السلام عليكم
دكتور وائل..
أنا أرسلت لكم مشكلتي منذ سنتين تقريبا وعنونتموها بعنوان (اختلال الإنية في طيف الوسواس القهري)
أولا أحب أن أبشركم أنني تخلصت وبشكل تام من جميع الوساوس التي ذكرتها في مشكلتي تلك وإن كنت لازلت أعاني من بعض القلق والذي دفع طبيبتي لإبقائي على 20 ملغ من سيروكسات ربما مدى الحياة لاعتقادها أنه لا ضرر من ذلك إذ أن شخصيتي من النوع القلق ومعرضة للانتكاس بين لحظة وأخرى. وأنا مرتاحة على هذا الدواء والحمد لله.
قد تقولون ما المشكلة إذا؟؟؟
المشكلة والتي أعتقد أنها امتداد لمشاكلي السابقة هي ما يلي:
أشعر بالكسل العارم ولامبالاة قاتلة حتى عندما يكون كل من في المنزل بحاجة لي، وعدم الرغبة في فعل أي شيء سواء للتسلية أو الأشياء التي يجب علي فعلها كالبحث عن وظيفة أو مساعدة أمي في المنزل أو ...
عندما تطلب مني أمي مساعدتها أتذمر وأحس أنه ليس من حقها أن تأمرني بذلك وأحيانا كثيرة أتظاهر بعدم سماعها لدرجة أنه عندما يزورنا بعض الضيوف تطلب مني أمي أمامهم جلب غرض ما وأتظاهر بعدم السماع مما يسبب لها الإحراج الشديد!!
أنا على يقين أن ما أفعله غلط ولكن أنا نفسي لا أدري لم وصلت لهذه الدرجة من الاستهتار!!
عندما تطلب مني إحدى زميلاتي الخروج لنتسلى في مكان ما أشعر بالكسل وعدم الحماس ولكني أخرج معها خجلا. خلال المشوار أنبسط كثيرا وأتسلى ولا أرغب في العودة للمنزل!! عندما يعرض علي مشوار آخر أعود للكسل وعدم الحماس ثم السرور بعد أن أخرج وهكذا دواليك!! ما هذا التعارض الذي يحدث؟؟؟؟ شيء غريب!!
أضيف إلى ذلك أنني أقضي معظم وقتي خلال تواجدي في المنزل نائمة!! ولا أبالغ إذا قلت أنني أنام ما لا يقل عن 16 ساعة يوميا وأكرر يوميا!! ليس لشعوري بالنعاس ولا لتعبي وإنما للهروب من شيء أنا نفسي لا أدري ما هو!! لدرجة أن أهلي كلهم بدؤوا يتذمرون مني وكثيرا ما تسبب ذلك بمشاكل بيني وبينهم لظنهم أني أتناول نوعا من المخدرات رغم أني والله بريئة من كل ذلك وأنا نفسي لا أدري سبب تصرفاتي هذه!!
أحب أن أنوه أنني لا أعاني من ميول انتحارية بتاتا فقط أشعر بالملل والكسل وانفتاح هائل للشهية وهذا جزء آخر من مشكلتي إذ أنني أعاني من زيادة متوقعة للوزن نتيجة الأكل وقلة الحركة وأهلي يترجوني بأن أمارس المشي يوميا ولو لمدة قصيرة لأنهم بدؤوا يتذمرون من شكلي.وكما يحدث عند أي مشوار أكسل قبل النزول للمشي وخلال المشي أشعر بسعادة ثم أكسل قبل المشوار التالي وهكذا!! أخبروني بالله عليكم!! هل هذا اكتئاب أم اكتئاب ثنائي القطب أم فصام أم هوس أم ماذا؟؟ ربما لا يوجد تسمية لهذه الحالة الغريبة!!
ملاحظات:
1- أنا مستبصرة بما أعاني منه ولكن لا أعرف ما السبب وإن كنت أرغب لأن أعود إنسانة طبيعية تمارس حياتها بشكل طبيعي!
2- أثناء النوم أحلم أحلام واقعية شديدة العمق وواضحة جدا لدرجة أنني أحتاج لبضع دقائق بعد الاستيقاظ من النوم للتفريق بين ما هو واقع وما هو حلم! ونومي متقلب نتيجة لذلك وغير مريح! قد يكون ذلك بسبب الدواء الذي أتناوله!
3- يطلب مني مساعدة أخي الصغير بالدراسة وأتذمر كالعادة لكن أؤدي ذلك مجبرة. كرهت الأطفال وتدريسهم نتيجة لعناده وعدم رغبته بالدراسة لهذا أفكر بعدم الزواج والإنجاب مستقبلا لعدم المعاناة مع أطفالي!! وأستغرب حينما أرى الأمهات يهتمون بأطفالهم وتدريسهم ولا أعلم كيف يتحملون ذلك!
4- أعاني من الصرف ببذخ والتبذير وهوس التسوق وأهلي لا يبخلون علي بشيء ولكن كثيرا ما حدثت مشاكل نتيجة لتصرفاتي وصرفي المال في غير محله ولأشياء لا داعي لها أو تافهة!
أعتقد أن هذا كل شيء وأرجو الرد علي وإيجاد حل لهذه المشاكل لأني أرغب بالتغيير الإيجابي بأسرع وقت! وشكرا لرحابة صدوركم
وعذرا على إرسال المشكلة من هذا الباب ولكني لك أتمكن بتاتا من إرسالها عبر باب المشاكل نظرا لإغلاقه الدائم!
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
16/12/2005
رد المستشار
الابنة العزيزة أهلا وسهلا بك على مجانين، أحسب أنك قد بدأت طريق الشفاء مع طبيبتك، وأنها ستكونُ أقدر على الرد مني وكفاك وسوسة وانفلاتا وتكرار لذلك كله، وصلتني رسالتك هذه عبر غير بوابة مجانين الرسمية بتاريخ 16/12/2005، ولأن الأولوية تكونُ لمتبعي الطريق الرسمي، فقد أجلت ولم تقرأ ... وتأخرت في الرد عليك.
ثم فجأة أتتني استشارتك نفسها عبر موقع المستشار بعد قولي عشرة أيام، ولأنها دخلت هناك من الباب الطبيعي قمت بالرد عليها، ولكنك هناك لم تذكري الحقيقة كاملة وإنما فقط قلت (السلام عليكم أنا كنت أعاني من ما شخصته طبيبة نفسية من وسواس قهري منذ 3 سنوات (وساوسي كانت متعلقة بالعنف) وأكملت بعد ذلك ما أرسلته لنا بالنص لكن بعد حذف : (السلام عليكم دكتور وائل) )
أنا أرسلت لكم مشكلتي منذ سنتين تقريبا وعنونتموها بعنوان (اختلال الإنية في طيف الوسواس القهري)
أولا أحب أن أبشركم أنني تخلصت وبشكل تام من جميع الوساوس التي ذكرتها في مشكلتي تلك (وإن كنت لازلت أعاني من بعض القلق)، المهم أنك لم تذكرينا هناك بما هو منك هنا على مجانين، واخترت لنفسك اسما جديدا، وعلى أي حال أسوق لك هنا نفس ما قلته هناك إجابة عليك :
الابنة العزيزة أهلا وسهلا بك على موقع المستشار، من خلال ما ذكرته يصعب الوصول إلى أي شيء محدد أو مؤكد، فرغم أنك أسهبت في وصف كثيرٍ من المشكلات اليومية التي تعيشينها إلا أن عديدا من الانطباعات التي قد يأخذها الطبيب النفسي تواجهه أجزاء في إفادتك تتناقض معه أو تجعله أكثر تركيبا مما يبدو وتجعل حتى التخمين صعبا، فهناك ما يشير إلى شيء من التقلب بين الاندفاعية المتمثلة في ما تسمينه هوس الشراء وربما الانفلات تجاه الأكل، وبين القهرية التي تتمثل في كونك أصلا مريضة وسواس قهري كما شخصتك طبيبتك النفسية، وهناك ما قد يكونَ اضطرابا في سمات الشخصية لأن لدينا ما يبدو وكأنه سلوكياتٌ واتجاهاتٌ غيرُ متجانسةٍ بشدةٍ، تشملُ مجالاتٍ متعددةٍ من الأداء، مثل التحكم في النزوات، وطرق الإدراك والتفكير، وأسلوب الارتباط بالآخرين؛ كذلك يبدو نمطُ السلوك الشاذ باقـيًا، وطويلَ المدى، وليس مقتصرا على نوباتٍ من المرضِ النفسي؛ وهو يؤثرُ سلبيًّا على حياتك بشكلٍ واضحٍ مع نطاقٍ واسعٍ من المواقف الشخصية والاجتماعية؛ وغير ذلك من علامات اضطراب الشخصية.
لكن لا....لا فهناك الكسل الذي تشكين منه وهو يذكرني بصاحبة حالة كسل رهيب وحياة مؤجلة، وبغيرها مثل حزن وكسل الحل: ض ح ن، ولكن الكسل في حالتك وأنت تتناولين أحد عقاقير الم.ا.س.ا، قد يكون واحدا من آثار الم.ا.س.ا الجانبية، ولا أستطيع أن أقول هذا صحيح في حالتك رغم كل ذلك وإلا كنت ربطته بصورة واضحة مع استعمالك أنت للعقار.
فهل يا ترى تمثل حالتك خلطة بين الوسوسة والاضطراب الثناقطبي، لا أستطيع التخمين وأحسب أن طبيبتك النفسية التي تباشر علاجك أو باشرته من قبل ستكون أفضل قدرة على إجابة أسئلتك، فهلا تابعتنا بما تقوله؟ أنا في انتظار متابعتك، وفقط لا تستعجليني هداك الله.
أ.د.وائل أبو هندي
من أين يا ترى جاءني ذلك الإحساس بأنك تستعجلين؟ الله أعلم ....، لكنك تابعت التساؤل هناك عن معنى اضطراب الشخصية وقمت بالرد عليك أيضًا قبل أن أعرف أنك نفسها من تسمت بضحية الوسواس القهري وأرسلت مشكلة اختلال الإنية في طيف الوسواس القهري منذ سنتين، وهنا أضع لك السؤال والرد : متابعة لاستشارة: وسواس قهري أم اكتئاب ثنائي القطب؟
السلام عليكم د.وائل أشكرك على إجابتك السابقة.
وأحب أن أنوه أنني من أكثر المتابعين لحضرتك سواء من خلال موقع مجانين أو إسلام أونلاين أو من خلال اللقاءات معك على التلفاز وأنا أثق بك بعد الله في إيجاد حل لهذه الكتلة من المشاكل. جعل الله ذلك في ميزان حسناتك.
بالنسبة لرأي طبيبتي فقد قالت أن ما أعاني منه غير كاف لتشخيص الحالة باكتئاب ثنائي القطب.فهناك أعراض أهم ويجب تواجدها لتشخيص الحالة ولم تشأ إخباري بها حتى لا أطبقها على نفسي!
المهم تشخيص الحالة هو وسواس قهري (قد تمت معالجته تماما بحمد الله) واضطراب في الشخصية أو ما أسمته سمات متعلقة بالشخصية (الكسل والخمول واللامبالاة والاندفاع نحو الشراء)
سؤالي هو: ما المقصود بمصطلح (اضطراب في الشخصية)؟؟ وهل هذا مرض نفسي أم عقلي أ نوع آخر من الأمراض؟ وبم يعالج؟؟ حيث أني سئمت من هذا الكسل وأرغب بفعل أي شيء ولكن بنفس الوقت أجد نفسي غير قادرة بتاتاَ!!!
أشكرك مرة أخرى على رحابة صدرك
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته...
2005-12-26
الابنة العزيزة : أهلا وسهلا بك وشكرا على متابعتك وإطرائك الطيبين .
طبيبتك المعالجة بالتأكيد أقدر مني على الفصل في أمرك ، وهي أيضًا أقدر مني على تقديم العون المباشر لك ، ولهذا يا ابنتي فقد اخترت أن أحصر نفسي في الرد على ما يلي قولك : "سؤالي هو" لأقول لك : إن اضطراب الشخصية - أو اضطراب سمات الشخصية كما أحبُّ أن أسميه - ليس عند حدنا الحالي من الفهم منتميا لا إلى الذهان ولا إلى العصاب ، وإن عاشَ أصحابه غالبا حياةً تشبه حياة العصابي . وكثيرا ما تظهر أعراض العصاب عليهم بشكل قد يكونُ مزمنا ، وهم كذلك معرضون لنوبات ذهانية وجيزة أو على الأقل نوباتِ غضب حادٍ له عواقبه ، وهم رغم ذلك ليسوا مصنفين لا مع الذهان ولا مع العصاب ، وهي حتى الآن مختلف على تصنيفها ولكنها تعتبر مستقلة نوعا ما .
والدلائلُ التشخيصيةُ العامةُ للاضطرابات النوعية في الشخصية (Specific Personality Disorders) حسب النسخة العربية من تصنيف الاضطرابات النفسية العاشر ( ICD/10 ) لمنظمة الصحة العالمية ( WHO ) فهيَ كما يلي : هيَ حالاتٌ لا يمكنُ إرجاعها مباشرةً لا إلى ضررٍ أو مرضٍ جسيمٍ بالدماغ، ولا إلى أيِّ اضطرابٍ نفسي آخرَ ، وتستوفي المعاييرَ التالية :
-1- سلوكياتٌ واتجاهاتٌ غيرُ متجانسةٍ بشدةٍ، تشملُ مجالاتٍ متعددةٍ من الأداء، على سبيل المثال: الوجدانيةِ، والـتـنبه، والتحكم في النزوات، وطرق الإدراك والتفكير، وأسلوب الارتباط بالآخرين .
-2- يكونُ نمطُ السلوك الشاذ باقـيًا، وطويلَ المدى، ولا يقتصرُ على نوباتٍ من المرضِ النفسي .
-3- يكونُ نمطُ السلوك الشاذ عامًا ويؤثرُ سلبيًّا على التأقلم بشكلٍ واضحٍ مع نطاقٍ واسعٍ من المواقف الشخصية والاجتماعية .
-4- المظاهرُ المذكورةُ أعلاه تظهرُ دائمًا أثناء الطفولة أو المراهقةِ وتستمرُّ أثناءَ مرحلةِ الكهولة .
-5- يؤدي الاضطرابُ إلى ضائقاتٍ شخصيةٍ جسيمةٍ ولكنْ قد يتضحُ ذلك فقط في مرحلةٍ متأخرةٍ من مساره .
-6- يكونُ الاضطرابُ مصحوبًا عادةً، ولكن ليسَ دائمًا، بمصاعبَ واضحةٍ في الأداء المهني والاجتماعي .(منظمة الصحة العالمية ، 1999، ص 214) .
وأعطيك أمثلة على بعضها ممن أرسلوا لي على موقعكم مجانين وأخذنا انطباعا عن حالاتهم بأنها اضطرابات في الشخصية فاقرئي ليس لتطبقي على نفسك ولكن لتفهمي فتح الله عليك :
الشخصية التجنبية أم الرهاب الاجتماعي ؟
الشخصية المستهينة بالمجتمع وطقوس الإفساد مشاركة
الشخصية الهستنرجسية
الشخصية الاتكالية (الاعتمادية/السلبية) :
الشخصية البينية (الحدية) : هل هذا هو النموذج ؟
هل أنت شخصيةٌ قسرية ؟
اضطراب الشخصية الزوراني (البارانوي)
شخصية كئيبة؟ أم قسرية؟
كشط الجلد ضمن اضطراب الشخصية
بين يقظة الضمير والشخصية القسرية شعرة
هل شخصيتي مضطربة؟ ربما لا وربما وسوسةلست قطعا أميل إلى أي انطباع عنك أنت شخصيا فلا علاقة لك عندي بما أحلتك إليه من مشكلات غير أنني أردت توضيح صورة اضطراب الشخصية بإعطاء نماذج عنه ، وأما علاج اضطرابات الشخصية فما نزال لا نمتلك عقاقير ذات نجاعة في علاجه، وليس من المؤكد إلا أنه يحتاج إلى علاجٍ نفسي قد يطول، ومدارسه مختلفة وإن حققت المدرسة المعرفية نجاحا طيبا فيه، ولا تنسي أن المفهوم القائل بأن العلاج النفسي مجرد جلسات كلام هو مفهوم خاطئ وهذا هو ما قد يفيد بإذن الله بشرط أن يتوفر المختص والمتمرس في استخدامه إضافة إلى المريض المصر على التغير.... أهلا بك وتابعينا بالتطورات الطيبة .
وأخيرا أحسب أن من المهم أن تحاولي الحصول على العلاج المعرفي اللازم إن كان متاحا في مكان مناسب لك وليس معنى هذا أن تقطعي علاجك العقاري الحالي، وإنما أفضل أن يضاف العلاج المعرفي السلوكي إلى توليفة علاجك وفاتحي معالجتك وفقها الله في ذلك، وشكرا لك على الرحلة التي أجبرتني عليها، أنعم الله عليك بالشفاء من الوسوسة، وما يعلم سبحانه من غير ذلك وأجهل أنا .
وأهلا بك دائما على مجانين.
ويتبع.>>>>>>> : اختلال الإنية في نطاق الوسواس القهري مشاركة