نتف الحاجب والرموش والشعر
منى طالبة عمرها 5 سنوات وهي أصغر الأخوة من البنات والذكور بدأت مشكلتها منذ أن كان عمرها أربع سنوات ونصف تعاني من نتف الرموش والحواجب والشعر وراء الأذنين وفي المقدمة،
وهي في مدرسة خاصة ولا تحب المدرسة كثيرا بسبب كثرة الواجبات على الرغم من إعطائها العديد من التعزيزات المحببة لديها،
ومع العلم فإن ابن أختها يعيش في نفس المنزل وهو يبلغ سنة ونصف من العمر.
15/1/2006
رد المستشار
الأخت السائلة: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته؛ نشكر لك ثقتك في موقعنا، ووفقنا الله لمساعدتك في حل مشكلة أختك ذات السنوات الخمس من العمر.
صديقتي يبدو ما تعانيه أختك في البداية كأعراض من يعانون من الاضطراب المعروف بهوس نتف الشعر، والذي فيه يقوم المريض أو من يعاني من هذا الاضطراب بنزع الشعر من الأماكن المختلفة في جسده.
وقبل أن أتورط في الوصف التفصيلي لهذا الاضطراب أو تشخيص حالة أختك ضمنه، تبدو لدى رغبة ملحة في مراجعة قراءة نصك في الكتابة عن أختك، وفي كل مرة أعيد القراءة أجدك تربطين بشكلٍ ما بين ما تبديه أختك من سلوك "نزع الشعر" وبين بعض الظروف المحيطة بها. فمثلاً تقولين أنها تشتكي من المدرسة وواجباتها الثقيلة، ثم تذكرين قدوم طفل صغير ذكر في الأسرة.
حقيقة الأمر يا أختي أنني لا أجد مفرا من أن أضع تلك الأمور في الاعتبار عند تشخيص حالة أختك. فاضطراب (نتف الشعر) إنما يتم بصورة "قهرية" أي وكأن الإنسان مجبر عليه، سواء كان ذلك للحصول على متعة -وهنا يسمونه اندفاعي- أو يكون لتجنب مشاعر التوتر التي لا تنتهي إلا بنزع الشعر.
ولكنه في بعض الأحيان وكغيره من الأعراض التي تتشابه مع سلوك بعض الفئات المرضية يتم على نحو اختياري بمعنى أخر يا صديقتي أن البعض يسلك بطريقة ربما نصنفها عند غيره بأنها حالة مرضية، ولكنها لديه تحدث بصورة اختيارية ليجني من ورائها مكاسب عديدة، فقد تعلمنا أن كل سلوك يسلكه الإنسان إنما يهدف من ورائه لتحقيق هدف ما.
ولعل بغيتي من هذه المقدمة هي أن تراقبي سلوك أختك لترين مبرره، فهل بالفعل تفعله بصورة قهرية أو كأنها مجبرة، تفعلها دون أن يكون هناك من يلحظها، أم أنها تهدف من ورائه إلى مكاسب تتعلق بالتغيب عن المدرسة أو التقليل من الواجبات.
ابحثي في سلوكها جيداً، هل ميلاد ذكر في الأسرة والتفافكم من حوله جعلها ترغب من التخلص من معالم الأنوثة في شكلها فتنزع شعرها اعتقاداً منها -وهو ما قد يتناسب مع تفكيرها المحدود لصغر سنها- إن ذلك يجعلها كهذا الصغير وتحصل على ما يحصل عليه من حب وتميز.
إذن حبيبتي الموضوع يحتاج منك إلى فحص جيد، أو حتى عرضها على طبيب أو معالج نفسي ربما ساعدك على التعامل مع الحالة ومعرفة ما يكمن خلف العرض الذي تظهره.
نتمنى أن تطمئنينا دائماً عليك وعليها.