أعتقد أن هذا النوع من الاكتئاب لا يزول إلا بتنفيذ ما هو مقتنع به الشخص، لأن الإخفاقات التي تعرض لها جاءت نتيجة كونه لم يكن مقتنعا بالأمور التي نفذها ولذلك أخفق فيها. كما يمكن أن تزول المشكلة بوجود التأمين المادي ووجود الوسط الاجتماعي الحنون حول الشخص كالزوج أو الزوجة بالدرجة الأولى ثم الأم والأب والأخوة والأصدقاء،
وشكرا.
31/7/2006
رد المستشار
الأخ الصديق: "الساهر"
مما لا نشك به أن الدعم الأسري والدفء العاطفي يجعلان الإنسان أقوى في مقاومة الضغوط المحيطة، ويجعلانه يجد منفذا للمعضلات التي تزيد حلقاتها إحكاما حول رقبته. وكذا الدعم المادي أيضا، ففي عصرنا هذا يمثل الضغط المادي واحدا من أهم المحبطات التي تصيب الإنسان بالاكتئاب، خاصة في ظل التقدم التكنولوجي الرهيب الذي قد فتح ألف باب تنفق فيه الأموال تحت عنوان الرفاهية.
لكن الذي أختلف أنا معك فيه، أن الاكتئاب لا يزول إلا لو فعل الإنسان ما هو به مقتنع، فأحيانا يكون اقتناع الشخص ببعض الأمور غير صحيح، وتكون المشكلة في نظرته هو للأمور وترجمته لها أنها ضغطا يهدد حياته، فمثلا لو كان الاكتئاب قد حدث نتيجة فشل الإنسان أن يثبت نفسه في عمل ما، أمعنى هذا أن الاكتئاب لا يزول إلا لو نجح الإنسان في نفس العمل، لكنه يزول عندما يجد الإنسان تفسيرا لهذا الفشل، وعندما يحكم بعقلانية على سر فشله، فقد يكون الفشل لأسباب به كنقص كفاءته لهذا العمل أو أنه لم يوفر أسباب النجاح لهذا العمل كالدعاية والترويج مثلا.... وهكذا.
وعندما يفهم الإنسان لماذا قد فشل ويحكم بحيادية على نفسه يستطيع أن ينجح بعد ذلك سواء في نفس العمل الذي فشل فيه سابقا أو في عمل آخر يتناسب مع إمكاناته، إن كان السابق لم يكن متناسبا.
مع شكري لإبدائك الرأي وتحياتي لصاحبة المشكلة.