الطموحة..
دكتوري الفاضل، أضع بين يديك مشاكلي وكلي أمل في أن تجد لي الحل الذي يجعلني أتخلص منها إلى الأبد....
أنا فتاة ابلغ من العمر20 عاما وأدرس بكلية وتخصصي لغة انجليزية في البداية كنت أحلم بأن أصبح دكتورة أنا كنت من المتفوقات منذ الصغر ولكن لا أعلم ماذا حدث لي عندما أصبحت في المرحلة الثانوية المهم أنني دخلت تخصص اللغة الانجليزية..
أنا إنسانة طموحة جدا جدا وأحلم بأن أصبح إنسانة مشهورة وكم حلمت بأنني ابنة الرئيس التي تزور دول عديدة وتلتقي بأشخاص وتحل مشاكلهم ولازالت أحلام اليقظة تراودني وتسيطر علي وعلى عقلي أحلم بأن أحصل على درجة الامتياز وأن أسافر إلى دول مختلفة وأن أعمل مترجمة لوزير أو لشخصية مهمة أنني أحلم دون أن أفعل ما يؤهلني إلى تحقيق أحلامي في الحقيقة اكتشفت أنني أستاذة في أحلام اليقظة ولكن لا أسعى إلى تحقيقها.
فمثلا في تخصصي لا أعلم لماذا لا أكون نشيطة ومتفوقة مع العلم بأنني أستطيع ولكن لا أدري هل هو الكسل أم أن أحلام اليقظة أخذتني بعيدا عن الواقع.... أنني معروفة عند الجميع بأن لدي أفكارا المثيل لها والكل يطلب أفكاري العبقرية لعمل أي شيء ولكن لا اعلم ما الذي يحدث لي أنني قادرة على الفعل ولا أفعل.
ومن جانب آخر فأنا شديدة الغيرة لا أحب أن يكون احد مهما كان أن يكون أفضل مني ومن الجانب الآخر فإنني لا أفعل شيئا لأكون أفضل شخص....
لا أحب أن يسبقني أحد أو أن يكون محط اهتمام أكثر مني، أنني لا أحب أن يعرف الآخرون بأفكاري ولا أحب أن أبيح بمخططاتي الدراسية أو أي مخططات أخرى فانا اعلم بان هذه أنانية ولكن لا أعرف كيف أتعامل معها لقد قرأت الكثير من كتب علم النفس ولم اشعر بأي استفادة، وفي الآونة الأخيرة اكتشفت بأنني قليلة التركيز كثيرة النسيان وأفكاري غير مرتبة أبدا وأنني كثيرة العجلة والسرعة في الكلام مما يوقعني في الكثير من الأخطاء اللغوية والقواعد اقصد في دراستي للانجليزي، أعلم بأنني قادرة على فعل ما أريد ولكن لا أعلم لماذا هذا الكسل.
دكتوري الفاضل، أريد أن أفهم شخصيتي ومن أنا وما الذي يحدث لي أتمنى أن تساعدني فانا لا أستطيع التفكير في الفشل أو أن لا أحصل على الامتياز
أرجوك ساعدني لأبدأ من جديد بروح العزيمة والمثابرة.
1/2/2006
رد المستشار
أهلاً بك يا عزيزتي..
وأهلاً بهذا الكم الكبير من القلق والحيرة التي تعتمل في داخلك، وأبشرك بأن هذه الحيرة هي التي ستوصلك إلى طريقة المعرفة الحقة ومن ثم الهدوء والاطمئنان والاستقرار، بإذن الله..
أحلامك كبيرة، بل كبيرة جداً، ولكن جهدك المبذول لا يتناسب معها، وهذا يولّد سؤالاً: هل حقاً ما تحلمين به هو أحلامك الحقيقية في هذه الحياة؟ هل حقاً أن تكوني إنسانة مشهورة كأن تكوني ابنة رئيس أو سفيرة أو وزيرة أو أياً كان تسافرين وتلتقين بكبارات الأرض وتحلين مشاكل الناس، هل هذه الأحلام هي أحلام تنبع من أعماقك؟ هل هي أهدافك الحقيقية؟
حين يكون الهدف حقيقياً فإنه يتمتع بقدرته على إشعال الحماس الذاتي، فكلما تذكره صاحبه نجده قد اشتعل حماسةً وأزداد إصراراً وعزيمةً، قد يعتريه الفتور والتعب بين الحين والآخر، ولكن مجرد التفكير في الهدف وتخيل تفاصيل تحقيقه يلهب حماسه من جديد، فينكسر الكسل بالعمل.
فالسؤال الآن: هل أحلامك هي طموحاتك وأهدافك الحقيقية؟ أم ماذا؟؟
والحقيقة أن صياغة الأهداف لها فنها الخاص لأنها تنبع من معرفة الإنسان لنفسه تلك المعرفة العميقة والتي يستطيع أن يحدد من خلالها رسالته في الحياة، ومن ثم يضع أهدافه بما يخدم تحقيق هذه الرسالة. فما هي رسالتك في الحياة؟
تقولين بأنك شديدة الغيرة، الغيرة يا عزيزتي صفة طبيعية من صفات الطبيعة البشرية، خلقها الله عز وجل فينا لتؤدي وظيفة مهمة وهي أن تكون بمثابة دافع يدفع الناس ليتنافسوا مما يؤدي إلى التقدم والتطور.. وكثيراً ما تخرج هذه الغيرة من معناها التنافسي الراقي إلى معناها الشيطاني والذي يكون قوامه الحسد والحقد، وما عليك إلا أن تستفيدي من هذا الوقود الذاتي الذي يتجلى في مشاعر الغيرة فتوجهيها الوجهة السليمة التي تدفعك باتجاه تحقيق أهدافك، على أن تظلي يقظةً دائماً لئلا يخرجها الشيطان إلى المعاني السيئة والمدمرة.
طبيعي جداً أن تكوني كما تقولين "قليلة التركيز كثيرة النسيان وأفكاري غير مرتبة أبدا وأنني كثيرة العجلة والسرعة في الكلام" فما هذه المشاكل إلا تجليات لحالة الاضطراب التي تعيشينها والتي ستتخلصين منها حين تكتشفين نفسك وتعرفين من أنت ولماذا خُلقت وإلى أين ستمضين وما دورك في هذه الحياة، إجابتك على هذه الأسئلة الكبرى ستنهي حالة الضياع التي تعيشينها ، وستبدئين بعدها بصياغة أهدافك والسعي لتحقيقها..
أهلاً بك مرة أخرى، وبانتظار متابعة منك لنناقش فيها ما استجد معك. ودمت طيبة هانئة بإذن الله..
ويتبع >>>>: أحلام في أحلام....أين الحقيقة مشاركة