خجل وخوف
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته؛
المشكلة باختصارخجل خوف وأتمنى وأبغي الزواج أنا شخص يتمنى الزواج بس كلما فكرت فيه قلت لا، والسبب الأول خجول بشكل كبير، والشيء الثاني يخليني أخجل بزيادة أن القضيب عندي حجمه صغير وبكذا أصير خجلان وخائف، وهذا مخلين لحد الآن ما تزوج ونفسي أتزوج اليوم قبل بكره،
وشكرا لكم ودمتم لي،
وآسف إذا كنت أثقلت عليكم.
24/09/2003
رد المستشار
الأخ السائل العزيز، أهلا وسهلا بك وشكرًا على ثقتك في صفحتنا استشارات مجانين،
أولا أنت لم توضح لنا ماذا تقصد بقولك خجول بشكل كبير؟ ولا كيف سيمنعك الخجل من الزواج؟ فأنت تضع لنا الخجل وكأنه أحد أسباب عدم إقدامك على الزواج وكأنك تعيش في بلدٍ غير بلدك!، فهل يا ترى تريد أن تقول أن الخجل تسببَ في عدم قدرتك على إقامة علاقات مع الجنس الآخر؟
بوجه عام يا أخي نحن لا نتخيل أن الخجل يمنعك من أن تصرح لوالدتك أو أختك أو من ستخطب لك كما هو المتبع في بلادكم من أنك تريد الزواج، ومعنى ذلك أن الخجل قد يكونُ موضوعًا آخر، وقد يكونُ مرتبطًا من بابٍ خلفي بموضوعنا الثاني في هذا الرد، لكنه بكل تأكيد ليس عاملاً رئيسيا في عدم إقدامك على الزواج، ولكننا ننصحك بقراءة الردود السابقة على صفحتنا استشارات مجانينوالمتعلقة بالخجل والحياء والرهاب وكيفية التصرف في مثل تلك الحالات وكيفية التخلص منها تحت العناوين التالية:
الحياء الشرعي، والرهاب المرضي!
الرهاب الاجتماعي وليست الرعشة
مجتمعاتٌ ضد توكيد الذات
الهذرمة وشيءٌ من الرهاب
احمرارُ الوجه ليس خجلاً فقط
"الحل...ابحث عن ذاتك" .
ونصل بعد ذلك إلى نقطة هيَ التي نظنها أساسية وجوهرية وربما تمثل لب المشكلة وربما تكونُ من خلالها الرابطة المنطقية الوحيدة الممكنة بين الخجل وبين عدم إقدام شاب في بلدك على الزواج، وأنت بالطبع (ومع الأسف) لم تذكر لنا ما يمكننا من الرد بصورة موضوعية عليك فقولك (القضيب عندي حجمه صغير) يعني أنك تفرض علينا أن ندركه بنفس إدراكك له مع أننا قد يكونُ رأينا مختلفا، فالمفروض أن تقول مثلا أن طول القضيب كذا وقطره كذا، ويبدو أنك لم تقل ربما بسبب الخجل مع أن أحدا لا يخجل أمام الإنترنت (في الغالب).
المهم أنك تركتنا في حيرةٍ من أمرك، فهناك بعض الشباب يكون لديهم قلق طبيعي من ناحية مسألة طول القضيب أو حجمه، وهذا القلق ناتج عن معلومات خاطئة حول هذه المسألة، فهناك مثلا من نجد لديهم تصورا لوجود طول معين للقضيب يمتع الزوجة! وأن طولا أقل منه يكون أقل إمتاعا وهناك كثير غير ذلك من الأخطاء الشائعة حول هذه المسألة، مع أن كثيرًا من الأبحاث التي أجريت (في الغرب طبعا) بينت عدم وجود علاقةٍ للطول بالقدرة على إمتاع المرأة، وأنه طالما أن البلوغ قد تم بصورة طبيعية وأن النمو الجسمي والجسدي في حالته العادية، فلا يوجد طول معين ،ولا حتى حجم معين، بل إن هذا هو ما استنتجه أول وأشهر باحثين في العلوم الجنسية النفسية وهما الأمريكيان ماسترز وجونسون، كما أن الطول أو الحجم ليس هو المنوط بالمتعة سواء للرجل أو المرأة.
كما أظهرت تلك الأبحاث أن ما أمرنا الله سبحانه وتعالى به في كتابه الكريم من تقديم أنفسنا: بسم الله الرحمن الرحيم: {نِسَآؤُكُمْ حَرْثٌ لَّكُمْ فَأْتُواْ حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ وَقَدِّمُواْ لأَنفُسِكُمْ وَاتَّقُواْ اللّهَ وَاعْلَمُواْ أَنَّكُم مُّلاَقُوهُ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ} صدق الله العظيم (سورة البقرة الآية 223) هو الأهم، ولكي أكونَ أمينا معك تمام الأمانة فقد قرأت مؤخرًا بعض الأبحاث الحديثة نوعا ما (سنة 2001) تم فيها سؤال النساء الغربيات عن وجود تأثير لقطر القضيب (أي سمكه وليس الطول) على إمتاعهن فأظهرت النتائج وجود ذلك الأثر، أي أنه كلما كان القضيب أكثر سمكا كلما كانت متعة المرأة أكبر وبلغت نسبة من رأين أن القضيب الأكثر سمكا هو الأكثر إمتاعا ما بين45%و50%وفضلن القضيب الأكثر سمكا على الأكثر طولاً!، وبالمناسبة كثيرًا ما نجد القضيب الأقصر طولا هو الأكثر سمكا، ولعل حالتك تكونُ كذلك.
إلا أن لدينا عدة ملاحظات على مثل تلك الدراسات، ولعلها عندك أيضًا:
أولاً: مثل هذه الدراسات تفترض أن امرأة معينةً ستجرب عددا من الذكور من أصحاب الأطوال والأحجام المختلفة للقضيب! فهل ترى معي أن هذه المرأة تمثل عينةً تستحق الدراسة أصلا؟ بمعنى هل هي أهل للثقة؟ وهل كلامها ينسحب بالتأكيد على نسائنا؟
ثانيا: تزامنت الدراسات الحديثة مع موجة جديدة من الإعلانات عن طرق لا حصر لها على الإنترنت لتضخيم حجم القضيب، وعندما سألنا في هذا الأمر أهل الاختصاص أجاب معظمهم بأن الأمر عملية نصب كبيرة في الأغلب، وتحمل أخطارًا لا حصر لها عند من يقومون بجراحات لمثل هذا الغرض، وهنا يضيء الضوء الأحمر لكي أقول لك أن النساء اللاتي يجربن عديدًا من الذكور (لأغراض علمية!!!!) من الممكن جدا شراء ذممهن لأن شركةً معينة ستطرح منتجا جديدًا في الأسواق يزيد من سمك القضيب.
ويهمني هنا أن أنبهك إلى حقيقة يفترض أنها لا تغيب عن ذهنك فأنت مسلم سيتزوج مسلمةً سيعرف كل منهما الخبرة الجنسية الطبيعية الحلال مع الآخر، ومن المفترض أيضًا أنك لن توضع في مجال مقارنة مع غيرك من الذكور، هذا إذا سلمنا أصلا بوجود مشكلة وهو أمرٌ فيه شك كبير من ناحيتنا، وأكتفي معك بهذا القدر من التفنيد للأمر، لكي أقول لك أن قلقك بهذا الشأن قد يكون مجرد قلق عادي ينتهي بمجرد معرفة المعلومة الصحيحة.
ولكن ما يظهر من تفاقم هذه الفكرة في ذهنك لدرجة أنها تمنعك من الإقدام على الزواج، ربما يخرج بالأمر من نطاق القلق الطبيعي الذي تكفي الطمأنة بتصحيح المعلومة لإزالته، إلى حد وجود اضطرابٍ نفسي لديك هو أحد اضطرابات نطاق الوسواس القهري OCD Spectrum يسمى اضطراب إدراك الشكل Body Dysmorphic Disorder وفي هذا الاضطراب تسيطر على الشخص فكرة أن جزءاً ما من جسمه ليس طبيعيًّا أو أن شكله ليس على ما يُرام، وتسيطر هذه الفكرة على الإنسان بحيث تفسد حياته وتغير مسارها.
وكثيرًا ما تتجسَّد هذه الفكرة في الذكور المصابين بهذا الاضطراب في مسألة شكل القضيب أو طوله، ويتولد لديهم اعتقاد خاطئ أن قضيبهم ليس بالطول المناسب، ويحاولون الابتعاد عن العلاقات النسائية خوفًا من انكشاف أمرهم، وهو اضطراب نفسي محض لا يصلحه الاطمئنان أو حتى الكشف الطبي العادي، حيث يقوم هذا الشخص بتكرار الكشف ويدخل في دوامة من الكشف وإعادة الكشف، ولكنه لا يقتنع بوجهة نظر الطبيب مهما أكَّد له طبيبه، وفي هذه الحالة فإن الأمر يحتاج للعرض على الطبيب النفسي المتخصص ليقدم لك ما يلزمك من العلاج النفسي المناسب لحالتك، من خلال العلاج المعرفي، ويحتاج الأمر في معظم الأحيان إلى المساعدة بأحد عقاقير الماسا والتي يمكنك أن تجد معلومات كثيرة عنها وعن اضطرابات نطاق الوسواس القهري على الروابط التالية:
نطاق الوسواس القهري
وساوس الخوف والريبة
ما هيَ الم.ا.س.ا؟
وفي النهاية أقول لك أن عليك أن تستخير الله عز وجل وأن تفاتح أهلك في مسألة الزواج بسرعة قدر استطاعتك، وإن لم تجد في إجابتنا هذه وفي قراءة ما أحلناك إليه من مشكلات ومقالات على موقعنا مجانين نقطة كوم، إن لم تجد في ذلك ما يطيب خاطرك فإن الاحتمال الأغلب هو أن لديك خلطةٌ من الأعصبة Neuroses متمثلةٌ في الخجل الزائد عن الحد، وفي الشك في تكوينك الجسدي وربما غير ذلك، فسارع إذن بطلب العون من الله سبحانه وتعالى أولاً ثم الجأ إلى أقرب طبيب نفسي متخصص، وتابعنا بأخبارك.