i wanna recommaned
بسم الله الرحمن الرحيم
رهابي
"لَا بُدَ ِلمَنْ يَقْرَأُ لِيْ أَنْ يَعْرِفَ كَيْفَ يَتَنَفٌسُ هَوَاْءَ كِتَابَاتِيْ، أَنْ يَعِيْ بِأَنَهُ هَوَاْءُ ُمْرَتفَعَاْتٍ, إِنْ لَمْ يَكُنْ قَادِرَاً عَلَيْهِ قَتَلَهُ" نيتشه !!
منذ شهور وأنا أتقدم وأتراجع عن كتابة هذا الموضوع وأفكر في البداية والنهاية ... ليس لأن الموضوع صعبٌ لا يطرق... بل إن لدي الثقة في أنني أملك من أدوات اللغة (وأنا الذي أقرأ ما ينيف على 4 ساعات يومياً) ما يجعلني أستطيع أن أخاطبكم وأن أنقل لكم وجهة نظر تلج في مخيلتي يستحثها واقعٌ نعيش مآسيه ومصائب نفسية تدمي قلوبنا ليل نهار!!
أصطدم أحياناً وللحظات مع بعض الأفكار حين أنسجها فأحاول جاهداً قتلها في مهدها ولكنها تصرخ في داخلي وتؤرقني بعلامات استفهام لا بداية لها ولا نهاية ... فأقلب جداول أفكاري وأبحث في أنهار المعرفة ... لأفاجئ بأسئلةٍ مدببة أبت إلا أن تخرج :
(ما الذي أزرى بنا نحن من دون البشر لنصاب بهذه المشكلة أو تلكم المصيبة ... هل كنا نحن الملومين ... كيف ... متى ... أين ... لماذا ....)
لا أخفيكم أن أيام مضت وأسابيع ازدلفت، بل سنوات من عمري انصرمت وأنا أُمنّي نفسي بانقضاء المشكلة وزوال العارض, لم أتخيل في يومٍ من الأيام أن هذا العارض- الذي سيحيل حياتي في بعض المواقف إلى جحيم لا يطاق ولحظات ضعفٍ تتمنى معها أن باطن الأرض حينها أفضل من أعلاها- ما هو في حقيقته إلا مرض قد ضرب بأطنابه في عقلي الباطن !!
يقال بأن لا شيء أخطر في عالم الطب من انحباس الخراجات في جيوب عميقة معزولة، ولا أصلح (للعوارض النفسية) من التنفس للخارج فيتحرر المرء من عقال.
¬¬¬¬
ولكن كيف؟؟ إذا كان (الإيدز AIDS) أو مرض (فقد المناعة المكتسب) في الطب السريري يعني مرض الأمراض فإن الطب النفسي ليس عنه ببعيد إذ يمكن أن يصاب بما أسميه (الإيدز النفسي) ويتعرض لمرض (فقد المناعة ضد المواقف المحرجة)؟
وإن كانت (الوحدات) الإمراضية في علم الطب الإكلينيكي هي الفايروس والجرثوم. فإن الوحدات في الأمراض النفسية الاجتماعية هي (الأفكار والعوائد) كما اصطلح ابن تيمية على تسميتها وما تزيدنا المشكلات غير تتبير!!!
يا إلهي ... من أين أبدأ ؟؟
رجل في 27 من عمره ... خريج جامعي ... أعزب أصغر إخوته وضعه المالي جيد جداً ... يجيد اللغة الإنكليزية نوعاً ما ... لديه العديد من الدورات في مجال تطوير الذات والإلقاء وفن مواجهة الجمهور بالإضافة إلى دورات تخصصية أخذها جميعاً على حسابه الخاص فهو يؤمن بأن التدريب استثمار ... يتولى منصب حكومي متوسط ... يقود زملاءه بأكملهم في العمل ... جل العمل على رأسه ... رئيسه يزعم بأنه قيادي ... تلقى عروض للعمل في القطاع الخاص ... صدامي ... يدير دفة الحوارات الفكرية والشرعية ويسحق مخالفيه ... حديثه لا يمل كذا زعم مُنصِتوه ... مثقف كذا قال عنه مريدوه ... وضعه الطبيعي ليس في عمله الذي يقتل المواهب كذا صارحه محبوه!!
لكأني ألمح علامات التعجب تحوم بشكل هستيري على رأسك!!
إذاً ما الذي أتى بك إلى هذا المنتدى ؟!!؟ بل ما الذي يحدوك إلى إكلال أعيننا بقراءة تُرهاتك أو الصبر على الشوفينية التي تَقْطُرُ من مقالتك ؟؟؟؟
** الرهاب الاجتماعي **
من السهل أن يبدو أحدنا كقديس يتحمل الآلام فذاك لا يحتاج سوى إلى وادي من الدموع، وهو برزخ طالما مررنا به، ولكن إلى متى نخدع أنفسنا ونرشق الآخرين بالتهم، حتى متى ندعي أننا الأصحاء والعيب كل العيب في المجتمع!!
أنا الآن أُلْهِبُ ظهري قبل أن أجلد أقفيتكم .. فلكل امرئ ما اكتسب من الإثم ؟!!
قال أحد الحكماء: "تستطيع أن تخدع نفسك بعض الوقت، ولكنك لن تقدر أن تواصل هذه اللعبة كل الوقت!"
أنت بالتأكيد لا تستطيع العيش دون أن يكون هناك بحرٌ يُخاض فيه , ولا عدو يُصاوَل ... أنت غير قادر على العيش دون افتعال معارك , وتجييش أعداء فرضى الناس غاية لا تدرك كذا قيل ؟!!
العقلاء هم فقط القادرون على النظر للمواقف أياً كانت دون تشنج, لا يتبرأون منها ولا ينسجون على منوالها.
إنَّ تجريم المجتمع ولعنه هو سوء استخدام لسلطة العقل وقيمه وحقائقه, وهو إن صح التعبير نوع اعتساف بأثر رجعي, كمن يحاكم الآخرين محاكمة عسكرية من أجل القتل فقط وبسرعة! هل عبَّرتُ عما بداخلكم معاشر الرهابيين ؟؟! إذاً فلتعلموا أن هذه الأفكار لم تأت من فراغ، بل هي قابعة في جيوب ومخابيء ثقافتنا نحن الرهابيون ألغاماً قابلة للانفجار ... كامنة كالفايروس (الذي نعاني منه) .... تظهر أحياناً وتختفي ردحاً من الدهر!!!
أفكاري التي أثارت دهشتكم هي ما تحاول ذواتكم أن تسمعكم حسيسها علَّكم أن تفهموا!! وببساطه .. الأفكار وإن طال بها العهد لا تموت .. لأن لها طبيعة معاندة ثنائية فقد تموت في تربة قاحلة لتستعيد حيويتها في تربة ملائمة!! ما يعنيني أنا وأنتم على حدٍ سواء تجفيف هذه المنابع كخطوة أولى للعلاج !! "ليس هناك أبغض على النفس من الانتقاد ولا تَسْكُرُ النفس بخمرٍ كالثناء"
المصارحة هي أولى أنماط العلاج التي سأتناولها .. فثقافة التربيت على الأكتاف كلٌ يُحسنها ... وكلُ أحد حتى جدتي التي لم يتبقى في فمها سوى سن واحد تستطيع الطبطبة على رأسي وإعداد وجبة (تصبيره!!) من النصائح التي لا تغني ولا تسمن من جوع!! ولست اليوم في معرض ممارسة هذا الفن من الثقافة معكم حتى وإن كان هذا النسق شائعاً في مجتمعك!! فإن عدداً محدوداً جدا من الناس هم الذين يستطيعون الإفلات من قبضة (الثقافات السائدة) وهؤلاء هم قادة التطور في كل العصور والمجتمعات كافة ... وهو عينه ما دفع المفكر الجزائري "مالك بن نبي" رحمه الله في محاولاتٍ دؤوبة لتشخيص حالة الضعف التي تعتور عقلية المسلمين في هذا العـصر، فانتهى إلى أن من جملة الأدواء التي أصابت الأمة في مقتل، ما أسماه بـ "ذهان السهولة"؟!!
• مرض السهولة في تطبيق عملي:
تستبد بكم (ساعة) حزن، فتقفز إلى أذهانكم فوراً (لحظات) الصفاء . تهجم عليكم جيوش الأسى، فتهرعون مباشرة إلى ذاكرتكم، تفتشون عن بقايا فرح ؟!! ماذا تصنعون حينما تصفع ناظريكم مشاهد الألم وألم المشاهد؟ إحراج المواقف والمواقف المحرجة؟ تبحثون عن السعادة قطعاً، لتسكنوا من أنفسكم الثائرة، وتضمدوا جراحكم !!
حلول مسكنة مخدرة مغيبة للعقل البشري هازئةً به كما يقول علي الوردي رحمه الله في (مهزلة العقل البشري)، قاتلة للتحفيز، كل ما تطلبه منك .. أحلامُ يقظةٍ تهرب منها إليها ؟! فإن قائل إن الألم لا يمزق سكينة النفس فقط، بل يتوغل في عمق الذات مسخاً، وتشويهاً وتحطيماً ...
فسأجيبه بأن :
السنن الكونية قضت بأن المَشَاْهِدَ تدعو عكسها ،، هذا ما أؤمن به على الأقل.
تأملوا المشهد التالي ، الذي قفز إلى خاطري ، وأنا أرى (نفسي):
• تحضر مناسبة اجتماعية ما، ثم تتوجه إليك الأنظار وتسألك عن سبب غيابك في المرات السابقة, تحار في الجواب .. تبلع ريقك, كأنك أمام اختبار مصيري, رغم أنه لو طلب منك الحديث عن أي موضوع في مقابل أن يسكت الآخرون لما استنكفت عن ذلك ؟؟؟ تناقض!!
• تتهرب من اجتماع متكرر ؟؟ رغم أن وجودك محوري كما يـزعم حاضروه ؟؟ والعجيب أنك حيناً تكون أسداً هصوراً فتحضر الاجتماع ... وحيناً تكون أرنباً رعديداً فتهرب منه بشتى الأعذار ؟؟؟
• أصدقاؤك وزملاؤك لا يمكنهم بحال من الأحوال تصديق إصابتك بالرهاب كيف وأنت الصدامي ؟؟؟ ولكنهم يحارون بلحظاتٍ تحمر فيها وجنتاك فيضيق صدرك ولا ينطلق لسانك ؟
• تخرج في نزهة سمتها الغالبة الضحك وعمل المقالب، تتفاعل وتضحك بكل براءة الأطفال في قلبك، ولكن... إذا حان دورك فإن أكلة الجبناء المفضلة هي الصمت الذي يتدثر بالحكمة!!
• تتولى الإمامة في أكثر من مسجد وتؤم المصلين بلا أدنى حرج، ثم تلتفت إليهم بعد الصلاة وتُحِدُ النظر في عين كل واحد منهم وأنت منبسط الأسارير ثابت الجنان، ولكن .. لينـاقشك أحـدهم على مرأى مـن الأشهاد لتبدأ الألـوان في الظهور والعـرق بالتصبب في آيةٍ عجيبةٍ مـن آيات الله ؟
لست مبالغاً إن قلت بأنك مررت بهذه المواقف جُلُهَا، نعم أنت ... أنت يا من تقرأ هذه الأسطر ولو حلفتُ على ذلك لما حَنَثْت ؟ إذا اتفقنا على هذه الجزئية ومررناها كما جاءت فما الذي تفعله عندما تتعرض لما سبق ؟؟؟!؟
## ( فلاش باك ) ##
أسلوب سينمائي يعمد فيه المخرج إلى الصور المتداعية المتناقضة بشكل متوالي، متباين السرعة، يهدف من خلاله إلى إبراز الأحداث بطريقة الخطوة خطوة (Step by step) وأفضل ما يجسد التقنية التي نتحدث عنها فيلم (Memento) هذا الأسلوب وإن كان غير مفهوم في اللحظة الآنية للمشاهدة إلا أنه يحقق للمخرج ما يريد من جماهيرية وذلك لما يطرحه من ارتباك يجعل المشاهد في حيرةٍ من عقله أول الأمر ليكتشف في النهاية كم كان ساذجاً!! مع الأسف أنه في الوقت الذي أفلح فيه هؤلاء المخرجون في ترجمة مشاعرهم... إذ بنا نتحول إلى مجرد "باعة للأوهام" المشتري والبائع فيه هو الذات!!
لن أقول لك كما قال فولتير أحد أقطاب الفكر العلماني وواحد من أبرز فلاسفـة فرنسا: (تستطيع أن تحكم على الرجل من أسئلته، أكثر مِن أن تحكم عليه من أجوبته)
كلا ... إني أسألك وأنا هناك ... على الضفة الأخرى .... من النهر ... تتقاذفني القوارب الشراعية في بحر متلاطم من عتاب (أو عِذاب ... الأمر سيان) كلماتك ... لا أملك معها إلا الرُسُوّ ... على أرصفة المنتدى ... لأنتظر الجواب !!!!
لماذا يتكلم الجميع ويفصلون حياتنا على أمزجتهم ؟ لماذا نظل عاجزين عن قول الحق ؟.
لماذا لم نتمكن من تجديد عوالم فكرنا وتغيير واقعنا ؟
لماذا نعجز عن امتلاك آلية الكبح والجمح إلى الحدود التي نريد ؟
لماذا نعمد إلى أبسط الحلول (أحلام اليقظة) ؟؟
أللعقل الجمعي علاقة بذلك ؟ هل لغياب الضمير النقدي صلة مريبة بموضوعنا ؟
مرارة الأجوبة المبتسرة تفرض حتماً عليّ أن أكشف الغطاء عن ممارساتنا السطحية الهشة التي نواجه بها المشاكل !!
نهرب من الموقف ولا نحاول تأمله، نزعم لأنفسنا بطولات وهمية على غرار دون كيشوت وطواحينه الهوائية !!
المزيد مع الأسف من ترياق (لو) ؟!!
من يجرؤ على نسيان قصة مرج أصحاب الأديب الروسي "ليو تولستوي" الذين نصحهم "الفيلسوف" بجزّ العشب من جذوره بدلاً من قصقصة أوراقه, فالقصقصة تدفع لنمو أكبر للعشب ؟ ... لقد شتموه وهزؤا به، ووصفوه بكل الأوصاف القبيحة، وروَّجوا عنه أنَّه يأمر إلزاماً بجزّ العشب من جذوره, دون أنْ يذكروا النصيحة كاملة تامةً غير منقوصة" بدلاً من قصقصة أوراقه, فالقصقصة تدفع لنمو أكبر للعشب " ... تجاهلوها ... ماذا كانت النتيجة : مزيد من العشب ... مزيد من القصقصة ... ومزيد من الخجل من قولة " لو " !
صدق من قال بأن : " المجتمعات الكبيرة لا تحب الحقيقة , فالحقيقة العارية تُعامل كمادة ثوريَّة تستحق الشنق ! "
إذاً ما الحل ؟
كيف نَخْرُجْ من ربقة الوهم المصاحب لنا والذي سيظل أقوى - في الغالب - من الواقع السيء ؟؟
عزيزي الرهابي ..
أيرضيك أن أشجيك بقولي :
معي أغرودة حزينة لمظلومين لم يتعودوا الشكوى لولا فيضان القلب ... ولم يجربوا البكاء لولا امتلاء العين ...
هل أحدثك عن شيء من سخرية الأحداث ... والأنفس ... والحياة ؟
نعم سأسردها عليك ... ولكن ..
كل ما أطلبه منك ... إطراقة رأس ... سَرِّح بعدها الفكر ... ودع قوارب الذاكرة تبحر في لجة هذه اللمسات ...
لمساتُ جرَّاح ماهر يضع يده على مكمن الألم
ليعرف الداء ... ويصف الدواء !!!
تأكد بأنك بعد قراءتها
ستعرج أيها "الجسد" إلى برجك ... وتدع طيفك ينداح في مجرة هائلة ... ليتشظى بين نجوم ما تراه لا ما تسمعه !!!!
لتفهم ما أقول
حسبك ... أن تغمض عينيك وتقرأ ما أكتب !!!!
اللمسة الأولى :
ما لي أراك بهذه النفسيَّة المأزومة .. نعم للانبهار بالآخر المنتصر القوي ولكن .. لا للسقوط في أحضان شخصيته ...
إن من أبسط حقوقي عليك أن أتساءل أما كانت السنوات والأيام كافية لإحداث نقلة في التفكير، ومراجعة للذات، وطرح مغاير يضع كل المتغيرات والمستجدات في الحسبان، ومبضع حكيم يضع الإصبع على الجرح ويقول :
هاهنا .. نعم هاهنا يا قوم والله مكمن البلاء...."؟
هل كنت أيها "الجسد" تشعر أن هناك أزمة في التفكير؟؟؟؟
هل كنت تشعر بذلك ؟؟؟؟؟
إذاً لم اتشحت إجاباتك باتهام الممارسات، وتبرئة الأفكار والمثاليات والتي انعجن فيها العزة والإثم والعادة والمقـدس، بتفسيراتك النـورانية ؟؟
عفواً !!!!
ولكن بدت لي إجاباتك وكأنها علبت منذ سنوات وأعدت وجهزت فلكل الأسئلة إجابات ناجزة .. متعالية على الزمان والمكان .. لا تتأثر بالظروف .. ولا يبليها تقلب الليل والنهار .. هي للمطلق وفي المطلق تعيش ...
لم تحاول على الإطلاق أن تمعن النظر وتفكر وتتأمل ...
لم تقف ولو للحظة أمام قولي لك :
تمعن ... وتفكر ... ولكن احذر أن يرتد البصر إليك حسيرا !!!
اللمسة الثانية :
هل سبق لك أن جلست على صخرة ... ودليَّت رجليك في الماء ... تركت خلالها البصر يذهب بعيداً بعيدا ... ليس للتفكير .. بل للخواء الفكري الذي تعيشه تلك اللحظة !!!
هذا هو عين ما انتابني ...
حقيقة .... لا أعرف السبب الذي جعلني أستعيد قول ذلك الروائي بأن "أمراضنا العلمية والعقلية والنفسية تكمن في: (عدم الاعتراف بالخطأ أو ما يـسمى العزة بالإثم)"
الخلاف الحالي بيني وبينك ... ما حقيقته إلا ... كسلسلة ذرعها سبعون ذراعاً
حاولت مراراً وتكراراً أن أكسر قيدها وأفك أغلالها !!
نعم .. أعترف بشجاعة
ها أنذا أعلنها بكل صراحة
خانني التعبير مرة
وتعثرت بي الخطى مرات !!
نعم قسوت عليك في حروفي التي سطرتها لك
ولكن ....
أتراني حين أسخر منك .. وأشمت بمنطقك .. وأتهكم بعجيب أفعالك .. وأصورك بما يوضح فساد وتهافت كل ما سبق .. فأنا أتشفى منك أو أدافع عن نفسي ..؟
كلا جسدي الفاضل ..
أنا لا يهمني الإعلان عن انتصاري أو هزيمتك .... كلا ... إن ما يعنيني أن أهز ضميرك من الداخل وأختبره على أرض الواقع ..
كنت أريدك أن تعلم بأن أنفي زكِمَ من (مواقفك التَسَكُعِية الانهزامية)!!!!
لا يعنيني أبداً أن ترغد أو تزبد
لأنك إن كنت تظن بأن الحوار والاختلاف ... والتساؤل المر .. ضرباً من ضروب الحرب
فستجدني حينها محارباً .... صلباً .... وستعلم آنذاك .... أن في بني عمك رِمَاح !!!!
أما إن كنت تعتقد بأن كشف أخطاء الماضي جهاد، لأنه لا يمكن إصلاح الحاضر إلا بهذا الكشف للأخطاء المحورية
فالتفت حينها عن يمينك ... ستجد مقاتلاً ... لا تلين له قناة ... محارب يعاملك تماماً كما الفارس للفارس
قد أطعنك وتسقط !!!!
ولكني حتماً سأمد إليك يدي لتكمل معي المشوار
مشوار الرهاب فأنا مريض مثلك تماماً ؟!؟!؟!!!
اللمسة الثالثة والأخيرة :
كثيرة و مؤلمة هي السنوات التي أنفقتها في انتظار شجاعتك ... في انتظار قدري معك .. في انتظار مواجهة ما خطر ببالي أن تكون مواجهة صامتة في كل لحظة ..
فإن غضبت فأنا متفهم أن هذا غيض مما اعتلاك ... واعتراك ... وأنك لا بد أن تبدو بحال أكثر توثباً ... لأنك حتماً ... تسير باتجاه انحدار ما ... منحدر غريق يطلق صرخته ... وقد وجد نفسه وسط العباب
تتقاذف سفينة نجاته الأمواج
ليتلذذ
ببعض السقوط وعبقرية .. الوثبة كما يقول كاتبنا الفواح ....!!
ولكن ليس هذا وقت الخطب أو المراوغة أو الترغيب والأماني
كلا ...
ما أريده وتريده حتماً
هو الحل الناجع والعلاج المبرئ
لن ألتفت إلى الماضي أبداً !!!
صحيح أن تراثي مثقل بأخطائك (ثقيلة الوزن)
وبأني في كل مرة كنت أقف موقف الدفاع منك ... وأسوار مدينتي منذ ذلك الوقت تتعرض لهجوم متواصل على مر الأيام.... ولذا فإنك ستلحظ من اليوم خبرتي في (حفر الخنادق) وتقوية خطوط الدفاع.
كل هذه الخبرة المرة
سأطرحها خلف ظهري
هناك
إلى حيث اللا رجعة !!!!
علَ هذا أن يكون بالنسبة إليك
كمنارة نجاة تلوح لمحياك
من بعيد ....
على شاطئ الأمل !!!
قديماً قال ديستوفسكي: "إن البشرية تتطهر عبر آلام الأمة الروسية التي تتحمل من العذابات والآلام مالا يتحمله مجتمع أو أمة من الأمم" وأنا أقول صدق ديستوفيسكي وهو كذوب !!!
إن أي مشكلة لا يمكن أن تصل لمرحلة الكمال إلا بالمرور بما يسمى عنق الزجاجة ... أو مفترق طرق ... أو سمها إن شئت ... قناعات تصادمية !!!!
إن كنت أخطأت في حقك
فلأنك حين تريد الكتابة عن أناس عشت معهم .. عن نفثات الذكر ودعاء السحر، وزجل التسبيح، ونقاء السريرة، وبساطة العيش ..
حسبك حينها ..أن الحياد والموضوعية ضرب من المحال.
قد تقول: (إن كنت أنا أحدثت ثلمة بكلامي فأنت أحدثت جرحاً نازفاً وفجوة عميقة).
وأنا أقول :
أنا أعلم أن في رسالتي (الصرخة) المدوية ما يؤلم ويزعج، ولكن .. حسبي وعذري أن الحقيقة مرة، وإن الحال قد أمسى مما لا ينفع في علاجه الترفق أو الإيماء أو تقديم رجل وتأخير أخرى.
لقد وضعت يدي على قلبك وعصرته حتى الرمق الأخير لأخرج الداء ... وتصف لي ترياق ... العلاج !!!
عزيزي .. ها أنذا ... أمد يداً .. أصافحك .. ولو (شبحاًً) بعد عين .. ! فوطأة الصمت .. وغربة الحلم .. وأشباح السنين .. تشعل حرائق الحسرة .. وليس ثمة مهرب ..
عزيزي
لا تنس حينها أن تشح بوجهك !!! فسأكون هناك عند أسوار مدينتي !!!! واقفاً على شاطئ من نهر الصداقة .. (ما تنفك أمواج الأحداث تغسله موجة موجة) ... منتظراً صديقاً ... كنت معه يوماً، ليـأتي من (رحم التاريخ) ... روحا رهابية تخاطب الجسد في لحظات النزع الأخير ..!؟!!!
فمن يمنحنا يده لينقذنا... ويهبنا الجسد؟؟
31/12/2005
رد المستشار
الأخ العزيز أهلا وسهلا بك على مجانين، وعلى موقع المستشار أيضًا فقد أرسلت إفادتك هذه لمجانين بتاريخ 31/12/2005، أو ربما قبله، عبر بريد المشاركات لأننا لا نستقبل الاستشارات إلا في مواعيد محددة، وإفادتك هذه وصلتني في التاريخ المذكور عبر مجانين، ثم فوجئت بها مرسلة لي عبر موقع المستشار بتاريخ 5/1/2006، ما شاء الله، وهكذا كنت وأنا أقرأ إفادتك متوقعا أن ألمح مشكلة رهاب اجتماعي ربما شديدة بعض الشيء، لكنني أعترف أنني وجدت شيئا مختلفا حياك الله، فما أرسلته هو صنف أدبي جميل أقترح عليك أن نقسمه إلى أجزاء ونجعلها مدونات تصلح للنشر، واضح بالفعل أنك تمتلك كثيرا من ألفاظ اللغة ومن الاستعارات البلاغية ولعل هذا نموذجا على ما تفرزه المعاناة النفسية من إبداعات.
أهلا بك إذن ولكن ألا ترى أنك لم تفعل أكثر من الوصف الأدبي الراقي؟ لكنك بمنتهى الصدق لم تجعلنا نستطيع أخذ انطباع أكثر من انطباعنا بأنك فنان أفرزه صدق المعاناة، أما كونك رهابيا فأمرٌ أحتاج فيه كطبيب نفسي لما هو أهم من كل ذلك وهو أن أسمع أو أقرأ شكواك محددة ومباشرة، وليس في قطعة أدبية أبدًا وإلا لصح أن نعتبر المبدعين جميعا مرض نفسيين.
وبصراحة وكي لا أبخسك حقك في الرد أنا لم ألمس في سطورك غير أنك تعطي مثالا واضحا على ما يجول في ذهني وأنا أعالج مرضاي من الرهابيين من تساؤلات حول مدى صدق المفاهيم التي نفهم بها الرهاب الاجتماعي وهل هي حقيقة تحمل قدرة تفسيرية عالية لأسباب معاناة الناس من أعراض الرهاب، بمعنى آخر هل فعلا أسبابه هي أمورٌ تتعلق بالتنشئة وطبيعة المجتمع؟
وأن أصحاب الشخصيات القلقة أو ذوي سمات الشخصية القلقة هم أكثر تعرضا له، حقيقة الأمر أنني وجدت تناقضا كالذي تصفه فتح الله عليك في أعراض كثيرٍ من الرهابيين، ولكنني كنت أكتشفه بنفسي في كلام مريضي وحين أواجه به نضطرُ أنا وهو إلى شيء من التبرير أو التفسير، ويشغلني التساؤل، لكنني أنجح بفضل الله في مساعدة المريض ببعض أساليب العلاج المعرفي السلوكي التي تناسبه، لكنني أفكر كثيرا في ذلك التناقض الموجود أحيانا في أعراض الرهابيين، وأحسب أن مفاهيم أخرى عن الأسباب قد تكونُ أفيد في ثقافتنا، ولعلني أكتب يوما في ذلك.
واقرأ من على صفحة مشاكل وحلول للشباب ، مشكلة الرهاب بين المهابة والمواجهة!، وأما ما أريده منك فهو أن تخبرني بشيء عن القصة الحقيقية لمعاناتك مقللا ما استطعت من التشبيهات والإسهاب والإطناب علني أستطيع التعامل مع النص كنص من مريض لا من مبدع، أهلا بك.