ونحيفة ولكنها لم تكن شرعية، وليس ذلك فحسب بل كانت تخرج بملابس شديدة الضيق لكنه رضي بها...
أنا لا أدري لماذا شعرت بهذه الحساسية الكبيرة اتجاه هذا الموضوع رغم أن هناك سبب واضح لأي شخص يتساءل لماذا لم يطلبوني وهو أنني أريد تكميل دراستي الجامعية لكن نظرات الناس وعيونهم كانت تقول عكس ذلك تماما لو أنني كنت قد انتهيت منها لما طلبوني هذا لسمنتي الزائدة...
أنا شديدة الحساسية بالنسبة لهذا الموضوع، أنا لم أحضر الزفاف لانشغالي بالدراسة وهذا العذر كان مقبولا لدى أقاربي( أقول ذلك لأنني فيما بعد احتاجه للتوضيح)
وأمي آه من أمي وهم أمي كانت تنظر إلي ولا يعجبها سمنتي على الإطلاق أنا شعرت بالإهانة كأنثى كيف هذا يرفضني أنا، وقالت لي أمي علي أن أنحف بشتى الوسائل... أخاه الذي بعده أيضا جاء ليخطب وأيضا خطب فتاة نحيفة... الألم الذي حدث لي بدأ بالازدياد ألم أشعر بأن سكينا تخرز قلبي يومها اضطررت لحضور حفل زفاف الأخ الآخر لأنه لم تكن لدي أي حجة وفي صالة الفرح جاءت أمي وقالت لي انظري الجميع ينظر إليك نظرات حزن كيف لفتاة لم تتعد العشرين تملك جسدا وكأنها أنجبت سبعة أطفال، قالت لي ذلك في وسط الحفل وكانت طوال الحفلة غاضبة علي والأدهى من ذلك أن أخوات العريس أصروا على أن أرقص، لقد رقصت بصورة مضحكة كنت غاضبة وخجلانة جدا، كنت أتمنى أن تنشق الأرض وتبلعني، فأنا حائرة بين إرضاء أقربائي وبين إخفاء نفسي الضخمة... وكنت دائما أنظر إلى شريط الفيديو لكي لا أخرج به ولكن وكأن الكاميرا اللعينة تعرف ذلك فتظهر لي صورة فقط لي ومن الخلف أظهر كأني أملك جسدا مرعبا بها فرجعت لمكاني وكان الحفل مختلط.
أشعر أن الجميع يسخر من سمنتي وكانت نظرات أمي القاتلة تقتلني.. أقول في نفسي لا تتحركي من مكانك ولكن لا أقدر أقربائي يريدون مني الوقوف إلى جانبهم ما شعرت به حينها أن الكل يمسك سكينا ويقوم بتمزيقي... علي أنا دائما التقديم أما أن آخذ فهذا حرام أريده.
لقد كنت مع كل نظرة من نظرات الناس القاتلة أموت ألف مرة أنا أيضا زعلانة من نفسي لماذا كل هذه الحساسية اتجاه هؤلاء الناس لماذا؟
دوما عندما نتجادل أنا وأمي بهذا الموضوع أخبرها أني غير مهتمة بما يقوله الناس عني وكأني أقول لها ما أتمنى أن أكون عليه.
بالمناسبة لا أدري.. أمي المسكينة فعلت المستحيل من أجل أن تصنع مني فتاة نحيفة لكن دون جدوى.. أنا دائما لدي في مخيلتي أنني لست سمينة وأنني نحيفة، عندما أنظر لنفسي بالمرآة أقول يا الله ما لهذه السمنة الفظيعة هل من المعقول أن هذه أنا؟ ثم أرجع لأقنع نفسي بأني أنحف من ذلك وأرجع لآكل وكأنني لا أعاني من السمنة.
إن ما حدث من أحداث في ذلك العرس وغيرهها من نظرات الناس السخيفة، كلما أتذكره أبصق على الأرض وأشعر بأني أريد أن أقتلهم...
صدقوني أنا لا أريد أن أربي حقدا بداخلي ولكنه فوق إرادتي... فوق إرادتي.
المشكلة أنهم كثيرو الاحتكاك بنا على الدوام وأنا لم أشعرهم بأي حال على شعرة من المشاعر الحزينة التي سببوها لي على الإطلاق... فهم إلى الآن لا يحبون السهر إلا عندنا ولا يحبون الجلوس إلا معي أقول في نفسي لهم اذهبوا لزوجات أخوتكم.. لماذا أنا متضايقة من نفسي أعرف أن التفكير بهذه الطريقة الأنانية لا يجوز لكنها مشاعر لا أستطيع السيطرة عليها أصبحت باختصار أكرههم ولا أطيقهم لكن لا أظهر لهم ذلك... وبالمناسبة زوجات أخوتهم أشعر بأنهم ينظرون إلي وكأنهن المنتصرات ولكن هناك من نظراتهم الغيرة القليلة لا أدري من ماذا؟؟
أنا بصراحة أريد طريقة لأشعر بأني راضية عن نفسي، لأشعر بأنهم هم الذين خسروني ولست أنا التي خسرتهم هؤلاء... أريد من يقول لي أنهم لا يستحقوني... تأتيني نوبات عندما أتذكرهم بأني أضرب يدي على الطاولة حتى وان آلمتني... تأتيني نوبات بأن أبصق على الأرض كلما تذكرت أحدا منهم... تأتيني نوبات بأن أتحدث مع نفسي ثم عندما أصل إلى نقطة يرتفع حديثي معها وأصرخ... أحلم دائما بذلك اليوم الذي أرجع فيه كرامتي التي هدرت؟
إن السمنة فعلت بي ما يفعله عدو مع عدوه الآخر.. إنها دمرت حياتي.. لا تقولوا لي أن أرضى بنفسي هكذا لأنه حتى لو رضيت لن أجد شخصا يرضى بي.. ولا أريد العيش وحيدة..
انظروا واجهت مع السمنة من الأعراض الاجتماعية التي يتعرض لها البدناء ما لم يواجه شخص على ما أظن السمنة... إن كل كلمة أو تعليق قالها لي أحدهم أذكرها لغاية الآن أذكر كلمة، كلمة مما قالوا عني.
الجميع يسخر أمي تقول لي أنت طيبة وجميلة لكن ينقصك أن تكوني نحيفة هذه الجملة المفضلة لدى الجميع. أصبح حلمي أن أصبح نحيفة.
لكن كما قلت لكم أنا سمينة.
لكن هناك شيء بداخلي يقول لي أنت نحيفة أظن أنني أعاني من إضطراب ما لذا قررت أن أكتب لكم.
أرجوكم أشعر بأنكم تعرفون ما أريد قوله من غير أن أتكلم سأترك لخيالك أن تصلوا بأبعد الحدود الأضرار التي عانيتها. وهناك شيء ما وهو أنني ألجأ للحلف بالله أن لا آكل وأرجع وآكل وأنا أعرف بأني مخطئة.
ثم اخترعت لنفسي أساليب للحلفان وهي أستغفر الله أن أشرك به أو أعبد الشيطان إن أكلت، وأنا من داخلي أحب الله ولا أشرك به إطلاقا.
وأرجو من الله أن يغفر لي أنا لجأت لذلك لأني علمت أن الله لا يغفر أن يشرك به فقلت أني أستحق ذلك إن أكلت ورجعت وأكلت..
لا تكرهوني أرجوكم من أجل ذلك فأنا مؤمنة بقلبي لكن سمنتي مشكلة حياتي.
آسفة جدا لإزعاجكم لكن أرجوكم أخبروني ماذا أفعل؟
لا يوجد لي بريد الكتروني... ألفّته لكي تصلكم مشكلتي سامحوني...
30/12/2005
رد المستشار
السلام عليكم
أهلا بك لن نزعل منك بالتأكيد فسلوكك غير ناضج بشكل كافي بعد وهذا ما يجب التركيز عليه أقصد اكتساب المزيد من النضج وهو ما سيحل معظم مشاكلك.
تبالغين في أمر وهو تفسير سلوك ونظرات الآخرين وهو أمر غير صحيح عقليا ولا جائز شرعا ومرفوض علميا ما رأيك؟؟ الاعتماد على تفسير سلوك الآخرين شكل من أشكال اضطراب التفكير وهو أمر أكثر أهمية من شكلك أو سمنتك فمهما نقص وزنك لن تسعدي ما لم تعدلي طريقة تفكيرك, أساليب التفكير غير السوية تسبب اضطرابات أكثر أهمية من السمنة فكما تعرفين حتى الرسول عليه الصلاة والسلام قال بأنه لم يؤمر بشق قلوب الناس أي لا يستطيع ولم تكن له صلاحية بأن يعرف ما في قلوبهم ولا تفكيرهم فكيف تجزمين بأنك كنت الخيار المناسب لولا سمنتك؟؟
كيف ترين من نظرات الناس السخرية؟؟
أنت ترين في نظراتهم فكرتك السيئة عن نفسك لمجرد أنك سمينة ولن أجادلك في قيمة المظهر ولكن سأذكرك بأن مظهر الإنسان أسرع الأشياء تغييرا سواء إيجابا أو سلبا, ليست مشكلتك وزنك بل سأسرد لك مشكلاتك:
تفسرين سلوك الناس وهذا خطأ فتقولين شعرت بنظراتهم بأنهم كانوا لخطبوك لولا سمنتك فما أدراك بأن ما لم يعجبهم هو لونك أو شخصيتك أو سنك أو دراستك ؟؟ولكن لأنك أنت ترين أن سمنتك نقطة ضعفك تظنين أن الناس جميعا تراها كذلك وهذا غير صحيح فالقيم الجمالية مختلفة وما زالت موريتانيا تسعى لتسمين بناتها كي يتزوجن وأقرئي من على إسلام أو لاين هذا الموضوع.
تصرين على أن تجري الأمور كما تريدين طوال الوقت وهذا خطأ فتقولين أنك لن تسعدي ما لم تصبحي نحيفة وهذا غير صحيح فليس كل النحيفات سعيدات. حزينة لاختيارهم غيرك ومن قال بأن السعادة هي الزواج من هذا الشخص؟؟ فها أنت ترين نظرات حزينة في عيون الزوجات المختارات, ومن قال بأن كل المتزوجات سعيدات تصفحي المشكلات الاجتماعية.
تقولين أنك لن تجدي من يقبل بك وأنت لا تستطيعين العيش وحيدة وهذا خطأ, فاختيار شريك الحياة له مطالب كثيرة الجمال واحد منها وإن قلت بأنه الغالب لن أناقشك ولكن يبقى هناك قضية الاختلاف في تقييم الناس واختلاف طرق تفكيرهم ورغباتهم, ستتزوجين إن شاء الله وإن لم يشأ فلا تستطيعين تغيير مشيئته, من قال بأنك ستكونين وحيدة إن لم تتزوجي!! أين الأهل والأصدقاء والأهداف الباقية في الحياة والطموح؟؟ تذكري دائما بأن الله رحمان رحيم حين يقضي على إنسان بأمر ما فأنه يعينه عليه.
تساوين بين حب الناس ورغبتك بالرشاقة وحب الله ورسوله وهذا خطأ فلو أحبك كل الناس لم ينفعوك بما لم يكتبه الله لك وإن كرهك كل أهل الأرض لن يمنعوا عنك خير كتبه الله لك فعندما تريدين أمرا فاطلبيه من الرزاق القادر على تسخير الأسباب فالناس مثلك ضعاف ولا حول لهم ولا قوة.
هذه بعض النقاط التي يجب أن تعملي على التفكير في كيفية تعديلها أكثر من وزنك فأنا لم أتطرق لميلك للإنكار عندما ترفضين صورتك في المرآة, فزيادة وزنك غالبا ناتجة عن عادات غذائية سيئة يسهل تغييرها ولكن يجب أن تعرفي أن تدني ثقتك بنفسك والطريقة السلبية التي تنظرين بها لنفسك بأنك مجرد جسد مسئولة أيضا عن ضيقك الذي يدفعك للأكل كطريقة للتعويض.
أما عن الشخص الملتزم الذي اختار فتاة غير ملتزمة لمجرد جمالها فهذا شكل من أشكال التناقض الذي تعيشه مجتمعاتنا ورجالنا جزء منها فالدين لله والمرأة للدنيا ولذا ترينه متدينا وزوجته سافرة, وأنت أيضا صورة من هذا التناقض حين تساوين بين محبة الله ورغباتك الدنيوية فأنت تسبين الله لتحققي هدفا دنيويا أي إنقاص وزنك وهو اختار زوجة غير متدينة ليرضى رغباته بجمالها, ولكن تذكري أن كل منا مسئول فقط عن سلوكه وخياراته فهو حر في اختياره وأنت موضوعنا بطرق تفكيرك وبعلاقتك بجسدك وأقرئي ما كتب من على الموقع من مقالات عن البدانة.
ويضيف الدكتور وائل أبو هندي الابنة العزيزة أهلا وسهلا بك على مجانين وألف شكرٍ على ثقتك، وعلى صبرك علينا حتى نرد، ليست لدي إضافة بعد ما تفضلت به مجيبتك الدكتورة حنان طقش غير إحالتك إلى بعض المشكلات من على استشارات مجانين إضافة إلى ما أحالتك له مجيبتك الدكتورة حنان على باب البدانة والنحافة:
فخ الصورة : أول الملف ، م
السيلوليت (تغمز الجلد) : عبادة الصورة؟
كذبٌ واكتئابٌ داخلي : في عبادة الصورة
أولا لا تعبدي الصورة وثانيا تابعينا
هاجس البدانة والزواج هل تساعدونني م
هاجس البدانة والزواج هل تساعدونني مشاركة2
البدانة ليست ذنبا:
اكتئاب وبدانة وأشياء أخرى
البدانة و الحالة النفسية
أتمنى أن أكون قد أضفت لك ما يجيب عن تساؤلاتك وأنصحك بأن تتبعي برنامجنا لتطبيع العلاقة مع الأكل والجسد، وأن تبحثي عن طبيب نفسي يستطيع تقديم العلاج المعرفي اللازم لك، وتابعينا بأخبارك.
ويتبع >>>>>>>> : أسيرة الفكرة والصورة مشاركة