اضطراب نفسي وعقدة نفسية واجتماعية
بسم الله الرحمن الرحيم،
أما بعد..... السلام عليكم أنا أعاني من مشكلة نفسية هي في الكلام. أنني عندما أتكلم لا أستطيع إخراج الكلمة إلا بعد جهد طويل(أي التأتأة في الكلام).. حتى بدأت أنعزل عن الناس ولا أخالط ولا أصاحب الناس حتى لا يسخروا مني لأنني أرتبك في كلامي والآن أصبحت منعزل تماما عن المجتمع بسبب هده العقدة الارتباك في الكلام, وحتى في مجال الدراسة عندما يقوم المعلم بسؤالي عن الدرس أقول له.. لا يوجد عندي إجابة...
مع العلم أنني أعرف السؤال الذي سألني عنه, فأخاف من أن يسخروا مني زملائي.. من كلامي".. فالآن أصبحت أخجل من الناس سواء كانوا رجال أم امرأة وحتى الأطفال أخجل منهم ولا أستطيع أن أعرف السبب",
أرجو منكم أن ترشدوني إلى حل هل أنا مريض نفسي أم لا مع العلم كامل الجسم وجميل المظهر وحسن الخلق والحمد الله وشكرا وأرجو منكم الإجابة على مشكلتي وإرساله إلى الإميل أنا.. وبارك الله فيكم مع السلامة.
30/12/2005
رد المستشار
الأخ العزيز "حمزة"،
إن مشكلتك هي شعبة من شعب القلق والتوتر، وتجسيد لضعف الثقة في النفس، وقد ترجع أصولها إلى الطفولة في المواقف التي كنت تحاول فيها بداية التعبير عن نفسك بأوائل الكلمات التي تحفظ، ويبدو أنها قد قوبلت ببعض اللهو والعبث من الآخرين، أو أن بعضهم قد سخر منك وقد كان إدراكك آنذاك غير ناضج وفسرت الأمر أنه مهانة، وعندها قد تكونت العقدة وزيدت إحكاما مع الزمن في مثل تلك المواقف التي كنت فيها شماعة يعلق عليها الناس ضحكاتهم وسخريتهم اللاهية العابثة.
وأراك يا صديقي أنه قد بلغ بك الأمر أشده وانسحبت من الحياة، بيد أني أود القول أن هذا وإن لم تقصد هو جبن وتخاذل، فأحرى بك أن تصلح ما بنفسك من عيوب تراها بدل أن يقتلك الخجل ويرمي بك إلى اليأس والعجز اللذان يسلبان منك السعادة.
يا صديقي،
هون الأمر عليك فإن التلعثم والتأتأة هما مشكلتان كثيرا ما نصادفهما وخصوصا ممن هم في مثل سنك والذين أصبحوا في وضع لا يقبل منهم مجرد الصمت أو هز الرأس، بل المفروض أنهم يبدؤون يعبرون عما يحسون.
إن الأمر سيتطلب منك الذهاب للطبيب النفسي فسوف يخضعك لبعض الأساليب المعرفية والسلوكية التي تلغي هذه العادة وتحسن من بعض مظاهرك في التعبير وتعلمك وسائلَ أخرى يقبلها المجتمع. وقد يحتاج الأمر أيضا إلى بعض العقاقير المزيلة للقلق مثل البوسبيرون.
يا صديقي،
ليس الأمر معقدا لكنه جد خطير ويحتاج منك إلى سرعة التحرك قبل أن تتأصل اللازمة في شخصيتك وقبل أن تصنع سياجا من الاكتئاب حول شخصيتك فتودي بك إلى مزيد من الانعزالية والخجل.
"حمزة" من الآن ابدأ في قهر هذه العادة في تمرين نفسك فهي أفضل الطرق ومثله كمثل اللاعب يتمرن قبل المباراة، فابدأ بإعداد برنامجا تدريبيا لك بأن تقرأ في كتاب أو في مصحفك وتسجل صوتك وتحسب عدد التأتآت، ثم تحاول الإعادة وتزيد من تركيزك وثقتك بنفسك وتحديك لمشكلتك وتعيد هذا العمل مرة بعد مرة وفى كل مرة تحسب عدد التأتآت وهكذا بعيدا عن التوتر المصاحب للاختلاط بالآخرين تستطيع التدريب بحيث تتقمص في كل مرة دورا جديدا وتبدأ في التدريب بحيث تتكلم وتسجل نفسك وان أخطأت تعيد ثانية، وخذ الأمر مأخذ الجد وان أصابك الإحباط، استرخى قليلا واستجمع طاقتك وواصل فان كل ما تحتاجه هو التدريب في جو خال من التوتر. تابعنا بأخبارك.
* ويضيف الدكتور وائل أبو هندي الابن العزيز أهلا وسهلا بك على مجانين وشكرا على ثقتك، ليست لدي إضافة بعد ما تفضل به أخي الدكتور أحمد الموجي بارك الله فيه غير أن أرشدك إلى بعض الردود السابقة لمستشارينا على مشكلات مشابهة إن شاء الله تفيدك كثيرا، فقط قم بنقر العناوين التالية:
التلعثم والتأتأة وشيء من القلق
لجلجة في كلامي: هذرمة ثم لجلجة
لعثمة في الكلام
التأتأة والأيزو والسادة العلماء: إعادة نظر م
بين التأتأة والرهاب : بحثا عن الأيزو !
الهذرمة وشيءٌ من الرهاب
أخاف الكلام مع الغريب ..
وأهلا وسهلا بك دائما على مجانين فتابعنا بالتطورات.