تابع ذكريات الماضي
الحاضر والماضي تحرش وأفلام وانتحار
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
أود أن أشكركم على الرد على مشكلتي،
أولا: أود أن أجيب عن الدكتور أحمد عبد الله عندما قال لي: أين أبوك؟ سأقول لك : أبي مريض بالقلب والسكر والضغط، تريد أن أخبره لأكون سببا في موته؟ وتريد أن أسامح أمي وأختي أعطني سببا واحدا لكي أسامحهم، إنهم دمروا حياتي، ولم أذق فيها طعم الحنان والأمان.
أما عن أخي تريدني أن أسامحه على فعلته التي لا يقبلها شرع ولا دين، بدل أن يحميني ويخاف علي يفعل معي هكذا ؟
ثانيا: سأجيب عن أ. صفية الجفري عندما سألتني عن ردود فعل عائلتي. أولا لن يصدقوني لأنهم يعتبروه أفضل شخص. أمي ستضربني وتكرهني أكثر وأنا لا أريد ذلك . أما عن أخي فسيثور ويقول إني كاذبة وأني أفتري عليه. صدقيني أنا صرخت واستنجدت لكن ليس هناك من مجيب. أبي في عمله، وأمي تخرج مع صديقاتها، وهو يستغل خروج الجميع من المنزل ليفعل ما يريد فعله.
أريد أن أسألك ما هي مفاهيمك للفشل والنجاح، لأنه لا يوجد أحد أناقشه إلا أنت . أرجوك أجيبيني، لماذا أحس أني فاشلة، لم أجد في نفسي رغبة قوية بالموت، أحس بغصة شديدة، أحيانا لا أقوى على البكاء، وأحاول أن أؤذي نفسي بشيء حاد لكي أرتاح.
كيف أزيد من ثقتي بنفسي لكي أعيش حياة جميلة، وأنسى الماضي، صدقيني كلما أتذكر الماضي أتألم كثيرا، أما عن رثاء النفس فهو المجال الوحيد لراحتي.
أريد أن أنسى لكن كيف ؟
أريد أن أشكر د.وائل على الروابط التي استفدت منها الكثير.
أرجو الإجابة بسرعة .
3/1/2005
رد المستشار
أختي الحبيبة :
أشكرك على متابعتك، وأتمنى أن يكون مثل هذا التواصل معينا لنا جميعا، يعينك على التبصر في فهم معاناتك، وكيفية تجاوزها. ويعيننا لمزيد من الفهم لأحوال الإنسان حال الكرب، وكيف نكون أكثر اقترابا وعونا وتفهما ..
احترت من أين أبدأ فسطورك يتبين منها أن إجابتي أو إجابة د.أحمد لم يصلك إلا قشورها، أما لبها، و النافع منها فلم يجد طريقه إليك، ولست هنا ألومك، لكني أتأمل معك كيف أن غرقنا في الألم والإحساس بالعجز يحول بيننا وبين الرؤية الواضحة.
ما أطلبه منك أن تعودي إلى ما كتبه د.أحمد، وما كتبته لك مرة ثانية قراءة متأنية متحررة من قيد الإحباط الذي يتملكك.
لم ننصب أنفسنا حاكمين على مشاعرك حبا وكراهية، لكننا أردنا منك فقط أن تحبي نفسك، وتعطيها حقها من التقدير، وحبك إياها، سيمنعك من إيذائها، أو أن تقبلي لها أن تختصر حياتها في مشكلة يمكن حقا تجاوزها بالجهد الدؤوب، والرثاء لها لا يعني أن نسمح لمشاعر اليأس أن تدمرنا، وإنما يكون إيجابيا بان تمنحيها حضنا يلملم ألمها، ويمسح عبرتها.
أعطيتك وصفة تقديرية للنجاح كما أراها، وهذه الوصفة قد تحتاج إلى تعديل منك بحسب معرفتك بنفسك، صاحبي نفسك، وأحبيها، ووثقي صلتك بربك، فستجدين نفسك تحبينها أكثر، وتهدينها سكينة وطمأنينة، أما من آذوك فلا تشغلي نفسك فأوقدي من نار أذيتهم لك نورا يجعلك أفضل، لا مفك من الألم يا أختي، لكن ما نستطيعه هو أن لا نقف عند محطات الذكريات الأليمة إلا بما يعيننا على أن نستلهم منها معاني القوة والتسامح مع أنفسنا.
الأمر يحتاج منك إلى عزيمة ، فانهضي مستعينة بالله ثم بحبك لنفسك، الحالة التي تمرين بها من غصة ورغبة في البكاء طبيعية، واقبلي نفسك كما أنت ، ولا تلوميها لتعبيرها عن ألمها ، لكن ساعديها لتتجاوزه ، وأعيدي رجاء قراءة السطور التي كتبت لك من المستشارين أو المشاركين ، ففيها ما ينفعك بإذن الله.