الحزن..!؟
أنا طالبة في سنة أولى جامعة عندي 17 سنة مشكلتي أني أشعر بالحزن لأني ابتعدت عن صاحباتي وكل واحدة فينا في كلية ونادرا ما يكلمونني غير كده كليتي بعيدة عن مقر الجامعة اللي فيها كل الكليات وحاسة بحزن شديد وكمان لما أسمع أغنية حزينة، أتخيل إنه أنا واحدة من صاحباتي ماتت وأقعد أعيط عليها أو إنه أنا حتى اللي موت وأقعد أعيط على نفسي
وساعات أتخيل أني بطلة وأنقذت واحدة صاحبتي من الغرق وحاسة بقرف إن الدراسة جاءت أنا الأخت الصغرى لأختين واحدة عندها 20التانية 19 سنة وأبواي دائما الشجار دائما يعيارونا أنا وأخواتي حتى هما يعايروا بعض عشان بابا دكتور فاشل وماما مهندسة قاعدة في البيت تندب حظها أنها مشتغلتش ومطلعين قرفهم علينا ومعدناش نزور حد ولا أحد يزورنا معدش حد من قرايبنا بيجيلنا.
وكمان حاسة بحاجة وحشة إن ابن خالتي وهو أدي في السن أما جاب في ثانية ثانوى97 أخته قالت لي في التليفون أنه جاب 93 عشان محسدوش على ما أظن عشان أنا جبت 87 وحاسة إنهم وحشين قوى ومش طايقاه ابن خالتي نفسه عيلته فظيعة، أما مشكلتي بتاعة التخيلات بتدأت من 11 سنة.
25/09/2003
رد المستشار
الأخت العزيزة أهلا وسهلاً بك ومبارك عليك حياتك الجامعية، وشكرًا على ثقتك في صفحتنا استشارات مجانين، عندما تزداد حدة التوتر والقلق وتتعدد مسببات الإحباط من حولنا فكثيرًا ما تحتاج النفس البشرية لحفظ توازنها إلى مجموعة من الحيل نسميها حيل الدفاع النفسية Mental Defense Mechanisms والتي يقوم بها الفرد لا شعوريا في أغلب أنواع هذه الحيل.
وهي أساليب تعمل على إعادة التوافق النفسي حيث تقوم بطمس الواقع المؤلم حتى يتخلص الفرد من حالة التوتر والقلق الناتج عن الإحباط والصراعات أي أن هدفها هو الاحتفاظ بالثقة بالنفس وتحقيق الراحة النفسية،
وهذه الحيل يلجأ إليها كل الناس الأسوياء وغير الأسوياء ولكن الفرق بين السوي واللا سوي هو أن الأول ينجح في جعل لجوئه لتلك الحيل بصورة معتدلة أما الثاني فيفرط في استخدامها
ولا يستطيع أن يتخلص منها حتى وإن انعدمت أسبابها. والتخيلات أو أحلام اليقظة Daydreams fantasyهي واحدة من هذه الحيل وتعني اللجوء إلى عالم الخيال ومن خلال هذا العالم الذي يصبح فيه كل شيء سهل ومتاح فإن الفرد يستطيع أن يحقق ما لم يستطع أو لا يستطيع تحقيقه في الواقع كأن يحلم الطالب الفاشل بأنه أصبح عالما فَـذًّا، أو أن يحلم الجبان بأنه بطل مغوار،
كما أننا في الحلم نستطيع أن نتخلص من كل من يضايقنا ولا نستطيع في الحقيقة أن نشهر حتى كلمة في وجه!، ولا أقول سلاحا ويبدو أن البيئة الأسرية المضطربة التي نشأت بها وهي بالطبع بيئة غير سوية فالأب والأم دائما الخلاف مما يترك أسوأ الآثار على نفسية الأبناء فأنت لم تجدي الأمان والاستقرار داخل البيت فحاولت أن تلتمسيه من البيئة الخارجية والتي غالبا ما تكون جماعة الرفاق حيث يبدو أنك استشعرت بينهم بعض ما فقدته،
ولكن جاءت الرياح بما لا تشتهي السفن فتفرق عنك أصدقاؤك كل منكن ذهبت في مكان فابتعدوا عنك وفقدت الاستقرار الذي كنت تلتمسينه معهن مما زاد من القلق داخلك فبدأت تشعرين أن فراقهن عنك يعني موتهن أو أنك التي تود أن تموت خلاصا من كل ما أنت فيه ولكنهن (أي صديقاتك) لسن أمواتا فمازلن أحياء وذلك هو عهد الحياة بنا إذ يذهب كل منا لحياته الخاصة، ولكن ذلك لا يعني أن تنقطع صلتنا به أو أن نعده في عداد الأموات فمشكلة التخيلات التي تشتكين منها ما هي إلا وسيله تلجئين إليها لتساعدك على تخفيف ما بنفسك من قلق وصراعات وبما أن الصراعات والإحباطات كثيرة من حولك فكان لابد من اللجوء لشيء لتخفيفها،
نحن لسنا بمعزل عما حولنا فنحن نتأثر به كما نؤثر فيه والأسرة هي المؤثر الأكبر والمُشَكِّـلُة الأساسية لنفسياتنا وشخصياتنا كما أن المرحلة العمرية التي أنت بها لم تساعدك على تخطي ذلك، ففي هذه المرحلة نبدأ في تكوين اتجاهاتنا نحو الذات والمجتمع الخارجي ونحو المستقبل وتكون لجماعة الرفاق أو الأصدقاء أهمية بالغة.
أنت لا ذنب لك في الخلافات القائمة بين والديك ولكنك تستطيعين أن يكون لك دورٌ فعالٌ فيها، كأن تحاولي احتوائها عند بداية اندلاع الحرب عفوا أقصد الخلاف ولو حتى بالدعابة وإضفاء جو المرح وإعطائها شكلا دعابيا بين والديك كمحاولة لامتصاص غضبهما وأشعريهم بأنكم كبرتم وأن عليهم أن يضعوا ذلك في اعتبارهم حاولي جاهدة أن لا تجعلي ذلك يؤثر في شخصيتك وابني لك شخصيتك المستقلة بعيدا عن والديك فلا يستطيع أحد أن يحكم عليك من حكمهم على والديك.
فمثلا أهلك الذين لا يزورونكم تستطيعين أن تبدئي أنت في زيارتهم والسؤال عنهم وعيادة المريض فيهم ومجاملاتهم وعاملي الناس بمثل ما تريدين أن يعاملوك به فلا تجعلي الأحداث العابرة تؤثر سلبا عليك. وأما ما حدث مع ابن خالك فربما لم يريدوا أن يجرحوا مشاعرك أو ربما شعروا بأنك سوف تتضايقين إذا ما علمت أن مجموعه أكبر من مجموعك لعلمهم أن من هم في سنك دائما ما يتملكهم الإحساس بالتنافس ويعطون لذلك أهميه بالغة فكان ذلك احتراما لمشاعرك، وكان من الممكن أن تبادريه بالتهنئة، ولا تفسري أي شيء غير عادي يحدث لك على أنه إساءة إليك.
أما بالنسبة لمشكله صديقاتك وافتراقهن عنك فهي مشكلة غالبا ما يتعرض لها كل من هم في بداية الحياة الجامعية وأقول حياة لأنها بالفعل كذلك فهي مليئة بالخبرات النافعة فلا تجعليها تفوتك، فإذا كان أصدقاؤك ابتعدوا فهناك آخرون بانتظارك، وتستطيعين بحسن شخصيتك عمل صداقات جديدة ومن قال أن زملائك تركوك فأنت تستطيعين إن أردت أن تستمري في علاقتك بهم فتستطيعين أن تزوريهن في منازلهن أو أن تتفقي معهن على يوم تجتمعن فيه داخل الجامعة كل أسبوع مثلا،
وبتحسن علاقتك مع أصدقائك وأسرتك سوف تتلاشى مشكلة التخيلات هذه إن شاء الله.
00ويضيف الدكتور وائل أبو هندي: الأخت السائلة الحقيقة أن الأخت الزميلة أ.إيناس مشعل قد أحاطت في تعليقها على مشكلتك بمعظم جوانب المشكلة، لكنني أود فقط أن أحيلك إلى الردود السابق على صفحتنا استشارات مجانين لتعرفي بعض المعلومات عن أحلام اليقظة وعن دورها النفسي، تحت العناوين التالية:
تخيلات الموت والعزاء التعويض في الحلم
وفي النهاية نشكرك مرةً أخرى على ثقتك وندعو الله لك بالتوفيق وتابعينا بأخبارك.