السلام عليكم دكتور وائل
تحياتي لك من القدس المحتلة، سيدي الفاضل، كل صباح أتصفح موقعكم المجنون دوما بالاستشارات الواردة إليه بشتى المواضيع
اليوم لفت انتباهي تلك المشكلة والمتعلقة بـ هل يوجد حب عن طريق الإنترنت؟ لن أقول أن إجابتكم سلبية أنت ومشاركينا الكرام
ولكن أتعلم سيدي الفاضل أن نسبة العنوسة هنا بفلسطين أصبحت كبيرة جدا بحكم الوضع الذي نعاني منه،الاحتلال الفقر البطالة،الشروط التعجيزية
هذا سبب قد يكون وراء تشجيعي لمثل هذه الوسيلة (الزواج عن طريق الانترنت وليس الحب عن طريق الإنترنت أعتقد أن المعنيين مختلفان صحيح؟)
ثم سيدي قديما كان الزوجان يتزوجان بدون سابق معرفة بينهما،ثم قليلا أصبحت الفتاة لها الحق برؤية العريس ثم بعدها بقليل أصبح هناك بإمكان الفتاة أن تجلس معه وتتحدث،ثم قليلا أصبح هناك إمكانية لجعل الفتاة إحضار زميل لها سواء بالدارسة أو العمل لخطبتها،ثم قليل نرى بسماح الوالدين للفتاة أو الشاب بالمصادقة ثم إن وجدا أن بإمكانهما أو توافقت أفكارهما مع بعض بالزواج والأهل بطبيعة الحال يرحبون،فلماذا الآن نضع العقبات أمام التعرف عن طريق الانترنت أليس بإمكاننا اعتبارها كتلك الخاطبة التي تأتينا للبيت وترشح لنا فلان وفلانة وهكذا؟؟؟
سيدي الظروف التي نمر بها هنا بفلسطين صعبة جدا ونسبة العنوسة كبيرة جدا جدا
فما رأيك باستخدامنا الانترنت للعثور على زوج المستقبل لكن بالطريقة الصحية والشرعية؟؟؟
تحياتي لك من هنا من القدس المحتلة
نارمين
17/12/2005
رد المستشار
تحياتي لك وسلام الله ورحمته وبركاته أهلا بك يا ابنتي، تشيع العنوسة في بلادنا كلها وليس فقط في فلسطين مع الأسف لأسباب عديدة متنوعة منها مثلا أن بناتنا تطورن كثيرا وشبابنا إلى حد كبير لم يتطوروا بنفس القدر، ولأن مُتطلبات الزواج أيضًا تضخمت بحيث لم تعد بمقدور الفئة الأعرض من الشباب.
كذلك فإن الشاب الذي يتبع الطريق الأكاديمي الذي يبني فيه نفسه معرفيا بحيث يكون شابا مناسبا من الناحية الثقافية والمعرفية هذا الشاب مع الأسف لا يكونُ مناسبا من الناحية المادية وبالتالي فإن القادرين على الزواج من الشباب غالبا غير مناسبين لبناتنا المتطورات ذهنيا ومعرفيا، أتمنى أن يكونَ المعنى واضحا، وبالطبع هناك ظروف خاصة لكل مجتمع من مجتمعاتنا يضيق المقام هنا عن الإلمام بها.
ولكن ألا ترين أننا في الأصل لم نكن مختلفين وأنني ومن شاركوا معي تكلمنا عن الحب عبر النت ولم نتكلم عن الزواج عبر الإنترنت، وكلامنا أصلا لشريحة من البنات العربيات الطيبات -وشريحة من الشباب العرب الطيبين أيضًا-، وإن كُنا نرى الضحايا من البنات أكثر، لأن البنت غالبا ما تحيط علاقتها بسرية أكثر من الولد وهو ما يجعلها أكثر عرضة للخديعة.
نحن لا نرفض فكرة التعارف عبر الإنترنت بل نحبذها شريطة أن تكونَ فيما يفيد، وبشرط آخر هو الأهم وهو أن تتوفر في مستخدم أداة التعارف والاتصال تلك –أي الإنترنت- صفة أن يكون مدركا لطبيعة الأداة وعارفا لما يصدق وما لا يصدق، وأخشى أن أقول لك أن هؤلاء قليل وهم في الشباب الذكور أقل وفي الشابات الإناث أقل كثيرا، وعند المحبوسات في البيوت تكاد تكونُ تلك الصفة منعدمة وكلهن غالبا يخدعن ويقعن في الفخ لو بتلصص؟ أي أنها تظل تفعل في علاقتها النتية/السرية تلك ما تفعل ولا تدرك أنها فعلا وقعت في المحظور إلا وقد حصلت مصبية!
أتدرين ما هي تلك الصفة التي أصفها وأصف انعدامها أو وجودها بوفرة أو قشورا فقط قد تتآكل، إنها تلك التي يجتاز الشرط الأهم من يمتلكها، تلك هي عدم السماح بأن تخدعنا الأداة لا في أفكارنا ولا في مشاعرنا، وبالطبع يمدُّ الحب أساطيله في نفوسنا في كل الأفكار وكل المشاعر، وكي لا أذهب بك بعيدا أقول: يجبُ أن يكونَ الممارس للتعارف عبر الإنترنت أيا كانت درجة ممارسته – أي ولو حتى لعلاقة واحدة- عارفا ومدركا لطبيعة الاتصال غير الإنساني الذي يوهمنا الأداة بأنه كذلك يجبُ أن نكونَ عارفين بأننا –إلا من رحم ربي- معرضون للخديعة من أبسط إلى أفظع صورها، فهل تستطيعين أنت ضمان ألا تندفع الفتاة في مشاعرها بحيث تعطي ما لا يعطى -بغير شروط- لمن لا تعرف حقيقته؟
إن الفتاة العربية غالبا غير مكونة مع الأسف واقرئي :
أسئلة مشروعة: نموذج عربية غير مكونة
نموذج عربية غير مكونة مشاركة مستشار
الكيس الأحمر ، والكذب على النت
في غياب العقل: من النت إلى التليفون
الكائن الافتراضي (الرجل الحلم) ، والفتاة الطيبة
عذراء المشاعر ، وتود الرحيل عنه ، وعن ذاكرته
حب سابق التجهيز : من النت إلى الجوال ! مشاركة
تجربة النت.. عذاب وألم
بدعوى العلاج: معقدة وكذابون على النت
لقد عرفت يا ابنتي كثيرات هدمت حياتهن بسبب علاقة على الإنترنت، منهن من عادت بجروح عزَّ أن تندمل ومنهن من خربت حياتها كلها بمعنى الكلمة، فهل ما زلت ترين أن نقول بأن الحب ممكن عن طريق الإنترنت؟؟ وبالمناسبة ليس المقصود بقولنا أن الحب غير ممكن عبر الإنترنت هو أن ذلك الحب لا يحدث فالحقيقة أن احتمالية وقوع طرفين في الحب وهما يتصلان ببعضهما فقط عبر الإنترنت أعلى بمراحل من احتمالية وقوع نفس الشخصين في حب بعضهما إذا كان تعارفهما وتواصلهما في الحياة الواقعية، وأسباب ذلك موجودة هنا أو هناك في ردنا على المشكلات أو تعليقاتنا على المشاركات، فطالعي أطراف الملف كله من فضلك:
لا حب عن طريق النت : فقه الإنترنت
الحبُّ بين النت والقبيلة.
عدم الثقة: الأفضل في علاقة النت
ولعلك أدركت الآن سر خوفنا؟ إن البنت الشرقية للأسف الشديد ما تزال جاهزة للتضحية بكل شيء من أجل الحب، وما أردناه هو أن ننبهها إلى أن الحب عبر الإنترنت ليس حبا تصح التضحية من أجله، هذا إذا سلمنا أصلا بأن المسلم الصحيح أو المسلمة الصحيحة تضحي تضحية مفتوحة لأجل الحب مفتوحا أيضًا بمعنى أي تضحيةٍ وأي حب؟...... فكري معي وتابعيني وأهلا وسهلا بك وبمشاركتك أنت وكل أحبائنا الفلسطينيين وغيرهم.